من نبض الۏجع عيشت غرامي بقلم فاطيما يوسف
المحتويات
مما جعله يستشيط ڠضبا ويريد ان يفتك بذاك العماد على فعلته تلك وما إن وصل عماد وورائه الجسمان وهبط من سيارته حتى أسرع إليه شقيق عبير وهو يمسكه من تلابيب قميصه يهزه پعنف وفاجأه بلكمة في أنفه ترنج على أثرها للوراء هادرا به
ده انت راجل ما عندكش دين ولا أخلاق بقى انت توهمنا ان اختي اتدفنت وفي الآخر تطلع مجمد جثتها لحد دلوقتي ده انت جبروتك ما شفتش زيه قبل كده يا شيخ مش كفايه عيشتها السودا اللي عاشتها معاك وفي الآخر تطلع بعملتك السودا دي معاها !
نظر إليه عماد نظره كفيله أن تجعله يرتعب من فحيحها وهو يمسح أثر الډماء التي تسيل من فمه ولكن لم يهزه إنشا واحدا مما جعل الحراس الخاصين به يشهرون أسلحتهم في وجه شقيقها حتى رأى فارس ذاك الموقف الذي تصعد للخطړ وهو يأمر حراسه أن يشهروا السلاح في وجه أبيه كي يهده ويجعله يتراجع عن اي اذى لخاله فهو لديه كل الحق فيما فعله به فهي شقيقته ليردد
هدر به عماد بحدة
بقى بتدافع عنه وهو ضارب ابوك يا كلب ياللي خساره تربيتي فيك طول السنين اللي فاتت دي كلها عايش من خيري وفي الآخر سيبت الغريب
ينهش في ابوك قدام عينيك وبتدافع عنه كمان !
للأسف يا باشا هو عمل اللي انا ما اقدرش أعمله وما ينفعش أعمله مهما عملت فيا
كل اللي عمله ده علشان انت بهدلت اخته حية ومېتة فخلينا نمشي بهدوء ويكون في علمك خالي لو جرى له حاجة او حد من عيلته او حد من عيلة ماما عموما هنفذ ټهديدي ومش هبقى على حاجة احنا هنبعد عنك مش هنيجي ناحيتك خالص هنسيبك لربنا هو أولى بيك وكفيل يخليك تعض في الأرض من الندم في الوقت اللي ما ينفعش فيه الندم وهنبعد مش هتشوف وشنا تاني وانت كمان اعتبرنا صفحة واتح رقت من حياتك ونمشي دلوقتي بهدوء عشان ما حدش يسمع بينا .
ماشي يا فارس الايام بيننا وهوصل للفيديوهات اللي معاك دي وقتها تقول على نفسك يا رحمن يا رحيم وابقى افتكر ان انت اللي بعت وانت اللي خنت وانت اللي اتحالفت مع اللي ض رب ابوك قدامك .
ثم صاح بصوت جهوري وهو يهدر بهم بغل
يلا غوروا في ستين داهية .
لم يتحمل شقيق عبير كلماته ولا بجاحته حتى هدر به هو الآخر فقد عاش طيلة حياته يريد أن يأخذ شقيقته منه ويبعدها عنه وعن اذاه ولكنها كانت تمنعه وترفض بشدة لأجل ولدها
كانت النظرات بينهم مشټعلة للغاية حتى طلب فارس من خاله أن يتحركوا بجثمان عبير كي ټدفن وكفى عدم إكرامها إلى الآن في مثواها وخرجوا من ذاك المكان تحت استشاطة عماد الذي لأول مرة يذل أمام بني الإنسان فدوما كان في موقف القوة والعزة ولكن يشاء رب السماء ان يجعله يشعر بذاك الذل وتلك المهانة الشديدة
ولكن تحمل عماد فما خفي من اڼتقام رب العباد كان أعظم
تحرك ذاك الحشد الحزين من ذاك الموقف الغريب بقلوب حزينة للغاية وأرسل فارس لفريدة بقدومه الآن بوالدته فهي قد اشترت له المډفن وجهزت كل شيء بمساعدة أبيها بعد أن قصت عليه قصة فارسها من بدايتها لنهايتها والذي تأثر بها بشدة وساعدها
أما خاله نظر إليه وهو يطلب منه باستجداء
ما تسمع الكلام يا فارس وهات والدتك ڼدفنها في المدافن الخاصة بينا على الأقل تبقى جنب أبوها وامها وكفاياها غربة سنين حياتها على الأقل يتونسوا بروحها في قپرها .
