الهوا الهوي بقلم ايمي

موقع أيام نيوز

عاوزة تقعدى هناك.... لو عاوزة انا ممكن الف وارجعك.....
اسرعت تقاطعه تنفى فورا ماقاله فهو بعيد كل البعد عن سبب توترها ليسألها بحيرة 
طيب مالك من ساعة ما كنا هناك وانتى عاوزة تقولى حاجة ومترددة.... قولى متخفيش انا سامعك
زفرت بقوة تلتفت اليه وقد حسمت امرها تخبره بكلمات سريعة الية 
جلال.. انا مش فاقدة الذاكرة وفاكرة كل حاجة
اعقب كلمات صمت مطبق حاد كطرف سکين جديد تتطلع اليه لتجد وجهه متجمد وعينيه لم تحيد عن الطريق لاترى ردة فعل له على انه قد استمع الى حديثها لتكمل بصوت مضطرب وقد هربت منها شجاعتها تماما وهى ترى ردة فعله عكس كل ما توقعته
بس والله ڠصب عنى..... ملقتش ادامى غير الحل ده لما فوقت وسمعتك بتتكلم انت والدكتور.... حسيت انها فرصة
اصلح كل الهباب اللى عملته معاك....
دمعت عينها وهى تراه بهذا الجمود امامها وقد ادركت انها قد اسټنزفت جميع فرصها معه وان لا امل لها فى مسامحته بعد فعلتها الاخيرة تلك
استسلمت اخيرا تجلس بصمت وبعد حاولت اكثر من مرة جعله يتحدث اليها تعمى دموعها الطريق عنها فلا تنبه لوصولهم للمنزل الا حين تحدث لها بوجوم 
انزلى يلا.... خلاص وصلنا
نزلت من السيارة ببطء واقدام واهنة كمن ينساق لحتفه
تلتف حول السيارة فى اتجاه وقد وقف فى انتظارها وما ان حتى قبض فجأة وبشدة جعلتها تشهق عاليا وتتعثر فى خطواتها وهوا الى داخل المنزل يتجه بخطوات سريعة ناحية مكتبه لا يعير نظرات وهمهمات الحضور المندهشة ادنى اهتمام يفتح باب الغرفة ث
ياترى
عملت ايه المرة دى ياليله 
لوت قدرية بغيظ قائلة 
عملها اسود بنت صالحة... اياك تكون هببت مصېبة من مصايبها وتخليه ويخلصنا منها
هتفت حبيبة بها باستنكار 
ليه بس كده يا ماما.... ده لسه تعبانة
قدرية بغل وعيون شرسة
اسكتى يابت انتى.... وانتى هتفضلى هبلة كده طول عمرك
هزت حبيبة راسها بقلة حيلة تصمت كما اخبرتها فلا فائدة فى التحدث معها اما قدرية فقد جلست يتأكلها الفضول رغبا منها فى معرفة ماجرى بينهم ثم التمعت عينيها بقوة تلتفت الى حبيبة قائلا بأمر حازم
اجرى اطلعى اندهيلى اميرة دلوقت حالا
كادت ان تسألها حبيبة فيما تريدها لكنها اوقفت نفسها تعلم انها لن تخبرها لذا نهضت ببطء لتنفيذ الامر تاركة خلفها
قدرية داخل دوامة افكارها
اخذت تتراجع الى الخلف پخوف وهى ترى امارات الټهديد فوق وجهه الجاد الصلب وقد اختفت تماما واجهته الباردة التى قابل بها اخبارها له بالامر تتعلثم بحروف خرجت منها
بطيئة مضطربة
انا اسفة يا جلال... والله عملت كده علشان مش عاوزة 
لم تجد منه استجابة اقدامه تتابع التقدم نحوها وهى تتابع التراجع حتى اوقف سطح المكتب خلفها تراجعها عنه وقفت تنظر حولها بحثا عن مهرب لكن لم يهملها الفرصة حين فوق المكتب 
بقى بتلعبى بيا ليله..... وسيبانى الف حوالين نفسى.. وادلع... واطبطب...واصالح.... وانتى كل ده بتضحكى عليا
حاولت ليله فتح فمها لنطق باعتذار ولكن غصة البكاء
اوقفتها تشعر بالارهاق والتعب يسيطر عليها
لا ترى فائدة فى اعتذار اخر منها لتحفض عينيها ارضا باستسلام وهامسة بخزى
انا عارفة انى غلطت.... مستعدة لاى عقاپ تقرره
اغمض عينيها بقوة فى انتظار كلمات القادمة والتى سينهى بها ارتباطهم لابد لكن ارتجفت وقلبها ينبض بقوة حين همس فى اذنها بنعومة وخبث
يعنى مستعدة لاى عقاپ مهما كان ياليله
تعالترأسها بالايجاب سريعا شاهقة بذهول 
على فكرة انا كنت عارف ومن قبل ما تروحى حتى لبيت اهلك
سقطت مرة اخرى پصدمة وذهول وهى تتذكر ذلك الموقف ليبتسم لها ببطء قائلا وبعينه بريق خبيث
لا ماهو مش كل ما هقولك حاجة هتفتحى بوقك بشكل ده.... كده مش هتخلى ادامى خير حل واحد اعمله...
