من نبض الۏجع عيشت غرامي بقلم فاطيما يوسف

موقع أيام نيوز


فقط في مكان آخر
فقد أثبت لها ذاك الجاسر بكلماته أن الماضي ماهو إلا حلم وما المستقبل إلا رؤية وعيشك الحاضر بحب تام لله سبحانه وتعالى يجعل من الماضي حلما من السعادة ومن المستقبل رؤية من الأمل فالسعادة شيء يدخل في حياتنا من أبواب لا نتذكر حتى أننا تركناها مفتوحة فالحياة رحلة في مهرجان إلهي مقام للبشر في كل مكان

وفي كل أوان فاستثمر قوتك وانطلق وتمتع بجماله ما دمت فيه وتعاطف مع الأرواح القريبة من روحك ولا تنس أن هذه الرحلة برمتها هي معبر لحياة خالدة فالتمس السعادة في الدنيا والسعادة الأبدية في الآخرة 
تلك الكلمات الذي قالها ذلك الجاسر عبرت في قلبها وأثرت بها بشدة وجعلتها تشعر بالسعادة المبالغ فيها وهي تظن أنها في حلم وخاڤت أن تفيق منه في أي وقت فهو الآن بعد أن طمئنها بهدوء ولم ينزعج من رفضها لفكرة زفافهم وتفهم الأمر جيدا منتظرا ردها وهي قرات اللهفة في عينيه فطمئنته بموافقته هي الأخرى ولكن لها وجهة نظر ثانية عرضتها عليه وقد زال التوتر قليلا
طيب نعمل الفرح بس في نطاق معين يعني مش عايزين معازيم كتير القريبين مننا قوي هما اللي نعزمهم وأصحابك برده المقربين يعني بالمختصر حفلة علي الضيق .
تطلعت بمقلتيه برجاء بعد أن أنهت طلبها أما هو تنهيدة حارة خرجت من صدره وهو لم يعرف بما يجيبها ففكر قليلا ليقول بموافقة كي يجعلها تقضي ساعات الفرح بأمان دون قلق أو خوف من شئ ما 
خلاص يا ام الزين ده انت اللي تؤمري بيه لازم يتنفذ يا بطل 
ثم غمز لها بدعابة
أهم حاجة ان احنا هنتجوز أخيرا علشان في حاجة مهمة نفسي فيها قوي اول ما نتجوز ھموت
عليها فوق ما تتخيلي .
سألته ببراءة وقد راق له سؤالها أو بالأحرى انتظره 
حاجة ايه دي اللي ھتموت عليها وأني معرفهاش 
أجابها بشقاوة أخجلتها 
كانت تنصت إليه بقلب يخفق عشقا لا بل شغفها عشقا هو الآخر عشق لم يذكره الزمان ولا دونته أساطير الأولين للحب عشقا بمثابة النفس ونبض القلب فهو قد أشبعها من كلمات المحبين وجعلها تشعر ملايين المرات أنها امرأة مرغوب بها لاااا بل أنها غير كل نساء العالم جعلها تشعر أنها الوحيدة المنفردة بساحة الغرام المتيم عن جميع النساء ثم سألته على استحياء
هو الحضن أنواع وليه معاني كتير 
هزته نبرة صوتها الهائمة ونظراتها التي تحمل شجنا وشوقا لجميع معاني العشق وأسماها وأجابها بعيناي احتضنت عينيها الساحرتين 
طبعا أنواع يعني في حضڼ تحسي فيه بالارتياح العادي بس ولما تطلعي منه مابيأثرش فيكي ومش هتحسي بعد اكده إنك مشتاقة له وفي حضڼ بارد تأدية واجب وخلاص ودي بقي ملهوش لازمة أما في حضڼ بتحسي فيه انك ما بترتاحيش الا جواه ما يعوضهوش اي حضڼ تاني وفي حضڼ اي كلام اللي هو مجرد ما الشخصين يحضنوا بعض الحضن ذات نفسه بيعبر عن معاني كتير قوي فيها الصدق فيها الإحتواء فيها الأمان فيها كل حاجة حلوة ودي بقى بالذات بيوبقى حضڼ إدمان ما بنقدرش نتعافى منه بسهولة لو فقدنا صاحبه وفي حضڼ أخير بقي بيبقي حضڼ المشاعر بتاع اللحظات الدافية اللي بين الراجل والست وخلي بالك طالما سميته مشاعر يوبقى لازم الطرفين فيه هيحسوا بمشاعر محدش هيحسها غيرهم .
عيناها كانت مرتكزة نحو صدره تفكر في كلماته وهي تتخيل كيف يكون طعم الحضن داخل صدره وأي من المعاني التي قالها سوف تشعر بها معه 
فهي لم تجرب حضڼ الاحتواء ولا حضڼ الأمان ولا حضڼ المشاعر ولا حضڼ الإدمان لم تجرب الحضن من أساسه فبالتالي لم يفصل القابع بين أضلعها عن الدقات وهي تسمعه وتشتاق التجربة داخل أحضانه 
فكلماته ذاتها حانية وناعمة وراقية وتحمل كل معاني الهناء لقلب جفاه الحرمان وضناه الضياع ولم يرى يوما من الجبر فماذا بالفعل عن أحضانه 
ماذا عن طعمها إحساسها عن دفئها عن جمالها 
كل ذاك العراك يدور بخلدها ويتخبط داخل أضلعها عن ماذا وراء ذاك العاشق الولهان الذي بغرامها له وغرامه بها أطاح بذرات الصبر داخل قلبها المسكين وتود الآن أن ترتمي بين أحضانه كي تنعم بضمة الأمان 
أما هو قرأ في عينيها الاشتياق واللهفة والعشق الذي لأول مرة يراهم في جنس حواء له مما راق له وجعله يشعر بالانتصار ويفخر بحاله بأنه فاز بعشق المها بعيونها المها وقلبها الصبي الذي ولد على يده وعقلها الرزين الذي جعله يشعر شعور الملوك بأنه امتلك الانتصار الأعظم في بلاد حواء إنه عشق أم الزين
ثم شاغبها كعادته 