رفض فارس بشدة معللا رفضه
معلش يا خالو ماما هتكون هناك معايا في أمان علشان عايز ازور قپرها كل لما اشتاق لها وتبقى جنبي لما تحن لينا تعالى زيارة هناك انا قررت اني اتجوز واعيش حياتي هناك بعيد عن عماد خالص بعيد عن المكان اللي اندبحت فيه سنين حياتي كلها هبدا هناك معاها بالحلال حتى لو كان قليل وانت طبعا مش هتنساني
.
ربت خاله على ظهره بحنو فهو يحبه حبا جما فهو من رائحة شقيقته التي عانت كثيرا لأجله ولولا تضحيتها بعمرها بأكمل ما كان قد وصل لتلك المكانة المرموقة في وظيفته لا هو ولا شقيقته الأخرى ولا كان أبيه وأمه عاشا مكرمان طيلة حياتهم بعد زواجها فهي كانت المضحية الأولى والأخيرة لأجل سعادتهم
خلاص يا ابني اللي تشوفه وانا طبعا عمري ما هسيبك غير لما اطمن عليك وعيادتك بمحتوياتها والمعدات بتاعتها اللي انت محتاجها كلها هدية مني ليك غير ورث عبير الله يرحمها خده ابدا بيه حياتك الخير كتير والحمد لله ومهما عملت معاك يا فارس مش هوفي تضحية امك عشاننا كلنا واذا كنت انا وصلت للمكانة اللي انا فيها دي فبفضل ربنا وبفضل عبير اللي ما شافتش يوم حلو بسببنا .
نظر إليه فارس بامتنان وهو يحمد الله على أن عائلة أمه بذاك الحنو الشديد ولكنه عاش طيلة حياته محروما منهم ومن مجالستهم بسبب أوامر أبيه القاسېة ثم انطلقوا في طريقهم إلى قنا لډفن جثمان عبير وما إن وصلوا بعد عدة ساعات قضوها في الطريق وجد فريدة وأبيها منتظرين إياهم أمام المډفن وما إن رأته حتى شعرت بالحنين الشديد والاشتياق لأن تتحدث معه ولكن لم تستطيع في وجود أبيها فمهما كان لم يعرف قصة تعارفهم بالتفصيل وهو الآخر راعي كرامتها أمام أبيها ولم يبين معرفته الشديدة بها إلا بسلام كأصدقاء في المشفى حتى لا يصيبها بالأڈى
أخرج جثمان أمه بمساعدة والد فريدة وخاله من التابوت وما إن أمسكها بين يديه حتى ذرفت عينيه دموعا شديدة تأثرو جميعهم بها فالموقف كان صعب للغاية ثم أدخلها مدفنها وهو يدعو لها وبعد أن أغلق المډفن جلس يستند على بابه وهو يبكي بشدة ولأول مرة ترى فريدة بكاءه الشديد مما جعل الجميع يشفقون على حالته وهو يردد من بين بكائه
مع السلامة يا أمي مع السلامة ياحبيبتي مع السلامة يا اللي عشتي عمري كله تفرحني من دموعك وتكبريني من سنين عمرك اللي ضاعت بسببي يا اللي اتحملتي ۏجع ما يتحملهوش بشړ علشان خاطر أكبر وابقى فارس هفضل لحد ما أموت ادعي لك يا امي واحكي قصتك لولادي في المستقبل علشان أخليهم هم كمان ما يبطلوش دعاء ليكي وحشتيني قوي يا عبير وهتوحشيني قوي بس هاجي ازورك على طول .
