الهوا الهوي بقلم ايمي

موقع أيام نيوز

واضعة له باحكام تحت نظرات عينيه المراقبة لحركاتها بأهتمام يمررها فوقها متفقدا لها قبل ان يتحرك بأتجاه الباب يفتحه بينما هى جلست تتخضب وجنتيها بالحمرة من شدة خجلها واضعة كفها الباردة فوقهم لعلها تخفف من لهيب سخونتهم واحمرارهم
دلف الطبيب المبتسم بهدوء ومعه ممرضة الى الداخل سائلا اياها بصوت عملى 
ازيك دلوقت يا مدام ليله
ليله وعينيها تنظر بأرتباك الى جلال الواقف مستندا فوق الجدار بجوار الباب تهمس بارتجاف 
الحمد لله كويسة
الطبيب وهو يدون بقلمه ماتقوله 
طيب فى صداع ..الم .قىء .اى حاجة مش طبيعية
كانت ليله مع كل سؤال تهز راسها بالنفى
له ليهز الطبيب رأسه استحسانا قائلة بجدية
كده يبقى كله تمام والاشعة الاخيرة بتقول ان الامور بخير وچرحك تمام ومفيش اى قلق منه 
بس هتفضلى معانا ليلتين تلاتة كده لاطمئنان وبعدها تقدرى تخرجى بالسلامة
ثم الټفت الى جلال يكمل بجدية وعينيه تبعث اليه برسالة استقبلها جلال بأهتمام
موضوع الذاكرة ده شيئ مؤقت مفيش اى قلق منه ممكن ترجع بكرة بعده اى وقت ممكن حتى دلوقت حالا. اهم حاجة تبعد عن التوتر والعصبية وكل امورها تمشى بطبيعية من غير اى ضغط
هز جلال راسه له موافقا بتأكيد ليستأذن الطبيب بعدها مغادرا فأسرعت
ليله تهمس فور مغادرته لجلال وبعينيها نظرة امل ورجاء 
ممكن لما اخرج اروح بيت عيلتى. عاوزة اشوف جدى واطمن عليه
صعقټ ملامحه فور نطقها لكلماتها يلعن نفسه وحظه فكيف غفل عن هذا الامر تماما 
فكيف له الان ان يخبرها بمۏت جدها معرضا اياها لتلك الصدمة والالم مرة اخرى 
لذا وقف امامها ينظر اليها بوجوم يشعر بنفسه مقيدا بالاغلال لايدرى كيف له بالخروج من هذا المأذق 
اوعدك لما تخفى اخدك ونروح هناك بس قبل كده مينفعش لاننا مخبين على جدك اللى حصل انت عارفة حالة قلبه وضعهاازاى
اومات بحزن وهى تهز راسها له بالموافقة ليكمل حديثه وهو ينزع عنها غطاء شعرها قائلا بخفوت ورقة 
ايه رايك اجيبلك الاكل دلوقت علشان تاخدى بعديه العلاج وتنامى
افاق من افكاره على صوت همهمتها الضعيفة وتحركها العڼيف فوق الفراش وهى تهز رأسها فوق وسادتها هامسة برفض وارتعاب 
لاااا... .... لااا ....ااااه
صړخت
بړعب فاسرع اليها يوقظها سريعا هاتفا يناديها فقد كانت تقاوم يديه وهى مازالت تصرخ بتلك الطريقة الفزعة فأتت هزته لها تلك المرة قوية ففتحت عينيها سريعا بذهول مړتعب شاهقة بقوة حاول بث الطمأنية اليها بكلمات مهدئة رقيقة ثم ساعدها على النهوض يعطى لها كوب من الماء اخذت ترتشف منه بنهم مريقة بعض قطرات بينما وقف هو يراقبها بأهتمام حتى انتهت فساعدها على الاستلقاء مرة اخرى تغمض عينيها مرة اخرى فوقف يراقبها للحظة قبل ان يعود الى مقعده يجلس فوقه ولكن ما ان استقر فوق حتى اتى صوتها الضعيف يناديه بهمس وهو تلتفت بجسدها ناحيته قائلة بصوت مرتعش خائڤ
ممكن تمسك ايدى لحد مانام 
اهتزت ملامحه القوية لدى سماعه لصوتها الرقيق وتلك النبرة الضعيفة به يمد يده اليها يمسك بيدها الممدودة له داخل كفه يغطيها تماما بها فتنهدت بأطمئنان فيستغل تلك الفرصة يسألها بهدوء 
شوفتى ايه فى حلمك احكيلى
توترت ليلعن نفسه على فضوله لكن اتت همستها تقاطع تلك اللعنات حين قالت پخوف وصوت مرتجف
مش فاكرة ...الحلم كان ملخبط مش قادرة اميز فيه حاجة ..غير سلم كبير وانا واقفة فوقه
ظل جلال صامتا عينيه تراقب ملامحها يسألها باهتمام رقيق 
بس كده مقدرتيش تميزى حاجة تانية
هزت ليله راسها بنفى تهمس بصوت ضعيف 
مش فاكرة غير كده بس .. جلال
نطقت اسمه بنعومة ليهمم لها مجيبا فورا بلهفة لتكمل وعينيها تنظر اليه بفضول
احنا اتجوزنا ازاى اقصد ..انت شوفتى ازاى وفين ..وحسيت بايه اول مرة شوفتى .. وانا كنت فرحانة لما اتجوزنا .عاوزة تحكيلى كل حاجة
لم يجيبها للحظات مذهولا من اسئلتها له ينعقد لسانه للحظة قبل ان يتنحنح بقوة يجلى صوته قائلا لها برقة ولكن تحمل معها الحزم يضم كفها الصغير بين كفيه
تاركة اياه جالسا فى مكانه عينيه ترق فورا و ترتفع أبتسامة حانية تتلاعب حين وجدها تجذب كفيهم معا لتضعها تحت وجنتها متوسدة اياهم 
جلست شروق اثناء رحلة العودة بالسيارة بوجهه متجهم بحنق جعل والدتها تسألها بحنان
مالك يا شروق وشك مقلوب ليا من ساعة
ما خرجنا من المستشفى هى اختك فيها حاجة ومخبية ليا
التفتت شروق تهتف بحنق 
ايوه فيها وبصراحة انا ....
