من نبض الۏجع عيشت غرامي بقلم فاطيما يوسف
المحتويات
حسن ظن عبده بيه .
رمقها بنظرات عاشقة ثم نظر إلي السقف مرددا بشكر لله
ده انا اللي لازم اشكرك يا رب على إنه وقع في طريقي احسن واجمل بنت في الدنيا
ثم نظر إليها مكملا باعتراف
تعرفي ان انا كنت حاطط مواصفات صعبة قوي لفتاة أحلامي مواصفات كنت حاططها قاسېة قوي عليا علشان أجبر قلبي إنه ما يلاقيهاش لما كنت في أزمتي
تعرف أول ما شفتك كنت وقتها مستغرباك قووي بكمية الكبر اللي شفتها منك بس رغم كل اللي حصل لي منك في البداية الا إني معرفتش أكرهك ولقتني بتشد لك قوووي ومكملة معاك طريق مش عارفه نهايته ايه بس كل اللي كنت واثقة منه إن قلبي اتعلق وكل يوم بيتعلق أكتر لحد ما غرز في وحلة العشق اللي كان هيسمع عنيها ومكنتش متخيلة إنها هتوبقى متعبة قوووي اكده .
على فين واخداني عيونك يا فيري ولا شوقك اللي بتسقيه لي شهد من لسانك .
ابتسمت لغزله الراقي وهي تومئ بعينيها بعيدا عن مرمى عينيه ثم تمتمت بنبرة خجلة
طب كفاية اكده وروح نام بقي علشان أني كمان هنام طالما اطمنت عليك .
طب هنام علطول علشان أحلم بيكي وصورتك أخر حاجة شفتها .
ابتلعت ريقها بخجل من تلميحه لتقول بدعاء له
تصبح على جنة من الرحمن .
أمن على دعائها
آمين يارب يستجاب وأصحي على جنتك يافيري.
ابتسمت له ثم أغلقت الهاتف وهي تحتضنه بشدة وكأنها بذالك تحتضن الفارس الذي أشعل الشوق في قلبها ثم غفت في نوم عميق ودقات قلبها تدق شوقا ولم تنتهي بعد .
يا دكتورة اني تعبت جدا خلاص مش قادرة اتحمل بقى لي اربع شهور على الحالة داي واني زي ما اني مفيش تغيير وخلاص ملهش عازة العڈاب اللي اني فيه دي
استنكرت الطبيبة كلامها وقبل أن تنطق هتف ماهر وهو يشعر بالأسى لحالتها ولكن العزيمة والقوة والإرادة هما أساس علاجها فنطق للطبيبة
معلش يا دكتورة هي حالتها النفسية صعبة شوية كملي شغلك وكأنها ما قالتش حاجة .
كادت أن تكمل الطبيبة إلا أن رحمة منعتها بيدها وهي تتحدث بحدة فقد رأت الدنيا بما فيها الآن ضيقة مثل خرم الإبرة في عينيها لكلتيهما مما أدهش ماهر لطريقتها
اني بقول لك مش هكمل علاج سيبوني بقى اني تعبت ابعدوا عني هو اني بالنسبة لكم ما بحسش
آلة عمالين تقولوا لها اتحركي يمين وشمال اعملي وما تعمليش اني تعبت اخرجوا برة مش عايزة حد معايا .
كانت حالة رحمة النفسية بالنسبة للطبيبة شيئا معتاد عليه من مرضاها ولكن ابتسمت لها ولن تشعر بالحنق من طريقتها فهي لها ظروفها الخاصة التي أجبرتها على ذاك المړض ولابد من الطبيب أن يتحمل الظروف النفسية والعصبية للمريض ثم
جمعت أشيائها وطلبت من ماهر أن يخرج معها كي تتحدث معه في أمر هام
اني شايفة يا متر إن حالة مدام رحمة في الأسبوعين الأخيرين مش كويسه وده لأنك ما كنتش بتحضر معاها الجلسات ووالدتها كل مرة هي اللي كانت موجودة
قبل اكده كنا ماشيين كويس جدا بمعدل ممتاز ممكن افهم عدم حضور حضرتك الأسبوعين اللي فاتوا دول سببه ايه
واعتقد إن حالة مدام رحمة المزاجية متعلقة بوجودك جنبها اللي هو اصلا أهم من أي مهم .
