رواية سمرائي أنتي حقي سمرائي للكاتبه سعاد محمد سلامه
المحتويات
الطفل برأسه
نزل بالأسفل وجد العاملة تقوم بترتيب أثاث المنزل
توجهت له واردفت
صباح الخير يا بشمهندس أحضر لحضرتك الفطار
أومأ برأسه بلا
لا إحنا هنروح لتيزا نفطر معها خدي عز خلى منى تجهزه لما أعمل رياضيتي
اومأت برأسها أمسكت بي د عز واتجهت لمربيته
في منزل حسين الألفي
يجلس في شرفة منزله بعد تدريباته الرياضية يتناول قهوته يتحدث بهاتفه
أجابته على الطرف الآخر
ايوة أحسن الحمد لله حازم مسبوش خالص تنهد سيف باشتياق
ميرنا إحنا هنفضل كتير كدا بقلنا كتير من كتر السنين مش قادر اعد كل مانحدد الفرح تحصل مصېبة إيه رأيك بدل إطمنا على باباكي نعمل الفرح بعد العيد على طول أنا خاېف حبيبي يحصل حاجة تانية
ضحكت بصوت انثوي ناعم تصوب لقلبه ليحر قه بله يب ني ران الاشتياق
اتلمي ياميرنا أصل والله أحجز وأجيلك دلوقتي ظلت تقهقه عليه حتى كاد ان يصاب پجنون العشق
بعد قليل
اتجه للاسفل وجد والدته ووالده يجلسون بجانب غنى وجاسر اللذان يبلغان من العمر سنتين وشهرين
حمل غنى التي ماإن راته رفعت ي ديها إليه وتهمهم بكلمات الأطفال في ذلك السن
قب لها على خ ديها ويدغدغها وهي تضحك بصوت صاخب
قول بسم الله ياحبيبي ماشاء الله قالتها نجاة
قهقه عليها حسين الذي يح ضتن جاسر
امك بتشيل العين ياحبيبي جحظت عيناه وأشار لنفسه
إيه يانوجة انا هحسد اخواتي ربتت على كت فه بحنان اموي
الواحد بيحسد نفسه ياحبيبي
قاطعهم دخول صهيب بولده
صباح الخير ياجدو صباح الورد ياتيزا
صباح الفل ياحبيب تيزا تلقى صهيب غنى من سيف ورفعها بالهواء وهي تضحك بصوتا مرتفع وتردف بابا
صباح الورد والياسمين لأحلى بابا في الدنيا وعلى حبيبة مر ات ابني الغالي
ضحك سيف بصوته الر جولي الج ذاب
ابن مين ياحبيبي ابنك دا تشوفله واحدة بتبيع طماطم
لك زه بجنبه
بس يالا طماطم في عينك بكرة تشوفوا هتهيم به عشقا
بابا صيب ظلت ترددها بضحكاتها ض مها لص دره
البنت دي أنا بعشقها بطريقة غير عادية خط فت عقلي وقلبي دار بنظره حوله
الحمدلله ابوها مش هنا دا عامل عليها كردون ممنوع الاقتراب منها يخربيت تقل دمه بيح س سني محدش جاب بنات الإ هو
رفع سيف حاجبه بسخرية
بذمتك دي زي اي بنوته دي غنى الألفي يابني بنت غزل كفاية الإسم لوحده
عندك حق دي بنت الشعنونه محدش بيجيب عيال زيها حمل جاسر مقبل وجنتيه
تعالى إنت ياغلبان محدش بيبص في وشك الولد دا طالع غلبان لمين معرفش
محدش يقولي ابوه دا أشر واحد في العيلة رفع حسين نظره لصهيب
دا كبير العيلة ياصهيب من بعدي والكبير مبيكونش شرير
ايه ياحج انت قلبتها دراما ليه بذمتك إبنك دا حتى هده غير غزل يخربيته كل ماأفتكر عمل فينا ايه بطني بتوجعني
قاطعتهم العاملة
الفطار جاهز ياست نجاة أومات نجاة برأسها
هنفطر ولا نستنى جواد
قهقه صهيب حتى ادمعت عيناه
جواد مين ياماما دي أجازته توقف فجاة وتحدث
ايه دا عياله جم ازاي لوحدهم صحيح وقفت نجاة وهي تحمل عز ابنه
بايتين معنا من إمبارح جحظت عين صهيب
لا ماتقوليش جواد وغزل سابوا عيالهم يباتوا برة
اتجه حسين لمائدة الطعام وهو يتحدث
ليه يابني مش من حقنا نفرح ببولادكم شوية انا طلبت وهم مارفضوش وبعدين غزل صعبانة عليا ولدين صعبين اوي واديك جربت مع عز وحمزة لما جه
اهتزت نظراته لوالده
مقصدش يابابا اننا نحرمكم منهما بس دول صغيرين ومحتاجين رعاية جلس حسين ومازال ينظر له باستفهام
