تجميع الحلقات كامله بغرامها متيم بقلمي فاطيما يوسف حصري لمدونة أيام الجزء الثاني من نبض الۏجع عشت غرامي
المحتويات
جبلة أني إياك ولدك بخير وعال العال نحمد الله وبعدين معاكي تليفون اتصلي عليه واطمني بنفسك
شعرت بعدم الصدق في كلامه وأنه يريد أن يصيبها بالتيهة لتخرج هاتفها وتتصل بولدها وما إن أتاها الرد بصوته الذي يبدو عليه السلامة حتى شعرت بالراحة
كيفك يا ولدي عامل ايه ومرتك كيفها
خرج عمران من الغرفة التي تتأوه بها سكون كي لاتشك بأمرهم مطمئنا إياها
لن تستطيع الامساك بلسانها لتقول له وكأنها تؤنبه
وكان لازمته ايه السفر دلوك يا عمران واختك هتسافر كمان اسبوع تعمل العملية وانت اللي هتروح معاها
أجابها عمران كي يؤكد لها أنهم بخير فهو لا يريد معرفه احد بعملية زوجته فهو اخبار ابيه لأنه يعلم انه لن يتحدث وهي أخبرت شقيقتها وهي تتيقن أنها لن تخبر أحدا
تقبلت كلماته وهي تشعر بالضيق ورددت بدعاء
تاجي بالسلامة انت وهي يا ولدي وسلم لي عليها وخلي
بالكم من الطريق وانتم راجعين حاكم الطريق ملهوش امان
أمن على دعائها
تسلمي لي يا حاجه من كل شړ هتوحشيني على ما آجي لك خلي بالك من نفسك انت وأبوي ربنا يديكم الصحة وطولة العمر يا رب
اطمنتي عليهم بنفسك يا ستي علشان ما تقوليش اني هخبي عليكي حاجة اهم بخير وما فيش اي حاجه عفشه كيف مع عقلك هيوزك يا زينب
ثم فتح معها موضوعا آخر كي ينسيها غيرتها على ولدها الوحيد ودخلت معه في الحديث وقد أصاب قلبها الراحة عند سماع صوت ولدها بخير
أمام تلك البحيرة التي شهدت على ميلاد عشق جديد عشق العامر للشمس التي استطاعت ببراءتها س رقة قلبه بكل مهارة وهي تلومه
رمقها بنظرة فخر لحنانها البالغ على أطفاله ليهتف بعتاب مصطنع أجخلها
يعني هتاجي تقابليني علشان خاطر العيال واني مليش لازمة حداكي ياست شمس ولا هتبقي ملهوفة على شوفتي اني كمان اني بدات اغير على فكرة من الست مها والباشا زين
وماله ما هم منك برده وطالما منك يبقى نفس شعوري ناحيتهم نفس شعوري ناحيتك
راق له إجابتها فسألها بنفس المراوغة
أيوه ايه هو بقى شعورك ناحيتي بالظبط يا برنسيسة عايز اسمعك أني من ساعة ما عرفتك واني اللي هتكلم وإنتي
هتسمعي يا لئيمة ما هتعترفيش باحساسك دي ولا مرة
داعبت خصلات شعرها الحريري ذو اللون الذهبي لتردد بخجل يصحبه المرواغة
رفع حاجبه الأيسر بمكر وقد قرر أن يسير على نفس نهجها
بقيتي شقية قووي وواخدة من اسمك صفات لأصله ياست شمس
مطت شفتيها للأمام بدلال وأردفت بنبرة رقيقة
وماله لما ابقي زي الشمس أنور الكون وأبدل عتمة القمر وأشقشق القلوب الضلمة ده معنى اسمي حلو قووي ولا ايه
طب فيه غيامة هتاجي ساعات وهتطفي نور الشمس والكون يرجع لعتمته تاني تلك الكلمات التي نطقها بمشاغبة كي يجعلها تنطقها وهو قد نطقها كثيرا من ذي قبل وتابع
فلازمن الشمس تكافح وتحارب لجل ما تقضي على العتمة وترجع تملي الدنيا نور من تاني
تبسمت شفاها بحالمية وقد راق له حديثهما لتعلن ببسمتها عن إشراقة شمس عشقها له وتنير عتمة قلبه المظلم الذي أوجعه كثيرا
طب ايه بقي يا شموسة مش هتحني على عامر وتعترفي انك طبيتي خلاص ولا ايه
ما زالت على نفس مشاغبتها لتردد
مش لما عامر يتقدم بخطوة صريحة أبقى اقولها أنا صريحة
نظر لها بعين ونصف لينطق باستنكار
