تجميع الحلقات كامله بغرامها متيم بقلمي فاطيما يوسف حصري لمدونة أيام الجزء الثاني من نبض الۏجع عشت غرامي

موقع أيام نيوز


ذلك
أما هي انتظرت أن يرد ولم تستطيع أن تفسر لما تنتظر ولكنها نفضت عن بالها سريعا وعادت إلى مذاكرتها مرة أخرى دون أن تكترس بذاك الأشرف
لاحظ ماهر نظرتها التائهة إلى مياه المسبح الذي أغرقها فحاول لفت انتباهها قائلا
الجو النهاردة حلو قووي فيه نسمة برد حلوة زي ما بتحبي ولا ايه
تنهدت بروح منهكة وهي تجيبه بلا مبالاة

كله بقي زي بعضه عندي مهتفرقش حر زي برد زي صيف زي شتا خلاص ربيع العمر الأخضر حداي راح وكلاته بقي سواسية في النهاية قاعدة على كرسي متحرك في مكان مبتحركش منه
أغمض عينيه بحزن وهو يمسح على خصلات شعره كي يستدعي الثبات النفسي ليخفف عنها حزنها وهو يبثها القوة
خلاص فات الكتير مبقاش إلا القليل يا رحمتي وكلهم شهرين وهتفكي الجبس وهتوبقي زينة وربيع العمر الأخضر هيعاود تاني وتجري تحت المطر زي ما كنتي هتحبي ولا تيأسوا من روح الله
دق الړعب داخلها خوفا من أن لاتؤتي العملية ثمارها ويخيب أملها لتقول بيأس
خاېفة مرجعش زي ما هتقول وخاېفة العملية متنجحش صدقني وقتها شعور الانكسار جواي هيكبر لحد مايفتت كل ذرة أمل عندي
قبلها من رأسها يبث فيها روح التفاؤل والأمل دوما
كل ابتلاء من عند ربنا بيكون للعبد اللي هيحبه علشان ناخد جزاء الصبر عليه بحاجة عظيمة ومكافئة من ربنا وأيا كان اللي هيريده ربنا هنرضي وهنعيش وهنشوف جبر ربنا لينا والابتلاء بيظهر كبير قووي اول لما نتعرض له وبعدين هيخف مع الوقت لحد ما نتعود عليه
نظرت له بعيناي تكسوها حمرة الدموع وهي تسأله بنبرة متشائمة انتابتها نظرا لظروفها الصحية الأخيرة وعڈابها في العلاج والتمارين والجبس المحاوط لأقدامها
طب وانت هتفضل جار واحدة عاجزة لاحول ليها ولا قوة مش هتقدر تديك أبسط أمور السعادة الحقيقية للزوجين وهتتحمل العمر كلاته كمان كيف
أتعبته معها حقا بتفكيرها المتشائم الذي لم ينتهي بعد ليطمئنها ويؤكد لها مرارا وتكرارا
هو أني حبيتك واتجوزتك علشان انتي هتمشي وهتتنططي ولا علشان قلبك وشجاعتك وقوتك سكنوا قلبي اني حبيت فيكي شخصيتك شراستك قوة التحدي في اللي انتي عايزة توصلي له ما أني لو محتاج واحدة تتنطط حواليا يمين وشمال مفيش اكتر منيهم
ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تسأله
هو ليه ربنا بيبتلينا في قوتنا ليه ميسبناش أقوية طالما معملناش حاجة في حد مؤذية
ابتسم لها وهو يحتضن كف يدها ليجيبها بتعقل
علشان ربنا سبحانه وتعالى مخلقناش أصلا أقويا له دي خلقنا ضعفا علشان نحتاج له في كل وقت " وخلق الإنسان ضعيفا" دي كلام ربنا سبحانه وتعالى خلقنا ضعفا علشان نلجأ له ونطلب منه
القوة دايما بس لازم يكون عندك يقين إن ربنا بيخلق مع ضعفه في عبده رحمة يا رحمة واعرفي لاااا تيقني إن ابتلاؤه للإنسان في اعز ما يملك وما يحب علشان يشوف الرضا في قلب عبده يشوف إنه حاقد على غيره ولا له هو عارف عبده دي ايه بس بيخليه يكتشف كل حاجة في نفسه علشان يا إما يصلح الكون ويعمره يا إما ينجرف ورا الشيطان ويقنط من رحمة الله
تنفست بعمق لجميل كلماته الرائعة ولكن مازالت تشعر بالقلق والتوتر لتكمل أسئلتها
طب المفروض اعمل ايه علشان الابتلاء دي ميأثرش علي بالسلب ومنجرفش ورا الشيطان ووسوسته اللي هيخلي الإنسان يقنط