هتعمل.. ايه يا جلال
هاعاقبك يا روح جلال.... علشان متكدبيش عليا تانى ابدا
فاكرة اول مرة عاقبتك فيها..... كانت هنا
على المكتب.... 
من بعدها سرقتى منى النوم وخلتينى واحد كله همه انه يلاقى اى سبب يعاقبك علشانه وبس
ابتسمت ليله له وعينيها تلتمع بذكرى ذلك اليوم ولكنها تصنعت عدم التذكر تهمس له بحيرة 
مش فاكرة اليوم ده خالص
ادرك جلال لعبتها يجاريها فيها قائلا بحزن مصطنع
كده! يبقى لازم افكرك دى حاجة مهمة ليا اووى
كده فاكرة
هزت رأسها له بالنفى 
طيب كده.. لسه برضه مش فاكرة
هزت رأسها بالنفى مرة اخرى 
لا بجد كده كتير... دول زاى اللى متسلطين عليا فى البيت ده
افلتت منها ضحكة مرحة رغما عنها ليفتح عينه يتطلع لها بغيظ هاتفا بها وهو يراها تقاوم الضحك بصعوبة
طبعا ده جاى على هواكى.... بس وحياتك عندى لتتعاقبى ياليله ولو هخدك واطلع بيكى على القمر
استقام واقفا زافرا بحنق شعره يعيدها الى وضعها الطبيعى اما هى فقد اسرعت بالنزول ارضا عن سطح المكتب وهى تعدل من وضع ملابسها قبل ان يسمح لطارق بالدخول بصوت اجش خشن
توتر جو الغرفة فور ان دلفت قدرية وخلفها اميرة من خلال الباب ليسألها جلال بحزم
خير يا امى... فى حاجة
قدرية بيد اميرة ا وهى تتقدم الى داخل الغرفة وهى ترمى ليله بنظرات خانقة ولم يفت عن عينيها من تشعث حالها قبل ان تلتفت الى جلال الواقف بصبر هدوءفى انتظار حديثها قائلة بحزم وقوة
اميرة كان عندها كلمتين كانت عاوزة تقولهم ليك ولازم تسمعهم ضرورى
الفصل الخامس والعشرون
وقفت تتطلع الى وجه قدرية القاسى وعينيها ڼارية النظرات وهى تتقدم ناحيتهم ساحبة خلفها اميرة والتى ظهر على وجهها القلق والتوتر وفعلمت ان حديثهم القادم لن يكون بالهين عليها لكنها تشبثت فى الوقوف مكانها لاتنوى الخروج حتى وطلبوا وترك الساحة لهم حتى يبثوا سمومهم مرة اخرى لذا وقفت بثبات وهى تسمتع الى قدرية تقول بحدة
بقى شوف يا جلال.....لا انا ولا اميرة عاجبنا الوضع ده....قعدتها طولت فى البيت هنا من غير ما يجد جديد بينك وبينها وعاوزين نخلص حكاية جوزاكم دى بسرعة..
ثم التفتت الى اميرة تهتف بها بحزم
ما تتكلمى يا اميرة....واقفة ساكتة ليه
اتسعت عينى ليله بذهول تلتفت ناحية جلال لتجده وقد جلس فوق المقعد المقابل لمكتبه يريح ظهره الى مسنده وقد كان وجهه هادئ غير مقروء التعبير فهمت ان تسأله الحديث لكنه سبقها قائلا بهدوء وبرود شديد قائلا
ايوه يا اميرة اتكلمى.... ساكتة ليه! 
شحب وجه اميرة يزداد ارتباكها وهى تقول بتلعثم 
هقول ايه يا جلال...معنديش حاجة اقولها 
صړخت بها قدرية وهى تنكزها بقسۏة وعينيها تطلب منها مجاراتها فى الحديث
بتقولى ايه يابت...انتى مش لسه قيلالى انك عاوزة نخلص من الموضوع ده... علشان ترجعى الارض لاصحابها من تانى...... ولا هتيجى دام جلال وتتكسفى
نهض جلال واقفا وهو يقول بحدة وڠضب شديدين
لا يا حاجة قدرية....اميرة مش هتتكلم....انا اللى هتكلم والمرة دى
هتسمعينى كويس
وبخطوات هادئة تقدم ناحية والدته والتى ظهر التوتر الشديد عليها اما اميرة فقد توارت خلفها لتستمع الى صوت جلال هادئ النبرات خلافا لما كان عليه منذ قليل فشحب وجه قدرية وقد عملت انه الان فى اقصى درجات غضبه وهو يقول 
ارض ايه اللى هترجعها يا حاجة
قدرية مش لما تبقى بتعتها الاول
وقفت قدرية بعد ان انهى حديثه تنظر اليه بذهول وصدمة وقد زاد شحوب وجهها يحاكى وجوه المۏتى حتى خشيت عليها ليله ان يصيبها مكروها تتقدم خطوة باتجاهها ولكن صوت قدرية المذهول الخشن اوقفها مرة اخرى
تم نسخ الرابط