من نبض الۏجع عيشت غرامي بقلم فاطيما يوسف

موقع أيام نيوز


لذاك الطبيب الماهر وتمتلئ بالوهن 
متشكرة جدا يا دكتور وربنا يبارك في أمثال حضرتك ومعلش تعبتك معاي.
فحصها الطبيب بنفسه بعناية فهو لم يفعلها مع مريضة قبل ذاك مما أدهش المساعد الذي هرول خلفه ولكن حالة سكون بالنسبة له مختلفة تماما من حيث الحالة المعنوية فنظر الطبيب إلى عمران وهو يغمز له آمرا إياه ليبتعد 

طب ممكن يا باشمهندس عمران تروح تجيب لنا التحاليل اللي طلعت بعد العمليه من القسم رقم خمسه اللي جنبنا .
تفهم عمران غمزة الطبيب ويبدو أن الموضوع سينقلب من قلق إلى تسلية مع ذاك الطبيب المرح الذي خفف عنهم لحظة خروج سكون من العمليات مما راق له اسلوب ذاك الطبيب ليتصنع الخروج من الغرفة وكل ذلك أدهش المساعد الذي يقف وراء الطبيب من حركات وجهه وغمزته لزوج المړيضة وبالأخير اختباء عمران 
ثم حول الطبيب أنظاره الى سكون متسائلا اياها بتسلية وقد عادت لألمها مرة أخرى
انتي أمرك غريب قوي يا دكتورة دخلنا عليكي لقيناكي پتتوجعي من أثر العملية

وأول ما شفتي عمران جوزك ومسك ايدك الۏجع مشي في ثانية وأول ما خرج عشان يجيب التحاليل اتوجعتي تاني هو في ايه بالضبط ممكن أفهم 
تأوهت سكون پألم حقيقي وأجابت الطبيب بعيناي تلتمع بوميض الغرام المتيم كما نظرة عمران الذي رآها الطبيب منذ قليل وصار الآن على حافة الجنون من ذاك الثنائي المختلف بشدة 
هكلمك بصراحة يا دكتور ما رضيتش اتوجع علشان اني متوكدة انه هيتقطع من جواه على ۏجعي بزياداه وقفته قدام العملية وهو ھيموت من القلق عشاني 
حبيت أطمنه اني بخير علشان قلبه يطمن وما اشوفش نظرة الړعب في عينيه علي
اصلك ما تعرفش ان عمران مش زي اي زوج هياجي مع مرته وهي هتعمل عملية ويوبقى جواه حبة قلق خالص يا دكتور عمران حالة مختلفة في خوفه على سكون ورعبه عليها من الهوا اللي هيمسها فما بالك بقي بينج وعملية وتخدير وتقطيع في بطنها .
دق قلب الطبيب بوتيرة سريعة من تلك المړيضة التي تكتم تأوهها خوفا على مشاعر زوجها 
يا الله ما ذاك الثنائي الذي ود أن يفدي كل منهم الآخر بروحه !
ولكنه ما زال يحاصرها بأسئلته حتى يتيقن من ثقة العمران الذي يقف يستمع إلى كلماتها بقلب ينبض ۏجعا على كتمان حبيبته لآلامها كي لا تحزنه 
يا ستي حرام عليكي تكتمي الۏجع عشان تطمنيه وتتعبي نفسك ما هو لازم يتحمل معاكي ولازم يحس إنك عاملة عملية كبيرة وپتتوجعي وخاصة ان انتي مش بتصعبني وخلاص عشان تكسبي وده .
تبسمت شفاها لتجيب الطبيب بما جعله وقف متسهما امام ذلك العاشقان 
ولو طولت اخبي أي حاجه تخلي عمران يتوجع هعملها يا دكتور مش هتأخر كفاية انه اتحمل وياي خمس سنين بحالهم كان واقف في ضهري يدافع عني قدام أي حد حتى والدته لما كانت كل شوي تكلمه في موضوع الخلف كان يقف زي الفارس ويقول لها ان ما كانش الطفل دي ياجي من من سكون يوبقى مش من غيرها مش عايزه اقول لك حاولت قد ايه انها تقنع انه يتجوز عليا لكن في كل مرة بيرفض ويطلع ياخدني في حضنه ويطمني ان مفيش غيري سكن وسکينه واحتواء لقلب عمران 
و مواقف كتير قوي عايزه أساطير أحكيها وبرده مش هتوفي عمران 
اني مكسب عمري ونصيبي الحلو في الدنيا اني قابلت عمران اللي في كل مواقف الحب والدعم هون عليا الأيام الصعبة ولو شاء القدر ورجع بيا الزمان ألف مرة عمري ما هندم على سنين عمري اللي وهبتها لحبه من غير ما يعرف ولو مفيش عمران في يوم من الأيام يوبقى مفيش سكون يا دكتور .
تأكد الطبيب أنه خسر الرهان وفاز به عمران الذي يود الآن أن يخرج من وراء الستار ويحتضنها أمام الجميع فهي قد قالت أكثر ما تخيل وبالرغم من أنه كان واثقا من اعتراف السكون وأنه حتما سيكسب الرهان إلا أن استماعه إلى اعترافها أمام الجميع كترنيمة ساحرة من أعذب الألحان جعلته يقف صامتا أمام كلامها الجميل فيه حقه والصمت في حرم الجمال جمال وعند تلك الكلمه قالها الطبيب بلسانه وكأنه يقرأ عقل العمران وهو يرد على تلك السكون 
مش عارف أرد بإيه لعشقكم انتم الاتنين اللي ما شفتش زيه غير بكلمة واحدة بس الصمت في حرام الجمال جمال والصمت في عشق عمران والسكون أبلغ من أي كلام يتقال 
ثم أكمل وهو ينادي عمران 
اظهر وبان عليك الأمان ياجان عمران ده أنا بقيت شاعر على حسك يا صعيدي .
تعجبت سكون من نداء الطبيب وبالفعل ما هم إلا خمس ثواني ووقف عمران أمامها وهو ينظر لها بفخر لكون تلك العاشقة الجميلة امرأته التي علت بشأنه أمام الطبيب دون ان تعرف بوجوده أو أنه يسمعها وهي تردد بذهول
ايه ده كنتو هتختبروني عاد انت والدكتور يا عمران 
اقترب عمران منها وهو يحتضن كف يديها مطمئنا إياها
له هو مش زي ما فهمتي ياسكون حاجة اكتر من الاختبار الدكتور كان هيراهن على عشقك ليا وأني قلت له ان مهما قلت لك كلام عن حبي لمرتي هتسمع منها