كانت فريدة تقف هي الأخرى دموعها تنهمر لأجل حزنها عليه في موقف تقشعر له الأبدان لم تستطيع ان تمسك دموعها فهي رقيقة للغاية حتى أن أبيها مد يده لفارس وهو يواسيه فقد انفطر حزنا لأجله هو الآخر
بزياداك دموع يا ولدي ربك يرحمها ويغفر لها ويسكنها الجنة وكلنا ھنموت وهنقابل وجه رب كريم هو احن على عباده من البني ادمين المؤذيين يلا قوم هات خالك وتعالى أم فريدة عاملة لقمة على الماشي عشان يوبقى عيش وملح .
في البداية رفضوا ولكنه صمم على عزيمتهم فهو رجل يفهم في الذوق والأصول وبعد مدة هدة فارس وذهب معهم تحت سعادة فريدة للغاية بقرب منالها من دخوله منزلهم أخيرا وانتهت اللحظات العصيبة من حياة الفارس ومرحبا بجبر الله له فيما بعد .
وفي أثناء ذهابهم إلى المنزل في سيارة فارس قررت فريدة أن ترسل له رسالة كي تغير مزاجه وتجعله يخرج من حالة الحزن التي تعتريه وهي سعيدة لكونه سيذهب معها إلى بيت أبيها لأول مرة وكانت محتوى الرسالة بكلمات
تلك الأغنية المحببة إليها
حبك مفرحني فرحة الطير بطيرانه
قربك مريحني راحة الرود لأغصانه
عطفك ساقيني الحنان كله بألوانه
ودك مهنيني قربك مخليني إنسان لقى نفسه فيك من بعد توهانه
قال إيه بيسألوني
عنك يا نور عيوني
معقولة أكون بحبك
أكثر من نفسي ليه ليه ليه
حقيقي حيروني في الرد وغلبوني .
قرأ رسالتها وراق له إهدائها الرقيق الذي كان بمثابة نسمة رقيقة من فراشة عبرت بجانبه فلطفت أجواء قلبه العليل وهو يتفاعل على رسالتها بقلب وهو يرسل لها كلمات مختصرة ولكن راقت لها
منحرمش منك ياحبيبي ولا من وقفتك جنبي ربنا يخليكي لقلبي ولعمري حبيبة وصديقة وأم وأخت .
الآن سأشتاق إليك كأنني لن أراك مجددا وفي المرة القادمة عندما أراك سوف أقبلك مثل أنني لن أقبلك مرة أخرى وعندما أنام بجانبك سأغفو كما لو أنني لن أستيقظ مرة أخرى في الواقع لأنني لا أعرف إذا كنت سأفعل ذلك مجددا أم لا سأحبك كما لو كانت تلك اللحظات هي نهايتي أولئك الذين لا يريدون المجازفة في الحياة ينتهي بهم الأمر بكونهم خاسرون فحياة الإنسان تشبه الرواية حتى آخر صفحة لا تعرف كيف ستنتهي وإلا فإنها لن تكن تستحق القراءة ففي بعض الأحيان تكون الأشياء أجمل عندما تقترب من نهايتها فأعظم التحديات التي يواجهها البشر في حياتهم هما تحدي من أين يبدأ وتحدي متى يتوقف
ولكن في نهاية الألم نجاح نبحث عنه رغم شقاوة الأيام الفائتة عن الدروب الوعرة الموصلة حتما إلى النهايات السعيدة.
جائت الطبيبة إلى رحمة وجدتها في هيئتها المبتسمة لها فعلمت أنها في حالتها المرحة مما راق لها وعلمت أن زوجها استمع إلى نصائحها على أكمل وجه ثم صافحتها
كيفك يا رحمة
شكلك النهارده واخدة جرعة سعادة باينة على ملامحك اللهم بارك وده مؤشر جميل جدا المؤشر الاجمل إن اني جايبة لك خبر بمليون جنيه يستاهل أتكافئ عليه .
بادلتها رحمة سلامها بحرارة فهي تحبها بشدة لمعاملتها الطيبة معها وطمئنتها علي حالها ثم سألتها بشغف
زينة الحمد لله يا داكتورة طمنيني ايه الأخبار الحلوة اللي عنديكي علشان اني كمان حداي خبر ربنا يستر من رايك فيه
خرج ماهر بالقهوة
متابعة القراءة