تجميع الحلقات كامله بغرامها متيم بقلمي فاطيما يوسف حصري لمدونة أيام الجزء الثاني من نبض الۏجع عشت غرامي
المحتويات
وهو يتمسك في كتفه مما جعل فارس أبعده عنه بطريقة دعابية
وسع يابني هتكرمشلي البدلة ياض اتكلم من بعيد لبعيد ممنوع اللمس والاقتراب المنطقة خطړ
بس بس ياعمهم متتفشخرش قووي كدة لمس مين واقتراب مين إحنا داخلين حقل ألغام ولا حاجة كلمات فكاهية ما زال ابن خاله يشاكسه بها واسترسل باستنكار مصطنع وهو يلوي ثغره
سلام
اندهش فارس من طريقته اللامتناهية في الضحك والخفة وهو يشير إليه ويوجه استفساره لخاله
ايه ده يا خالو مين ده اصلا ده إنت متجوز بسكوتة وانت قمة في الرقي النسخة الشعبية دي جبتها منين ده مستورد من حواري بولاق
مقولكش بقي حاولنا قد إيه أنا ووالدته نعقله ونحاول نظبط صواميله المفككة اللي رماها في أعماق البحار ولا حياة لمن تنادي بل بالعكس بيزيد أكتر وهو ده بلوتي الصغيرة في الحياة اخواته التانيين آية ماشين على الأرض
لم يعجب حديثهم أشرف عن شقاوته ليعرب مؤكدا عن إعجابه بطريقته
وبالفعل قبل يده بطريقة دعابية ومسحها على رأسها كأنه يودعها القبلة ليسترسل دعابته
حبيبتي يا دماغي شكرا ليكي على وقفتك جمبي وبعدين يا ابويا البيت اللي مفيهوش صايع حقه ضايع ولا ايه ياكبير
طب بقولكم ايه يالا يافارس حكم أشرف ابني قراق ولسانه بعشرة يالا علشان منتأخرش على العروسة كفاية كدة
ابتسموا جميعا وبدأوا بالتحرك إلى منزل فريدة كي لا يتأخروا وأثناء سيرانهم كان أشرف متبعا لخطوات فارس وهو يمد أنفه يشتم رائحته بطريقة مضحكة ومهما نبهته والدته بنظراتها لم يستجيب حتى قال لها بصوت عالي دون خشية
وأكمل وهو يتناوب عنه في السواقة
لا سيبلي أنا الطلعة دي انت عريس وتقعد جنبي باشا وانا واجبي أدلعك وأوجب معاك بس إن شاء الله أول ماترجع من عند العروسة تلفلي الطقم ده كله باكسسوراته وبرفانته وتشحتهولي وأنا بقبل الشحاتة عادي جدا
ألفهولك ! انت محسسني إني هلف لك ساندوتش شاورما لا وكمان أشحته لك ! جرى ايه يابن خالي هما لاقينك على باب السيدة ولا ايه
قهقهوا جميعا فذاك الأشرف الحوار معه ممتع للغاية فحقا المهموم يجلس معه وينسى هم ومتاعب الدنيا
وصلوا أخيرا إلى منزل العروس فسحبه أشرف جانبا ليهمس له
بقولك ايه هديتك في جيبك وغمزتك في عينيك وبرفانك كده كده يدوخ فعايزك تنجح بامتياز وتشقلب المزة وتجيبها على ملى وشها حتى تذوب عشقا من أول نظرة وابتسامة وكلمة والسلامة بلاش شغل التسبيل بتاع العندليب الأسمر موضته بقت قديمة وبتجيبش مع المزز اسمع مني انا خبير
مط فارس شفتيه بامتعاض ليشير إلى ذاك الأشرف
بقولك ايه يا أشرف امشي جنبي وانت ساكت وبقك ده متفتحهوش خالص يابن خالي يابتاع المزز انت ده انت كلتلي وداني يا جدع
رفع أشرف حاجبه واحول بعينيه ليهتف بدعابة
ازاي ياجدع !
