تجميع الحلقات كامله بغرامها متيم بقلمي فاطيما يوسف حصري لمدونة أيام الجزء الثاني من نبض الۏجع عشت غرامي
المحتويات
كسر الباب لأنها من الواضح أنها لن تفتحه مهما مر الزمان
والقلق ينهشه بشدة وبدأ بدفع الباب بكل قوته مرات ومرات بجسده القوي وهي في متكومة على حزنها ودخلت في نوبة بكائها وعقلها يدور تفكيره في جرحه لها ولم تشعر بما يفعله
وفجأة استطاع فتح الباب أخيرا واڼصدم من هيئتها المذرية وهو ينظر لها بأسى لن يضاهيه أسى فقد شقت صدره حزنا على هيئتها
ثم بادر باحتضان وجهها بين كفاي يديه وهو يعتذر لها بندم
حقك علي ياشمس حقك علي ياحبيبتي والله إنتي فهمتي غلط خالص
ما كان منها إلا أنها أبعدت يداه عن وجهها برفق وعينيها فقط تدمعان وكأن الدموع أقسمت اليوم أن تنتهي في عيناي تلك الشمس
طلقني يا عامر
ابتلع ريقه بصعوبة من هيئتها المذرية لينطق باعتراف بعشقه لها
مقدرش أطلقك يستحيل أعملها يا شمسي أرجوكي ادينا فرصة نكمل ومتقفليش الباب من أولها في وشي وصدقيني والله ما هتلاقي حد يحبك ويرحب بيكي في قلبه ويديكه من حنانه قدي
الست لما بتفقد الأمان يا عامر بتبقي صعب ترجع تكتسبه تاني في لحظتها وأنا فقدت الأمان والثقة وبقيت حاسة إن مشاعري اللي كانت مليانة أمل وخطط اني أسعدك بقت مكشوفه وشمسي معادتش تدفيها وكل ده في ليلة واحدة بس ومش أي ليلة دي ليلة جوكر الۏجع كله
طب مش انتي هتفهمي في العيون وحديثها ! لو بصيتي في عيوني دلوك هتعرفي قد إيه اني محتاجك جنبي واني هضيع من غيرك
لااا ما أنا طلع احساسي كذاب وخدعني وهو ييرسمك ليا شهم وجدع وخلاص فقدت الثقة والأمان فيه هو كمان فمتعتمدش تأثر عليا من النقطة دي
جذبها لأحضانه برفق كي يجعلها تستكين ودموعها تهدأ ثم همس لها بجانب أذنها
طب ممكن تهدى يا حبيبي ومنتكلمش دلوك علشان انتي بكيتي كتيير ومش قادر أتحمل اكتر من اكده وبجد حاسس إني أستحق أتعدم بسبب كسرتك اللي بدون قصد داي ولما تهدي نتكلم مع بعض ونصفي الأمور بيناتنا وأوعدك إني هريحك والله العظيم وميهمنيش غير إنك تحسي بالأمان تاني معاي
طلقني أنا مش عايزاك ولا عايزة أعيش معاك وابعد عني
هتف بنبرة مبحوحة وهو يقترب منها
مش قادر يا شمس مش قادر أبعد ولا هقدر أسيبك أني ما صدقت لقيتك
واقترب أكثر وهي تاهت معه وهي غير قادرة على إبعاده عنها فكان جيش عاطفة اشتياقه وتمسكه بقربها كالرياح العاتية التي ابتلعت السفينة في أعماق البحار ولم يقدر على مجاراتها أشد الركبان وأقواهم
بعد مرور حوالي ساعة كانت تتمسك بالفراش وهي تغطي به
جس دها وعادت لشهقاتها مرة أخرى وقد أصبحت زوجته قولا وفعلا ولم تستطيع الإفلات من قبضته وهو يجلس بجانبها ينفخ سېجاره بضيق لحالتها التي لم تعتدل بعد حتى بعد اعتذاره لها عشرات المرات وهي بين يديه
كان يعاملها بحنو بالغ ولم يقسو عليها وراعى الرقى في عناقها ولم يوجعها وتعامل معها أنها الأنثى الأولى بين يديه
دعس سيجارته في وعائها ثم اقترب منها وهو يحتضنها من ظهرها مقبلا خصلاتها وهو يخلل أصابعه بينهم بحنو بالغ ثم همس لها
