تجميع الحلقات كامله بغرامها متيم بقلمي فاطيما يوسف حصري لمدونة أيام الجزء الثاني من نبض الۏجع عشت غرامي
المحتويات
ليه يا سكوني طولتي المدة قوي اكده
كنتي حاولي تلفتي انتباهي من بعيد لبعيد زي ما سألتي وما كنتيش ضيعتي السنين دي كلاتها واني بعيد عنك حرام عليكي عاد يابت الناس قلبك قدر ينتظر كيف
ضمت شفتيها ببسمة رقيقة
صدقني كل حاجة لما تاجي في وقتها اللي ربنا مقدره بس توبقى صح بتكون احسن يعني ما ينفعش نتعجل الأقدار بالغلط علشان ربنا له حكم في كل حاجة فاهمني يا عمران
فاكرة يا سكوني يوم كتب كتابنا لما قربنا من بعض وسيبتك وبعدت عنك فجأة اني كنت في الوقت دي متربط ما كنتش قادر اقرب منك وفي نفس الوقت زعلان من نفسي قوي من اللي حوصل
لأول مرة هعترف لك اللي عمري ما حد عرفه غير صاحبي
اني ما كنتش هصدق في الحاجات داي خالص كنت دايما كل اما اشوفها احس بالاختناق وإن في حاجة كاتمة على نفسي وأحس اني شايف شيطان قدامي والمكان اللي هتكون موجودة فيه بلاقيني بهرب منيه ومش طايق شوفتها وكل ما اشوف بنت او امي تجيب لي عروسه أحس بالاختناق اكتر كان جسمي في خمول رهيب ورغم ان دي مش طبيعتي اللي شبيت عليها وكل شاب عارف نفسه الا اني قعدت أربع سنين حالتي ما يعلم بها إلا ربنا ورحت لدكاترة كتير وعميلت تحاليل كتيرة وكلاتهم هيأكدوا لي ان
الأربع سنين اللي انتي حبيتيني فيهم وكنت هتتعذبي علشان مش حاسس بيكي هما نفسهم الاربع سنين اللي كنت متربط فيهم وكنت كاره وش اي بنت وامي هتتجنن علشان عديت ال ٣ وما اتجوزتش وحاولت معاي كتير لكن ما كنتش قابل الموضوع دي خالص ويشاء القدر أول ما اشوفك نسيت كل حاجة قهراني ومعجزاني نسيت الخمول اللي هحس بيه دايما وكره الدنيا وشفتها بعيون تانية خالص وأول ما نطقتي اسمي حسيت ان قلبي هيرجف بين ضلوعي لأول مرة يعملها ومن وقتها لقيت ربنا بيفتح لي الابواب على حس وشك السعد وصاحبي وداني عند الشيخ صابر المداح وآتاريني معمول لي سحر اسود كانت هتشربه لي بت الجزم لأنها كانت بتدخل في أكلنا وشربنا من غير ما احس ودايما كنت هلوم على امي انها ما تدخلهاش بيتنا وتقول لي داي يتيمة وأرملة ومکسورة الخاطر وكانت حاجياها تحت ضلها واول ما انكسر منيها كانت هي
ياه يا عمران اتحملت كل دي كيف
اتحملت انك تحس بنقص في رجولتك مرة واحدة وانك غير اي شاب نفسك تحب وتتحب وتكون بيت وعيله أربع سنين بحالهم كيف
تنهد بأنفاس عالية وهو يتذكر تلك السنوات المؤلمة
كيف عذابك في عشقي وانتي مستنية فرج ربنا اني أحس بيكي وبوجودك يا سكون يعني احنا الاتنين اتعذبنا كتير علشان اكده ربنا أكرمني بيكي وجعلك بعد صبر السنين دي كلاتها عشق العمران ومن وقتها عرفت إن صبري على الابتلاء واني معملتش حاجة تغضب ربنا واستجابت للشيطانة داي كان زماني في حتة تانية وحشة قووي ومش معاكي ياسكوني
طب عرفت كيف إنها بت الأبالسة داي هي اللي عيملت لك السحر الاسود دي والعياذ بالله
ابتلع ريقه بصعوبة بالغة وهو يجيبها بشجن
