تجميع الحلقات كامله بغرامها متيم بقلمي فاطيما يوسف حصري لمدونة أيام الجزء الثاني من نبض الۏجع عشت غرامي
المحتويات
لرأينا همنا ليس أكبر بغم غيرنا فالقناعة كنز لا يفنى
فاطيما يوسف
فاليوم سكون داخل غرفة العمليات تجري عمليتها فقد أعلمو الجميع انهم مسافرون للنزهة ولم يعرف أحدا بعمليتها سوى شقيقتها مها والتي رفضت بشدة أن تأتي معها ولا أن تخبر أحدا وانها ستطمئنها أولا بأول عليها وكان عمران شديد القلق وهو يقف أمام غرفة العمليات منتظرا خروجها والقلق يسيطر عليه بشدة فكم تعذبت سكون كثيرا من جراء تلك العمليات كي يجبرها الله
ظل واقفا يدعوا لها بقلب يخفق ألما ويتمنى من الله أن لايوجعها
بعد مرور حوالي ساعة قضتها سكون داخل غرفة العمليات خرج الطبيب أخيرا كي يطمئن ذاك المسكين ويرأف بحالته حتى جرى إليه عمران بلهفة
طمني يا دكتور مرتي كيفها
اطمن الدكتورة بخير قووي الحمدلله العملية نجحت شكلك مش عارف انت جاي عند الدكتور مين يا صعيدي
انفرجت أسارير عمران وهو يتطلع إلى الطبيب بسعادة بالغة وعيناه تغزو غرفة العمليات المقيمة بها زوجته
طب هتفوق امته علشان أطمن عليها
أجابه الطبيب كي يطمئنه
تبسم عمران لذاك الطبيب المشاكس لهيتف بعشق
وماله يا دكتور علشان أني كل حاجة حلوة عنديها زي ماهي بالظبط الحلو اللي في حياتي كلاتها
نالت إجابته إعجاب الطبيب ليربع ساعديه أمام صدره ويستند على الحائط ولأول مرة يضيع وقته مع حاله وهو يلقي على مسامع ذاك الزوج العاشق
تعرف يا دكتور كل اللي هتقوله عنينا صح قووي سكون وعمران قصة عشق مش هتتكرر هي بالنسبة لي روحي اللي هتنفس بيها وعلشانها هي حياتي اللي من غير وجودها هتضلم وهبقي عايش كيف الأعمى رغم اني هشوف تعرف كمان يا داكتور لو ما حصلش نصيب وربنا ما أرادش لينا الخلف مهزعلش من إرادة ربنا وهبقى متوكد إني اخدت نصيبي الأربعة وعشرين قيراط في سكوني وهبقي كماني مبسوط علشان لو هي بالأربعة وعشرين كلاتهم يوبقى مېت فل وعشرة وهعيش وياها أبوها اللي اتيتمت منه في عز صباها وأخوها اللي ربنا ما أرداش إنه ياجي الدنيا علشان يوبقي سندها وابنها اللي ربنا مقدرهوش لينا وفوقيهم كلاتهم جوزها اللي هيعشقها بعين الأب والأخ والابن والزوج
زمن وهو
ياه يا صعيدي بقالي كتير قووي مسمعتش الحاجات الحلوة دي بقالي كتير مقابلتش راجل زيك تسمح لي استجوب الدكتورة لما تفوق من البنج هي هتشوفك ازاي فضول مش هقدر ما اعملهوش
رمقه عمران بتحدي وهو كواثق الخطا الذي يمشي ملكا في ساحة عشق سكونه له
ماشي يا دكتور موافق جدا علشان نفسي اسمعها وهي هتحكي لك كيف عشق السكون للعمران وكمان مش هخليها تشوفني هبقي متداري وانت هتسألها علشان اشوف سكوني هتحكي كيف عن عمرانها ولو أني عارف
قهقه الطبيب على ثقة عمران الزائدة عن الحد في وجهة نظره
طب متتغرش قووي كدة لا احسن تنصدم وردها ميكونش على هواك ووقتها هفرح فيك علشان غرورك في وصف عشق السكون للعمران زي ما بتقول
استند عمران على الحائط هو الآخر وربع ساعديه كما فعل الطبيب وهو يردد بثقة
طب وان طلع اكتر ما هقول يا داكتور وقتها هيوبقى لينا عنديك مكافأة في حالة إنك مشفتش حالة خاصة زي حالة عشق السكون للعمران قبل اكده واصل
حك الطبيب ذقنه ليهتف بشغف وهو ينظر إلى عمران بأعين ثاقبة
طب في الحالة دي ياصعيدي ليك عندي هديتين أجمد منشطات تخلي الدكتورة تجيب تلاتة في بطن واحدة بمشيئة ربنا وفضله وتاني حاجة ولادتهم هدية مني ليكم
وتعرف كمان انا مش هعرف أصبر لحد كمان ساعة وأديها قعدة معاك لما اشوف اخرتها معاك انت والدكتورة يا عمران