أجابها وهو يشدد من احتضان يديها يبثها الدفئ والحنان كي يثبت لها دوما أنه سيظل متمسكا بها
ربنا لما بينزل الابتلاء بيبقى اوقات كثير قوي له فايده للعبد المبتلى ذات نفسه بيخليه يعرف نفوس اللي حواليه ناحيته عامله ازاي بيخليه يكتشف معادن الناس الصادقه من الناس الخبيثه الناس اللي بتحب له الخير من الناس اللي هتشمت فيه يعني الشده اللي بتبين وبتغربل الناس الكذابة وبتخلي الشخص يوزنهم بالميزان الصحيح اللي يستحقوه علشان لما يفوقوا من الابتلاء ويقفوا على رجليهم من جديد هيلاقي نفسه نضف من كل الۏحش اللي حواليه يعني شفتي من كل النواحي الابتلاء عظيم
يعني عندك مثلا السيدة أم سلمة لما ربنا ابتلاها بمۏت جوزها اللي كانت بتحبه وقعدت حزينة عليه وټعيط كتير وبعدين ربنا سبحانه وتعالى رزقها بالرسول عليه الصلاة والسلام كزوج وأمثلة كتيرة قووي على الابتلاء موجودة حوالينا لو بصينا عليها هتعرفي ان ابتلائك خفيف جنبهم
ما زالت لم ترتاح بعد من كلماته القوية التي يبثها داخلها حتى تتقوى بها هي الأخرى وما زالت تكمل حيرتها التي تتآكل داخلها وترميها في صدره علها تهدأ قليلا من ثورة التشاؤم الممتلئة داخلها
طب ما ردتش على سؤالي برده لو فضلت زي ما اني اكده هتكمل وياي كيف
حرك رأسه بأسى من تفكيرها
انتي ليه مصممة ان اني راجل ما عنديش مبدأ او إني معدني مش أصيل هتخلي عنيكي وقت شدتك او هستحملك وقت معين وبعدين هفوتك لحالك تصرفي امورك لأنك شايفة اني بالطريقة داي تعبان
واستطرد كلماته بتأكيد لها بأنها له الكل والدنيا بما فيها
والله يا رحمة انتي لو عضم في قفة لا قدر الله مش هسيبك ولا هحزن على ابتلائك لأني اتولدت على يدك إنسان جديد كفاية لحظات السعادة اللي عشتها معاكي كفيلة إني أعيش عليها العمر كلاته وياكي كاني بعيشها مستقبلي الجاي
اني هعشقك يا رحمة انتي بالنسبة لي الشمس اللي نورت ضلمتي ورزقتني الدفى بعد سنين البرد واللهفة لحضن صادق اداني حنان ما شفتوش قبل اكده
التمعت عينيها بدمع السکينة لذاك الماهر وهي تردد له بنبرة صادقة وكلمات خرجت من أعماق قلبها لذاك الحنون
تعرف أول ما شفتك في اول مقابلة بيناتنا و الجمود اللي كنت هتتكلم بيه والصلابة في ملامحك ما رعبتنيش زي ما رعبت غيري علشان حسيت وقتها إن وراها ۏجع كبير خلاني اعطف عليك من جسر الجمود اللي محاوط حالك بيه ولقيتني يوم ورا يوم بنجذب ليك بدون إرادة مني ولا تخطيط ربنا وضع حبك في قلبي رغم كل العقبات اللي كانت في طريقك سواء كانت فرق السن او ظروف شخصيتك كلاتها حتى لما قلت لي ان جوازنا هيكون عقلاني ما قدرتش ابعد عنيك واخدتك تحدي العمر وآني جوايا كل ثقة وتأكيد اني
هخليك تقولها في يوم من الأيام هحبك يا رحمة رغم تشبثك انك ما كنتش تقولها واكتشفت إن حربي معاك بكل قوة كان جهاد صعب لكن الفوز بيك كان أعظم انتصاراتي
قام من على المقعد الذي يجلس عليه بجانبه وألقى بجسده على الشزلونج الذي تنام عليه وهو يريد أن يحتضنها تحت ذراعيه وهو يلقي برأسه على صدرها الحنون ويتمسك بيديها بقوة
تعرفي كنت هحارب حبك وهحارب قوتك اللي محوطاني في كل كلامك وشخصيتك ومواقفك 
وياكي كنت هحارب عينيكي اللي كنت هسهر عليها في نفس المكان اللي احنا قاعدين فيه دي واني هفكر فيكي الليل كلاته
كنت بسهر على لقانا طول اليوم في المكتب واني هتحدت وياكي بقلبي واجي تاني يوم المكتب أرسم الجمود والصلابة اللي كنت متعود عليهم والاقيكي كل يوم بتكسري الحاجز الصلب بقوتك اللي ما شفتش زييها