كانت كل محاولة ليها معاي هتقولي مفاتيح رجولتك في يدي مهتقدرش تعرف ولا تتجوز ست
كيف تتكلم بالثقة داي ومفيش حد يعرف خالص غير صاحبي ودي استحالة يعرفها
لحد ما الشيخ صابر قال لي حد من بيتكم ومحاوطكم وهيدخل في كل شؤنكم ومن وقتها وأني فكرت وملقتش غيرها الشيطان داي
ياه يا عمران لو كنت استجابت ڠصب عنك ليها مكنتش هتوبقى في حضڼي دلوك دي أني كنت عجرم علي جنس الرجالة كلاتهم وكنت هتقهر قهرة وأفضل على صداها العمر كلاته
وأني لو كانت داي آخر ست في الدنيا مكنتش هقرب منها ولا هاجي ناحيتها ولا كنت هطيقها
بس ربنا كان ليه أسباب كتيرة في ابتلائه ولو كنت ملتزم في صلاتي وفي القرآن كنت شفيت منيه السحر الاسود دي لكن كنت هصلي فرض وأسيب عشرة وكنت هاجر المصحف وعلشان اكده كنت دايما شارد وضايع وحاسس ان حياتي كلها صعبه وانا مش عارف السبب ايه لكن لما رحت للشيخ وقال لي اني لازم التزم في صلواتي ووردي وربنا شافاني واتجوزنا وعلى يدك بقيت ملتزم في صلاتي وبقرا القران وصل لقيام الليل كنت انتي النور اللي بعته لي ربي و شفي قلبي من مرضه العقيم اللي عڈبني سنين وسنين
تمسك كلتاهما بأحضان الآخر وهم يشعرون بالاكتفاء بقربهم وأنهم بذلك الإقتراب يمتلكون سعادة الدنيا بما فيها لينطق كلتاهما في صوت واحد
ربنا يخليك ليا ربنا يخليكي ليا يارب
أخرجها من أحضانه وهو يحتضن وجنتيها بين كفاي يديه ليبتسم بتفاؤل أدمعها وهو يبثها بالثقة والأمان
وعيالي هيبقوا منك بإذن الله هنربيهم سوا وهنتعب عليهم سوا أني واثق في ربنا إنه هيجبرني معاكي وإن صبري على شقانا هيوبقي جبر تتعجب له أهل السما والأرض
نطقت بشجن
يعني هخلف منك يا عمران وهبقي أم
أسند جبهته بجبهتها وهو يداعب أرنبة أنفها
هنخلف يا سكوني وهتوبقى أحلى أم وهيقر عينكي وهتكوني ليهم أم تعرف تربي بنات وصبيان على خطى إيمانك القوي
هحبك اكتر من اكده ايه ياعمران خلصت فيك كل دقات قلبي وكل معاني الغرام والهيام ياسندي وقوتي في الدنيا
وأني هحبك اكتر من اكده ايه ياسكوني وأني خلصت فيكي كل معاني الأصول والحنان والعشق يا روحي اللي هتنفس بيها وعلشانها
هذه المرأة هي حناني وغرامي وسكني وسكناي ومسكني الآمن بعيدا عن ضباب الحياة وقبو القلوب الضالة هي أهدتني النجاة
بعد مرور اسبوعا آخر قد انتهت رحلة عملية سكون وعادوا إلى بلدتهم سالمين بفضل الله بقلوب تتفتح للحياة من جديد وسيسافر عمران رحلته الأخرى مع شقيقته كي يجبرها الله بعد أن أودع سكونه وأمنها السلامة
كانت رحمة تجلس بجوار ماهر في الطيارة وهو يستمع إلى دقات قلبها المتتالية لينظر إليها واضعا يده على موضع قلبها متسائلا إياها
مالك يا رحمة قلبك هيدق جامد وهيرجف بين ضلوعك وملامح وشك بهتانة وحزينة ليه
حاولت تنظيم أنفاسها بصعوبة لتجيبه بأرق
ليه يا رحمة اهدي وخلي أعصابك هادية علشان انتي مجهزة للعملية النهاردة علطول علشان منضيعش وقت علشان انتظام الضغط وضربات القلب ميأثروش سلب عليكي اهدي يا ماما إن شاء الله هتوبقى زينة وبخير