احنا ممكن نكون كبرنا في العمر ياصهيب بس أكيد ماكبرناش على إننا نهتم بإحفدنا
حمحم سيف عندما وجد النقاش اخذ منحنى آخر
صهيب خانه التعبير يابابا قصده
ان سنهم بيكون محتاج والدتهم أكتر واكيد شوفت طول الليل
غنى وجاسر عملوا إيه
دا أنا معرفتش أنام تنكر ياحج
اومأ بعينيه لولده
انا فاهم قصده ياحبيبي بس أنا ووالدتك بنكون مبسوطين أوي وهم في ح ضننا أكيد مش هيتعبونا حتى لو تعبونا ياسيدي على قلبنا زي العسل
تناول سيف فطاره وتحدث
أنا عندي محاضرة ياصهيب وبعد كدا هعدي على الشركة لو فيه حاجة مهمة أجلها لحد ماأجيلك
كان شارد في حديث والده كيف له التغاضي عن والده وتركه وحيدا عدة الشهور السابقة
رفع حسين نظره له وعلم بصراعه
حبيبي أنا مبقولش كدا علشان افهمك إنك
مقصر ابدا أنا بقول اننا بنكون مبسوطين وولادكم في ح ضننا مش بيقولوا أعز الولد ولد الولد ياصهيب
وقف صهيب لوالده مقب لا رأسه
أنا اسف يابابا صدقني مكنتش أعرف الموضوع فارق أوي كدا
اتجه حسين بحديثه لسيف
حدد ميعاد فرحك يابني كفاية كدا ايه هتفضل خاطب طول حياتك
زفر سيف بحزن واردف مفسرا
نعمل إيه يابابا بس حضرتك شايف كل حاجة جت ورا بعضها موضوع جواد وبعدين ولادة غزل ودلوقتي تعب باباه بس الحمدلله ريسنا اهو يارب تعدي على خير
بعد عدة أشهر
بالاسكندرية في مزرعة ريان
كان يقف بجوار شجرة الموز وهو يحملها لقد بلغت من العمر ثلاث سنوات
تذكر أول عيد ميلاد لها عندما ابتاع لها فستانا مع والدته
انطي غزل ممكن تاخدي دا لغنى
وبالفعل ارتدته وكان باللون الابيض قب لها وتحدث أمام والده
شوف ياداد غنى دي هتكون بتعتي
ابتسم ريان له
دي مش لعبة حبيبي ج ڈب الصغيرة من والدتها وصار بها
كان يحملها طيلة الحفل والجميع يضحك عليه سوى جواد الذي اعترف بينه وبين نفسه أن هذا الطفل سيكون عاشقا لابنته
تنهد بو جع عندما تذكر مطبات حياته عندما وصل إلى عاشقة الروح تمنى أن لايكون بمثله في يوما من الايام
خرج من شروده عندما تمتمت بصوت طفولي بيدو
ابتسم لها وتحدث
تعرفي أنا جايبك هنا ليه ياغنى
نظرت له الطفلة
شوفي الحصان اللي هناك دا لما تكبري شوية أنا هدهولك هدية عيد ميلادك بس أكيد مش عيد ميلادك دا هيكون عيد ميلادك العشرين وخليكي فاكرة كلامي دا كانت تنظر له ولا تعلم بماذا يقول
رفعها حتى جلست على الحصان وهي تضحك اتجه جواد سريعا عندما رآه يجلسها فوق الحصان رغم حصار ي ديه حولها ولكن لا يعلم ش عوره
لا يابيجاد تقع منك حبيبي
قطب مابين جبينه
ليه ياعمو جواد بتكلم عيل أسأل بابا كدا دا أنا احسن واحد يركب خيل
اخذ البنت منه
محدش قال حاجه ياحبيبي بس هي لسة صغيرة يادوب تلات سنين ممكن توقع
أتى ريان عندما وجد نقاش أبنه الحاد وهو يحاول أن يج ڈب غنى التي بكت من غض ب والدها على بيحاد
غزل أردف بها جواد بصوتا مرتفع
خدي البنت وخلى بالك منها رغم أنه طفلا لم يبلغ من العمر سوى إحدى عشر سنة ولكن كلمات جواد احزنته وركب حصانه وخرج أشار ريان للمسؤل عن الأحصنه
خليك وراه سيبه براحته
ثم رفع نظره حزينا من معاملة جواد له
م سح جواد على وجهه بغ ضب
مكنش قصدي اضايقه بس انت شوفت مصمم ازاي ياخدها معه
ربت ريان على ك تفه
خلاص حصل خير عايز افهمك حاجه بيجاد غير عمر خالص بيحب يعتمد على حاله ومبيأسش ابدا بدل مقتنع بوجهة نظر شوف مع انه صغير بس دماغه تجنن
ربت جواد عليه
ربنا يخلهولك يارب
في غرفة حازم ومليكة
تنام بعمق وتنسدل خ صلاتها الحريرية على وسادتها ظل يطالعها بنظراته العاشقة