وه كانك زي القطط هتاكلي وتنكري يابت البندر بمكرهم عاد ! هو أني مقلتهاش صريحة مرة وتنين وتلاتة
ضحكت لوصفه ولطريقة كلامه لتبدي إعجابها بلكنته الصعيدي البحتة في جمله الأخيرة
اول مرة تتكلم جملة صعيدية على بعضها وبجد عجبتني قوووي يا عامر لهجتك وانت بتتكلم صعيدي
تنهد بحيرة لتلاعب تلك الصغيرة به ليسألها صريحا تلك المرة
ومش بس اكده هتلفي وتدوري علشان متجاوبنيش يا بت الناس وتزودي حيرتي أكتر هتحبيني ولا له
نظرت جانبا بخجل من حصاره لتجيبه دون أن تضع عينيها داخل عينيه المحاصرتين لها
مش قبل لما تطلبها انت صريحة بإنك عايزني
واسترسلت حديثها وهي تسأله وعينيها داخل عينيه بما تشعر به
بس أنا حاسة كأن فيه حاجة تقيلة على قلبك وانت مش عايز تقولها بسبب الحاجة دي فمن الأفضل تصارحني يا عامر الصراحة راحة وبتقصر المسافات البعيدة
لقد قرأت قلقه ببراعة أذهلته ليسألها
انتي عرفتي منين إن في حاجة حابب أقولها
تطلعت بمقلتيه لتجيبه بما تشعر به مع تنهيدة حارة خرجت من صدرها
إحساسي قال لي كدة وأنا إحساسي عمره ما ېكذب عليا دايما بيدلني على قلق اللي قدامي أو إذا كان في حاجة مش مريحاه في علاقتنا مع بعض فأقصر الطرق هي
الصراحة علشان الطرفين يرتاحوا
الضوء المنبعث أشعته من عمود الإنارة تسلط بقوة داخل مقلتيها التي أعطتها لمعة براقة سلبت لبه ولوهلة غاص في عينيها وفي ملامحها الجميلة مع انعكاس آشعة الشمس على شعرها الذهبي ليردد لسانه
انتي جميلة قوي يا شمس جمالك مختلف فيه رقة وحنان مشفتهمش قبل اكده وعلشان جمالك
ثم تنهد بتنهيدة طويلة وتمتم برجاء
هو انتي ينفع ترتدي الحجاب وتلبسي بكم ومحتشم بما يناسب الحجاب
تعلقت عيناها به بنظرة لم يفهم معناها ولم يستطيع قرائتها كما استطاعت عي قراءة حيرته ليسود الصمت حديثهما ولأول مرة يطلب منها رجلا أن ترتدي الحجاب وتحتشم ثم تفوه لسانها بحيرة قبل أن تجيبه
طب ارتدائي للحجاب مرتبط بعلاقتنا ببعض او هيأثر عليها بالسلب ولا ده شيء اختياري ليا
استوعب حيرتها واردف بنبرة جادة متجنبا قلقها الذي ظهر بينا في عينيها
هو مش هيفرق في علاقتنا قد ما هيفرق راحة العلاقة ذات نفسها بمعنى هبقى مرتاح ومطمن اكتر انك لابساه هبقى مرتاح ومطمن اكتر انك لما تبقي على اسمي اني براعي فيكي ربنا وبحافظ عليكي وبساعدك ان إنتي تقربي من ربنا اكتر فالحجاب بالنسبة لي أهم شيء هيخليني مستريح في الحاجات اللي لازم تتغير فيكي زي ما انتي ممكن يكون ليكي وجهة نظر في تغيري في حاجات معينة نتناقش فيها وخاصة لما تكون متعلقة بالدين
أخرجت تنهيدة حارة وأنزلت بصرها وأردفت قائلة بنبرة محملة بأثقال من الهموم
تصور مفيش حد اهتم بأنه يخليني ألبس الحجاب في يوم من الأيام ولا حتى بابا الله يرحمه اللي المفروض هو المسؤول عني وهيتحاسب عني قدام ربنا علشان كده طلعت مقتنعة ان هو حرية شخصية وانا مرتاحة كده اكتر وعمري ما حسيت بتأنيب ضمير علشان محدش عرفني أهميته قبل كده وعلشان السبب ده حاسة إن الخطوة دي وانا بعملها هتبقى مش مريحة بالنسبة لي
انت ايه رأيك في كلامي
تنهد وتحدث باستجواد
طب انتي تعرفي إن الحجاب فرض على كل مسلمة مش اختيار ولا إجبار لا ربنا جميل قوي ما ما بيكبرش عباده على حاجة ولو فرضها عليهم بتبقى علشان العبد يصون نفسه والحجاب حاجة ربنا شرعها للست علشان خاطر تداري زينتها عن عيون ممكن تنهش فيها وكمان الحجاب بيحلي الست قوي مش شكل ما انتي فاكرة إن هو حتة قماشة بتتحط على الراس تداري جمالك اللي ما ينفعش يتدارى وإنه في قهر للست