والله العظيم إنت الخسران كنت عايز اكسب فيك ثواب وأعلمك حاجة للزمن في معاملة الإناث
امشي يا عم بقي وبطل ده انت مفوت نطقها فارس وهو يحثه على التحرك أمامه وقد فاض الصبر من صبره على لسان ذاك الأشرف
دلفوا جميعا إلى منزل العروس الهادئ الجميل ولكن يغلب عليه طابع البساطة ولكن رائحة النظافة تفوح في كل ركن فيه ومن يدخل يشعر بالراحة النفسية فليست كل الأماكن ذات الطابع الحديث نشعر فيها بالراحة النفسية فالأماكن بأهلها لا بالديكورات ولا الأساسات
وكذلك اهل فريدة والدها ووالدتها سيماهم على وجوههم تفوح منها رائحة الطيبة جلسوا جميعا وبدأ فارس بتعريفهم بخاله وعائلته وبعد السلام والتحيه سأل والد فريدة فارس السؤال الذي شتته كثيرا ولم يعرف بما يجيب ولكن رد خاله بدلا عنه
لا مؤاخذه يعني يا فارس يا ابني أني هسمع إن الحاج عايش آمال هو مجاش وياك ليه هو مستعر منينا واصل
أسنده خاله حينما راى الحيره والتشتت في عينيه ولم يعرف بما يجيب
وماله يا حاج طب ما الخال الوالد وانت صعيدي وابن أصول و بتفهم في الحاجات دي فمن البداية حابب أعرفك حاجة عشان ده جواز وكله يكون على نور اعتبر ابو فارس ما لوش وجود في الدنيا ولا فارس له علاقة بيه باختصار يا حاج مش كلنا بنختار أهلنا ولا كلنا بنتولد في الدنيا نختار أبونا وأمنا وفارس وابوه مفيش بينهم أي توافق خالص في الطباع ولا حتى الأخلاق الله يسهل له مطرح ما يكون يعني تعتبر ملوش وجود في حياة فارس خالص
كان والد فريدة في حيرة من حديث خاله ولكن سأله ليطمئن قلبه على ابنته فهذا مشروع زواج وحياة جديدة وهو المسؤول أولا وآخرا عن هنائها والاطمئنان على عمرها مع تلك العائلة
متآخذنيش بردو لازم أسأل في كل حاجة دي موضوع جواز ودنيا جديدة هتدخلها بتي وأني ما ينفعش ما اكونش مطمن على بتي فما تزعلش مني
هو ينفع الإبن يخاصم أبوه اي عقل بيقول ان مهما الأب عيمل الابن ما يخصموش
وكمان عايز اطمن اذا كان هيوحصل لبتي مشاكل بعد الجواز و ممكن تدخل فيها ولا له
أني آه راجل فقير وحالتي على كدها بس
بناتي وعيالي عندي أهم من أي حاجة في الدنيا وأهم من كنوز هارون واي شئ هيسبب لهم الضرر هيكوي قلبي عليهم
كان فارس ينظر إليه بفخر فهنا اكتشف من أين تكمن عزة تلك الفريدة وأخلاقها فهي تمتلك أبا لديه من الاعتزاز بحالته ما يكفي ويفيض أبا المال والنفوذ بالنسبة له على الهامش ولكن ربى أولاده على الشبع وليس الشبع هنا عن المال فقط ولكن أشبعهم حنانا واحتواءا وعطفا ومحبة رباهم مكتفين بالقليل الحلال دون أن يشعروا بالنقصان أو أنهم أقل من أي بشړ بل إحساسهم بشبع العواطف والأحاسيس الحقيقية من الحب والحنان جعلهم يمشون واثقين الخطا كالملوك
هنا أجابه فارس بصدق خرج من أعماق قلبه وتوغل في مشاعره بشدة
عارف يا عم صادق اني كنت أتمنى أب زيك ليا في يوم من الأيام بس للأسف احنا بنتولد في الدنيا ونكبر واحنا مخترناش مين كان السبب في وجودنا في الحياة الصعبة دي أنا مش هتصعبن عليك ولا هقولك قد إيه عانيت من بابا وقد ايه وهو أذاني نفسيا ومعنويا وأظن فريدة حكت لك على چثة ماما اللي كان مجمدها سنين وما أكرمهاش في قپرها زي أي مېت