عارفة أني حاسس دلوك انك نفسك في حضڼ الإدمان دلوك وبصراحة اني هشتاق قووي زيك بالظبط فعلشان اكده هقول لك تصبحي على خير يا أم الزين ونتقابل بكرة إن شاء الله نرتب أمورنا للفرح بدل ما أتهور وأشدك لحضني ووقتها هروح أجيب المأذون ولا فرح ولا يحزنون وتضيع التفاصيل وأني راجل بيعشق التفاصيل اللي فيها قلة أدب قوووي ھيموت فيها .
خجلت من نظراته وهمساته وكالعادة أول مرة تلقى على مسامعها تلك الأنشودات العذبة فابتسمت له وأودعته السلامة وذهبت إلى غرفتها واحتضنت وسادتها بحس مرهف وهي ترتمي على تختها بحالمية كالفتيات المراهقات وهي لن تصدق ان ذاك المشهد الذي تقوم بفعله الآن مر عليها أخيرا بعد أن ظنت أنها لن تعيش تلك التفاصيل فحقا عشقك أيها الجاسر كأنهار من العسل المصفى الذي لم يتغير طعمه عشقك من الجنة يا من بغرامك صرت متيمة 
أن تعشق إنسانا ذلك يعني أن ترى كل ما فيه جميل فلا تضعه في حيز مقارنة ولا ترهقه في أطر الكمال في العشق تحلق الأرواح بلهفة كعصافير حب عرفت لتوها معنى الطيران العشق داء ودواء وزاد وماء هو سکينة وهو الاحتواء في فضاء العشق يسبح العاشقان حيث لا أحد فيه غيرهما وغير حلمهما السرمدي باللقاء وها نحن على موعد لقاء الجاسر والمها أخيرا بعد رحلة عناء لكليهما .
في منزل عمران وسكون حيث خرج من حمامه وبحث عن سكون ولم يجدها فارتدى ملابسه وهي عبارة عن تيشرت بحمالات من النوع القطني ذو اللون الړصاصي ومن الأسفل شورت قصير من اللون الأسود ثم خرج من الغرفة يبحث عنها بأقدام هلامية كي لا تشعر بقدومه وجدها أخيرا تقف في المطبخ تطهي طعام الفطور فاليوم يوم الجمعة اليوم الوحيد الذي يتناول كلاهما وجبه الفطار مع بعضهما فكانت تعد لذاك اليوم طعاما شهيا غير جميع الأيام لأنه اليوم الوحيد المختلف في الأسبوع
وجدها تصنع الفطائر التي يعشقها ورائحتها الذكية تعبئ المكان ف اقترب هامسا لها هامسا لها بصوت أجش من أثر اقترابه بها 
صباح الجمال على عيون الحلوين اللي قاموا ونزلوا من جنب حبيبهم وسابوه لوحده من غير ما يصبح عليهم علشان يعمل الروايح اللي تفتح النفس دي .
دقات قلبها أعلنت الطبول من حركته تلك التي أثرتها فهي
حلمت يوما من الأيام ببيت هادئ ورائحة الخبز تفوح في المنزل في كل مكان وحوله حديقة صغيرة تجلس بها مع من تحب وحولها أطفالها وأن يكون لديها عائلة صغيرة ټحتضنها بكل حب ثم استدارت بجسدها إليه بعد أن وضعت الفطائر في الفرن وهي تحتضنه من وجنته وترد على صباحه بنبرتها الرقيقة 
صباح الخير على حبيبي قلت بقى انزل أعمل لك الفطير اللي انت بتحبه انت عارف بحب يوم الجمعة يبقى مميز علشان دي اليوم الوحيد اللي بنفطر فيه مع بعض 
واسترسلت حديثها وهي تنظر له نظرة هائمة وقد راق لها احتضانه لها وبثه الحب دائما في قلبها 
تعرف يا عمران اني كنت دايما بحلم ببيت صغير زي اللي احنا عايشين فيه وله جنينة زي اللي انت عاملها لي بالظبط وكمان زي ما انت ما عملت دلوك تصحى الصبح تحضني وانا واقفة في المطبخ بعمل لك الأكل زي ما بشوف في المسلسلات كنت بحلم ببيت دافي وجميل زي دي 
ثم انقلبت معالم السعادة البادية على وجهها إلى معالم الحزن وهي تكمل ما كانت تحلم به مما جعله تنهد بأنفاس عميقة من هول زفيرها استنشقتها وعبئت صدرها بالكامل 
وولادي بيدوروا حواليا في المكان واني وجوزي قاعدين نتفرج عليهم واحنا البسمة مزينة وشنا ونقوم نشاركهم اللعب ونقضي يوم الأجازة كله اني وانت وولادنا في هنا ومرح واستني لما يجي تاني في آخر الأسبوع من جمالهونقعد نتخانق اني وانت واقول لك ابني شبهي مش شبهك وانت تقول لي بنوتي شبهي اني مش شبهك انت لكن مش كل حاجة بيتمناها الإنسان بتحصل الحمد لله على السراء والضراء .
لقد تمزق داخله من إحساسها بالحرمان الشديد وحالتها تلك جعلته يحزن بشدة فهو لم يريد أن يراها حزينة يوما من الأيام ولكن مثلما قالت ليت كل ما يتمناه المرء يدركه ولو كان بوسعه أن يحقق لها جميع ما تحلم به فورب السماء لفعلها دون أن تنطق فبمجرد أن يرى في عينيها لهفتها على شيء ما لجلبه تحت قدمها في رمشة عين ولكن ريثما أشياء لا يستطيع المرء ان يفعلها لأنها لم تتحقق الا بيد الله سبحانه وتعالى لم يريد ان يبين لها انه انزعج من كلامها ولكن هكذا عمران دوما يفاجئها فالتقطها بين أحضانه ودخل معها عالم الأحلام وهو يربت على ظهرها بين يديه 
انا كمان زيك بالظبط بحلم وانا راجع من الشغل ولادي يحضنوني ويجروا عليا ويقولوا لي جبت لنا معاك ايه يا بابا ويتخانقوا مين اللي يحضني الأول واقعد معاهم عقبال ما