واسترسل حديثه وهو يخرج من أحضانها ليتعمق النظر في مقلتيها مؤكدا لها بنبرة عاشق بغرامها المتيم
مسكتي قضية صعبة وقتها قضية غلق ماهر الريان على حاله وقدرتي تفتحي الأقفال وتدخلي أبواب قلبي بكل سلاسة واني دلوك علي واجب لازم أاديه و اكسر حاجز أقفال التشاؤم اللي جواكي واكد عليكي اني مهما كانت نتيجة ابتلائك اني راضي ومبسوط كمان يا رحمتي يا أجمل حاجة في دنيتي يا عشقي الأبدي يا شهيتي
ثبتت مقلتيها الخضراويتين داخل عسليتيه وقلبها النابض بجانب صدره يخفق پعنف من كلمات الغزل الجميل لأجلها
أني اكتشفت دلوك باني ست محظوظه قوي وان كل حاجه تهون طالما فيه شريك زيك في حياتي يا ماهر بيعرف يحتوي وقت ضعفي ويكون جند مدافع ضد يأسي أني هحبك قوووي ومهقدرش اعيش يوم واحد من غيرك ودلوك أني مؤهلة نفسيا لأني أتحمل نتيجة العملية وأحاول بكل جهدي بأني انتصر على يأسي وهعافر لحد ما أرجع رحمة سلطان المهدى اللي تليق بماهر الريان
قبلها من عينيها المبتسمتين أخيرا
أخيرا ضحكتي يا قلب ماهر وعمره كلاته اضحكي يا شيخة خلي الشمس تطلع والدنيا تنور في عينيا اللي هتشوف كل حاجة وحشة حواليها من غير بسمتك يا رحمتي وعلى فكرة بقى اني واثق إنك قد التحدي وهتنجحي في ابتلائك وهترجعي تتشاقي عليا تاني يا صغنن
وقد يأتي العوض أحيانا على هيئة شخص
يراك شيئا خارج حدود المنطق والمعقول
شيئا لا يتكرر ينظر في عينيك ويخبرك أنه يحبك لأنك الأجمل رغم عيوبك الكثيرة
يحبك وكأنه لا يوجد على الأرض سواك
لا يحتاج منك شيئا لأنك بالنسبة له كل شيء
في حفلة زفاف عامر وشمس التي أثارت انتباه الجميع بإطلالتها الجميلة وحجابها المزين على وجهها فقد ارتدته اليوم خصيصا كي تفاجئ عامر بأنها ستبدأ معه حياة جديدة بشكل جديد وكأنها هدية زواجها منه بارتدائها الحجاب فكان الحفل مقتصر على الأهل والأصدقاء وخاصة أن عامر وحيدا وهي الأخرى
كان يتراقص معها على ألحان الموسيقى الهادئة لأغنيتها المفضلة التي انتقتها لرقصتهم الأخيرة في حفل زفافهم وهو ينظر لها بهيام من هيئتها الخاطفة لأنظاره لينطق بإعجاب لحجابها واطلالتها المميزة بالنسبة له
الله الله يا شمسي بجد مفاجأة جميلة قوي إنك تلبسي الحجاب النهاردة في فرحنا وتعمليها لي مفاجأة جميلة اكده عيوني هتاكلك وكل من جمالك في الحجاب
ريحتي قلبي ربنا يريح قلبك وبصراحة ما كنتش متخيل إنك هتعملي الخطوة دي بالسرعة دي علشان ربنا أولا وبعدين علشان اكون مرتاح
احتضنت رقبته بكفاي يديها الصغيرتين وهي تشعر بسعادة تكفي العالم بأكمله فهي اليوم أصبحت عروس جميلة توجت لعريسها
الحبيب لقلبها بشدة فعامر أصبح لها الأب والأم والأخ والصديق وكل شيء فقد رأت معه ما لم تجده في غيره وجدت معه الحنان الذي حرمت منه كثيرا لتسأله بعيناي تملؤها السعادة
بجد يا عامر عجبتك مفاجئتي وبسطتك
حبيت يكون اليوم مختلف قوي كأني بتولد فيه من جديد على ايدك كشخصية وشكل وأسلوب وكل حاجة
عجبتني دي كلمة قليلة وبسطتني دي كلمة قليله على اللي انا حاسس بيه
انتي ما تتخيليش النقطة دي كانت روشاني ومخلية دماغي مش بتبطل تفكير أصلك ما تعرفيش الحجاب دي بالنسبة لي ايه في الست اللي هكون معاها مش حابب حد يشوف حاجة ملكي ولا حد يتمتع بالنظر في حاجة اني بس اللي من حقي اشوفها
