تجميع الحلقات كامله بغرامها متيم بقلمي فاطيما يوسف حصري لمدونة أيام الجزء الثاني من نبض الۏجع عشت غرامي
المحتويات
بكلامك دي يامتر
استفزته بنبرة صوتها العالية ثم قبض علي ذراعيها بقبضتيه الفولاذيه يعتصرهما وهو يهزها صارخا بها بأمر نظرا لأنه يكره الصوت العالي وخاصة عندما تكون امرأته
صوتك ميعلاش يارحمة أصل ورب الكون لا هتشوفي وش عمرك ماشفتيه ومش عايز كل مشكلة تقابلنا صوتك يعلى عليا احترمي إني جوزك مش عيل صغير قدامك علشان تعلى صوتك عليه وتشوحي بإيديكي قدامه واظبطي لسانك وطريقة كلامك
تمام أني ماشية وسايباك مع الهانم تعمل مابدالك ولا هزعق ولا هعلي صوتي ولا هتكلم معاك تاني من الأساس طالما دي كل اللي هامم الباشا
وعقبت وهي تنظر تجاه الباب طالبة منه
لو سمحت قول لأم محمد تدخلها الصالون بعيد عن الباب والسلم
ممكن نهدى بقى واستني اهنه هشوفها عايزة ايه وهاجي لك طوالي
هتفت بتصميم دون أن تنظر إليه
له مهستناش ثانية اهنه ولو سمحت هملني لحالي وملكش صالح بيا نهائي
إزاي أهملك لحالك ! اظبطي يا رحمة حالك هو حالي جملة استنكارية نطقها ماهر بدهشة من ردها عليه وعقب عليها وهو يمسكها من كتفها يحاول بث الطمائنية في قلبها
رفعت يده من على أكتافها ثم تحدثت وكأنها لم تسمع شيئا
اعمل اللي انت عايزه بس من فضلك عايزة أمشي دلوك لأني اتأخرت
فور أن تيقنت دلوفها الى غرفة الاستقبال خرجت من الغرفة سريعا وتبعها كي يوصلها للخارج وهو يعلم تماما أنها لن تمرر ذاك الموضوع على خير فهي عنيدة للغاية
أوصلها للخارج وهي تركض بخطوات سريعة وهو لم يتعافى بعد من مرضه وجسده مازال مهزوزا ولكنه حاول اللحاق بها وقبل أن تغادر أمسكها من ذراعها قائلا لها بحنو فهو لم يريدها أن تخرج من منزله حزينة
نظرت إليه بملامة ولم ترد على وداعه لها مما جعله يستشيط من عنادها ثم حاول ظبط حالته النفسية جراء ماحدث أما هي تحركت من أمامه پغضب جم ولم تعير كلامه أدنى اهتمام كل مايدور في خلدها أنها أجبرت الآن على تركه وحده مع تلك الدخيلة عليهم والتي تأكل الأفكار في عقلها الآن بنهم وتود أن تفتك بهما معا
خطى إليها بأقدام ثابتة وما إن رأته حتى تعجبت لهيئته المذرية وهو أيضا تعجب لهيئتها المذرية فقد كان تحت عيناها مغميا بالسواد ووجهها يبدو عليه الانطفاء فحقا شعر بالقلق عليها وانتابه شعور بالخزي من أنه طردها من جميع المواقع فمهما كانت العشرة لاتهون في نظره وهي قد ربت على يديه
فاقترب منها متسائلا بنبرة قلقة حقا
مالك ياشمس ايه اللي مخلي وشك باهت ونزلتي النص اكده ليه
تنهيدة حارة خرجت من جوفها حتى وصل زفيرها الح ارق إليه وبات يجزم أنه يوجد خطب ما جعلها هكذا بتلك الحالة
ثم اقتربت منه وأخبرته بنبرة منكسرة جادة
قبل أي حاجة ليا عتاب عندك ياللي كنت أبيه ماهر في يوم من الأيام وكنت بمثابة أخ كبير وعمرك ماشفت مني الا كل خير
انحرج بشدة من عتابها وتعرق وجهه كثيرا فهي محقة في
كل ما قالت ولن تكذب في حرف واحد ثم أكملت هي بنفس النبرة المنكسرة وهي تسأله بنبرة تحمل بين طياتها الملامة
ليه عاملتني بالطريقة دي لما جت لك المكتب وسمحت لمدام رحمة انها تتعامل معايا بالطريقة دي
واسترسلت وقد التمعت الدموع في عينيها
منكرش اني اتكلمت معاها بطريقة ناشفة شوية لكن مش لدرجة انها تخليك تعمل لي بلوك وتطردني من مكتبك
وتابعت حديثها وقد انقلبت عيناها الملتمعة بالدموع إلى أخرى دامعة بغزارة فأعطته ظهرها وهي تحاول كتم شهقاتها
عمري ماكنت أتخيل منك انت بالذات كدة
لقد تق طع قلبه لأجلها فهو يكن لها شعورا من المحبة الأخوية ولكنها مع سفرها وابتعادها سنواتها الأخيرة وخاصة بعدما حدث من أختها معه إلا أنه مازال ممتنا لمواقفها في الوقوف بجانبه وقت أزمته بل في ذرو أزمته كانت بجانبه كالملاك بطيبة قلبها