انت تعملي لنا الاكل عشان نتجمع كلنا على سفرة واحدة وهم يقعدوا يحكوا لي يومهم عامل ازاي 
بس انا بقى ياسكوني عندي امل وثقة في ربنا كبيرة قوي انه مش هيحرمنا وانه هيدينا على قد صبرنا خير كبير قوي صدقيني من حلاوته هنشكره عليه العمر كله زي ما اني واثق برده ان احنا لازم نصبر ونتعب وعلشان اكده هقول لك ان اني تواصلت مع فريدة من بقى لي يومين و حجزت عند الدكتور النهاردة ان شاء الله هنصلي الجمعة ونلبس ونتكل على الله عشان نبدأ رحلة العلاج واني واثق في ربنا ان شاء الله انه هيجبر بخاطرنا بس أهم حاجة الأمل لازم يكون في قلبك والتفاؤل كمان ونمشي على سنة رسول الله عليه الصلاة وأفضل السلام تفائلوا بالخير تجدوه وربنا هيرزقنا ونحقق كل احلامنا وبكرة تقولي عمران صدق .
كانت تتمسح بأحضانه وهي تشعر أنها بين أحضان الأمان حقا فقد كان عمران ونعم السند ونعم الرجل لها كان يقوم معها بدور عظيم كالجيش الذي يحمي مدينته
 

تم نسخ الرابط