تهدج صدرها برهبة وهو يعتلى صعودا وهبوطا ولم تستطيع تهدئة حالها لتهتف
والله ما بيدي يا ماهر داي حاجة خارجة عن إرادتي والخۏف اللي هيسطر علي ودقات قلبي السريعة شعور متملك مني ومش عارفة اوقفه
طب نستعيد بالله من
الشيطان الرجيم ونقرأ آية الكرسي والمعوذتين وربنا هيشرح صدرك وإن شاء الله كله خير يا حبيبي
سألته بشجن وهي تتمسح بأحضانه
تفتكر اني هخف وأرجع أمشي على رجلي تاني ورحلة مرضي بعد الشهور دي كلماتها هتنتهي
ربت على ظهرها بحنو وهو يؤكد عليها
أكيد ربك رب قلوب هيشق النهار بعد الليل وينور الكون قادر يكرمك ويخفف عنك وترجعي
كان عمران يجلس مقابلهم فراى احتضان ماهر لشقيقته يبثها الطمأنينة والأمان فتذكر حاله هو وسكون فسبحان رب العباد كما هو يفعل مع زوجته من حنو ورفق وجد من يفعل مع شقيقته نفس أفعاله الحانية فكلها ديون ورب العباد لا يمهلها ان كان خيرا فخير وان كان شړا فشړ
فك وثاق حزام الأمان ثم تحرك اليهم كي يطمئن عليها
مالك يا رحمه حسك تعبانه فيكي حاجة ياحبيبتي
خرجت رحمة من أحضان ماهر وهي تبتسم لأخيها
ما تقلقيش يا رحمة وقوي قلبك انتي ما شاء الله عليكي ربنا مديكي قوة وصبر وإيمان انك بتتحملي الصعاب ودايما كنتي قوة اللي حواليكي ان شاء الله ربنا مش هيخذلك يا حبيبتي واللي عملتيه خير مع خلق الله كلاتهم ربنا هيرده لك في محنتك يلمسها أحدهم حتى لو كان أخيها أو يقبلها فهو يغار عليها من أبيها وأمها ومن الهواء ومن أخيها عمران بالتحديد ولكن أمسك حاله فرحمة في احتياجه الآن كي يرفع من معنويتها فحاول كتم غيرته بقدر الإمكان ولكن رحمة تشعر به فابتعدت عن أخيها برفق كي لا يشعر بشيء وهي تنظر إليه شاكرة إياه بامتنان فالأخ بجانب أخيه نعمة كبيرة لا يشعر بها سوى من يفتقدها فحيث قال تعالى
سنشد عضدك بأخيك وأكثر اثنين كانت ستحتاج إليهم رحمة في رحلتها تلك هما ماهر وعمران ولذلك هي ممتنة للغاية لمساندتهم إياها
منحرمش منك يا اخوي اطمن اني بخير طول ما انت جنبي ومعاي ربنا ما يحرمني منك أبدا ولا من وقفت وياي يا عمران انت متتصورش هحس بالراحة والأمان في وجودك وياي كد ايه
عند تلك الكلمات استشاط ماهر فشعور الغيرة شعور لا إرادي منه ولكن هدأ حاله ومشاعره الثائرة داخله ثم عاد عمران إلى مكانه لأن المضيفة نهته عن أن يقوم من مكانه فتحدث ماهر إليها مشاغبا اياها وهو يردد كلماتها بسخرية مصطنعة
انا بخير طول ما انت جنبي يا اخويا دي انت ما قلتليش الكلمه دي يا هانم !
ثم تبدل اصطناعه العتاب إلى نبرة حقيقية من أثر غيرته التي توغلت أعماق قلبه ليسترسل بعتاب قاسې
اياكي تكوني فاكرة عشان انتي في ظروفك دي هتحمل قرب اخوكي منيكي قووي اكده عاد وكلامك ليه بالطريقة داي
أني هحذرك يارحمة ابقي قوليها الكلمه داي تاني وشوفي هعمل ايه
كانت تستمع إليه بقلب يخفق خوفا فمنذ كثير لم ترى ملامحه الغاضبة بشدة مثل ذاك الوقت ولكنها لم تقل شيئا عيبا أو حرام لتلومه بهمس كي لايسمعهم عمران
وه ! انت هتعمل من الحبة قبة !
فيك ايه يا ماهر كنت قلت له ايه يعني !
