سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن
المحتويات
محكما ضلوعها لترتفع قدميها عن الأرضية يحملها شاعرا بالراحه الفريدة من نوعها التي لم يشعر بها يوما يدق قلبه پعنف معلنا فرحته القادمة والسعادة الأبدية التي سيشعر بها اللاهثة تعبر عن الضجة الخرافية التي حدثت لكلامها
اخفضها على الفراش ناظراا إليها بشغف عيناه الخضراء تلتمع ناحيتها بطريقة لا توصف ونظرته اتجاهها حانية فريدة مرر يده على وجنتها قائلا بصوت أجش
حرك عيناه على كافة ملامحها بحب وهيام ليقول متسائلا بعدم تصديق
زينة أنتي بتحبيني بجد
وضعت يدها الاثنين حول وجهه متبسمة قائلة بسعادة وصوت شغوف ملئ بالحيوية
والله العظيم بحبك
اخفض وجهه لحظة ليعود إليها مرة أخرى يسألها پخوف وتردد
سامحتيني على اللي عملته فيكي
أنا سامحتك لكن منستش
تلهف يقول سريعا بشغف وعشق
وعد من جبل العامري أنا هنسيكي كل اللي حصل مش هخليكي تفتكري غير حبي ليكي وكل لحظة حلوة عشتها معاكي
ابتسمت باتساع لتحرك يدها على ملامحه قائلة بمرح
ما أنت بتعرف تقول كلام حلو أهو
الله وكيل عمري ما عرفت أقول كلام حلو غير ليكي بحاول علشانك
أومأت إليه برأسها قائلة بحنان
عارفة ومبسوطة
دفعها للخلف مقتربا منها محطما كل أسوار التردد نازعا كل أسهم الخۏف من قلبيهما تقدم يزيح تلك الحواجز الذي وقفت بينهما فاليوم القلعة تحت أمره تحت سطوة وحبه وعشقه الآن المملكة له وحده هو الملك وهي ملكته ملكه الوحيد روحه ومبتغاه هي تلك الحړب التي خسر بها الجميع وفاز بها وحدها وكان مكتفيا بها يجمع غنائم الحب والعشق ينال من الفرحة واللهفة ما يكفيه على مر السنين يخبئ بقلبه الشغف والحنين ليبقى لها وحدها يهيء لها قلبه ومشاعره ليليقوا بها وبحبها
بعد مرور أكثر من ثلاث ساعات وقف جبل أمام المرآة بعد أن اغتسل وارتدى ملابسه يمشط خصلات شعره نظر إليها من خلال المرأة وهي تخرج من المرحاض مرتدية ملابسها خجلا منه
تعرفي إن النهاردة أحسن يوم في حياتي وأحسن وقت قضيته
ابتسمت بخجل تنظر إلى الأرضية ثم إليه قائلة بخفوت
أنا كمان أحسن وقت قضيته معاك النهاردة
تركها يتقدم ليأخذ هاتفه قائلا
غزال والله غزال
قال بجدية وهو يعود إليها ا
نامي أنتي أنا هتأخر بره
جلست على الفراش بهدوء تفكر في لحظات السعادة التي قضتها بصحبته وأيضا تفكر في لحظات القهر التي واجهتها على يده أول مرة دلفت بها هذه الغرفة وجلست على هذا الفراش ولكن القلب وما يريد ليس بيدها ليس بيدها أن تحبه وتبغى قربه منها بهذه الطريقة ولكنها قد حدثت نفسها سابقا إن كان رجل يعمل بشيء غير قانوني ستدفن ذلك الحب وتقتله بيدها وإن كان رجل صالح ستعترف له وتعوض نفسها عن كل شقاء مرت به وتنعم بالأمان والاستقرار داخل أحضان رجل أحبته يكن لها الحماية والسند وهذا ما حدث لا عتاب عليها ولا حتى على قلبها إنها كما شاهدت قسوته وعنفه شاهدت لينه وضعفه فلا عتاب حقا
تمددت على الفراش تغمض عينيها براحة لا تنعم بها دائما فاستغلتها تشعر بها بسعادة خالصة
بعد دقائق فتح باب الغرفة ببطء وهدوء لتظهر تمارا من خلفه بنظرات قوية حادة يملؤها الشړ والحقد الدفين
تدفعها غيرتها إلى الداخل تغلق الباب خلفها بهدوء تنظر إلى زينة النائمة على الفراش تعطي إليها ظهرها تقدمت منها بكره وبغض لا نهاية له
لتتوجه واقفة أمامها تنظر إليها بشړ وكراهية تود التخلص منها بأسرع وقت لتعود إلى حياتها الطبيعية التي سلبتها منها
وقفت أمام الفراش لتبتسم بخبث تأتي من خلف ظهرها پسكين حاد ترفعه بيدها إلى الأعلى ثم تفوهت پعنف وكره
الله يرحمك يا زينة
فتحت الأخرى عينيها باتساع عندما استمعت إلى همسات أحد جوارها فلم تكن دلفت
بالنوم لتنصدم بالواقفة أمامها بملامح كارهه تبغضها ترتفع بالسکين بيدها لتهوى عليها بها
ألا يجوز أن يفرح المرء ولو قليلا!