طب ايه بقي ياشمس مش الحضن بيقرب المسافات وبينسي الزعل بزياداكي عاد وجعتي قلبي عليكي اعتبريني مقلتش حاجة وقسما بالله يا شيخة الموضوع دي ما هفتحه تاني ولا حتى عايزك تسمعي مبرراتي
ما إن استمعت إلى كلماته المهدئة لها وكأنها يسكب على جرحها سائلا قابل الاشت عال فتزداد شهقاتها أكثر رغم حنو حديثه فهي الآن خسړت في أول معركة معه وكانت فقيرة جدا في محاولة الإمساك على حالها معه فقد غلبها بعاصفة اشتياقه واقترابه حتى ابتعدت عنه قليلا وهي تتحدث بجمود بعد أن حاولت السيطرة على دموعها
مش أخدت اللي انت عايزة وبتحارب عليه من امبارح واتعاملت مع زعلي بكل تجاهل واستغليت ضعفي وهزلي و قربت مني علشان ترتاح ابعد عني بقي وروح نام في أوضة تانية علشان تعبانة وعايزة أرتاح
اقترب منها المسافة القصيرة التي ابتعدتها ليثبت لها أنه لن يتركها لۏجعها وحيرتها مهما حدث وهو يربت على ظهرها بحنو وقد أغلق الأنوار
مش هسيبك لحظة يا شمس ولا هبعد ولا هخلي وجعك يسيطر عليكي ويقسي قلبك ناحيتي نامي يا حبيبي نرتاح ولما تصحي ونهدى نتكلم براحتنا
بحثنا عن الحب ومشينا وراءه أنسانا أنفسنا وعالمنا ورسمنا طريقنا بالخيال والأساطير لم نعلم أنه مؤلم ولم نتصور مقدار العڈاب الذي قد يسببه فعشنا لحظة فرح يملؤها العشق لكننا وجدنا عذابا وألما لم يكن في الحسبان
فصعب أن يجافيك الحبيب لأسباب غير واضحة والأصعب ألا يبرر لك قسوته رغم سؤالك الدائم عنه فعندما تنتظر الجبر من شخص ما لدرجة الجنون فإنك حتما ستفقد حلاوة لقائه بسبب قسۏة كلماته
من الصعب الاختيار بين الحب والكرامة والأصعب أن تكون مجبرا على التنازل عن أحدهم
شكرا لأنك چرحتني بكلماتك قبل رحيلك لأنني حين أحن إليك أتذكر كلماتك فيزول حبي لك فما أصعب أن تعيش داخل نفسك وحيدا بلا صديق بلا رفيق بلا حبيب فتشعر أن الفرح بعيد وتعاني من چرح لا يطيب چرح عميق چرح عنيد چرح لا يداويه طبيب صعب هو الوداع في الحب والأصعب أن ينتهي الحب دون كلمة وداع
بقي لغياب الشمس لحظات لحظات وياتي المساء وفي المساء يأتي الوداع وفي الوداع تبكي العيون ومن تلك الدموع تنطفئ كل الشموع إلا شمعة أوقدها دمعي كي لا ينسى أن الوداع كان من أشد الآلام الخېانة فمن المؤلم أن تتظاهر بما ليس في داخلك كي تحافظ على بقاء صورتك جميلة وأن تصافح بحرارة يدا تدرك تماما مدى تلوثها وأن تنحني لذل العاصفة كي لا تقتلعك من مكانك و تبتسم في وجه إنسان تتمنى أن تدير وجهك عنه وتمضي وما أصعب أن تشعر بالضيق وكأن المكان من حولك يضيق
تنام سكون على سرير الفحص فقد سافروا للطبيب كي يطمئنهم على الجنين وعمران يقف بجانبها يتمسك بيدها والبسمة تزين محياه بسعادة غامرة لينظر إليه الطبيب وهو يبتسم ببلهاء لما اكتشفه في جهاز السونار
جاهز يا صعيدي للمفاجئة امسك اعصابك قوووي ها أقول ولا أسيبك تتفاجأ
نظر إليه عمران متلهفا أن يتحدث وهو يطلب منه أن يحكي سريعا
له قول يا دكتور ومتقلقش الأعصاب شديدة وهتتحمل والصعيدي شديد ميتخافش عليه
كور الطبيب قبضة يديه وهو يمثل القوة بذراعيه بخفة وداعبه
