سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن

موقع أيام نيوز

ترى إن كان هناك أحد يراها وهي ذاهبة إليه أو لا دلفت إلى الغرفة سريعا وأغلقت الباب من خلفها بالمفتاح تنظر إليه بقوة وهو ممدد على الفراش فقالت پغضب
في ايه يا جبل مش قولنا مش هنتقابل
اعتدل في جلسته ينظر إليه بلا مبالاة يجيب ببرود
هو في حد شافك أنا طالع وهما في الصالون تحت
اقتربت تقف أمامه تنظر إليه باستغراب بسبب لا مبالاته البادية عليه وكأنه لم يحذرها من كل هذا
بردو ولو هو أنا اللي هقولك
زفر بضيق وقطب جبينه ينظر إليها بقوة يقول بصوت جاد
أنا عارف أنا بعمل ايه وبعدين أنا عايز مراتي ولا أنتي عندك اعتراض
أدلت كتفيها تجيبه بهدوء
معنديش بس بعمل كده علشانك
ابتسم باستفزاز ومكر قائلا بصوت ونظرة خبيثة
ولو عندك أنا أقدر اتصرف
ضيقت ما بين حاجبيها وعيناها السوداء عليه تسأله باستغراب
تتصرف إزاي
اتسعت ابتسامته أكثر قائلا بمكر
تمارا موجودة
ارتفع صوتها وهي تنظر إليه 
تمثل في الرجل ذو الكلمات المعسولة وهو يجيبها
أنتي وحشاني على طول
اتسعت ابتسامتها وهو يعود للخلف لينظر إليها ثم استدار بها ليجعل الفراش خلفها وهو أمامها ثم دون إنذار دفعها للخلف لتقع نائمة عليه تخرج منها صړخة مباغتة من أثر المفاجأة فمال عليها يضع يده على يحثها على أن تخفض صوتها
ششش
مر عليهم بعض الوقت سويا ثم استمع إلى رنين هاتفه ليبتعد عنها يقبضه بين يده ينظر إلى المتصل باستغراب شديد 
قطب جبينه باستنكار مضيقا عيناه عليه ثم أجاب واضعا إياه على أذنه قائلا بجدية
مكالمة غريبة خير يا فندم
تصنم ينظر إلى الفراغ وهو يستمع إلى الطرف الآخر لبضع لحظات فقط ثم أبعد الهاتف عن أذنه يهمس بخفوت يتخلله الذهول والصدمة
أبويا ماټ! 
اعتدلت زينة في جلستها تنظر إليه پصدمة خالصة غير مصدقة ما تستمع إليه ألم يتوفى والده قبل سبع سنوات!! 
يتبع
سجينة جبل العامري
الفصل الثالث والعشرون
ندا حسن
ثار بركان الڠضب داخل أعماق قلبي أثناء معركة ضارية والطبول المطالبة بالنجدة تقرع دون توقف في محاولة منها لإنقاذ ذلك الفتات الذي تبقى منه ولكن مع كل مرة تقرع بها 
في ايه يا جبل مين ماټ!
حركت عقله مرة أخرى عندما ذكرت المۏت فاستفاق عليها بقوة أدمعت عيناه أمامها والصدمة تحتل كيانه وكأن الرعشة سارت في أنحاء بدنه كطفل صغير فقد لعبته المحبة إلى قلبه أو كطفل ضل الطريق ليصل إلى والده 
حركت عيناها عليه بقلق ورفعت أصابعها إلى وجنته تزيل تلك الدمعة التي هبطت من عين واحدة وكأنها هاربة من سجن أبدي تحدثت بخفوت
جبل مالك
دوما نرى الرجال رجالا قولا وفعلا هم رجالا عندما يتصرف بعقلانية
في أصعب الأوقات عندما لا يترك دمعات عينيه تفر هاربة في المحڼ عندما يقف شامخا في مهب الرياح دوما نردد اللهم إني أعوذ بك من قهر الرجال أتدري أي قهر مر على رجل قضى عمره شامخا كالجبال! 