عارفة الحجاب على راس الست عامل شكل الجوهرة اللي بتبقى جوه باترينا والجوهرة دي نادره من نوعها وثمينة ومحدش يقدر على تمنها الا اللي يقدرها كويس قوي ويدفع ډم قلبه فيها علشان وقت ما يحصل عليها يحافظ وېخاف عليها قوي يعني ربنا شرع الحجاب علشان يكمل الست مش عشان يحسسها بالنقص وطبعا فرضيته مذكوره في القرآن الكريم
نظرت له بتمعن منتظرة تكملة حديثه فاستطرد هو بإبانة
جربي تلبسيه وشوفي نفسك قدام المراية وانتي هتلاقي وشك نور ولما تمشي في الشارع هتحسي إنك مش عرضة لأي حد انتي وجمالك ملك لإنسان واحد بس هو اللي اختارك دونا عن أي ست في الدنيا وعلشان كده محدش يستحق يشوف حلاوتك الظاهرة غير الإنسان دي
دققت النظر داخل عيناه بترقب شديد لباقي كلماته ونطقت باستفسار
طب انا بشوف بنات محجبات ونص شعرهم خارج من الطرحة والناس بتشوف لونه وبتعرف شكله طب ازاي يبقى ده حجاب شرعه ربنا وهو في نقص
أخذ نفسا عميقا ثم زفره بهدوء وأجابها بتصحيح عن فكرتها الخطأ عن الحجاب
ربنا شرع الحجاب شرعه بطريقه معينه وبوصف معين للست ما قالش الست تلبس الحجاب كده وخلاص لا ده وضح وقال وليضربن بخمرهن على جيوبهن يعني الحجاب اللي شرعوا ربنا ينزل على الصدر ويغطيه بالكامل اما اللي انت بتشوفيه اليومين دول ده استعباط بنات واستعباط اهاليهم اكتر اللي بيسمحوا لهم انهم يتمادوا في تعاليم ربنا سبحانه وتعالى علشان ما يقفلوش عليهم قوي بل بالعكس هم كده بيعلموهم حاجة هيعلموها لأولادهم غلط خالص لازم من البداية كل اب
وام يعرف بنته ان الحجاب مش لعبة ولا هو تسلية ولا هو حاجة نقعد نخترع فيها عشان نجمل نفسنا اكتر الحجاب له قوانين شرعها ربنا يعني كل اللي بتخرج شعراية من شعرها هتتعلق يوم القيامة منها زي ما ربنا قال حتى لو كانت مدارية نص شعرها ومبينة النص التاني زيها بالظبط زي اللي مش محجبة حسابهم واحد عند ربنا سبحانه وتعالى
تنهدت وبعيناي نادمة أومأت له بأهدابها وتحدثت بتلبية خوفا من الله وهي تحكي له عن قلقها أولا
طب انا ما كنتش اعرف الحاجات دي كلها هل ربنا هيعاقبني على سنين عمري اللي فاتت من غير ما اعرف يعني كنت مفكره ان الحجاب اختياري وانه مش فرض علينا زي الصلاه والصيام ان شاء الله هفكر في الموضوع ده لانك شغلت لي بالي بيه قوي
شجعها وهو يشعر بالفخر من حاله لإنجازه تلك المهمة الصعبة ولم يتبقى سوى مهمة واحدة سيتحدث فيها معها ولكن بعد زواجهم أفضل
طب حلو قوي انك هتفكري وطالما هتفكري وحسيتي بالذنب يبقى في مبشرات حلوة هتبسطنا احنا الاتنين وطبعا ربنا مش هيحاسبك الا على عملك اللي عرفتيه اما اللي انت كنتي تجهلي عنه فسقط من عليكي لا يكلف الله نفسا الا وسعها والدين بتاعنا مش عسر ديننا يسر محتاجه ان انت تفهمي وتقرأي عنه كتير
ثم التمعت عينيه بشغف وهو يناولها تلك الحقيبة الذي اتى بها معه
طب ممكن تقبلي مني الهدية البسيطة دي ويارب يعجبك ذوقي
التمعت عينيها بوميض من السعادة اللامتناهية فحبيبها قد اتى لها بهدية والمعروف ان الهدايا تزيد من المحبة
