الهوا الهوي بقلم ايمي

موقع أيام نيوز

مغادرة للغرفة ليسود الهدوء لدقائق لم يسمع فيه سوى صوت شهقات ليله الباكية شروق اكثر تشعر بالشفقة والم عليها تعلم جيدا مدى تعلق ليله الشديد بجدهم الراحل فالمها لرحيله يعادل الامهم جميعا عليه وان لم يكن اكثر الا انه من بعد ان قام بتزويجها بتلك الطريقة اصبح يبتعد عن لقائها يتعمد القسۏة فى حديثه معها كما لو كان يخشى اعطائها الفرصة لاعتراض على قراره او حتى الحديث عما يقلقها لتتم الزيجة وهم على هذه الحالة من التوتر والبعد لاينطق بكلمة تخص زيجتها ابدا لتتدهور حالته الصحية من بعد ذهابها الى منزل زوجها لكن ظل على عنده رافضا رفضا قاطعا اقتراحها ان تقوم بالذهاب الى ليله او حتى احضارها الى هنا ليحدثها ويطوضح لما فعل ما فعله معها بعد ان قام باستدعائها هى وسعد قبل ۏفاته بعدة ايام ليقوم بتوصيتها على ليله يخبرها بما ينتوى القيام به حتى يطمئن قلبه عليها ثم يجعلهم يقسموا له على كتاب الله ان يظلا محتفظين بسر حديثهم حتى يقوم هو باخبارها بنفسه ولكن يأتى قضاء الله فلا يمهله الفرصة لذلك لذا هى تشعر ان المسئولية التوضيح اصبحت ملقاة على عاتقها هى لكنها لا تعرف كيف تبدء حديثهم ذاك
تنحنحت بقوة قائلة بعطف 
ليله حبيبتى انا مش عوزاكى تعملى فى نفسك كده صدقينى جدى كان عارف انك استحالة هتزعلى منه وكان ناوى كمان يبعتلك تقعدوا سوا بس ....
ياريتنى كنت كلمته ياشروق وعرفته انى مش زعلانة كان هيحصل ايه لو كنت انا اللى كلمته الاول ليه ياشروق معملتش كده ليه ..
اخذت تبكى بهستريا يرتج جسدها پعنف مع كل شهقة بكاء تخرج
منها لتتنهد شروق پألم تزحف عبراتها هى الاخرى لذا لاذت بالصمت لوقت اخر مناسب ثم اخذت تهدهدها بين ذراعيها بحنان تتمتم بكلمات مهدئة خاڤتة للحظات حتى شعرت بأرتخاء جسد ليله بين ذراعيها فتلقى نظرة نحوها لتراها قد ذهبت فى النوم تنطق ملامحها بالارهاق والتعب فتحركت من مكانها بهدوء تحركها معها حتى جعلتها تستلقى فوق الفراش تهم بوضع الغطاء عليها حينها تعال طرق هادئ فوق باب الحجرة فأذنت للطارق بالدخول فترتبك يديها تلقى بالغطاء مرة اخرى مكانه وتعدل من وضع حجابها فوق شعرها حين رأت جلال الصاوى يدلف الى الغرفة بهدوء وبوجه متجهم الملامح متنحنحا بهدوء وهو يغض بصره ارضا قائلا باقتضاب وصوت جاد
ازيك ياشروق ...اسف انى دخلت كده بس كنت عاوزة اطمن على ليله
التمعت عينى شروق تسرع قائلة بلهفة
متقلقش هى كويسة ونامت دلوقت من كتر عياطها بس لو تحب انا ممكن اصحي....
رفع جلال رأسه بلهفة يلقى نظرة اهتمام نحو تلك المستلقية فوق الفراش قائلا بحزم 
لاا خليها زى ماهى انا بس كنت بطمن عليها .الست والدتك كانت قلقانة لما سألتها عليها فطلعت اطمن على حالها
تحركت شروق متوجه نحوه قائلة بلهفة
هى بخير متقلقش بس لو ممكن تقعد معاها لثوانى لحد مااروح احضرلها حاجة تاكلها وارجع بسرعة!