كانت نظرات عينيه مؤلمة للغاية مقهورة إلى أبعد حد يحمل داخل قلبه أسرارا وأسرار يحمل أشياء تشكل عبئا ثقيلا على صدره وكأنه حاكم دولة ليست جزيرة يحمل أرواح الآلاف على أكتافه 
يشعر بقلبه يعتصر من شدة الألم الذي يصبح أضعاف كلما استوعب ما حدث 
دق جرس الإنذار في عقله يدوي عاليا يحذر من احتراق الأخضر واليابس أن اهتز الجبل الشامخ وقد كان فلا جبال ستصمد وتبقى راسخة صامتة ولا بشړ سيتحمل اڼهيارها 
نهض من الفراش بحركات هوجاء يلتقط ملابسه وهو يعرف وجهته إلى أين ستأخذه ضاغطا على قلبه أكثر وأكثر مغلقا على آلامه وتلك الصدمات موصدا أبواب الحزن إلى أن يأتي بثأره 
يرتدي الثياب على عجله من أمره فوقفت زينة سريعا وهي تبادله ما يفعل تستر جسدها تهتف پذعر وخوف
جبل فهمني في ايه
لم تتلقى منه ردا ولم يعير حديثها اهتمام وكأنه لا يستمع إليه فقالت تكرر محاولة فهم ما الذي حدث وجعله يصل إلى هذه الحالة الغريبة
جبل أنا بكلمك
أمسك بهاتفه بعدما انتهى من ارتداء ملابسه لا تدري كيف والده توفى أو هي استمعت خطأ وفهمت خطأ أكبر أقتربت منه تحيط ذراعيه بأناملها الضعيفة تقف أمامه بقلق بالغ
طيب استنى علشان لو حد بره
دفعها بغلظة وهو يتوجه إلى الخارج صارخا وصدره فارغ وكأن قلبه نزع منه
أنا عايز الكل يبقى بره جه وقت الحساب
هندمت ملابسها وخرجت خلفه سريعا تخطو خطوات واسعة أشبه راكضة خلفة وهي تراه يهبط إلى الأسفل متوجه إلى مكان جلوسهم 
انقبض قلبها خوفا مما سيفعله أنه الآن في أسوأ حالاته وإن تركته سيضيع كل شيء فعلونه سويا كي يصل في النهاية إلى ما يريد ويتخلص من ابنة عمه وذلك العدو الأكبر له
حاولت النداء عليه وهي خلفه لكنه لم يعيرها اهتمام تلك النيران تشتعل داخل صدره ټحرق الأخضر واليابس به تعجل في ملاقاه مصرعه بطريقة بشعة للغاية 
تلك الندوب التي تركها والده في حياته لم تكن عادية ميسرة إلى الدرجة التي يترك حقه بها متنازلا عنه يمرر ما يحدث وكأنه لم يكن لم يصل إلى هنا إلا بدمائه ودماء المحيطون به لم يصل إلى هنا إلا بعد إرهاق ومشقة دامت للكثير 
لم يكن يرى أمامه سواها هي الوحيدة الآن التي ستكون الطريق إلى النجاة والأخذ بالٹأر قبضت يده الغليظة على خصلات شعر تمارا التي كانت جالسة أمام التلفاز معهم ولم يكن في حسبانها ما سيحدث على يده 
صړخت بقوة وهي تقف رغما عنها بفعل يده التي تجذبها إليه بقوة وقسۏة شديدة تكاد تقتلع خصلاتها من جذورها تاركه فروة رأسها صلعاء 
وقفت أمامه تنظر إليه بغرابة لا تستوعب ما الذي يفعله بعد أن كان وديع محب حنون إلى الغاية خرج صوتها پخوف تحاول مداراته
في ايه يا جبل اوعا
أجابها بكف يده الآخر وهو يترك خصلات شعرها ليهبط كفه الغليظ على وجنتها يجعلها ترتد إلى الخلف صاړخة پعنف وقوة تحتل الصدمة كيانها 
تقدمت والدته سريعا بعدما رأته فاقد السيطرة على نفسه تنظر إلى زوجته التي كانت تقف بعيدة لا تستطيع الإقتراب وتبدل الحال بينهم يظهر هذا على ملامحهم وأجسادهم جذبتها منه بقوة تأخذها خلف ظهرها لتصرخ به بقسۏة
فهمنا في ايه بدل ما أنت نازل ضړب فيها
أبتعد عن وجه والدته وأقترب منها قابضا على ذراعها پعنف يأخذها مرة أخرى ينظر إليها بكره شديد قائلا پغضب
أنتي فاكرة نفسك بتستغفليني فاكرة إني رجعتك الجزيرة علشان اتجوزك بجد
أكمل ضاغطا على ذراعها ينظر إلى عينيها نظرة ارعبتها
أنا استغفل مليون واحدة متسائلا حابسا حزنه ودمعاته المطالبة بالخروج
طاهر فين
ابتلعت
لعابها وتمكن الذعر منها هنا فهمت ما الذي يريده ولما يفعل هذا هنا أدركت سبب تحوله ومقصده من قدومها إلى هنا كم أنك ذئب يا جبل العامري
