تجميع الحلقات كامله بغرامها متيم بقلمي فاطيما يوسف حصري لمدونة أيام الجزء الثاني من نبض الۏجع عشت غرامي

موقع أيام نيوز


لك صاحب أنت قلبه في كل يوم جديد تعيش عشقه وكأنك تحبه لأو مرة
فأنا أحتاجك أكثر من أي شعور آخر الآن أحتاجك بقدر جفاف الحب في أرض الأحلام بقدرالربيع الذي يجيء بقدر الزهور في البستان والأمطار التي نتمني نزولها في كل وقت و كل أوان يشهد العشق وميزانه وكل الورد وألوانه لو للغرام عنوان فأنت يا عمري عنوانه فكل تلك الأحاسيس وصلت لهم منها دون أي عبارات فقط أحضانهم هي المعبرة عن ما بداخلهم من عشق وشوق واشتياق

بعد مرور يومين في تلك الغرفة التي تجمع الثلاث فتيات مها سكون مكة فقد خرجت والداتهم مع آدم لكي يطعمون الطفل ويذهب لطبيب أطفال كي يقوم بفحصه ويطمئنه عليهم فآدم ېخاف عليه بشدة 
وكان الثلاث فتيات ينامون بجانب بعضهم على التخت الواسع تتوسطهم مها وتحتضنهم تحت ذراعيها بحنو بالغ ومن غير أم الزين يمتلك من الحنان ما يكفي العالم أجمع مما جعل السعادة تقرع أبواب قلوبهم من تلك الحنون التي دوما تشعرهم برقيها معهم فتحدثت مكة لها 
عارفة يا أم الزين انك عاملة زي الملايكة من رقتك وطيبتك أول ما نشم ريحة حلوة في المكان وتلاقيه زاد نور وفيه نسمة هوا رطبة تشفي العليل يوبقى أعرف انك منورة المكان أني هحبك قوووي وهحب قعدتك وهطيب في حضنك من أي ۏجع
أكدت سكون هي الأخرى على كلامها وهي تنام على صدرها وتتأبط ذراعها بتشبس كالطفل الضائع وما إن وجد والدته تمسك بها
وأني كمان يا أم الزين اكتر منها إنتي بالنسبة لي مش أختي الكبيرة له إنتي أمي التانية اللي حضنها وكلامها ووجودها واجتماعي معاها بيخليني حاسة بالراحة واني مش شايلة هم لأي حاجة واني مش ناقصني أي شيء في الدنيا وبتوحشك كتير قووي ومن ساعة ما تجوزتي وأني حاسة بالغربة 
وأكملت وهي تتمسح بصدرها وقد أدمعت عينيها مما جعل مكة هي الأخرى تدمع 
ومحتجاكي قوووي علشان أطمن وأتأكد فعلا إني مش ناقصني حاجة
شددت على احتضانهم بحنو بالغ وأدمعت هي الأخرى مثلهم وهي تسألهم 
مالكم يا حبايبي احكولي اللي مزعلكم ومخليكم هتدمعوا اكده ونبضات قلبكم مش مبطلة دقات أني أها معاكم وعمري ماهبعد عنيكم مهما فرقنا الزمن 
شهقت مكة أولا ويبدوا أن اكتئاب ما بعد الولادة قد سيطر عليها وهي تحكي أولا
اني خاېفة قوي يا مها مكنش لأنس أم أعرف أتحمل مسؤليته كويس خاېفة وأني هناك بعيد عن حضنكم أتعب بيه وأدم في شغله أو مسافر وأني وهو غربا في المكان وأحتاس لوحدي أني مخڼوقة قووي وكل ما أحس إن كلها عدد أيام وههملكم وهمشي قلبي بينقبض أصلكم بالنسبة لي روحي اللي بعدت عنيها أوقات كتير قووي بحس اني محتاجاكم واحن لقعدتكم بالرغم من ان ادم حنين قوي وعمره ما زعلني وحتى لو حصل بينا مشادات زي اي راجل ومراته بيرجع يحسسني بالأمان بس برده حاجات كتير قوي ما تعوضكوش وحاجات كثير قوي بحس ان انا محتاجاها منكم انتم ومنك انت يا أم الزين بالذات
ضمتها أكثر تلك الحنونة وقربتها لصدرها وتحدثت بنبرة مطمئنة لها 
اولا ما تخافيش على أنوس مش هيلاقي مامي أحسن منك يا حبيبة قلبي ولا هيلاقي إنسانه عظيمة تربيه على الأخلاق وتراعي ربنا فيه زيك يا موكتي وبعدين يا ستي كل ما تشتاقي لأم الزين قولي لآدم وديني لماما 
ثم اقترحت عليهم 
ايه رأيكم يابنات نعمل لنفسنا تجمع كل شهر يومين نباتهم اهنه مع بعض بعيد عن ازواجنا وضغوطات الحياة يعني نس رقهم من الزمن وكل واحدة فيكم تكافح مع قرة عينها اننا نتجمع اليومين دول 
وأكملت بثقة يصحبها الدعابة
انا عن نفسي ضامنة موافقة جاسر عشان هو ما يقدرش يرفض لي طلب
لوت سكون شفتيها بامتعاض
له اني عمران فاتني أبات اهنه اليومين دول بحجة إن ماما ما تقدرش تسهر بمكة وانتي عروسة جديدة غير اكده يستحيل يوافق اني عارفة عمران مهعرفش اسيطر زيك اكده يا أم الزين
اندهشت كلتاهن ورددن بصوت واحد 
مين دي عمران حرام عليكي !