يتبع
رواية سجينة جبل العامري
للكاتبة ندا حسن
سجينة جبل العامري
الفصل العشرون
ندا حسن
ترك لقلبه العنان فذهب يحلق في السماء يشعر بسعادة غامرة انتهكته بالحب فعاد إلى أرض الواقع مطعونا مخذولا پسكين الغدر
نفس اليوم قبل بضع ساعات
دلف جبل إلى فحاولت أن تهبط من على ذراعه تنخفض إلى الأرضية ففعل وهو ينخفض بها إلى الأسفل يتركها لتذهب ركضا إلى جدتها تصرخ بسعادة وفرحة طفولية بحتة
تيته تيته شوفتي بابا جابلي ايه
ابتسمت باستغراب واتسعت عينيها مفتعلة الصدمة تجيبها بحماس
لأ مشوفتش وريني جابلك ايه من ورايا
فتحت ذراعيها إلى آخرهما تتحدث بسعادة والحماس يملئ نبرتها الطفولية
جابلي عروسه قد كده هتنام معايا على السرير وجابلي لعبة مطبخ كبيرة أوي أكبر من اللي كانت عندي قبل ما نيجي هنا وحاجات تانية كتير
سألتها مصطنعة الاستغراب وعدم التصديق
بجد كل ده
أكدت وهي تؤما برأسها ثم قالت بحزن ويأس وهدأت نبرتها
أيوه بس هو مش فاضي ممكن أنتي تلعبي معايا بعد ما نفطر علشان إسراء مش بتلعب معايا وماما مع بابا على طول
أشارت إلى فرح ابنتها بيدها وهي تقترح عليها مبتسمة
طب ايه رأيك أنا وعمتو فرح نلعب معاكي
نظرت وعد إلى فرح ثم عادت بعينيها إلى جدتها مرة أخرى لتسائلها برفق
عمتو فرح هتوافق
أومأت إليها بالايجاب تشير إليها بيدها قائلة بجدية
آه حتى اسأليها
أبعد جبل عيناه من على صغيرته إلى شقيقته فرح التي طعنته بظهره وكسرت قوته وأضاعت هيبته أمام الجميع ولكنها في النهاية تبقى شقيقته إن كان يريد أن ينهي كل ما فعلته من بداية الأمر إلى نهايته فكان عليه قټلها ليمحي كل شيء ولكن هي شقيقته لن يستطيع فعلها مهما حدث مع ذلك عقابه لها كان مستمر إلى أن أتت زوجته تلح عليه كثيرا أن يتركها تخرج فقط من غرفتها لتشاركهم الجلسة حتى لا تسوء حالتها أكثر فهي قد فهمت وأدركت جيدا ذلك الخطأ الذي وقعت به
أقتربت منها تقول بهدوء وبراءة
هتلعبي معايا أنا وتيته
أومأت برأسها وهي تقترب منها تنخفض إلى الأسفل تقبلها بنحو ورفق لأول مرة تستعمله معها
هلعب معاكي طول الوقت
أقتربت منها ټحتضنها ببراءة شديدة والفرحة ترتسم على ملامحها وكأنها تلمس أحد نجوم السماء بيديها الطفولية الصغيرة بعد أن أتى لها والدها بالألعاب ووجدت من يقوم بمبادلتها اللعب
طيب يلا ناكل علشان نلعب بسرعة
كان جبل قد جلس منذ أن ولج إلى الغرفة يتابعها بعينين محبة شغوفه ينظر إلى براءتها وطفولتها الحيوية الجميلة ونبرة صوتها الرقيقة المستغرب منها تماما من أين أتت بها والدتها ليست هكذا أبدا
ابتسم وهو يتابعها لتتقدم تقف جواره فجلست زينة وأخذت تمارا مقعدها بجوار فرح و وجيدة بمحاذاة زوجته
تحدثت وجيدة وهي تنظر إلى زينة تقول بصوت حاد ماكر
عملتي ايه في جبل يا زينة
استدارت برأسها إليها بعد أن نظرت إليه هو باستغراب تسألها مستنكرة
عملت ايه يا طنط ولا حاجه
رفضت والدته حديثها وهي تؤكد قائلة بصرامة
لأ عملتي
تدخل جبل يبصر والدته بقوة قائلا
عملت ايه يما مافيش حاجه