اكتر منيه وهو ما صدقش فحب يسمع بودنه من غير ما اكون قدامك علشان قال يعني ما تجاملنيش وفوزنا برهان الدكتور اللي هو ايه بقى يا دكتورة 
حركت رأسها للأمام وهي متشوقة لسماع الرهان ولكن سألته پخوف 
بس الرهان حرام يا عمران ولا ايه 
هنا تحدث الطبيب وهو يخبرها ما دار بينهم 
هو مش رهان قوي يا دكتورة بس تقدري تقولي ان جيت اخفف عنه وجودك جوة في العمليات لقيتني بسرح معاه في قصتكم لما شفت في عيونه لهفة وخوف ما شفتهمش في عيون زوج قبل كده فسرحت معاه في الكلا
ابتسم عمران وسكون لفكاهة الطبيب معهم لتقول بذهول بعدما استوعبت كلامه 
وه تلاتة في بطن واحدة يا دكتور هعملها كيف دي 
قهقه الطبيب من ذهول سكون مردفا بنبرة دعابية 
ثم نظر إلى عمران ليسترسل دعابته وهو يغمز له 
علشان أوحل الصعيدي في العيال وأمرمطه تحت رجليهم عشان يسيب حبة حب للناس الغلابة التانيين وكفاية عليه كده حب ودلع .
تبسم الجميع من كلمات الطبيب لهم فحقا أدخل السرور على قلبهم بشدة في عز وجعهم وكم من تلك الأمثلة الحية التي نحتاجها في حياتنا كي تهون علينا تعب الحياة الدنيا .
خرجت زينب إلى حديقة المنزل وجدت سلطان يتحدث في الهاتف فاقتربت منه وسمعته يردد 
طب يا ولدي خلي بالك من نفسك انت ومرتك وترجعوا باذن الله سالمين غاليين في رعاية الله .
جلست بجانبه وسألته
كنت هتكلم عمران 
اجابها بتأكيد 
ايه ... هو اني حداي واد غيره .
مطت شفتيها بامتعاض 
وكان لزومه ايه السفر دي وأخته هتروح تعمل عملية كمان أسبوع كان يقعد يلم فيهم شغله اللي هيتعطل علشان هيسافر وياها ولا حبكت الفسح دلوك هو ومرته 
رمقها بنظرة ڼارية وهو يقرأ الغيرة في عينيها على ولدها فما زالت زينب تشعر بالغيرة على ولدها الوحيد 
هو حر يعمل اللي على كيفه يسافر يتفسح وقت ما يريد ما لناش صالح يا زينب 
بادلته نفس النظرات وهي تستنكر ما قال 
كيف يعني ملناش صالح يا سلطان هو دي مش ولدي ! ولا انتوا خلاص نصبتوه بعيد عني ومليش علاقة بيه ولا ليا شأن وقيمة في حياته .
تنهد سلطان بأنفاس عالية وقرر عدم الدخول في مناهدة مع زينب وقرر تهدئتها وهو لن يفصح عن سر سفر عمران الحقيقي وهو وزوجته 
مين قال لك اكده يا زينب عمران ولدك وهيفضل ولدك ادعي له بالستر وراحة البال أحسن من أي حاجة في الدنيا ولدك محتاج دعواتك عشان ربنا ييسرها معاه في كل خطوة هيخطيها .
شعرت زينب بالقلق على ولدها وسألته 
هو ولدي في حاجة عفشة يا سلطان وانت هتخبي علي حكم هو سره معاك اليومين دول واني بقيت مركونة على الرف وآخر من يعلم 
طمئنها بصدق 
هو أني ولدي هيوبقى فيه حاجة شينة يا زينب وهقعد أتحدت وياكي عادي اكده وأني حاطط في بطني بطيخة صيفي عادي جبلة أني إياك ولدك بخير وعال العال نحمد الله وبعدين معاكي تليفون اتصلي عليه واطمني بنفسك. 
شعرت بعدم الصدق في كلامه وأنه يريد أن يصيبها بالتيهة لتخرج هاتفها وتتصل بولدها وما إن أتاها الرد بصوته الذي يبدو عليه السلامة حتى شعرت بالراحة
كيفك يا ولدي عامل ايه ومرتك كيفها 
خرج عمران من الغرفة التي تتأوه بها سكون كي لاتشك بأمرهم مطمئنا إياها
احنا بخير يا امي واطمني علينا كلها اسبوع وراجعين .
لن تستطيع الامساك بلسانها لتقول له وكأنها تؤنبه 
وكان لازمته ايه السفر دلوك يا عمران واختك هتسافر كمان اسبوع تعمل العملية وانت اللي هتروح معاها 
أجابها عمران كي يؤكد لها أنهم بخير فهو لا يريد معرفه احد بعملية زوجته فهو اخبار ابيه لأنه يعلم انه لن يتحدث وهي أخبرت شقيقتها وهي تتيقن أنها لن تخبر أحدا 
وفيها ايه يا أمي اسبوع هفك بيه عن نفسي أني ومرتي محصلش حاجه عاد .
تقبلت كلماته وهي تشعر بالضيق ورددت بدعاء
تاجي بالسلامة انت وهي يا ولدي وسلم لي عليها وخلي