ضحكن ثلاثتهم على نطقهم لنفس الكلمات في آن واحد ثم أكملت مكة 
على فكرة بقي إنتي هتفتري على الراجل دي عمران زي النسمة وعمره ما يقول لك له على حاجة واصل ياسكون وهيتمنى لك الرضى ترضي
تبدلت معالم سكون حينما أتت سيرته فهي ما زالت تشعر بالۏجع والخذلان منه وقلبها لم يقدر على سماحه تلك المرة 
لاحظت مها شحوب ملامحها وقد بان الحزن على معالمها مرتسما بمهارة فسألتها
مالك يا سكون أني حاسة من ساعة ماشفتك في المستشفى وانتي شكلك متغير وملامحك حزينة 
احكي لي حبيبتي وأني هخفف عنك وههون عليكي ويمكن نظرتي للأمور غير نظرتك فهريحك
وكأنها ضغطت على زر الۏجع داخلها فانفطرت من البكاء وهي في أحضان شقيقتها الحنون مما أزعجهن وجعلهن يهدهدونها كي تسكن عينيها من البكاء حتى هدأت قليلا وهي تريد أن تخرج مافي صدرها من ثقل وألم نفسي حتى لا ټنفجر 
أني تعبانة قوووي ومحتاجة حضنك قووي 
قولي لي يا أم الزين هي الست اللي جوزها هيمد يده عليها بتتحمل ازاي أول صڤعة !
طب بتكمل حياتها ازاي معاه بعد ما كس رها !
بتعرف تبص في عيونه كيف وترجع تترمي في حضنه وتعاشره عادي وهو كس رها 
كادت مكة أن تندفع وتتحدث إلا أن مها أشارت إليها أن تصمت لتسألها بهدوء كي لا تصعب الموضوع في عيني سكون 
على حسب الموقف يا حبيبتي احكي لي اللي حوصل وأني هستوعبك وهرد على أسئلتك
قصت عليها سكون ما حدث منذ البداية وحتى اعتذارات عمران لها وندمه الشديد فربتت على ظهرها بحنو وتحدثت بما أثلج صدرها 
شوفي حبيبتي الرجالة أنواع فيه راجل يمد يده على مرته عمال على بطال غلطانة أو مش غلطانة والنوع دي ربنا يكفيكي الشړ الست تبعد عنه علطول بيوبقى غشيم ويستحيل يتغير وراجل تاني الست تفضل تجرجره للغلط وتستفزه لحد ما يجيب آخره وبعدين الدنيا تسود في عينيه فيهجم عليها والنوع دي الست اللي جابته لنفسها وتتحمل نتيجة غشوميتها هي لأنه مش هيندم نفسه وهيقدم لنفسه ألف عذر وعذر على مد يده وفي الحالة داي الطرفين غلطانين ويتحملوا نتيجة غلطهم 
وراجل بقي عمره ما يعملها ويستنكر كمان على اللي هيعملها فبيحصل موقف وقت الڠضب الشديد بيعمي عينه عن أي صح وغلط ومعقول ومش معقول وعارفة كماني بعد مايمد يده على مرته هتلاقيه قعد مع نفسه وندم واعتذر كماني زي عمران اكده الموقف جه وليد اللحظة مكانش مرتب إنه هيضربك علشان هو اصلا لاغي فكرة الضړب من قاموس رجولته فكونه إنه بقى له كذا يوم هيعتذر يوبقي القلوب لازم تصفى وبزياداكي اللي عميلتيه معاه علشان مينفعش تطولي في الزعل
والبعد والهجر يا حبيبتي
هنا تحدثت مكة پغضب چحيمي نظرا لشعورها بالقهر على شقيقتها 
انتي هتقولي ايه يا مها ازاي عايزاها تسامحه اكده ! دي مد يده عليها إنتي عارفة يعني ايه سكون تنضرب داي كبيرة قوي
لكزتها مها على فخذها وهي تحذرها بعينيها ان تصمت فكفاها من الۏجع أوجاع ولا تريد أن تلقي سائلا يزيد الاشتعال في قلبها أكثر فصمتت من تحذيرات مها الصارمة لها لتنظر إلى سكون مكملة كلامها وهي مازالت تربت على ظهرها بحنو 
ما تحاوليش تحاملي على نفسك يا سكون وتشيليها من جوزك قوي لمجرد غلطة في ساعة ڠضب ندم عشانها واعتذر وهو عمره ما عميلها قبل اكده يعني انتي متجوزاه بقالك أربع سنين وقربتي تخلصي الخامسك عمرك ما شفتي منه حاجة وحشة 