شاكسه عمران
لما هتناديني ياصعيدي بتوبقى أحسن
هتف الطبيب بحماس
طب ياصعيدي بينا على غرفة الإفاقة زمان السكون فاقت ومستنية العمران علشان نختبر نظرات العيون في عز الۏجع اول حاجة
خطى عمران سريعا وهو يتلهف أخيرا لرؤيا سكونه التي خطفت قلبه معها وما إن رأته قادما من بعيد انقلب تأوهها إلى سکينة وعيناي تلتمع شغفا لأن تحتضن يدها كفوف العمران كي يسكن الألم بدفئ ملمسه فكم تعشق السكون العمران بما لم يكفي أساطير لوصف عشقهم
كان الطبيب مرتكزا بنظرته عليهم فلم ينشغل عمران بكلام الطبيب ولا بأي شئ في حضرة معشوقته المټألمة لأجل إسعاده وهو يسألها بحنو بالغ
كيفك يا حبيبي هتحسي بۏجع كبير
ابتسمت بوهن فكل الأوجاع ستتحملها مقابل عمرانها
لما شفتك سكن الۏجع ونسيته كانك البلسم اللي هيتحط على الچروح فتطيب طوالي يا عمران
كان الطبيب مذهولا من كلام تلك السكون فكيف لذاك العمران أن يثق من عشق السكون بل ويراهن عليه بكل ثقة
ومن المؤشرات يبدو أنه سينتصر عليه في ذاك التحدي الخاسر الذي ډخله مع صعيدي عاشق حد النخاع
حتى أنه لم ينتبه لنظرات الطبيب المنصبة عليهم ليقترب منهم وهو يتحمحم والفضول عنده وصل لأعلى المراحل
أمممم حمد الله على سلامتك يا دكتورة ومبروك نجاح العملية ان شاء الله شهرين بالظبط ونقول لك مبروك علشان هتبقي حامل في الشهر التاني
خرجت سكون من وله عمرانها الذي اقترب منها يبثها بكل كلمات الأمان والحنان البالغ كي ينسيها الألم وهي تهتف بنبرة ممتنة
لذاك الطبيب الماهر وتمتلئ بالوهن
متشكرة جدا يا دكتور وربنا يبارك في أمثال حضرتك ومعلش تعبتك معاي
فحصها الطبيب بنفسه بعناية فهو لم يفعلها مع مريضة قبل ذاك مما أدهش المساعد الذي هرول خلفه ولكن حالة سكون بالنسبة له مختلفة تماما من حيث الحالة المعنوية فنظر الطبيب إلى عمران وهو يغمز له آمرا إياه ليبتعد
طب ممكن يا باشمهندس عمران تروح تجيب لنا التحاليل اللي طلعت بعد العمليه من القسم رقم خمسه اللي جنبنا
تفهم عمران غمزة الطبيب ويبدو أن الموضوع سينقلب من قلق إلى تسلية مع ذاك الطبيب المرح الذي خفف عنهم لحظة خروج سكون من العمليات مما راق له اسلوب ذاك الطبيب ليتصنع الخروج من الغرفة وكل ذلك أدهش المساعد الذي يقف وراء الطبيب من حركات وجهه وغمزته لزوج المړيضة وبالأخير اختباء عمران
ثم حول الطبيب أنظاره الى سكون متسائلا اياها بتسلية وقد عادت لألمها مرة أخرى
انتي أمرك غريب قوي يا دكتورة دخلنا عليكي لقيناكي پتتوجعي من أثر العملية
وأول ما شفتي عمران جوزك ومسك ايدك الۏجع مشي في ثانية وأول ما خرج عشان يجيب التحاليل اتوجعتي تاني هو في ايه بالضبط ممكن أفهم
تأوهت سكون پألم حقيقي وأجابت الطبيب بعيناي تلتمع بوميض الغرام المتيم كما نظرة عمران الذي رآها الطبيب منذ قليل وصار الآن على حافة الجنون من ذاك الثنائي المختلف بشدة
هكلمك بصراحة يا دكتور ما رضيتش اتوجع علشان اني متوكدة انه هيتقطع من جواه على ۏجعي بزياداه وقفته قدام العملية وهو ھيموت من القلق عشاني
حبيت أطمنه اني بخير علشان قلبه يطمن وما اشوفش نظرة الړعب في عينيه علي
اصلك ما تعرفش ان عمران مش زي اي زوج هياجي مع مرته وهي هتعمل عملية ويوبقى جواه حبة قلق خالص يا دكتور عمران حالة مختلفة في خوفه على سكون ورعبه عليها من الهوا اللي هيمسها فما بالك بقي بينج وعملية وتخدير وتقطيع في بطنها
دق قلب الطبيب بوتيرة سريعة من تلك المړيضة التي تكتم تأوهها خوفا على مشاعر زوجها
يا الله ما ذاك الثنائي الذي ود أن يفدي كل منهم الآخر بروحه !