تناولت منه الحقيبة واحتضنتها بين ذراعيها بحب وقد راق له مظهرها ذاك وأشعره بمدى طفولتها البريئة فهو لم يكن يتخيل أن تكون بتلك البراءة وأن تفرح بهديته بهذه الدرجة فسألها وهو يتتوق شغفا لإجابتها
طب مش تفتحي الهدية وتقولي لي رأيك فيها ولا هتعملي بقى مكسوفه زي البنات والحوارات دي انا حابب اشوف رد فعلك على هديتي
تراقصت الفراشات في عينيها وهي تشعر تجاه ذاك العامر أنها الأولى والأخيرة بل وانها معشوقته الحقيقيه وأنه لم يعشق أو يرى امرأة غيرها من ذي قبل وهي تجيب بموافقة
حاضر هفتحها قدامك بس مهما كانت هي ايه هتكون قيمتها في نظري غالية جدا كفاية انك افتكرتني وجبت لي هدية وده في حد ذاته بالنسبة لي خطوة فرحتني قوي يا عامر علشان الهدية من الحبيب لحبيبته بتزود غلاوته في عينيها قوي وبتحسسها إنه نفسه يجيب لها الدنيا بحالها
ثم فتحت الحقيبة وبدأت بإخراج محتوياتها وإذا بها أول ما قابلته يديها كان ذاك الصندوق المغلق بشريط أحمر مزين من الخارج بالفراشات فتلك التفاصيل لم ينساها عامر وكأنه حاضر لموضة العصر في تقديم الهدايا ثم مدت يدها في ذات الصندوق الممتلئ ببالونات الهيليوم ذات الألوان المختلفة وأول شيء طالته يداها حزمة من الشيكولا المربوطة بذاك الشريط الأحمر على هيئة منمقة احتضنت تلك الحزمة بحب جارف
ومن من الفتيات لم يعشق الشوكولا فهي من الحبيب لحبيبه رمز الحب
ثم أدخلت يدها مرة أخرى وأخرجت صندوقا صغيرا وفتحته وإذا به يحتوي على كتاب الله فتسهمت نظراتها أمام تلك الهدية والتمعت عينيها بدموع الاقتراب من الله فهي لم تعتاد أن تمسك المصحف وألقت الشوكولا جانبها واحتضنت ذاك الكتاب الكريم وهي تنظر له بنظرات مفعمة بالتضرع والخشوع فقد راق لها هديته تلك بطريقة لا توصف ثم وضعت كتاب الله على قدميها بعناية بعدما قبلته ومدت يدها تبحث عن ما تبقى في الصندوق فأخرجت حقيبة صغيرة فتحتها ووجدتها تحتوي على فستانا من اللون الزهري بأكمام ليست شفافة استقامت بوقفتها وفردت الفستان وهي تنظر له بانبهار من أناقته ويبدو عليه الاحتشام ولكن من يراه يحلف بجماله الأخاذ ثم وضعته جانبا هو الآخر ومدت يدها وجدت كيسا صغيرا ففتحته وأخرجت ما به وكان عبارة عن حجابا بنفس لون الفستان وما إن أمسكته بين يدها حتى خفق قلبها بدقات مرتفعة وهي تنظر له بنظرات
ذهول قرأ نظراتها جيدا ليقول بتبرير
قبل
ما تفهمي غلط وتعرفي إني بجبرك على حاجة مش حباها انا جبته لك علشان تجربيه لأن كنت ناوي افاتحك فعلا في الموضوع ده ولأني عارف إنك متفهمة جدا مش هتاخدي الموضوع بحساسية
ويا ستي هديتي بين ايديكي ليكي الحق تجربيها أو لا بس طبعا انا ليا الحق انك تحتفظي بيها لأن الهدية لا ترد بس حبيت أكسب الثواب في خطوتك المهمة اللي هتبادري بيها ان شاء الله لعل وعسى يترد لي بنتي في يوم من الأيام
بعيناي تلتمع بسعادة
وانا قبلت هديتك يا عامر اللي ما تتصورش بسطتني قد ايه وبالنسبة لي الهدية دي أغلى من كنوز الدنيا بحالها
ما انحرمش يا شمسي
شمسك
طبعا شمسي اللي هتنور لي قلبي ودنيتي بحالها مش تمدي ايدك في الصندوق وتطلعي آخر سر من أسراره
هو في حاجه تاني
طبعا في أهم هدية
مدت يدها وهي تبحث عن هديته الأخيرة بفضول وإذا بها أخيرا تحصل عليها بعد أن عبست في الصندوق كثيرا لصغرها وكانت عبارة عن علبة من القطيفة باللون الأحمر ففتحتها سريعا وإذا بها تشهق من جمالها فكانت
متابعة القراءة