بالكم من الطريق وانتم راجعين حاكم الطريق ملهوش امان .
أمن على دعائها 
تسلمي لي يا حاجه من كل شړ هتوحشيني على ما آجي لك خلي بالك من نفسك انت وأبوي ربنا يديكم الصحة وطولة العمر يا رب .
أغلقت الهاتف ليسألها سلطان 
اطمنتي عليهم بنفسك يا ستي علشان ما تقوليش اني هخبي عليكي حاجة اهم بخير وما فيش اي حاجه عفشه كيف مع عقلك هيوزك يا زينب .
ثم فتح معها موضوعا آخر كي ينسيها غيرتها على ولدها الوحيد ودخلت معه في الحديث وقد أصاب قلبها الراحة عند سماع صوت ولدها بخير .
أمام تلك البحيرة التي شهدت على ميلاد عشق جديد عشق العامر للشمس التي استطاعت ببراءتها س رقة قلبه بكل مهارة وهي تلومه 
يعني ينفع كدة تيجي لوحدك من غير الأولاد انت عارف اني باجي مخصوص عشان اشوفهم اخص عليك يا عامر مها وحشتني قوي وكمان زين .
رمقها بنظرة فخر لحنانها البالغ على أطفاله ليهتف بعتاب مصطنع أجخلها 
يعني هتاجي تقابليني علشان خاطر العيال واني مليش لازمة حداكي ياست شمس ولا هتبقي ملهوفة على شوفتي اني كمان اني بدات اغير على فكرة من الست مها والباشا زين .
راوغته بدلال أثاره 
وماله ما هم منك برده وطالما منك يبقى نفس شعوري ناحيتهم نفس شعوري ناحيتك .
راق له إجابتها فسألها بنفس المراوغة
أيوه ايه هو بقى شعورك ناحيتي بالظبط يا برنسيسة عايز اسمعك أني من ساعة ما عرفتك واني اللي هتكلم وإنتي
 

تم نسخ الرابط