استنكرت بخبث ومكر مفتعلة صوت بفمها تهتف مبتسمة
أنت مش شايف وشك منور إزاي ولا البدر المنور والضحكة مش بتفارقك
وضع يده على يد زينة فوق الطاولة يضغط عليها قائلا بهدوء وجدية موضحا دون أن يفقد هيبته
عملت كل حاجه حلوة شبهها
واضح يا حبيبي ما شاء الله جيت على ايد زينة ربنا يخليها لينا هي ووعد وتجبلنا ولي العهد
أومأ إليها وهو يشدد بيده على يدها وعقب واثقا
قريب قريب أوي إن شاء الله
تحدثت تمارا بغبظ بعد أن انتفخت عروقها من كثرة الڠضب والغيرة التي داهتمها وهي تستمع إلى حديثهم
مش هنفطر ولا ايه
أبعدت زينة وجهها إليها ببرود تام ولا مبالاة مبتسمة بخبث يخرج صوتها بتشفي
ما تفطري يا حبيبتي هو حد منعك
بادلتها بنظرات حاړقة تنهشها الغيرة والحقد ناحيتها
تسائلت وجيدة بجدية
أختك فين يا زينة
أجابتها بهدوء
نايمة يا طنط لما تقوم تبقى تاكل
أومأت إليها ثم شرعوا في تناول الطعام ولكن زينة نظرت إلى ابنتها قائلة بهدوء
تعالي كلي يا وعد
أومأت إليها برأسها بهدوء ورفق وتقدمت ذاهبه إلى الناحية الأخرى متقدمة
بين فرح و تمارا تجذب كوب الماء من على الطاولة لترتشف منه على الرغم من أن هناك آخر قريب ولكنها لم تراه
جذبته بيدها بهدوء ولكنها اهتزت وهي ترفعه ليقع من بين يديها منسكبا على جسد تمارا يبلل ملابسها
هبت واقفة بعصبية شديدة ووجها يتحول إلى اللون الأحمر لتصرخ بها پعنف
أنتي غبية يا بنتي ما قدامك الطفح هناك أهي
تكونت العبرات بعين وعد وهي تبتعد للخلف خوفا من ثورتها عليها لتقول بضعف
مقصدتش أنا آسفة
صړخت پغضب أكبر تخرج كل ما كنه قلبها من غل وحقد تجاهها هي ووالدتها
آسفة ايه وزفت ايه على دماغك
وقفت زينة هي الأخرى قبالتها بعصبية شديدة فلم تتحمل أن تعامل طفلتها بهذه الطريقة القاسېة لأجل خطأ لم تقصده طفلة مثلها خرج صوتها حاد بقوة وقسۏة تنظر إليها بعصبية شديدة
أنتي اټجننتي بتتكلمي كده إزاي مع البنت قالتلك آسفة متقصدش
رفعت تمارا وجهها إليها پغضب قائلة بضيق واستهجان تهينها
ما لازم تبقى متخلفة ما أنتي أمها
رفعت سبابتها بوجهها تناظر عيناها بقوة وتحدي وأردفت بټهديد واضح
الزمي حدك معايا يا بت أنتي أنتي متعرفنيش لسه
ما كادت إلا أن تتحدث پعنف تسبها إلا أن جبل بتر الكلمات في فمها قبل خروجها ناظرا إليها پعنف وقسۏة يصيح بهميجة
اعتذري لوعد ولزينة
أبعدت نظراتها منها إليه تنظر إليه بقوة غير واعية لما يقول أيريد منها هي الاعتذار رفضت حديثه قائلة پغضب
اعتذر لمين يا جبل أنا مش هعتذر لحد البنت قليلة الأدب زي أمها اللي واقفة تهددني قدامك
وقف هو الآخر ببرود شديد استطاع رسمه على وجه وجسده ولكنه ينظر إليها بحدة وامتعاض
الزمي حدك زي ما قالتلك زينة البنت اللي بتتكلمي عنها دي تبقى بنتي وأمها تبقى مراتي وعلشان منكترش كلام قدامك حل من الاتنين أما إنك تعتذري أو إنك تطلعي تلمي حاجتك ونوصلك بره الجزيرة
نهش الغل داخلها تربع على عرش قلبها بينما هي تستمع إلى كلماته وتدرك جيدا مدى الاستغناء عنها الذي وصل
متابعة القراءة