اه على راسنا ياصعيدي مش هدخل معاك في تحدي تاني وأنا المرة اللي فاتت خرجت خسران من التحدي وبقى عليا عهد ووعد أولد الدكتورة في ولادها التلاتة على حسابي قوم بقي ادخل تحدي تاني واقول لك تكاليف المربية اللي هتساعد الدكتورة في التلاتة اللي هتجيبهم على حسابي ! لا يا عمنا الله الغني انت كدة هتتنصح عليا وهفلس على حس عيالك
برقت عيناي عمران وهو يستمع إلى ما قاله الطبيب أيعقل أن سكون تحمل في أحشائها ثلاثة أجنة وأن هبة الله وكرمه من أوسع ألأبواب وأن انتظاره لم يكن هباءا منبثا وأنه سيصبح أبا لثلاثة بدلا عن جنين واحد فقط تمناه كثيرا وكثيرا وحلم به ليال وليال
يا الله ما أكرمك على عبادك ربي في عطاياك ياذا الوهاب المنان والمعطي بلا مانع
ثم هتف للطبيب بذهول وحدسه لايكاد يصدق ما استمع إليه
هي مرتي حامل في تلاتة يا دكتور
هز الطبيب رأسه بموافقة ليقول بفخر مغلف بالدعابة وهو يشير إلي حاله
هل عندك شك ان ربك يوضع سره في أقصر خلقه ماهو مش علشان انا دكتور قصير القامة مش هعرف أوفي بوعدي معاك واخلي المدام حامل في تلاتة بفضل الله وكرمه الواسع !
ثم أكمل حديثه المشاكس بنفس الدعابة
جهز حالك ياصعيدي واحفظ ذهب الليل طلع الفجر والعصفور صوصو واحفظ أغنية جدو علي هو وبطته وكمان اه يابطة يا سمينة مالك كدة حيرتينا علشان انت بعون الله ياصعيدي يا شديد ها يا شديد مش هتنام الليل وهتتدشمل
تبسم عمران ضاحكا على كلام الطبيب ليشكر ربه أولا ثم الطبيب ثانيا وهو يشدد قبضته على يد سكونه بسعادة
الحمد لله يارب الحمد لله تسلم يا دكتور على تعبك ووعدك وانك عملت معانا الصح وزيادة
واسترسل عمران مداعبا الطبيب هو الآخر
ومتقلقش الصعيدي هيطمنك أول بأول إنه هيحطهم جوة قلبه وهيراعيهم برموش عيونه إن شاء الله يسهروه العمر كلاته بس هما ياجو بالسلامة آمنين
ابتسم الطبيب وهو يشعر بالفخر لجنس الرجال وردد
والله يابني انت اللي زيك هما اللي بيصلحوا سمعة الرجالة اللي باظت بسبب شكاوي حواء اللي مبتنتهيش عن قسۏة الراجل واهماله
ثم نظر إلى سكون مدليا عليه تعاليمه
بعد اذنك يا دكتورة مش هوصيكي طبعا انك حامل في تلاتة اللهم بارك مش عايزين يبقي باب النجار مخلع بمعنى ناخد المقويات والفيتامين ونتغذى كويس جدا منتجات الألبان نشتغل عليها كويس جدا الفاكهة وأهمهم التفاح يعني من الآخر عايز غذا يطلع الأجنة مرتاحين بعيدا عن الأدوية وطبعا الراحة ثم الراحة يعني تحاولي طول التسع شهور تبقي أكل ومرعة زي ما بيقولوا في المثل
هنا تمسك عمران بتلك الكلمة وسأل الطبيب أمامها
طب وشغلها يا دكتور داي ساعات بتاخد ورديات وبتتعب جدا في الشغل وحضرتك أدرى العارفين
نظر الطبيب الي سكون بأسى ناهيا إياها
معلش يا دكتورة نأجل الشغل والنجاح دلوقتي لحد ما تقومي بالسلامة وبعدها تصرفي حالك انتي لو حامل في واحد بس كنت هقول لك تابعي شغلك ولو يومين في الأسبوع أما إنتي اللهم بارك ويكمل لك على خير حامل في تلاتة يعني جوزك الصعيدي كمان يشوف لك ست تخدمك وتقعد معاكي تراعيكي
تذمرت سكون بأسى فهي تعشق عملها بشدة لتردد بطاعة مجبرة عليها
حاضر يا دكتور هعمل اللي انت هتقول لي عليه ومش هقصر أبدا
ابتسم لها عمران وهو يربت على كتفها برعاية أعجبت ذاك الطبيب ليهتف مشاكسا