ثم حاول ظبط انفعالاته على نفسه جراء حزنها ذلك وعلل قائلا بأسف
معلش يا شمس اللي مريت بيه مع أختك مكانش شوية وانت أدري الناس هي عيملت فيا ايه كنت بتقعدي ويانا بالأسبوع وبتشوفي إزاي كانت متمردة وكأنها بني أدمة تانية غير اللي حبيتها واتجوزتها
وأكمل شارحا بنبرة تقطر ندما على حظرها
وزي مانت جيتي وشفتي بنفسك إني كتبت كتابي على الإنسانة اللي وقفت جاري وخرجتني من محنتي بعد ماكنت قافل باب الستات بأقفال وجنازير واتحولت من التجربة المريرة اللي عشتها لإنسان مش انسان لاااا دي كنت عامل كيف الإنسان الآلي بالظبط
واستطرد شارحا بملامح ابتسمت تلقائيا وهي وهو يتحدث عن رحمته
لحد ما رحمة ربنا جت لي واتعذبت شهور وياي وأني أذيتها بالكلام كتير وهي صممت إنها تخرجني من محنتي وتخليني أرجع أشوف الحياة بمنظورها الحقيقي مرة تانية
حاولت تجفيف دموعها ثم استدارت بوجهها إليه وحاولت تهدئة حالها من نوبة البكاء التى انتابتها فور تذكرها لحظره وكرامتها التي هدرت على يديه وتحدثت بنبرة عاتبة كما هي
تمام كل اللي حكيته بس ده علاقته ايه بمقابلتك وطردك ليا من مكتبك بالطريقة المهينة دي وكمان تحظرني من كل مكان
أخذ نفسا عميقا يستحضر به الهدوء ثم أجابها صريحا كما اعتاد بشخصيته مع الآخرين لأنه يكره الكذب واللف والدوران في الحديث
خليكي مكانها ياشمس هي دخلت المكتب لقتك قاعدة على المكتب قدام جوزها وبتتكلمي بدلع وهي مرتي وعرفت كماني إنك أخت مراتي طبيعي انها تثور وتعمل اللي عيملته دي طبيعي إن يكون موقفها تهجمي عليك إنت متعرفيش في اليوم دي اتخان قنا كد ايه لجل مجيتك المكتب وأني من واجبي تقديرها واحترامها
تفهمت حديثه بتمعن ولكنها لن تعطي له أي عذرا لمعاملته الجافة معها ثم اقتربت بخطواتها ونظرت بعينيه وقالت
أنا محتجاك ياماهر ومحتاجة وجودك جنبي محتاجة ترد لي ولو جزء بسيط من وقفتي اللي وقفتها جمبك ودعمها ليك في أشد أزماتك وأنا دلوقتي جايالك في أشد أزماتي ومبقاش ليا غيرك
وأكملت بنبرة صادقة حزينة وقد التمعت عينيها بالدموع مرة أخرى
شمس اللي كانت كلها حيوية بقت ضايعة وشريدة بابا ماټ وعمي طردني لأنه عارف اني وحيدة دلوقتي ولا
أم ولا أب ولا أخ ولا أخت
انا بقيت مرمية في الشوارع دلوقتي وملقتش غيرك أحتمي فيه
وتابعت
وهي تنظر داخل عينيه وقد وضعته داخل صندوق اللاختيار الآتي بعاصفة لن تنتهي بعد
هتقف جمبي ولا رحمة هتخليك تطردني من هنا تاني وأضيع ياماهر
كان واقفا بأعصاب مشدودة وقد برزت عروق رقبته وخاصة وهو يضغط على قبضة يديه بقوة لتطلعه إلى الأمام وأن القادم ع اصف لامحالة ومن المحتمل ه لاكه تلك المرة على يد رحمة فهي امرأة قوية للغاية ولن تمرر وقوفه معها مرور الكرام وأيضا رجولته تحتم عليه أن يقف بجانبها وأن لا يتركها بلا مأوى وهي كما تقول أصبحت شريدة مطرودة من بيتها حصن أمانها وبالطبع سيبحث ويتأكد من صدق حديثها
كانت تنظر إليه بعيناي منطفئة من حزنها وهي تنتظر رده في نجاتها وداخلها متيقن من شهامة ذاك الرجل لطالما عهدته فارسا مغوارا وتعلم أنه رجل بحق
رمقها بنظرة استكشاف كي يعرف ما إذا كانت محقة في كلامها أم أنها كبرت وتعلمت مكر حواء والذي إن وقعت بمكرها تحت يد صغيرته الداهية ستسقيها
من المكائد أهوالا بل إن وقعت تحت براثن غيرتها حقا ستسح قها دون أن يرمش لها جفن فتلك هي رحمة المهدى لايقال عليها إلا المرأة الحديدية
كيف عمك يطردك من بيتك هو ميعرفش انك الوريثة الوحيدة وكمان بلغت سن الرشد يعني ملهوش حكم عليك !
