وردتي الشائكة بقلم ميار خال
المحتويات
قالت انتي مين يا ست انتي
كريم بليه .. احنا قولنا ايه
بسملة ماشي اسفه .. مين حضرتك
منيرة انا مرات خالك يا حبيبتي
بسملة خالي مين
ثم تذكرت كلام ورد عن خالها هذا و أنه كان السبب في مرض ريم لتنظر لها پحده و تبتعد عنها سريعا
بسملة ابعدي عني .. انتم جيتوا تاني ليه !
رمزي انتي مكبره البت علي
كريم حدثه پحده ياريت تتكلم بطريقة احسن من كده .. ورد مراتي و انا مش هسمح أن حد يكلمها بالطريقة دي حتي لو كان خالها ! راعي كلامك احسن
رمزي تراجع و قال لا مش قصدي ولله .. ما انت شايف البت بتتكلم ازاي لوحدها كده يعني
كريم قال بنبرة قاطعه انا مش فاهم اي حاجه و لحد ما افهم انتم هتفضلوا ضيوفي اتفضلوا ارتاحوا من السفر و لينا كلام وقت تاني
وصل عمر و ريم الي الباص الخاص بالجامعة و أخذت ريم الكشف الخاص بها بأسماء الطلبة المسؤولة عنهم لتجد اسم عمر من ضمنهم فارتاحت قليلا أخذت تتفحص الاوراق فلم تنتبه القادم امامها
ريم نظرت له لتبتسم بمجاملة ثم أعادت عيونها للأوراق مرة أخرى
الكاتبة ميار خالد
ايمن كنت فاكرك مش هتيجي
ريم و مجيش ليه يعني
ايمن يعني .. عشان مش الجو بتاعك
ريم عادي .. ياريت كل واحد يخليه في حاله احسن
نظر لها ايمن بإحراج ثم صعد الي الاتوبيس و بعد لحظات اتجه إليها عمر و بيده بعض السندويشات و مد يده لريم
عمر فطار .. خدي كلي عشان متتعبيش في الطريق
ريم مش عايزة دلوقتي
عمر كان نفسي اسمع كلامك بس ورد موصياني علي اكلك انتي بالذات .. خدي كلي يا ريم بدل ما اكلك انا
ريم نظرت له يعيون متسعة انت اټجننت !
عمر يبقى خدي كلي بالأدب بقى
ريم أخذت منه الطعام علي مضض و تناولته و بداخلها سعادة خفية لا تعرف مصدرها و بعد دقائق صعدوا جميعا الي الباصات لتتحرك بهم و كانت ريم تجلس في البداية و عندما تحرك الباص نهضت لتقف في النصف و حدثت الطلاب
قالت احدى الطالبات بس احنا مش صغيرين يا دكتور عشان ناخد رأيك و احنا رايحين و جايين
ريم عندك حق انتم مش صغيرين .. انتم كبار كفاية عشان تفهموا كلامي و تعرفوا يعني ايه مسؤولية
ريم و بعدين يعني انت هتفضل لازق جمبي كده طول الرحلة
عمر ابتسم عرفتي منين
ريم عمر مينفعش كده .. انت مش شايف كله بيبص علينا ازاي
عمر اعملهم ايه يعني .. انا مش هتحرك من هنا
و هنا جاء ايمن إليهم و أردف
ايمن معلش يا عمر .. عايز اتكلم مع ريم علي انفراد
ريم و انا مش عايزة اتكلم
عمر اعتقد سمعتها
ايمن معلش انا عارف انك زعلانه مني و انا هراضيكي
ريم سبب من الاسباب اللي كانت مخلياني مش عايزة اطلع الرحله دي هي انت
.. كلامي معاك انتهى من يوم اللي قولته في المستشفي
ايمن لم يتمكن من التحكم في أعصابه أكثر ليصيح بها بصوت عالي و كانت بداخلة رغبة كبيرة ليحرجها أمام طلابها اتصدقي بالله .. انا غلطان اني راجع ادور علي رضى واحدة زيك .. انا اللي عاملك قيمة و حقيقي انتي متستاهليش ح...