ومع تذكره لجثمان والدته التمعت عينيه بدمع الح رقة ثم ابتلع ريقه بصعوبة بالغة وهو يجاهد أن لا تنهمر دموعه أمام فهو يتيقن أن دموع الرجال غالية ومما حدث له في حياته جعلته يقوي حاله بحاله في أشد المواقف
حتى لا يظهر في موقف الضعيف فهكذا علمته عبيره حينما كانت دوما تبث على مسامعه أنها أسمته الفارس ولابد أن يكون له نصيب من اسمه وربته تربية الفرسان والفارس لا يضعف أبدا بل يظل يقاوم كل الظروف الصعبة بقبضة من حديد فهاهي قوانين الشجعان التي دستها والدته داخله عنوة عن أبيه بكل جهد
أنا مش هجيب سيرته ولا هتكلم عنه سوء ربنا يسامحه بس كل اللي أقدر أطمنك بيه قووي إن أمان فريدة قبل أماني وإن سعادتها قبل سعادتي وإني هبذل قصارى جهدي علشان أسعدها وأظن اني بالفعل بدأت حياتي هنا وعملت عيادتي هنا علشان أفر منه وأظن بردوا إني جبت خالي ومراته وابنه علشان مدخلش عليك بطولي واعتبرني يتيم الأب والأم واحتويني وتبقي أبويا وأم فريدة توبقي زي أمي ده لو معندكش مانع أنا حبيت أصارحك بكل حاجة محبتش اللف والدوران علشان مواضيع الجواز مينفعش فيها نخبي حاجة على بعض
كان والد فريدة يستمع إليه بعين الأب لابنته تارة وبعين الإنسان لإنسان مثله وقد أحس الصدق في حكواه فغلبت عاطفة الإنسان عليه وابتسم مرددا بما أسعد قلب الفارس وهو يشير إلى خاله
وخالك مجيته على راسنا من فوق ودخلته عزيزة على قلوبنا ونقرأو الفاتحة على بركة الله
هنا هتف أشرف على حين غرة أذهلتهم
الله هو انتو مش هتسألو العروسة موافقة ولا لا فتسكت وتتسكف وأبو العروسة يطبطب على ضهرها ويقولها السكوت علامة الرضا والحوارات دي ولا هي موضتها قدمت في عروض الجواز
ضحكوا جميعا بلا استثناء على كلام ذاك الأشرف ورد ابيه بدلا عنه
معلش يا عم صادق الولد ده بيهزر عمال على بطال متاخدش على كلامه
حرك أشرف رأسه للأمام وهو يبتسم ببلاهة
أيون الولد ده أهبل متاخدش على كلامه يا عم الحاج
ضحكوا مرة أخرى على تعبيرات وجهه المضحكة ثم بدأو في قراءة فاتحة الكتاب واتفقوا على أن يتم الزواج في خلال شهر فمنزل فارس جاهز وفريدة هي الأخرى جاهزة لإتمام زواجها
كانت فريدة منذ بداية الحوار وهي تضع يدها على قلبها خوفا من أسئلة أبيها اللامتناهية فكانت خائڤة على أن يصمم على مجئ والد فارس معه وحينها سيفسد الزواج من فارسها ولكنه استطاع الرد على والدها بشجاعة وصدق وصل إلى قلب أبيها الطيب وعند قراءتهم للفاتحة حتى احتضنتها شقيقتها الأصغر منها بثلاثة أعوام
مبروك يافيري ألف مبروك ياحبيبتي ربنا يتمم لم بخير يارب
ثم نظرت إلى الخارج وبالتحديد إلى فارس وهي تنظر إلى السماء داعية ربها
يارب عريس زي فارس يارب دكتور وغني وجان لااااا ده جان دي صغيرة على كتلة الشياكة والأناقة اللي فيه
لكزتها فريدة في كتفها وهي تنهرها بدعابة
بنت عيب احترمي نفسك هتحسديني قدامي عاد اكده بدون خشا!