وأكمل استفساره وهو مازال يلقي على مسامعها كل ما يجول في خاطره
كيف يعرض نفسه للخطړ وهو عارف إن أقل محامي ببلاش يجيب لك حقك في بيت أبوكي
ابتلعت ريقها بصعوبة بالغة وأجابته وهي تنظر أرضا من شدة خجلها
أمممم بابا كان مديون لعمي وكاتب عليه وصولات امانه على بياض
ثم أرجعت خصلاتها وراء أذنها وتابعت بنفس خجلها
اصللل
بابا بعد م وت اختي وبعدها ماما تعب وانهار ومبقاش ينزل الشغل وخسر المحلات بتاعته وبقى شرب وسهر لحد الفلوس اللي معانا كلها ما خلصت وحتى اللي في البنك وكل حاجه راحت وبقى يستلف من عمي ويمضي
على الوصولات وبعدها عامل ما بقاش يسلفه لحد ما المړض اتمكن منه
ولما جيت لك المكتب اخر مرة كنت جاية علشان اشوف شغل هنا واستقر وأمن حياتي لنفسي واحاول بشهادتي اللي اخدتها من برة استغلها
بس حصل اللي حصل من رحمة ورجعت ومفيش شهر وبابا م ات ولقيت الدنيا كلها پتنهار من حواليا
واسترسلت حديثها وهي تحاول كتم شهقاتها لشعورها بالإذلال أمامه ولطالما عهدها أنثى مدللة أبيها ولكن هي الأيام والزمان يوم يرفعنا لأعلى عليين وعشرون تصفعنا الأزمات الى أسفل الأرذلين
لا والأدهى من كده عايز يجوزني ابنه المعوق اللي لا حول ليه ولا قوة وما ينفعش ان هو يرتبط بأي إنسانة اصلا علشان خاطر اعيش خدامة تحت رجليه واشيل مسؤوليته اللي تعباهم مقابل اني اقعد في شقة معززة مكرمة تصور حياتي بقت عاملة ازاي في لحظه يا ماهر !
عايزة اقول لك انا بتمنى المۏت وان ربنا يرحمني من الذل اللي انا هعيشه لو انت موقفتش جنبي
مفيش غيرك جه قدامي ومفيش غيرك اضطريت اني ألجأله
انت طبعا تقدر تتأكد من كل كلامي بسهولة جدا وتعرف اني مش بكذب عليك
ما زال يرمقها بنفس النظرة الاستكشافيه كي اتاكد من صدق حديثها قبل ان يسال وداخله متيقن انها لاتختلق حوارات كاذبة فهي من صغرها بريئة وليس لها في أمور المكر ثم اقترب منها وهو يطمئنها
ما تقلقيش يا شمس انا مش هسيبك غير وحقك راجع لك وبيت ابوكي هيرجع لك واشوف حوار عمك ده
بس انت عرفتيه ان
انك جايه اهنه
رمشت بأهدابها بتوتر بالغ وهتفت بمقلتين زائغتين مما ستبلغه به
أمممم عمي كان جايب المأذون علشان يجبرني اني اتجوز ابنه بالليل النهاردة ومحرم علي الخروج من البيت وكمان اجبرني اني البس الحجاب وأنا مقدرتش اتحمل اكتر من كدة واستغليت فرصة هدوء البيت وهربت الصبح بدري وجيت على هنا وزمانه قالب الدنيا عليا دلوقتي
رفع حاجبه الأيسر ناطقا بذهول مما أبلغته به الآن ولن يصدقه عقل
معقولة كلامك دي ! هو في حد بينجبر دلوك على الجواز
أمائت برأسها بتأكيد سريعا وتمتمت بتعب
والله ما كذبت في ولا حرف ياماهر عمي استغل شيكات بابا اللي ماضي بيها وحرفيا بيذلني بيها وأنا يستحيل اتجوز ابنه ده وكمان عمي واصل وراجل له معارف كتيير ومش هيخليني اعرف اتنفس