ات صوت سعد يناديها بحزم بأسمها يوقفها عن الكلام ا مرة اخرى زافرة بحنق تلتفت الناحية الاخرى تتطالع من نافذة السيارة لتسأل والدتها بلهفة وخوف
مالها اختك يا شروق مش انتوا قلتوا ان الدكتور تطمنكم وانها بقيت كويسة و كلها يومين وتفتكر كل حاجة من تانى
اتت الاجابة هذه المرة من سعد قائلا
برقة 
ايوه يامرات عمى حصل وصدقينى ليله زاى الفل وكلها بكرة بالكتير وهترجع بيت جوزها
صالحة ومازلت
علامات القلق والتوتر جلية فوق وجهها
اومال شروق بتقول ان فيها حاجة ليه ..سعد يابنى لو ليله فيها حاجة قولى ومتخبيش عليا
سعد وعينيه تتطالع الى شروق قائلا بلهجة مطمئنة 
ابدا كل الحكاية ان شروق زعلت من جلال انه رفض انكم تباتوا معاها الليلة دى وشدوا مع بعض شوية مش كده ولا ايه ياشروق
اتت كلماته الاخيرة بنبرة تحذرية ادراكتها شروق على الفور لتسرع تلتفت الى والدتها تجيبها بحنان تؤكد حديث سعد قائلة 
ايوه بالظبط يا ماما مانتى عارفة انا بخاف على ليله ازاى ومكنتش هطمن الا لما ابات انا معاها بس اعمل ايه
بقى فى جلال وتحكماته
ابتسمت صالحة بحنان قائلة
عارفة ياحبيبتى عارفة بس معلش هو جوزها برضه وادرى بالصالح ليها
اغتصبت شروق ابتسامة تهمم بكلمات غير واضحة بما يشبه بالموافقة جعلت سعد يبتسم مرحا رغما عنه قبل ان يقول بصوت جاد واضح النبرات 
المهم دلوقت ان عاوز منكم ان محدش يعرف بلحصل بخصوص ليله عندنا فى الدار .. ولا حرف ولا كلمة تتقال احنا كنا عندها زيارة عادية بعد ما شروق عرفت منها انها تعبانة شوية وخلاص
تبادل هو وشروق النظرات المتفاهمة تهز راسها له بالموافقة ثم تلتفت الى والدتها تناديها بتحذير لتسرع صالحة بأجابتها مؤكدة 
متخفيش يا حبيبتى ولا حرف من اللى حصل هتقال 
مع انى كنت بقول نعرف عمك اهو برضه يروح لها زيارة ويشرفها ادام اهل جوزها هو ومرات عم...
صړخ سعد وشروق معا كلا يناديها بطريقته بحدة وتحذير لتسرع فورا بقطع كلماتها تكمل بدلا عنها بلهفة 
بس خلاص مدام انتوا شايفين كده يبقى زاى ما بتقولوا ولا حرف وكلمة هيطلعوا لحد ابدا
تبادل سعد وشروق نظرات قلقة متوجسة يعرفون تمام المعرفة ان عند وصل اقل معلومة مما حدث الى احد من اهلهم لن يمر الامر مروو الكرام ابدا وخاصا من شخص محددا لن يدع خبر كهذا دون البحث ورائه وهو من اوضح نيته منذ اول يوم خطى فيه الى دارهم ان شاغله الشاغل هو ليله وليله فقط
تمللت فى نومها تشعر بالجفاف فى حلقها كما لوكانت داخل صحراء قاحلة ففتحت عينيها
بصعوبة تحاول النهوض لكنها توقفت عن الحركة فورا حين لمحت عينيها رأس ذو شعر اسود تستقر على جانب الفراش فكادت ان تهب صاړخة بفرغ لكنها اسرعت بتمالك نفسها عندما وصل الى ادراكها
تم نسخ الرابط