نظراته نحوها لم تكن إلا كرها وبغضا تخيفها إلى الجنون ولكن ما يخفيه بالداخل لم يكن سوى ضعف ممېت يقضي عليه تدريجيا قهر احتل أعضائه الداخلية وتشابك مع روحه ليأخذه إلى النهاية المطلقة الحرة ولكن وحده في واقع غير هذا 
حركات جسده وذلك التشنج الذي يصيبه همجية أفعاله ونظراته المچنونة التي تدفعه لقټلها لا تنبعث إلا من داخله من داخل قلبه المطعون پسكين تارة حاد وتارة تالم فلم يعد يشعر بأي منهما الأصعب في الألم 
الجميع يقف مذهولا لا تدري زينة لما الآن قرر التخلي عن خطته التي رسمها معها وأصبحت ناجحة للغاية ستؤدي به للطريق الذي يريده وتلك الكلمات التي نطق بها في نهاية مكالمته تتردد على مسامعها ولكنها تخاف التحدث وترى ما يفعله بقلة عقل لا يأتي إلا من قهر أصابه وألم لا يستطيع تحمله 
بينما والدته التي استمعت إلى بين يديه أدركت مدى تهوره واستعداده التام لقټلها في الحال فقالت باكية
أنا ماليش دعوة بحاجه يا جبل صدقني
انتحبت أكثر محاولة أن تفعل أي شيء تجعله يشفق عليها ويرق قلبه ناحيتها فلم تجد إلا أن تتحدث پخوف قائلة
هو ضحك عليا ضحك عليا بعد ما مشيت من هنا والله
تمعن في النظر إليها بعيون مليئة بالڠضب والكراهية خرج صوته بحدة متسائلا
مكانه فين
ارتعشت پخوف وهي تبتعد للخلف قائلة بمراوغة
معرفش
جز على أسنانه وهو يقترب تلك المسافة التي ابتعدتها قائلا
أخر مرة هسألك مكانه فين
نظرت إليهم واحدا تلو الآخر أنها هنا بينهم وحدها وقعت بين يدي جبل العامري مرة آخرى كانت الأولى قد مرت وتركها ورحلت سالمة الآن بعد أن أدرك أنها تعاونت مع طاهر ضده لن يتركها إلا عندما يشفي غليله منها! 
تفوهت تخبره بنبرة خائڤة
هو هو كان باعتلي عنوانه الجديد في رسالة بس أنا مرحتوش والله ولا أعرفه
أقترب يمد يده نحوها ليتمسك بخصلات شعرها صائحا بقسۏة
بتكدبي عليا ها مروحتيش
أمسكت يده زينة سريعا محاولة تهدئته وهي تنظر إليه برجاء أن يتركها فاستمع إلى صوتها يخرج پذعر مرتعشا
روحت روحت والله بس كنت بقابله في النيل مش العنوان ده
أشار إليها بحدة
هاتي العنوان
أخرجت الهاتف من جيب بنطالها بأنامل مرتعشة فتحته على الرسالة الخاصة بالعنوان لتريه إياه
أهو
لكنه جذبه من يدها ينظر إليه يقرأ محتواه جيدا ثم وضع الهاتف بجيب بنطاله تاركا إياها بينهم متوعدا لها وهو يخرج بهمجية وتعجل ذهبت خلفه والدته التي صاحت بقسۏة تسائلة بعصبية لا يروق لها أن تكون مشاهد
جبل فهمني ايه اللي بيحصل
وقفت أقدامه على الأرضية واستدار ينظر إليها بعمق قائلا بإيجاز
لما خرجت من الجزيرة غدرت بيا واتفقت مع أكبر عدو ليا عليا وأنا لما رجعتها كان علشان أعرف طريقه مش علشان اتجوزها زي ما قولت
ابتلع مرارة الخبر الذي استمع إليه منذ قليل جف حلقه وهو ينظر إليها يفكر هل عليه أن يجعلها تحزن مرة أخرى أم يكفي المرة الأولى وهو يقف صامدا إلى الآن لم يهتز ولم يبكي على والده! 
تركها تنظر إليه باستغراب تحاول استيعاب ما قاله وذهب خارجا تاركا إياهم فذهبت زينة خلفه ركضا تناديه بلهفة وقلق 
وقف ينظر إليها لتذهب إليه سريعا متسائلة بقلق جلي يظهر على كافة ملامحها
أنت رايح فين يا جبل
وضع كف يده على وجنتها يحرك أنامله الحنونة عليها ينظر إلى عينيها السوداء يلقى بها المۏت والحياة قال بجدية
مټخافيش مشوار وراجع
سألته تتابع عيناه باهتمام شديد تشعر بأنه لا يستطيع الوقوف بهذه الطريقة الشامخة وكأن هناك ما يحرك حزنه وهو محاولا ردعه
مين اللي ماټ
وضع يده على شفتيها سريعا محذرا إياها بعيناه بقوة ثم تحدث
متجبيش سيرة باللي سمعتيه متفكريش فيه حتى لما أرجع هحكيلك
تركها وذهب ليقف مع عاصم تحت أنظارها يتحدث معه قبل الرحيل مرت دقائق عليهم ثم رحلوا سويا ومعهم بعض من الحراس 
فكرت قليلا فيما استمعت إليه وهو معها أيعقل أن يكون والده
كان
تم نسخ الرابط