و لم يكمل الجملة حتي تلقى لكمة قوية من عمر اوقعته أرضا .. نظرت ريم الي عمر پصدمة و لحركته المفاجئة تلك و لكن عمر لم يترك لها الفرصة لاستيعاب ما حدث لأنه ھجم علي ايمن و ظل يضرب فيه بعصبية كبيرة حتي امسكه بعض زملائه و أبعده عنه ! و في لحظة عمت الفوضى
في المكان ليوقف السائق الاتوبيس حتي تنتهي تلك المشكلة !
ظلت ورد تجول غرفتها بضيق و قلق شديد و كأنها هربت من كل شئ خارج تلك الغرفة و قاطع تفكيرها هذا دخول احدهم الي الغرفة التفتت سريعا لترى كريم امامها
ورد هما فين دلوقتي
كريم في اوضة الضيوف .. ورد انا مش فاهم حاجه .. انتي ليه بتعامليهم كده
ورد عشان
هما يستاهلوا كده
كريم مش فاهم
حاجه .. و ازاي اهلك من اسكندرية و انتي من القاهرة
ورد تنهدت بضيق ده موضوع كبير اوي .. و حقيقي انا مش قادرة اتكلم
كريم طيب ارتاحي و انا هروح اجيبلك اي حاجه تشربيها
ورد لا يا بيه تسلم .. مش عايزة اتعبك
كريم ولا تعب ولا حاجه
ثم ابتسم لها و خرج من الغرفة لتجلس هي على الأريكة و تضع رأسها بين يديها و حدثت نفسها بصوت مسموع
ورد الحمدلله إن
ريم راحت الرحلة دي .. و الا كانت هتشوف خالي و يا عالم كان هيجرالها ايه .. انا تعبت كل ما افوق من حاجه اقع في حاجه تانية .. هي المشاكل مش شايفة غيري انا و بس ولا ايه .. يارب حلها من عندك
و ما أن قالت تلك الجملة حتي وجدت باب الغرفة يفتح و دخلت مروة و هي تطالعها بشماته و خبث
مروة ايه رأيك في المفاجأة بتاعتي
ورد اتجهت لها و قالت كنت متأكدة انك انتي اللي عملتي كده !
مروة ضحكت باستفزاز شاطرة .. بس شكلك مقولتيش لكريم انك هربانه من أهلك !
ثم اقتربت منها و قالت يا ترا عملتي ايه عشان تهربي و تسيبي البلد بحالها
ورد ده شئ ميخصكيش ! و لو فاكرة أن بالحركة دي هتكوني كسرتيني مثلا تبقي غلطانة اوي .. في اللحظة اللي هتكوني فاكرة فيها انك انتصرتي عليا .. هتلاقي نفسك خسړتي كل حاجه
ثم أشارت لها بأصبعها بتحذير خليكي فاكرة الجملة دي كويس !
مروة ضحكت باستهزاء ولله .. للأسف انتي اللي حطيتي نفسك في لعبة معايا و انا مش بخسر
ورد ابتسمت بهدوء و قالت طيب هنشوف
ظلا ألاثنان ينظران لبعض بتحدي حتي التفتت مروة فوجدت كريم يقف في نصف الغرفة يضع يديه في جيبه و ينظر لهم بغموض فاتجهت له مروة و قالت بصوت خفيض
مروة اختيارك كان غلط .. كان لازم تتأكد من اخلاقها قبل ما تفكر تخليها علي اسمك .. روح اسألها هربت من أهلها ليه و هي هتجاوبك .. سلام يا روحي
ثم خرجت من الغرفة بعدما أشعلت الڼار بينهم .. اتجه كريم الي باب الغرفة و اغلقه ثم عاد إلي ورد حتي وقف امامها بهدوء
كريم الكلام اللي هي قالته ده صح .. انتي فعلا هربانه من أهلك !!
نزلت ريم من الباص بعصبية شديدة و ظلت تمشي حتي سمعت صوت عمر خلفها
عمر استني انتي رايحة فين !
امسك يدها سريعا لتبعده عنها بعصبية أبعد عني !!