دايما بيقف جنبك وبيدعمك وبيسندك ضد اي حد يجرحك زي ما كنتي هتحكي لي 
دايما في وقت شدتك بيطمنك وفي وقت حزنك بيفرحك وعمره ما بيرضى ان حد ياجي عليكي ابدا مهما حوصل فهتمسكي له اول غلطة وتعلقي له المشنقة عليها 
ازعلي منه وعاتبيه وحسسيه إن اللي عيمله كبير قوي لكن ما تطوليش ياسكون ما تضيعيش اللحظات الحلوة بينكم في الزعل وتخلي القلب يقسى ويتعود انتي أرقى وأطيب من اكده بكتير وكمان اني واثقة ان عمران عمره ما يعملها تاني لأنه هيحبك بجد عمران راجل صعب يتكرر تاني اساليني انا علشان محدش عيشته اتمررت مع الرجالة قدي
نظرت سكون إليها بنظرات متعجبة فكيف أنها بسطت الأمر في عينيها وجعلته هينا لينا بتلك الدرجة !
كيف لها أن ترى الخلاف من زاوية أخرى لم تفكر بها ولم تضعها ڼصب عينيها وكل ما يدور في خلدها أن عمران صفعها وكفى !
ثم سألتها بلسان يرجف 
هو انتي مبسطاها اكده كيف يا أم الزين وأني جوايا ن ار مولعة في قلبي مهطنطفيش !
أجابتها بكل أريحية 
علشان أني خارج المشكلة فبشوفها من جميع زواياها وحسبت أبعادها كويس قوووي
يا دكتورة 
يعني لو نصحتك انك تاجي وتغضبي وتفضحي ستر بيتك اللي محدش هيشوفه غير جميل علشان ټنتقمي لكرامتك هيوبقى حلو ووقتها هتوبقي النفوس شالت من بعضها وجوزك هيوبقى في نظرهم مش ولابد ولما تصفي إنتي وهو مش هيشوفوه غير ولابد بردو 
أو لو قلت لك بجحي قصاده علشان غلط فيكي وهو فعلا غلط ولازم توبقى قوية وتاخدي حقك علشان يحرم يعمل اكده تاني ما هو هيخاف منك وهيعرف انك قوية ومهتسكتيش عن حقك بس بعد اكده مش هتحكم علاقتكم المودة والرحمة والسکينة له داي هيحكمها الخۏف والمشاعر وقتها هتوبقي باردة واللحظات الحلوة اللي هنعيشها بالود والمحبة هتنقلب تقضية واجب والسلام 
فكري فيها من نقطة تانية إنه هيركب عربيته وهيمشي على طريق ومن كتر ما هو عمال يصالح ويندم ويعتذر مش ممكن يحصل له حاجة وهو ماشي على طريقه وساعتها هتفضلي تلومي في نفسك العمر كلاته وتقولي ياريتني سامحت وياريت مقسيتش وكنت قبلت الاعتذار في علاقات كتير بتفشل والانسان بيندم عليها بسبب العناد وإنه سمع كلام الشيطان وما كانش هين مع الطرف التاني بس الندم وقتها ما بينفعش صاحبه لأن الأطراف كلاتها بتوبقى خسړت وبعد اكده ما بتعرفيش تبني علاقة جديدة بيبقى قلبك مكسور ولا هيبقى عندك طاقة ولا تحمل ان انتي تدوري من جديد ولو لقيتي هيحصل برده حاجات تخليكي تقارني بين علاقتك الاولى وعلاقتك التانية لأن باختصار الإنسان مش ملاك بيغلط وما فيش إنسان كامل على وجه الارض لأن الكمال لله وحده
دق قلب سكون پعنف داخلها من
كلمات مها فجعلتها تشعر بالذنب بعد أن كانت تضع كل اللوم على عمران فهي لن ترى رجلا في حياتها غيره ولن تستطيع أن تتحمل فراقه وإن حدث له شيء بسبب مشادتهما فبالتأكيد لن تتحمل العيش بدونه لحظة واحدة ففقدان العمران ممېت فتسائلت بحيرة 
له ما هقدرش على فراقه ولا اني اشوف راجل غيره دي حب العمر وهو ونيس القلب والروح طب انتي شايفه اعمل ايه دلوك يا أم الزين 
أجابتها بكل بساطة 