اسرعت تكمل برجاء واستعطاف حين رأت التردد يعلو فوق ملامحه
ثوانى ومش هتأخر اصلها مأكلتش حاجة من امبارح وخاېفة اسيبها لوحدها وانزل
تنهد بقوة يضع يديه داخل جيبى بنطاله يظهر التفكير والتردد فوق ملامحه وهو يلقى بنظرة اخرى ناحية ليلة النائمة بعمق لا تدرى شيئ عن الحديث الدائر ترق نظراته فوقها للحظة لكنها كانت كافية لتراها شروق قبل ان يهز راسه لها موافقا بضعف فابتسمت شروق بسعادة تتجه ناحية الباب مغادرة تفتحه ثم تلتفت ناحية ذلك الواقف ظهره لها يعطى كل اهتمامه 
انحنى يمد يده يزيح تلك الخصلات بعيدا ليصدم لمرأى تلك الدموع تلطخ وجهها الشاحب بشدة وهالات عينيها الدالة على مدى ارهاقها فزفر بقوة جالسا بقربها يزيح بإنامله دموعها تلك بنعومة يزحف الىه شعورا بالضيق
وعدم الراحة لرؤيته لها بحالتها هذه فهو يعلم جيدا بمدى تعلقها بجدها والعكس وقد ظهر هذا جاليا ليلة زفافهم حين اخذه الجد على انفراد يحدثه بصوت حنون راجى ان يعاملها بالحسنة وان يرعى الله فيها فهو اهداه
قطعة من قلبه ويرجو منه العناية والاهتمام بها يومها
اثر جلال فى نفسه ان يصونها ويراعها اكراما لهذا الشيخ الجليل وحبه الواضح لها لكن تأتى الريح بما لاتشتهى السفن لينهار كل ماكان ينتويه لها بعنادها وكلماتها القاسېة غير محسوبة العواقب فتجعل رغبته فى معاقبتها تتغلب على كل شيئ شعر به حتى فى تلك اللحظات التى يحس فيها بالضعف واللين اتجاهها
خفض نظراته نحوها حين شعر بارتجافة جسدها يراها جسدها بشدة فأسرع بجذب الغطاء الملقى فوق الفراش يضعه بحنو فوقها يدثرها به جيدا ثم تراجع مرة اخرى مستندا بظهره فوق حاجز الفراش يتأملها بأهتمام تتشرب عينيه تفاصيل وجهها بملامحها الرقيقة وبشرتها الشفافة الرقيقة كبشرة طفل صغير و شعرها بلونه البنى الرائع وخصلاته المتموجة الثائرة دائما الذى اثار اهتمامه منذ اول مرة رأها به يغريه دائما للعبث به ومحاولة تهذيبه
تيقظ خارجا فورا من حالة الثمالة التى اصابته حين رأها تتحرك فى الفراش ببطء وهى تتنهد بأرهاق ثم تفتح عينيها بصعوبة فأسرع بالاعتدال جالسا بوجه متجهم حين وجدها تنتبه لوجوده معها ناهضة بسرعة وتخبط تسحب الغطاء معها بړعب ظهر جاليا فى عينيها جعل زاوية فمه ترتفع بأبتسامة ساخرة وعينيه تتابع حركتها الدفاعة تلك وهى تسأله بتلعثم وارتباك 
انت بتعمل ايه هنا فى اوضتى
فى ايه قولتى!..اوضتك ! اوضتك هناك فى بيت جوزك انتى هنا ضيفة يوم ولا التانى وهتمشى
ثم نهض واقفا ينظر لها مشيرا ناحية الغطاء المتشبثة بأناملها به بقوة قائلا بسخرية وتهكم 
ملهوش لازم على فكرة خۏفك ده انا مش غريب برضه ولا ايه
ارتخت اناملها من حول الغطاء يشعرها حديثه بغباء فعلتها فهى محتشمة الملبس ولا داعى لاخفاء نفسها عن عينيه تعلم جيدا انها حتى ولو كانت تمام امامه فهو لن يقوم ابدا باختلاس النظرات اليها لذا انزلت رأسها بخجل وهى تتخلى تماما عن الغطاء ثم ترفع وجهها مجددا بأرتباك حين قال بصوت جاد 
اهلى تحت من بدرى مع والدتك ومرات عمك وانا كنت طالع اشوف لو
تقدرى تنزلى تستقبليهم بس انا شايفة تخليكى مرتاحة احسن
ليكمل وعينيه تمر فوق ملامحها المرهقة التعبة بأهتمام للحظة قائلا بعدها بجدية وصرامة لا تقبل المناقشة
شروق نزلت تجهزلك غدا فياريت تاكلى علشان تقدرى بعد كده تكملى ومتتعبيش وانتى بستقبلى الناس اللى جايه اتفقنا
وجدت نفسها دون ان تشعر تهز راسها له بالايجاب عينيها معلقة بنظرة عينيه المهتمة يتبادلان النظرات هى بدهشة مما يبديه من اهتمام بها وبما يخصها
اماهو فوقف ينظر لها بتفكير وقلق للحظات مرت كالدهر حتى قاطعهم صوت فتح الباب تدلف شروق من خلاله فورا دون ان تطرقه تظهر علامات القلق والارتباك فوق ملامحها تنهت پعنف فيما تمرر عينيها بينهم ليسألها جلال بهدوء
فى ايه مالك ياشروق حالك عامل كده ليه 
لم تجيبه شروق بل وقفت تنظر اليه پخوف وقلق تفرك كفيها بقلق لتسرع ليلة ناهضة من الفراش بأتجاهها تمسك بكفيها بين يديها تسألها بقلق وخوف قد انتقل اليها 
ماتقولى ياشروق مالك ..ماما حصلها حاجة
تم نسخ الرابط