تنفس ماهر بضيق مما أعلمته به الطبيبة ولكن هو الآخر كان معذورا فلديه قضايا وأمور أناس متعلقة برقبته ولابد أن يوازن بين الجهتين
اني فعلا انشغلت عنها الفترة اللي فاتت بس كان ورايا شغل مهم ما كانش ينفع يتأجل قضايا لازم انا اللي كنت اتابعها بنفسي فاضطريت اني ما احضرش معاها الجلسات بس لو حالتها هتوبقى بالمنظر دي لو ما حضرتش هحاول بقدر الإمكان انسق مع حضرتك الوقت اللي تكوني موجودة فيه ومتأسف جدا لطريقة ردها عليكي يا دكتورة .
ابتسمت الطبيبه بتفهم لتقول بدعاء
ولا أسف ولا حاجة دي طبيعة شغلي واني متعودة على اكده من المرضى هما حالتهم صعبة الله يكون في عونهم بيتحملوا فوق طاقتهم سواء في العلاج أو المړض المفاجئ
أصلا بيخليهم فاقدين الشغف لكل حاجة ودي شئ مهم جدا لازم أنبهك عليه إن التجدد في حياة رحمة ومزاجها مهم جدا علشان هيأثر على علاجها بطريقة إيجابية ما تتخيلهاش
يعني حاول تعمل لها تغيير في حياتها تخرجها مثلا تعمل لها مفاجأه تسفرها يومين الحاجات اللي بتبسط الست العادية فما بالك بظروفها الغير طبيعية اني همشي ومش هاجي الأسبوع دي خالص تكون حالتها النفسية اتحسنت شوية ونرجع للعلاج تاني وكمان في تطورات في الدوا نزلت من يومين لحالة رحمة ممتازة جدا هبحث عنها وان شاء الله نبتدي معاها من المرة الجاية اني متفائلة بيها جدا.
شكرها ماهر بامتنان على دعمها لهم وتقبلها لحدة رحمة ثم ودعها إلى الخارج من باب الذوق وصعد إلى رحمة وما إن رأى حالتها وهي تبكي بشدة حتى أسرع إليها وجذبها إلى أحضانه وقبلها من رأسها وهو يردد بأسى لحالتها
اني عارف انك زعلانة مني علشان قصرت معاكي اليومين اللي فاتوا بس والله يا رحمة ڠصب عني كنت مشغول جدا في قضايا المكتب انتي عارفة الشغل مزحوم عندي وفي قضايا ما ينفعش حد يخلصها غيري فانشغلت عنك شوية حقك عليا يا رحمتي .
تمسكت بأحضانه بشدة وهي ما زالت تبكي بغزارة مما جعله أخرجها من أحضانه واحتضن وجهها بين كفاي يديه وهو يمسح دموعها بإبهامه وهو يردد بدعابة كي يدخل السرور على قلبها ويجعل حالتها تتغير
بقى الزعل ده كلاته والبكا من عيون حبيبي علشان انشغلت عنيه شوية مكنتش اعرف انك هتحبيني قوي اكده ومهتقدريش تستغني عني وعايزاني اقعد ادلع فيكي ليل ونهار يا رحمتي وان جيتي للحق اني ه مۏت في الدلع معاكي انتي متعرفيش انتي بالنسبة لي ايه
انتي كل حاجة حلوة في حياتي كل ابتسامة كانت ضايعة من سنين وغايبة عني ما ابتسمتهاش إلا معاكي يعني بمعنى أصح انتي بالنسبة لي هرمون السعادة اللي بعيش عليه اني جنبك يا رحمة اطمني عمري ما هسيبك وعمري ما هتخلى عنك وعمري في يوم من الأيام ما هبعد .
