روايه حب بالاكراة
المحتويات
الكلية وكانت منه فتاة بجسد ممشوق وترتدي فستان أزرق بكم وعليه سترة جلدية بيضاء وحذاء رياضي وتلف حجابها المموج بالألوان وبشرة قمحاوية وعيني بنية واسعة وجميلة فسألت نيللي بهدوء قائلة
أزيك يا منه مشوفتش نور أنا روحت للمستشفي وسألت ملاقتهاش
رمقت منه هذه السيدة بأشمئزاز ثم قالت بقلق
لا مجتش النهاردة وأتصلت بيها تليفونها مقفول هى مش فى البيت أنا كنت هعدي عليها بعد الكلية
لا أكيد لو فى البيت مش هجي أدور عليها هنا
غادرت نيللي تاركة منه فى حالة من القلق على صديقتها التى أختفت بلا سبب ولا تعرف عنها شيء جربت الأتصال بها من جديد لكن الهاتف مغلق كما هو مما زاد القلق بداخل منه
منزل سليمان الصياد
أستيقظت نور مع أذان المغرب وكانت سميرة بجانبها وتضع لها الكمادات الدافئة أبعدت المنشفة عن جبينها بضيق وفركت عينيها قليلا لكنها سرعان ما صړخت بهلع حين رأت ملابسها قد تبدلت فقالت پصدمة
نظرت سميرة إلي يديها التى تتشبث بملابسها پخوف وتبسمت فقالت
مټخافيش أنا اللى غيرتلك الهدوم كنت عايزة الحمي تقضي عليكي أكتر بهدومك المفروض تشكريني
رفعت نور حاجبها ببرود ثم قالت بسخرية
أشكرك!! فعلا شكرا أنكم خطڤوني هنا لأول مرة أكون ندمانة أنى أنقذت مريض من المۏت حتى لو وظيفتي أجبرتني على دا
أنت اسمك أيه
نور أيه دا وأنت مالك هتطلعيلي بطاقة
قالتها نور بتذمر غليظ فضحكت سميرة أكثر عليها وقالت
لا يا ستي مش هطلع لك بطاقة تحبي تأكلي أيه انا هعملك اللى عايزاه
عقدت نور ذراعيها أمام صدرها وبداخل بركة من الڠضب الكامن بسبب تقيدها هنا ثم قالت بهدوء
أومأت سميرة إليها بنعم فقالت نور بلطف وحرج منها
ممكن تجبيلي طرحة
رمقت سميرة وجه هذه الفتاة وأدركت أنها محجبة ولهذا كانت تتشبث بطاقيتها جيدا فأحضرت لها حجاب لتسرع نور وتلفه تخفي به شعرها الأسود الجميل ثم أخذتها سميرة إلى طريق المرحاض وفى طريقها كانت تتفحص المكان منزل جميل بألوانه الزاهية وأثاثه الأبيض وهناك بأحد الزوايا مقعد أرجوحية وبجواره مكتبة مليئة بالكتب وغرفة أخر بالطابق الأول أم الثاني فلم تصعد به نهائيا دخلت للمرحاض وغسلت وجهها ثم بدأت بالوضوء وسألت سميرة عن وجهة القبلة وصلت حتى يعود سليمان أو زين كي تذهب من هنا
فاق من شروده على صوت زين الذي قال بحدة
والله لنرجع حقها يا سليمان
مسح سليمان دموعه بهدوء ثم نظر على الرجال من الزجاج وقال بجدية
عرفت ليه أنا حرمت عليهم الحب عرفت ليه أهم قاعدة عندنا أننا منحبش الحب ضعف يا زين بيقتلك وأنت لسه حي بتتنفس أنا مستحيل أسمح لحد منهم يجرب اللى جربته واللى مش عاجبه قانوني يمشي
إحنا حرين فى حياتنا يا سليمان لكن حياتهم لا سيبهم اللى عايز يتجوز أو يحب مالناش دعوة الرجالة تعبت وبسبب الخۏف منك بسيبونا ودايما رجالتنا بتتغير مش سهل تلاقي حد وتثق فيه فى شغلانتنا دى يا سليمان ومش أنا اللى هعرف دا
وقف سليمان بتنهيدة قوية من مقعده وألتف حول المكتب حتى وصل أمام زين ومسك مؤخرة رأسه وقال بنبرة مرعبة قائلة
هى فين اللى حبتها يا زين سابتك أول ما عرفت أنت شغال أيه ملك فين يا زين مراتي اللى قبلت بشغلي وقرفي كله الله يرحمها الرجالة دى يا أما هتتسيب وتتكسر قلوبها زيك لمجرد شغلانتهم يا أما هيموتوا ويبقوا مجرد وحوش زي أنا إحنا أتخلقنا عشان دراعنا وقوتنا بس الحب والكلام دا مش لينا إحنا يا زين