طب من فضلك يا صعيدي ممنوع منعا باتا العصبية وانك تزعلها أو تضايقها بشتى الطرق أنا عايزك لما تعمل اي حاجة تتحمل مش كفاية هي هتتحمل فترة حملها الصعب جدا وانت هتشيل على الجاهز فلو زعلتها انت المسؤول
ثم تبسم بتهذب لسكون وأكمل بخفة
اي خدمة يا دكتورة معاكي كارت بلانش تعملي فيه اللي على كيفك وهو مجبر إنه يتحملك وطلعي بقي نكد الستات على حق مع الصعيدي علشان اشوفه متشحتف اللي ماشي يحب على روحه دي ومسبش حاجة للرجالة الغلبانة المتنكد عليهم من ستاتهم علطول
ضحكا كلتاهما بشدة على كلام الطبيب ليقول عمران وهو ينظر إلى سكون نظرة عاشقة بكلمات أذهلت الطبيب
له سكوني كيف الملايكة هتدي عمرانها الأمان والحب وهتحتويه في عز ما هي محتاجة وعمرها أبدا ما تتشبه بأي ست خلقها ربنا أني هشوفها بعين الزوج خير النساء اللي تسر القلب وتشرحه وهشوفها بعين الأخ أعزهم وأقربهم لقلبي وهشوفها بعين الأب اللي بته رافعة راسه وشأنه وهتخاف عليه من الهوا الطاير
ما كان من سكون إلا أنها ربنا على يديه تؤكد على كلامه ليهتف الطبيب بحزن مصطنع لفشل محاولاته في إزعاج عمران
يا صعيدي بقي يا صعيدي حرام عليك يا جدع هو انت ايه بتبلفها بكلامك علشان تغيظني
ثم وجه أنظاره إلى سكون مترجيا إياها أن تساعده في العبث بمزاج عمران
طب يا دكتورة قولي هو بيضايقك في ايه وتعترفي وأنا هديكي حالا مقويات وشوكولا لسه جاية لي من ألمانيا معاينة للأم تتاخد في حملها علشان تمنع تشوهات الجنين وتقوي عضلات القلب والصدر والرئة وهطلعهم بعون الله أشداء وعلى الصعيدي أقوياء بفضل الله وكرمه
زاغت عيناي سكون بين عمرانها وبين بطنها التي تحمل أبنائهم وهي تريد أن تستغل الفرصة ففكرت سريعا لتقول ببسمة شامتة وهي تنظر إلى عمران الذي يقف ينظر إليها بتشتت كالمنتظر لنتيجة اختباره وما إن قالت كلماتها للطبيب حتى برقت عينيه من مكرها وهو يتناوب النظر بينهم في اتفاقهم عليه بحسرة
بصراحة يا داكتور في حاجة خطړة قووي هيعملها الصعيدي وكمان خطړ على ولادي ونفسه ما يعملهاش
تبسم الطبيب بتسلية وهو ينظر إلى عمران ليغمز له بمشاكسة
والله وغلبت عشقك يا صعيدي وخلتها تعترف وفضلت ولادك اللي في بطنها عليك بصراحة أنا فرحان فيك قوووي
ثم نظر إلى سكون مستجديا منها أن تتحدث سريعا
قولي يا دكتورة وأطربي الآذان بشكواكي من الصعيدي الواثق من حاله بالقوي وخلاني أغير من عشقك ليه يرضيكي دكتورك اللي هيجاهد معاكي طول فترة حملك بكل أسلحة العلم اللي رزقه بيها ربنا علشان تولدي بالسلامة يبقي عنده عقدة نقص بسبب عمرانك اتكلمي بسرعة
ضحكت سكون على إلحاح الطبيب ونظرات عمران
الناهية لها بدعابة لتقول بأكثر شئ يزعج عمرانها
هيشرب سجاير كتير قوووي يادكتور والسجاير دي أكتر حاجة مضيقاني وهنتخانق بسببها كتير وخطړ على صحته قووي ولازم حضرتك تعرفه مدي خطورتها على ولاده اللي في بطني وبحس پاختناق رهيب لما أحس إنه شربها وحالتي صحيا بتدمر ومعدتي بتتقلب وببقي مش على بعضي وكمان خطړ جدا على صدره وصحته
مط الطبيب شفتيه بأسى عندما نطقت جملتها الأخيرة
يعني في الآخر مش خاېفة على نفسك يا دكتورة وبرده خاېفة على الصعيدي
ثم نظر إلى عمران ليقول بقلة حيلة
برده غلبتني
متابعة القراءة