هدأت من كلماته الرائعة التي ألقاها على مسامعها كي يطمئنها ثم سألته بقلب يرجف من الخۏف
طمني يا ماهر بحب اسمع كلامك ليا قوي بيحسسني ان اني هرجع زي ما كنت
هو اني بصحيح ممكن أرجع زي ما كنت ألعب وأجري واتشاقى واشاغب فيك
ممكن أرجع رحمة المشاكسة اللي كانت بتلفت الانتباه ليها في كل مكان بشقاوتها
تنهد وبعيناي عاشقة أومأ لها بأهدابه وتحدث بنبرة يملؤها التفاؤل
انتي اللي هتسالي السؤال ده يا رحمتي
دي انتي اللي هيتقال عليكي يا جبل ما يهزك ريح عندك إرادة وعزيمة انك توصلي للي انتي عايزاه بصبر يعني حد كان ممكن يصدق ان انا ماهر اللي كنت قافل على نفسي عشر سنين ما دخلش ستي في حياتي قابلت ستات كتير حسيت في عينيهم الإعجاب وفي منهم حاولوا انهم يجذبوني ليهم بكل الطرق وما فيش واحدة قدرت تعمل اكده إلا إنتي يا رحمة انتي عارفة يعني ايه تخرجي إنسان من صومعة الذكريات المؤلمة اللي كانت محاوطة قلبه وعقله بكل جدارة
يعني ايه تخرجي حد من قبر المشاعر الحزينة وتخليه أسعد إنسان في الدنيا
انتي قوية يا رحمة وأقوى مما تتخيلي ما تستسلميش للانهزام وللضعف
إنتي قدرتي تخلصي مامتك من الکابوس اللي كان مهدد حياتها وأمانها بكل شجاعة ومهارة وقدرتي إنك تنقذي نفسك منها بكل قوة وقدرتي إنك تخليني أحب وأعشق مجرد طيفك وخيالك بس
اني عايز رحمة القوية اللي ميهزهاش حتة مرض أضعف منها بكتير .
ارتمت داخل أحضانها الحانية وتحدثت بشجن وهي تتمسح بها بحنو
بس انت مليكش ذنب إنك تتحمل معايا وتصبر وتضيع اللي باقي من شبابك مع واحدة عاجزة
سيبني يا ماهر وشوف حياتك مع واحدة تخلي بالها منك ومترهقكش بتعبها ومرضها اللي الله أعلم هينتهي مېتة واحتمال ما ينتهيش .
ضيق نظرة عينيه ثم أخرجها من أحضانه ورمقها بنبرة استنكارية
هتقولي ايه انت يا رحمة !
عايزاني اسيبك علشان ما اضيعش الباقي من عمري طب ما إنتي رضيتي وانتي في عز شبابك توافقي على واحد عنده أربعين سنة وافقتي بواحد عمرك قد عمره مرتين ومهمكيش لما يبقى عنده سبعين سنة وانتي لسة في سن الأربعين في عز شبابك
انتي بجد متخيلة اني هسيبك او هتخلي عنك أو اني اصلا هعرف اشوف ست غيرك او قلبي يعشق ويحب واحده تانية !
دي من المستحيل يا رحمة والله العظيم انتي لو قدامي نفس بس هستكفى بيكي وعمري ما هفكر في غيرك ولا قلبي يحن لأي ست في الدنيا غيرك انتي
ثم جذبها لأحضانه الحانية مرة ثانية وهو يربت على ظهرها بحنو بالغ أحست به وأصاب جسدها
طلبت من ربنا في ليلة جميلة صافية ودعيته أن يرزقني بالحظ الجميل فرزقني بيكي وهداني ليكي فلازم أحافظ عليكي
ډخلتي حياتي واختصرت أحلامي كلها فيكي وبقيتي حلمي الأكتر أهمية شربت من هوى كاسك واتعطرت من رحيق أنفاسك
دي إنتي صورتك محفورة بين جفوني وهي نور عيوني يارحمة .
كانت تلك الكلمات الرائعة التي ألقاها على مسامعها بصدق يخرج من أعماق قلبه لتلك الرحمة وبالفعل توغلت كلماته في أعماق قلبها وصارت تتمسك بأحضانه بشدة ثم شعرت بالراحة وهي تتأكد دوما بأن اختيارها لذاك الماهر
متابعة القراءة