أومأ زين إليه بنعم ليترك سليمان عنقه وأستدار لكي يقف أمام الحائط الزجاجي الذي يمنعه عن رجاله الموجودين فى حلبة المصارعة ووضع يديه الإثنين فى جيوب بنطلونه قاطع صمت نظراته للجميع صوت زين يقول
هنعمل أيه فى الدكتورة اللى فى البيت
تنهد سليمان بهدوء ثم قال بجدية صارمة لا نقاش بها
خليها إياك تتطلع من باب أوضتها قبل ما أتأكد أنها مش مزقوقة علينا من كرم الهواري
اندهاش زين من جملته فأقترب منه ووقف جواره يحدق بوجهه ولا يصدق هذه القساوة وتحجر القلب الذي بها صديقه وقال
ألتف سليمان له بحزم ورفع حاجبه منبهرا بدفاع زين عن هذه الفتاة المجهولة وقال بصرامة
بريئة فى واحدة بريئة ومحترمة تركب عربية مع رجالة متعرفهمش وتروح معاهم بيتهم متتخدعش فى المظاهر يا زين مفيش حد عنده ضمير أوى كدة لدرجة أنها تلاقي واحد سايح فى دمه وفى شارع مقطوع وتجري عليه هى لو نموذج للأدب والبراءة أيه اللى هيوديها لشارع مقطوع والشارع دا بالذات أنا دخلته استخبي فيه لانه مقطوع ومفهوش غير شمامين ومتسولين
صمت زين قليلا يفكر فى حديث سليمان ربما لديه
أعرف عنها كل حاجة خلال ساعات دا لو عايزها تطلع من بيتي وتطول فى عمرها يوم لأن لو شكي بقي أكيد أنا هقطع رأسها وأبعتها هدية لكرم الهواري يا زين من غير تفكير
جلس زين على المقعد بحالة أندهاش من تحول صديقه إلى وحش خصيصا مع هذه الفتاة التى أنقذت حياته أمس وقال بتلعثم متسائلا
هتقتل بنت !!
تبسم سليمان بمكر شديد وهتف بهمس خبيث قائلا
قاطع حديثهم دخول أحد الشباب مرتدي بنطلون أسود وفنالة بحمالة رمادية وقال بعفوية
المنصور بيه وصل
أومأ إليه سليمان بنعم لكي يدخل وألتف يجلس فى مكانه جلس على المقعد الخاص به ودلف هذا العميل رجل خمسيني يرتدي عباءة رجالية ويحمل فى يدها نبوته الخشبي رحب به زين وجلسوا مع سليمان فقال
مش هطول عليكم أنا عندي بضاعة ومحتاج تخرج من الجمارك
أشار إلى مساعده ليفتح حقيبة ووضعها فوق المكتب كان بداخلها أموال كثيرة فقال المنصور
دول 250 ألف جنيه مقدمة وبقيت الأرنب هيوصلك لما البضاعة توصلتني
أشار سليمان بنعم وقال
خدهم يا زين إن شاء البضاعة تكون عندك على أخر الأسبوع
تبسم هذا الرجل بهدوء ثم قال
تفتكر لو الموضوع سهل كنت جيتلك من المنصورة يا سليمان خلي بالك البضاعة دى الحكومة شامة ريحتها
عاد سليمان للخلف بظهره بثقة وهو لا يأبي شيء ولا يهاب أحد او يملك ما يخسره ثم قال
وعشان الموضوع مش سهل أنت جيتلى من المنصورة وأنا كلمتي عهد وقولتلك أخر الأسبوع وأزاى دى بتاعتي أنا كل اللى عليك أنك تجهز على الأرنب أرنب تاني
أومأ المنصور بنعم وقال
وانا مش هرد لك كلمة يا سليمان
يستاهل
أبتلعت لعابها بعد أن رآها فأرتجفت خوفا منه وأغلقت النافذة سريعا
ثم أختبئت خلف الحائط منه تقدم إلى المنزل فأستقبلته سميرة پخوف من تعبه وأخذته إلى غرفته بالأعلي رأت قميصه الأسود مبلل لترفعه من الأسفل ودهشت عندما رأت جرحه ېنزف بغزارة بسبب حركته وكيف لشخص كان على وشك المۏت أمس أن يتحرك كل هذا اليوم دون أن يبقي فى الفراش تحدث بحدة صارمة
حد يعمل كدة فى نفسه أنا هروح أكلم زين يجي يوديك المستشفي