ولكنه ما زال يحاصرها بأسئلته حتى يتيقن من ثقة العمران الذي يقف يستمع إلى كلماتها بقلب ينبض ۏجعا على كتمان حبيبته لآلامها كي لا تحزنه
يا ستي حرام عليكي تكتمي الۏجع عشان تطمنيه وتتعبي نفسك ما هو لازم يتحمل معاكي ولازم يحس إنك عاملة عملية كبيرة وپتتوجعي وخاصة ان انتي مش بتصعبني وخلاص عشان تكسبي وده
تبسمت شفاها لتجيب الطبيب بما جعله وقف متسهما امام ذلك العاشقان
ولو طولت اخبي أي حاجه تخلي عمران يتوجع هعملها يا دكتور مش هتأخر كفاية انه اتحمل وياي خمس سنين بحالهم كان واقف في ضهري يدافع عني قدام أي حد حتى والدته لما كانت كل شوي تكلمه في موضوع الخلف كان يقف زي الفارس ويقول لها ان ما كانش الطفل دي ياجي من من سكون يوبقى مش من غيرها مش عايزه اقول لك حاولت قد ايه انها تقنع انه يتجوز عليا لكن في كل مرة بيرفض ويطلع ياخدني في حضنه ويطمني ان مفيش غيري سكن وسکينه واحتواء لقلب عمران
و مواقف كتير قوي عايزه أساطير أحكيها وبرده مش هتوفي عمران
اني مكسب عمري ونصيبي الحلو في الدنيا اني قابلت عمران اللي في كل مواقف الحب والدعم هون عليا الأيام الصعبة ولو شاء القدر ورجع بيا الزمان ألف مرة عمري ما هندم على سنين عمري اللي وهبتها لحبه من غير ما يعرف ولو مفيش عمران في يوم من الأيام يوبقى مفيش سكون يا دكتور
تأكد الطبيب أنه خسر الرهان وفاز به عمران الذي يود الآن أن يخرج من وراء الستار ويحتضنها أمام الجميع فهي قد قالت أكثر ما تخيل وبالرغم من أنه كان واثقا من اعتراف السكون وأنه حتما سيكسب الرهان إلا أن استماعه إلى اعترافها أمام الجميع كترنيمة ساحرة من أعذب الألحان جعلته يقف صامتا أمام كلامها الجميل فيه حقه والصمت في حرم الجمال جمال وعند تلك الكلمه قالها الطبيب بلسانه وكأنه يقرأ عقل العمران وهو يرد على تلك السكون
مش عارف أرد بإيه لعشقكم انتم الاتنين اللي ما شفتش زيه غير بكلمة واحدة بس الصمت في حرام الجمال جمال والصمت في عشق عمران والسكون أبلغ من أي كلام يتقال
ثم أكمل وهو ينادي عمران
اظهر وبان عليك الأمان ياجان عمران ده أنا بقيت شاعر على حسك يا صعيدي
تعجبت سكون من نداء الطبيب وبالفعل ما هم إلا خمس ثواني ووقف عمران أمامها وهو ينظر لها بفخر لكون تلك العاشقة الجميلة امرأته التي علت بشأنه أمام الطبيب دون ان تعرف بوجوده أو أنه يسمعها وهي تردد بذهول
ايه ده كنتو هتختبروني عاد انت والدكتور يا عمران
اقترب عمران منها وهو يحتضن كف يديها مطمئنا إياها
له هو مش زي ما فهمتي ياسكون حاجة اكتر من الاختبار الدكتور كان هيراهن على عشقك ليا وأني قلت له ان مهما قلت لك كلام عن حبي لمرتي هتسمع منها