وبعدين ركزي في دراستك يافاشلة ياللي ډخلتي الهندسة بدرجات الرأفة وبعدين العريس ياجي وقت ما ياجي
رفعت شقيقتها شفتها العليا باستنكار
هو لو جه عريس زي فارس دي يوبقى أقول للهندسة حبيبتي مع السلامة للي عايز يمشي والمركب اللي تودي مترجعشي طالما غني وشيك وجان أني واحدة فاشلة أصلا عايزة أقعد في بيتي أعمل صنية بطاطس بالفراخ وكريب وبيتزا وأروق على أبو العيال بلا ۏجع دماغ
شهقت فريدة بعدم تصديق من هراء شقيقتها وهي تنهرها
انتي هتقولي ايه ياجزمة إنتي ! معايزاش تخلصي جامعتك ويكون معاكي شهادة عالية وتعتمدي على حالك الشهادة هي سلاح البنت
أشاحت شقيقتها بكلمات أختها عرض الحائط وهي تلوي شفتيها بامتعاض
يختي بلا اندبنت وومن بلا شهادة بلا يحزنون أني كائن رقيق فرهود محبش إلا الأنتخة والأكل والمرعة وقلة الصنعة وأعمل فشار وأقعد أتفرج على المسلسلات والأفلام وأنام على الكنبة مكاني هي ناقصة فرهدة عاد
لولاش عم الحاج صاحب البيت هيرزعني كل يوم قفا علشان الاستمرارية والسعي مهستمرش ولا مرات عم الحاج صاحب البيت شبشبها كل يوم يسبقني قبل ما أخرج كان زماني بقيت البت الكيرفي المبقلظة اللي خدودها منفوخين بدل مانا قددت من مشاوير كلية الهندسة
لكزتها فريدة في كتفها لتنهرها بذهول
وه على حديتك الماسخ دي يابت أبوي ! اللي هيشوفك وانتي هتتحدتي اكده هيقول انك فاشلة ياللي تنشكي دي انتي جايبة امتياز في أولى وتانية والأولى على دفعتك
عبثت تلك الأخرى بلياقتها لتردد بفخر واعتزاز بحالها بطريقة دعابية
وه دي أقل حاجة عندي يافيري وبعدين أني رغم اني هحب الأنتخة وأوقات الكسل لكن
أني بنت عم صادق وأخت الظابط وأخت الدكتورة فريدة فلازم أبذل قصارى جهدي علشان أبقي معايا دكتوراه في الهندسة احنا هنلعب ولا هنلعب لازم أكون حاجة كبيرة وأكون اندبنت وومن وأعتمد على حالي وأمشي في الجامعة أقول يا أرض انهدي ما عليكي قدي ويضروبو تعظيم سلام لحضرة الداكتورة الباشمهندسة فاطمة صادق الطوخي كماني
وضعت فريدة يدها على رأسها من ثرثرة تلك المچنونة
وه هتجيبلي جنان هو انتي ملبوسة يابت أبوي ولا عنديكي انفصام ! إنتي عايزة يوبقي ليكي شأن ولا توبقى القلبوظة الكيرفي اللي أكل ومرعة وقلة صنعة
دغدغتها فاطمة من جميع جسدها وهي تشاكسها كي تدخل على قلبها البهجة والمرح
التنين يافيري أني مچنونة وعارفة اكده سيبيكي مني عاد ومن هطلي دي وافرحي ياعروسة ويالا نجهز الساقع والجاتوه هينادوا عليكي دلوك علشان تخرجي لأبو الفوارس اللي عينيه هتبص في كل مكان دي ورايد يطلع لزينة البنتة
التمعت عيناي فريدة بالسعادة لتسأل فاطمة
بجد يا طمطم ! طب أني حلوة ولا مبهدلة
أدراتها شقيقتها حول حالها كالأميرات وهي تسمي وتصلي على جمالها الأخاذ المبهر
بسم الله تبارك الله عروسة كيف البدر في ليلة تمامه دي الجدع هيدوب ومش هنعرف نلمه ياقمرة يلا جهزي حالك
ارتبكت فريدة لتمسك بيد أختها تطلب منها العون
له مش هخرج لحالي اني هتكسف لازم تخرجي وياي وتشيلي معايي كمان
مطت شقيقتها شفتيها بدلال مصطنع وهي تشاكسها
له عايزاني اخرج وياكي يا عروسة وتضيعي عليا سحر لحظة المقابله داي في المستقبل لما اكون عروسة زيكي له اني هتكسف زيك
تحايلت عليها فريدة
لا بالله عليكي يا فاطمة لازم تخرجي وياي وبعدين انتي هتتكسفي ليه مش انت المقصودة لازمن وحتما تخرجي وياي
أشارت فاطمة إلى عينيها
دي اني من عينيا يا باشا بحب اشاكسك بس شويه يلا علشان بابا جاي علينا اهو ما يقولش ان احنا واقفين نستمع وانتي عارفة بوكي في الحاجات داي صعيدي قوي
أقدم إليها اأبيها ببسمته وهو يسحب فريدة من يدها إلى أحضانه ويبارك لها ثم أخرجها من أحضانه وقبلها من جبينها قبلة أب سعيد بجبر ابنته
يلا يا بتي هاتي الساقع والحلو واخرجي للضيوف احنا اتفقنا على كل حاجة مبارك عليكي عريسك يا داكتورة
احتضنت أبيها بسعادة ثم قبلته من يده
الله
يبارك فيك يا بابا ربنا يخليك ليا وما يحرمنيش منك وافرح في عزك يا حبيبي
ربت على ظهرها بحنان ثم انتظرها كي تخرج بجانبه
كانت تتهادى بخطواتها الخجولة وهي تومئ برأسها لأسفل ما
متابعة القراءة