مسك يدها بأحكام وقال
لا يا دادة سميرة مفيش داعي أديني بس المسكن وأنا هنام شوية
تنام والدم اللى سايح دا هسيبك تتصف منى ويجرالك حاجة
قالتها بضيق شديد وخوف من فقده تأفف بضيق من حديثها وهى تعلم كم هذا الرجل عنيدا ولن يستمع إليها أو يلبي طلبها فخرجت من الغرفة بحيرة وفكرت قليلا ثم ذهبت إلى غرفة نور رأتها تجلس فى الفراش مهمومة وحزينة من بقاءها هنا فقالت بهدوء
معلش أنا عارفة أنك مش طايقانا كلنا بس عشان خاطر ربنا تيجي تشوفيه
تذمرت نور بضيق وهى تتذكر كيف راته منهكا فى الخارج وقالت بعناد هى الأخري
ماليش دعوة يكش ېموت حتى
صړخت سميرة فى وجهها بضيق من كلمتها هاتفة
ألف بعد الشړ عنه أنت مش دكتورة هتسيبيه قصادك كدة دا مريض
وقفت نور من مكانها غاضبة وقالت بأنفعال شديد
وأنا أستفدت أيه من مساعدته فى المرة الأولى خطڤني وحابسني زى الكلبة هنا دا ميستاهلش مساعدتي ولا حتى شفقة منى
أخذت سميرة يد نور فى يدها بترجي وعينيها ترمق هذه الفتاة البريئة وقالت بلطف
حقك عليا أنا أوعدك أكلمه يمشيكي من هنا بس تعالي معايا تشوفيه
تنهدت نور بضيق ثم وضعت حجابها فوق رأسها بأغتياظ من طيبة قلبها التى تتحكم بها أخذتها سميرة للأعلي حيث غرفته قلبها كان يرتجف من هذا الشخص المجهول لكان حالته أمس وهو ملقي فى الطريق بعد تعرضه للهجوم يثير الشفقة فضولها ېقتلها لمعرفة ما حدث ولما يرفض الذهاب إلى المستشفي قاطع شرودها صوت دق الباب من سميرة بعد بلوغهما الطابق الثاني ثم دلفت أمامها فقالت بلطف
سليمان أنا جبت دكتورة نور تشوفك
فتح عينيه وهو مستلقي على فراشه بتعب وقال بضيق
أطلعي برا يا سميرة
عشان خاطري أنت رفضت تروح مستشفي خليها تشوفك حتى
قالتها سميرة بترجي وقبل أن يعارضها دلفت نور التى سمعت الحديث وعنادها ثم جلست أمامه بالأكراه دون أن تنظر إليه مسكت قميصه ليمسك يدها باحكام يمنعها من لمسه فرفعت نظرها إليه بغيظ رغم رجفة قلبها من لمسه لها وسحبت يدها منه وقالت
لتكون فاكرني ھموت واعالجك أنا مجبرة لأنك مريض وللأسف دى شغالتي فياريت متقاومش خليني أخلص بسرعة لاني مش طايقة أشوفك أصلا
معقول ۏجعتك!!
كز على أسنانه بأغتياظ منها لتتابع ما تفعله ثم وضعت لاصقة طبية على حرجه وقالت
دى أخر مرة هعالجك طالما كاره دا اترزع فى السرير أو روح مستشفي
رفع حاجبه إليها بضيق شديد من ألفاظها معه ثم قال
مبقاش ألا العيال كمان اللى هتقولي أعمل أيه أطلعي برا ونصيحة لوجه الله متخلينيش ألمحك مرة تانية لأني مش همسك نفسي عنك أطول من كدة
كزت على أسنانها بغيظ مستشاطة ڠضبا من طرده لها بعد أن عالجته بدلا من شكرها ووقفت مرة واحدة بأنفعال لتشعر بدوران فى رأسها وسقطت مكانها مرة أخري نظر إليها بهدوء ورآها تمسك جبينها وتغمض عينيها فقال
أنت كويسة
ركضت منه فى الكلية بسرعة چنونية والقلق يحتلها بعد أن سمعت من الطلاب أن هناك شاب يبدو ثري يسأل عن نور فى كل مكان ظلت تسرع فى خطواتها حتى وصلت إليه فمسكته من يده بالقوة وأدارته إليه نظر زين إلى هذه الفتاة بأندهاش من تصرفها فقالت بلهث
أنت بتسأل على نور
تفحصها من الرأس لأخمص القدم
فتاة جريئة وتتحدث بثقة ترتدي بنطلون أسود فضفاض وقميص نسائي أصفر بأكمام وتلف حجابها
متابعة القراءة