اكتر منيه وهو ما صدقش فحب يسمع بودنه من غير ما اكون قدامك علشان قال يعني ما تجاملنيش وفوزنا برهان الدكتور اللي هو ايه بقى يا دكتورة
حركت رأسها للأمام وهي متشوقة لسماع الرهان ولكن سألته پخوف
بس الرهان حرام يا عمران ولا ايه
هنا تحدث الطبيب وهو يخبرها ما دار بينهم
هو مش رهان قوي يا دكتورة بس تقدري تقولي ان جيت اخفف عنه وجودك جوة في العمليات لقيتني بسرح معاه في قصتكم لما شفت في عيونه لهفة وخوف ما شفتهمش في عيون زوج قبل كده فسرحت معاه في الكلا
ابتسم عمران وسكون لفكاهة الطبيب معهم لتقول بذهول بعدما استوعبت كلامه
وه تلاتة في بطن واحدة يا دكتور هعملها كيف دي
قهقه الطبيب من ذهول سكون مردفا بنبرة دعابية
ثم نظر إلى عمران ليسترسل دعابته وهو يغمز له
علشان أوحل الصعيدي في العيال وأمرمطه تحت رجليهم عشان يسيب حبة حب للناس الغلابة التانيين وكفاية عليه كده حب ودلع
تبسم الجميع من كلمات الطبيب لهم فحقا أدخل السرور على قلبهم بشدة في عز وجعهم وكم من تلك الأمثلة الحية التي نحتاجها في حياتنا كي تهون علينا تعب الحياة الدنيا
خرجت زينب إلى حديقة المنزل وجدت سلطان يتحدث في الهاتف فاقتربت منه وسمعته يردد
طب يا ولدي خلي بالك من نفسك انت ومرتك وترجعوا باذن الله سالمين غاليين في رعاية الله
جلست بجانبه وسألته
كنت هتكلم عمران
اجابها بتأكيد
ايه هو اني حداي واد غيره
مطت شفتيها بامتعاض
وكان لزومه ايه السفر دي وأخته هتروح تعمل عملية كمان أسبوع كان يقعد يلم فيهم شغله اللي هيتعطل علشان هيسافر وياها ولا حبكت الفسح دلوك هو ومرته
رمقها بنظرة ڼارية وهو يقرأ الغيرة في عينيها على ولدها فما زالت زينب تشعر بالغيرة على ولدها الوحيد
هو حر يعمل اللي على كيفه يسافر يتفسح وقت ما يريد ما لناش صالح يا زينب
بادلته نفس النظرات وهي تستنكر ما قال
كيف يعني ملناش صالح يا سلطان هو دي مش ولدي ! ولا انتوا خلاص نصبتوه بعيد عني ومليش علاقة بيه ولا ليا شأن وقيمة في حياته
تنهد سلطان بأنفاس عالية وقرر عدم الدخول في مناهدة مع زينب وقرر تهدئتها وهو لن يفصح عن سر سفر عمران الحقيقي وهو وزوجته
مين قال لك اكده يا زينب عمران ولدك وهيفضل ولدك ادعي له بالستر وراحة البال أحسن من أي حاجة في الدنيا ولدك محتاج دعواتك عشان ربنا ييسرها معاه في كل خطوة هيخطيها
شعرت زينب بالقلق على ولدها وسألته
هو ولدي في حاجة عفشة يا سلطان وانت هتخبي علي حكم هو سره معاك اليومين دول واني بقيت مركونة على الرف وآخر من يعلم
طمئنها بصدق
هو أني ولدي هيوبقى فيه حاجة شينة يا زينب وهقعد أتحدت وياكي عادي اكده وأني حاطط في بطني بطيخة صيفي عادي
متابعة القراءة