اسم على مسمى فهي ملاكه حياته حب الطفولة وعشق الصبا والشباب رفع أنامله على خ ديها يتلم سها بحب
بحبك پجنون عاشق متوشم قلبه بعشقك الأبدي
فتحت عيناها السوداء التي تشبه عيون الغزال بصفوها
قب لت ي ديه التي يضعها على وجنتيها
صباح الحب ياحبيبي
أغمض عيناه يتل ذ ذ بصوتها الهام س الناعم الذي أخت رق روحه
وضعت أناملها في خ صلاته الغزيرة
وحشتني اوي يازومي
تنهد بحب مردفا
وانت ياقلب زومي عايز نجيب اخ ولا أخت لجواد لم ست خ ديه بحب وأجابته
أنا كمان نفسي أجيب ولاد كمان ماكان عليه إلا ان يأخذها لعالمها الوردي الذي يتخلله زهورها الندية العالقة بعشقهما
بعد اسبوعين اتجه الجميع لقضاء أول يوم برمضان في الفيوم حاول حسين جمع شتات العيلة مرة اخرى علهم يرجعون يقومون لطقوسهم القديمة مثلما كان يفعل هو وماجد
قبيل آذان المغرب تجلس في حديقة منزل والدها وهي تلعب مع أطفالها اتجهت لها نجلاء أبنة عمها ووالدتها منال
وقفت منال تنظر لأولدها والح قد يملئ قلبها
ازيك ياغزل عاملة ثم اتجهت بنظرها لأطفالها
حلوين ولادك ألف مبروك ياترى بعد ماخلفتي عرفتي غلاوة الابن
ض مت ولادها بجلستها
أنا كويسة ياطنط منال ايوة طبعا مفيش أغلى من غلاوة الولد
اقتربت منها وهي تنظر لأبنها
طيب ليه ق تلتوه قاطعتها نجلاء
ماما انتي قولتي عايزة تسلمي عليها
رفعت نظرها لأبنتها
ماهو أنا بسلم عليها كان يجلس بشرفته يتذكر الماضي اتجه بنظره للحديقة عندما وجد صهيب متجها سريعا لحديقة منزل ماجد توسعت عيناه ونزل سريعا متجها لهما
وقف صهيب أمام منال
اهلا منال هانم فيه حاجه
رفعت نظرها
إليه بكبرياء
اهلا يا بشمهندس كنت بسلم على غزل الحسيني متنساش انها بنتنا
من أمتى
رغم ارت جاف أوصالها من صوته إلا انها حاولت الهدوء ولملمت شتات نفسها
استدارت له
أهلا ياحضرة الضابط كنت معدية شوفت الفيلا مفتوحة وهي في الجنينة فقولت اسلم عليها ايه غلطت تخشى نظراته الباردة
حقا أنه انسانا غامض ام سكت ي د ابنتها وخرجت حمدالله على السلامة قالتها مغادرة
كانت تجلس تض م أولادها وج سدها يرت جف ولا تعلم لماذا
نظر لصهيب الذي شك بأمر منال
خاصة نظراتها الحادة الح قودة جلس جواد بجوارها ضا ممها لأح ضانه
مټخافيش أنا معاك حبيبي مستحيل حد يقربلك وضعت رأسها بح ضنه
قلبي اتقبض لما شوفتها لا يعلم ماذا يقول لها ولكن شع وره الممېت بالخۏف يكاد يز هق رو حه ورغم ذلك قب ل رأسها وأردف بكلمات مطمئنة لها
بعد قليل على مائدة الطعام كانوا بانتظار اذان المغرب كان يجلس ينظر لدرجات السلم ويتذكر منذ سبع سنواتعندما كانوا ينتظرون آذان المغرب اخر رمضان لهما هنا كانت تهبط درجات السلالم وهي تكاد تقف من نومها الدائم وجلوسها ومشاكستها لصهيب وسيف
اتجه بنظره لها
كانت تجلس تطعم أطفالها وهي تبتسم بحب وحنان لهما رفعت نظرها له وجدته ينظر بتوهان إليها علمت بحالته فهي تش عر بما يش عر لكن حاولت الخروج من الماضي حتى لاتحزن روحه
على الجانب الاخر من المائدة
يجلس صهيب ويتذكر ضحكاته كأنه بالأمس كان يوجد هنا نظر لمقعده بجانب مليكة وهو يهم س لها انسدلت دمو عه رغما عنه ازالها سريعا ذهب بذكرياته الجميلة المؤلمة الحزينة التى مروا بها جميعا اتجه بنظره لغزل التى كانت تبدو أمام الجميع إنها بخير ولكن نظراتها ولمعة عينيها المنطفيه علم بوجود چرح عميقا داخلها
رفع الأذان بالمساجد وفي إذاعة القرآن الكريم
نظر حسين لهما جميعا وتحدث بصوتا حزينا
متابعة القراءة