مش حابب حد يشوف زينتك وجمالك غيري دي شيء تاني غير إنه رضا لربنا سبحانه وتعالى اللي أمر الست بالحجاب زي ما عرفتك قبل سابق
مطت شفتيها للأمام بدلال ونعومة أثارته
يعني انت بجد بتحبني وپتخاف عليا قووي وبتغير كمان عليا
حرك رأسه للأمام بتأكيد
وه كيف مهخافش عليكي وكيف مغيرش على اللي مني وأغطي عليهم برموش عنيا عاد
كانت تنظر إليه بعيناي يملؤها الفخر فلم تجرب قبل ذاك أن يعشقها رجل يغار عليها بتلك الدرجة ويغار على أن ينظر إليها أحدهم تشعر بامتلاكه لها فذاك الإحساس كانت تفتقد إليه بشدة فهي قد دارت كثيرا وفي نهاية مطافها لم تجد ألذ من الأمان في وجود رجل يحتويها ويدللها ويغار عليها
تعرف غيرتك عليا دي مش بتزعلني ولا بتحبيني أحس إني مقهورة أو مڠصوبة على اني أعمل حاجة زي ماكنت بسمع من البنات صحباتي إن خطابهم أو أزواجهم بيتحكموا فيهم لما بيغيروا عليهم بس أنا حسيت بقيمتي وبنفسي واني بنت مرغوب فيها من غيرتك عليا ومن تمسكك إن محدش يبص لي واني ملكك لوحدك الإحساس ده محسسني بالشبع العاطفي تجاهك ومديني اكتفاء بطريقة متتصورهاش اني أصمم على استمرار علاقتنا دي لحد ما أموت
حقا كانت هيئتهم وهم يتراقصون ويلتفون حول بعضهم كالفراشات
فاق كليهما على انتهاء الغنوة فباغتها بقبلة في جبينها ثم رفعها أرضا وهو يلف بها تحت تصفيق المدعوين لهيئتهم الجميلة وتحت سعادتها فلم يحرمها من أي شعور وأذاقها نعيم السعادة في حفل زفافها ولم يستهون بيتمها وأنها وحيدة
انتهى حفل الزفاف وذهب بها إلى الفندق الذي استأجره لقضاء الثلاث ليالي الأولى لهم بعيدا عن الأطفال فقد كلف المربية الخاصة بهم بتلك المهمة وهو سيذهب إليهم كي يطمئن عليهم يوما بعد يوم إلى أن يعودا ويستقرا في منزلهم فهو لايريد أن يفسد عليها فرحتها كعروس تريد الاختلاء بعريسها وحدهم كي ينعمها في جنة عشقه كي تعود لمشاق الحياة بنفس مستعدة
وصلا إلى غرفتهم في الفندق ثم حملها كأي عروس ودلف بها إلى الجناح وهي تتمسك برقبته من الخلف وعينيها تلتمعان كالفراشة ثم دلف بها إلى غرفتهم
مبروك عليا إنتي ياشمسي ربنا يبارك لي فيكي يارب
وتابع هيامه بها وهو يسألها
ياترى مبسوطة وعجبك فرحنا ولا حسيتي اني قصرت في حاجة أو معملتش حاجة نفسك كنتي تعمليها واتكسفتي تطلبيها
وذاك القابع بين أضلعها يخفق بمشاعر متضاربة بين الخجل والسعادة الاحتياج للأمان في وجوده جانبها ثم أجابته
ربنا يخليك ليا وميحرمنيش منك أبدا أسعدتني وفرحتني وخلتني احس إني ملكة في يومي زيي زي أي بنت
رفع حاجبه باستنكار لما قالت
زيك زي اي بنت كيف ! هو انتي ناقصك حاجة عن البنات لا سمح الله إنتي أحسن وأنضف
بنت قابلتها في حياتي والله
تطلعت بمقلتيه لتهتف بحزن مع تنهيدة حارة خرجت من صدرها وهي تحكي شعورها باليتم
مش حوار نقصان قد ما هو حوار اني يتيمة مليش أب ولا أم ولا أخ ولا أخت وحتى العم اللي ليا ظالم وعمره ما كان هيجي ولا هيقف جنبي يعني انت متخيل ان انا كنت ممكن ابقى مطمع لناس كتير قوي كان ممكن ابقى متشردة ومليش مكان يقويني لولا أبيه ماهر هو اللي احتواني ووقف جنبي وسندني وجاب لي المكان اللي يحميني من العيون اللي كانت هتنهش فيا وانا لسه بنت صغيرة ولوحدي
انزعج من حزنها الشديد وكلماتها التي أثرت به ولكنه انتابه شعور غريب فوجد لسانه يسألها
هو انت بتحبيني صحيح يا شمس ولا اني مجرد طوق نجاة ليكي من اليتم اللي إنتي حاسة بيه
 

تم نسخ الرابط