ليه هو عمك شغال ايه جملة استفهامية نطقها ماهر وهو مازال مدهشا من حكواها وأجابته هي بجبين مقطب
عمي مسك محافظ القاهرة من أربع شهور بالظبط
اتسعت مقلتيه وهو يردد بنبرة ذهولية
هو عمك اسمه حافظ الهنداوي
وأكمل بنفس الاستغراب
بس دي مش اسم عيلتكم
حركت رأسها بموافقة ثم أكدت له
لاا الهنداوي ده لقب ليه مشهور بيه من زمان لكن هو في البطاقة اسمه حافظ محمد دويدار
اخذ نفسا عميقا ثم زفره بهدوء مطمئنا إياها فهو قرر أن لا يتخلى عنها مهما كانت الصعاب التي سيواجهها مع تلك الرحمة
تمام أنا هقف جمبك ومتقلقيش خالص ياشمس
بعينين ممتنتين لشهامته سألته بتأكيد
بجد ياماهر مش هتتخلي عني لحد ما اوصل لبر الأمان
ابتسم بهدوء وأجابها بتأكيد
طبعا متعودتش أتخلى عن أي حد محتاج وانت عارفاني زين وإلا مكنتيش جيتي حداي اهنه
طب ورحمة هتعمل ايه لما تعرف بمشكلتي وبمجي هنا
وليا كمان رجاء عندك مش عايزاه تعرف اللي عمي عايز يعمله فيا ولا تعرف إني ضعيفة وحد بيذلني
مسح على شعره بقلق وداخله يردد
يا الله على ما انت آت إليه ايها الماهر إنها لأيام صعاب قادمة سوف تع صف بقلبك وعشقك لتلك الرحمة
يشجعني عقلي أن لا أتخلى عن تلك الشمس ويراوضني قلبي بأن كيف لي أن أواجه عاصفة الهوى مع نفحات رحمتي العاتية
رجع لرشده قبل أن تنتابه نوبات من الجنون في التفكير لما هو قادم ثم هتف بنبرة مطمئنة
متقلقيش محدش هيعرف أي كلام من اللي قلتيه
وتابع بتحذير أشبه للرجاء
بس كمان عايز أنبهك ابعدي عن سكة رحمة نهائي ولو حوصل موقف حاولي يوبقى ثباتك الانفعالي هادي ورزين لأبعد الحدود لأن رحمة هتعتبرك خصم وانت متعرفيش رحمة هتعمل كيف مع أخصامها واعرفي انك في الدنيا داي علشان تاخدي حقك تتحملي أي شئ وتأكدي إن بعد التعب هتاجي الراحة وأني مهسبكيش قبل ما أقدف وياكي وأخليكي توصلي لبر الأمان
واسترسل حديثه بنبرة رجل عاشق لامرأة اقتلعت جيوش التمرد داخله وأعلنت أسلح تها الم دمرة لكيان بأكمله وهو مازال يؤكد عليها
بس خلي بالك اني راجل عاشق لمرته والعاشق ميقبلش چرح حبيبه ولا الإهانة ليها واصل يعني مقابل حمايتي ليك ووقوفي جمبك يستحيل بل من رابع المستحيلات إن رحمة توبقى ح رب أخسرها وعلشان اكده لازم تتحملي اي رد فعل علشان رحمة مش سهلة خالص
اشت عل داخلها بن ار الغيرة فهي قد أتت وتيقن داخلها أن تنال من قلبه وتجعله يذوب غراما بها وأن تلك المعضلة التي وضعها بها عمها ماهي إلا مركب نجاة كي تنعم بالقرب من ذاك الماهر وحتى معرفتها بخطبته من تلك الرحمة ليست حاجزا صعب هدمه فهي بجانبها تبدوا كعارضات الأزياء بسبب جسدها المتناسق وبشرتها الشقراء وجمالها الذي يجمع بين ملامح الغرب وأصالة الشرق
ولكن الآن بكلامه عن قوة تلك الرحمة جعل القوة الكامنة التى أعدتها داخلها لمجابهتها هشة ضعيفة وداخلها
متابعة القراءة