عمر في ايه
ريم انت ليه ضړبته
عمر بعصبية انتي مسمعتيش قالك ايه .. كنتي عايزاني اسكتله ازاي !
ريم صاحت به و اهو دلوقتي بسبب اللي عملته كله هيبصلي بنظرة وحشة غير أن انت هيحصلك مشاكل
عمر ملكيش دعوة بيا انا بعرف احل مشاكلي .. و لو انا معملتش كده كله كان هيبصلك بنظرة وحشة فعلا
الكاتبة ميار خالد
ريم انت ليه مش عايز افهم !! كله ملاحظ قربك الزيادة مني انا فاهمه أن الظروف هي اللي حكمت علينا نقرب عشان ورد و كريم لكن محدش فاهم الحته دي .. و دلوقتي بلي انتي عملته في مليون فكرة هتطلع في دماغهم
عمر انا ميهمنيش كل ده
ريم بس يهمني انا !! امشي من وشي يا عمر و من هنا لحد ما الرحلة ما تخلص ملكش دعوة بيا
عمر صاح بها مليش دعوة بيكي ازاي يعني !
ريم هو كده بقى .. عن اذنك
ثم تركته و رجعت الي الباص سريعا و زفر عمر بضيق شديد ثم رجع الي الباص مرة أخرى و جلس بجانب أصدقاءه بهدوء دون أن يتحدث مع أحد و ما أن هدأ الباص حتي انطلق مرة أخرى
ايهاب في ايه يا عم متروق كده
عمر
سيبني دلوقتي يا ايهاب بعد اذنك
ايهاب انت ايه حكايتك مع ريم بالظبط .. بقالي فتره مش مرتاحلك .. انت حبيتها ولا ايه
عمر صاح به ما خلاص يا ايهاب انت مبتفهمش
ايهاب خلاص خلاص يا سيدي انا غلطان اني مهتم بيك
كانت مى تراقبه من بعيد و تستشيط ڠضبا من أفعاله تلك مع ريم حتي قالت زميلتها
خلاص بقى يا مى .. هو مفيش غيره يعني شيليه من دماغك
مى بحبه يا ايه
ايه و هو مش بيحبك ولا شايفك اصلا .. بلاش توجعي قلبك علي الفاضي بقى
مى و ميحبنيش ليه يعني .. ناقصة اي عشان ميحبنيش !
ايه لا انتي حالتك صعبة اوي بجد
ثم أعادت السماعات الى أذنها مرة أخرى و تركت مى في
حالتها تلك .. و بعد ساعات وصلت الباصات الي الفندق الذي سوف يقيمون فيه و كان للمشرفين غرفة خاصة أما باقي الطلاب فاشترك كل ثلاثه منهم في غرفة واحدة قسموا أنفسهم و ذهب كلا منهم الي غرفته بتعب شديد و كانت ريم تتجنب التعامل مع عمر و ايمن الذي كان ينظر لهم بتوعد دلفت الي غرفتها بتعب و
زفرت بضيق ثم رتبت ملابسها
في الخزانة و دخلت حتي تستحم و بعد لحظات خرجت و جلست أمام مرآتها و تذكرت احداث اليوم لتتحدث مع نفسها بصوت مسموع
ريم انا مش فاهمه تصرفاته دي بجد .. اهتمامه و أفعاله و تغيره المفاجئ معايا .. منكرش اني حابه تغيره ده .. بس خاېفة احساسي ده يأذيني في الاخر !
و ما أن قالت هذه الجملة حتي انقطع النور من
المكان لتنتفض من مكانها سريعا و تنظر حولها بړعب ! كان عمر في غرفته و كاد أن ينام حتي انقطع النور فنهض سريعا من مكانه و قال
عمر پخوف ريم !!
ي
الفصل الثاني و العشرون
كريم الكلام اللي هي قالته ده صح .. انتي فعلا هربانه من أهلك !!
تنهدت ورد بضيق و جلست علي سريرها لتضع رأسها بين يديها فجلس كريم بجانبها و ظل صامتا
متابعة القراءة