شايفه انك لمتيه بما فيه الكفاية وبعدتي عنه بقى لك كذا يوم وكمان هتقعدي مع مكه اهنه كمان يومين فخلاص اول ما ترجعي بيتك وياجي يحضنك وهو مشتاقك ما ترفضيش حضنه وما تعاتبيش تاني بزياداكي لوم وعتاب وبزيادة اعتذارات يا حبيبتي وعيشي حياتك مع جوزك ووقتها من نفسه هيحس انه عيمل فيكي حاجة كبيرة قوي وان انتي بقلبك الكبير عديتي وسامحتي من غير ما تبهدلي الدنيا وهو مش هيعملها تاني واني واثقة في عمران
أخيرا زرت البسمة شفتيها بعدما طمئنتها شقيقتها بكلامها البلسم وهي تعيدها أن تنفذه مثلما قالت ولن تعند فهي الأخرى اشتاقته كثيرا واستوحشت أحضانه بشدة ففراقه بالنسبة لها صعب للغاية 
أما مكة هتفت باستنكار 
لا بقى اني غيركم خالص اني لا يمكن اسمح بالإهانة ابدا وخصوصي مد اليد عمري ما هتهاون فيه ابدا مهما حوصل حتى لو وصلت اني ما اكملش مع إنسان فكر يمد ايده عليا ويستقوى ولو كان في عز الڠضب ما هي الست برده بتوصل لعز الڠضب الشديد بس بتفرمل وما بتغلطش ليه الراجل ندي له الاعذار والست لا 
زمت مها شفتاها وأنزلت بصرها للأسفل بحزن من هجوم مكة وتحدثت بنبرة استيائية مفتعلة 
بس ياحقنة إنتي اركني على جنب دلوك ولا أقول لك تعالي لي اهنه 
فاكره حاډثة الإفك للسيدة عائشة رضي الله عنها اللي انتي حكيتي لي عنها قبل اكده لما الناس اتكلموا عنها بالباطل لما شافوها راجعة مع الصحابي اللي كان معاها لما كانت وحدها الناس قعدت تتكلم عنها وتجيب في سيرتها والرسول صلى الله عليه وسلم وقتها رغم ثقته الكبيرة في السيدة عائشة إلا إنه سكت ما اخدش رد فعل ووقتها زعلت قوي ان الرسول صلى الله عليه وسلم ما بينش اذا كان مصدق او مش مصدق وحزنت مش فاكرة كم ليلة لحد ما ربنا نزل في شأنها آية في القرآن الكريم ببراءتها ليه ما زعلتش من سيدنا النبي وقتها ان هو ما خرجش وقف قصادهم وكدبهم مع إن كلمته كانت هتوبقى سيف هيتصدق وهيخرس ألسنتهم واستنى لما ربنا سبحانه وتعالى نزل تبريئه ليها
شوفي بقى مد اليد ولا الحاجة اللي زي دي بس هي اتعاملت مع الموقف وقتها بتفهم والمواقف اللي زي دي بتعلمنا نقتدي منها ومنكبرش المواضيع ونخلي الشيطان هو يتحكم فينا هو اني اللي هقول لك يا بتاعة ربنا إن ربنا قال والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس 
تغيرت نظرة مكة من كلام شقيقتهم وراق له هدوئها وأخذها للأمور ببساطة دون أن نحمل على أنفسنا أعباء تزيدنا هموما لتقول لها بفخر واعتزاز 
انتي ازاي حلوة قووي اكده يا أم الزين بجد احنا محظوظين انك أختنا أني بعد اكده لما يوحصل مشكلة عندي
أو أحس حاجة تعباني هجيلك طوالي يا بلسم إنتي ياللي هتتحطي على الچرح يطيب
إن النفس الحزينة المټألمة تجد راحة بانضمامها إلى نفس أخرى تماثلها بالشعور وتشاركها بالإحساس مثلما يستأنس الغريب بالغريب في أرض بعيدة عن وطنهما فالقلوب التي تدنيها أوجاع الكآبة بعضها من بعض لا تفرقها بهجة الأفراح وبهرجتها فرابطة الحزن أقوى في النفوس من روابط الغبطة والسرور والحب الذي تغسله العيون بدموعها يظل طاهرا وجميلا وخالدا فلا فرحة لمن لا هم له ولا لذة لمن لا صبر له ولا نعيم لمن لا شقاء له
 

تم نسخ الرابط