وبعدين دي اخوي اللي سايب حاله وماله ومرته علشان ياجي يقف جاري فيها ايه يعني اني هشكره
ضغط على يديها بقوة وهو ما زال يتذكر قبلته لها وكلماتها له فهو لايريد أن يقبلها أحدا غيره لايريد ان يبثها الطمأنينة والأمان أحدا غيره لايريد أن يقترب منها أي رجل أيا كان صفته المحللة لها غيره فهو لها الأب والأخ والزوج والسند وكل شئ حتى هتف بهدوء وهو يحاول أن يستعيد رزانة عقله معها فهذه الظروف لا يصح فيها إلا الهدوء
خلاص يا رحمة قفلي عليه الحوار دي ولا زمنه ولا مكانه واستعدي يلا علشان فاضل دقايق ونوصل المطار يا دوب هنروح نحط حاجتنا في الفندق ونروح المستشفى على طول
تعرف انك اكتر شخص في الدنيا كلاتها هحس بالأمان وياه وان شخصيتي وضعفي يتعروا قدامه بدون خجل
يعني أني طمنت أخوي اني كويسة لكن معاك انت هرمي في حجرك تعبي وضعفي وأني متوكدة انك هتطمني هرمي حزني وشقاي في حجرك عشان تحضني وتقول لي كلامك الجميل
هتدلع عليك واحسسك اني مش كويسة ولا بخير علشان تضمني بحنانك واحس اني اهم واحدة في الدنيا بالنسبة لك وانك ممكن تسيب كل حاجة علشان خاطري اني بس
مسح على رأسها المستندة على كتفي بعشق وهو يشاغبها
مكارة إنتي يا رحمتي علشان لقيتي زعلي وغيرتي فقلتي اما أهديه بكلمتين علشان ما يصدعناش بغيرته والكلام اللي ملهش عازة اللي هيقوله في وجهة نظرك صوح ولا اني غلطان
رفعت مقلتيها الخضراويتين وتسهمت في عينيه لتقول بدعابة مماثلة
ليهم حق يلقبوك بخط المحاكم يا ماهر عشان دماغك دماغ مش سهله واصل وهتفهم اللي قدامك طوالي من غير لف ولا دوران كيف عرفت ان الست لازم تهدي جوزها وقت العصبية بأي كلام وخلاص علشان تمشي حالها
رفع حاجبه الأيسر ليهتف بمكر
طبعا بفهمها وهي طايرة ومش علشان كيدكن عظيم ياجنس حواء يوبقي جنس آدم مش هيقدر على مكركم وعلشان اكده فهمت دلوك إنك هتهديني علشان منفرجش علينا الناس كالمعتاد لينا في أي خناقة وانتي أصلا كيادة صوح يا رحمتي
ابتسمت ابتسامتها الصفراء لاكتشافها المحنك لمكرها وأن ذاك الداهي كشفها من كلمة واحدة لتهز رأسها للأمام بموافقة وقد أظهرت بسمتها الماكرة صف أسنانها البيضاء اللؤلؤ
صوح الصوح يا ماهر معايزاش نفرج الخلق علينا ويعرفوا انك الراجل اللي هتزعق لمرتك بالباطل وأشوه سمعة الصعايدة ونوبقى ترند أني وانت والهشتاج بتاعك يسمع المحامي الصعيدي الذي يرفض تقبيل أخو زوجته له ماذا يقول ذاك الصعيدي المتسلط الذي يصاب حقا بالجنون
ارتسمت ابتسامة عريضة على محياه من أنها عادت بحديثها الشقي إلى عهده السابق وتفتحت زهور الأمل على يدها وانقشع غمام قلبه وتقمص الدور ببراعة كي لا تجعلها تشك في سعادته بمشاغبتها إياه وهو يحرك رأسه للأمام ونظراته توحى لها بألف معنى ولن تستطيع قراءة رد فعله ليقول بهدوء ماقبل العاصفة المصطنعة
أه بتاخديني على كد عقلي يعني يا صاحبة هشتاج رحمة والملوخية يوم الصباحية
طب ايه رأيك بقي أنا ولا هيهمني هاشتاج ولا يحزنون ولا الحوارات الفاضية داي وهقوم لأخوكي الحنين السهتان دي دلوك وأني هنبه عليه ميجيش يمتك
وبالفعل كاد أن يقوم سريعا وهو يتيقن أنها ستتمسك به وبالفعل تشبست بيديه بشدة وهي تنهاه أن يفعل ذلك وتهدأ نوبات جنونه العصيبة
جلس عافية كي لايرهقها وهو مازال يشاغبها محذرا إياها
يعني حرمتي ولا محرمتيش يابت سلطان
داعبت أرنبة أنفه وقد استوحشت ذاك اللقب
متابعة القراءة