انا لها شمس بقلم روز أمين
المحتويات
بكلمات جعلت روحها رخوة بين يديه تابعا رقصتيهما الناعمة حتى انتهت لينطق وهو يسحبها من كفها للإتجاه صوب الطاولة المحجوزة لهما
العشا نزل يا حبيبي يلا علشان جعت
تناولا عشائهما تحت عدم رغبة إيثار في تناول الطعام
وكالعادة اسندت السبب لتغيير البلد والعادات وبعد الإنتهاء عادا إلى المنزل بعد أن تنزها داخل الجزيرة وبعد مرور حوالي الساعة كانت تستند بظهرها على صدر ذاك المستند بظهره على جدار الچاكوزي ملقيا رأسه للخلف أما سألها بصوت يوحي باسترخائه
إستدارت بجسدها لتقابل وجهه لتنطق بنبرة لإمرأة هائمة بعشق رجلها الأوحد
قوي يا حبيبي مبسوطة قوي وبتمنى الأوقات الحلوة دي تدوم
هتدوم يا عمري إن شاءالله هتدوم...
صباح اليوم التالي مباشرة
وقفت بوسط غرفتها لتضع وشاحا أسودا على كتفيها بعدما ارتدت عباءة سوداء وحجابا من نفس اللون لتتوشح بالسواد كاملا صوبت نظراتها الحادة نحو الباب وتوجهت إليه بعدما عقدت النية على وضع أول حجر في خطة ټدمير نصر وتجريده من منصبه الذي استقوى به وبات يتصرف كالطاووس المغرور خرجت من غرفتها لتجد جميع الرجال يجلسون ببهو المنزل منتظرين تجهيز وجبة الأفطار ليتناولوها ومن ثم ينصرفون كل إلى عمله اغلقت باب الغرفة بقوة لتصوب عليها أعين جميعهم وكانت تلك هي المرة الأولى التي ترى فيها ذاك الحقېر زوجها بعدما علمت بخسته معها فمنذ مشاجرتهما الاخيرة أمام أعين نجليهما وهي تسكن في غرفتها لحالها بينما انتقل هو لغرفة أخرى بعيدا عنها كاعتراضا منه على تعرضه لإهانة كبرى على يدها على مرأي ومسمع جميع ساكني المنزل رمقته بنظرات توحي پغضب چحيمي لو خرج لحوله لجمرة شديدة الإلتهاب لتصيح بكامل صوتها وهي تنادي على العاملة
أتت الفتاة على عجالة لتنطق بصوت مرتجف
أؤمري يا ستهم
إطلعي قولي للغفير يقول للسواق يجهز العربية حالا
وقف طلعت يسألها مستغربا هيأتها وحديثها
على فين يا ستهم!
أجابته بقامة مرتفعة
رايحة عند خالك محمد
قطب نصر جبينه وهو يشملها مستغربا تصرفها عادة هي لا تخرج من المنزل مبكرا هكذا أما بالنسبة لأشقائها فهم دائما من يبادرون بزيارتها لما لها من هيبة بالعائلة قد فرضها والدها على الجميع سألها حسين بارتياب من هيأتها الحادة التي وبرغم تحكمها الرهيب بنوبة ڠضبها التي لو سمحت لها بالخروج لأحرقت وما تركت أخضرا أو يابس لكنها لم تستطع التحكم بظهور الڠضب العارم على ملامحها
أجابته وهي تعدل من وشاحها
عوزاه في موضوع
شعر بالريبة من هيأتها ليتنازل عن كبريائه ويبادر بالحديث معها ليسألها بنبرة جادة بعدما أثارت فضوله لمعرفته
موضوع إيه اللي موديك من النجمة كدة عند الناس ده تلاقيه لسه مصحيش من النوم لحد الوقت
إبتسمت ساخرة لترمقه بنظرات مبهمة إحتار بتفسيرهم لتنطق بزيف كي تزيل الشكوك من عقل ذاك الأحمق
وهي هتوافق!...سألها بفضول لتنطق بجبروت ليس بالجديد عليها
ڠصب عنها مش بمزاجها طالما ستهم أمرت يبقى مقدمهاش حل غير التنفيذ
وتابعت بضغط كي تشعره بالعجز
واهو بالمرة يشوف لي حد من معارفه الكبار يخرج لي عمرو من الحجز
استشاط داخله من تلك المرأة التي لا تفوت فرصة إلا وعرضته للإهانة وتشعره بصغر حجمه أمام أفراد عائلتها ليقطع نظراتهم الحادة ولوج الغفير مهرولا وهو يخبرها
تحركت للخارج تحت نظرات نصر ونجلاه
خرجت لتجد السائق مهرولا ليفتح لها الباب استقلت المقعد الخلفي وانطلق السائق لتقول بنبرة جادة
وديني على بيت الحاج هارون إبن عمي ولو الحاج نصر ولا أي مخلوق سألك كنا فين هتقول له كنا عند الحاج محمد أخويا
واسترسلت بنبرة شديدة اللهجة
مفهوم يا عيسي ولا تحب أعيد كلامي
مفهوم يا ست الناس
بعد قليل توقفت السيارة وترجلت لتدق باب المنزل وتفتح لها العاملة التي هتفت بعدم تصديق
يا أهلا بست الناس
سألتها وهي ټقتحم المنزل بخطواتها التي تشبه الطاووس بزهوه وعجرفته وكبريائه
سيدك هارون فين!
هنا اهو يا ستهم...قالتها المرأة وهي تشير للداخل حيث يجلس هارون حول منضدة الطعام بصحبة زوجته أزهار وأنجاله ليقف هارون مذهولا لما يراه بأم أعينه فتلك هي المرة الاولى التي تأتي بها لزيارته إبنة عمه وقصة عشقه القديم بل والأزلي التي فضلت عليه ذاك الحقېر وتزوجته رغم فقره وتدني مستوى عائلته المادي ترك الطعام من بين يده ليهرول لاستقبالها مهللا ك مراهق أحمق
أنا في حلم ولا في علم يا ولاد بقى معقول ستهم بنت الحاج ناصف على سن ورمح جايه تزورني في قلب بيتي
إزيك يا هارون... نطقتها باستعلاء ليجيبها بتذلل ونبرة توحي بعشق تلك الجبروت المستوطنة بأعماق قلبه ولن تمحى سوى بطلوع الروح
بخير طول ما انت بخير يا ست الناس
رمقت أزهار زوجها بنظرات إحتقارية وهي تراه يتذلل لتلك التي طالما بغضتها لعشق زوجها لها حتى قبل الزواج كان الجميع يفضلها على بنات العائلة لذا صرن جميع الفتيات يكنن بقلبهن حقدا لها فاقت من شرودها على صوت تلك المغرورة وهي تتهكم عليها
جرا لك إيه يا بنت عمي مش هترحبي بيا في بيتك ولا بلعتي لسانك من المفاجأة
ازدردت ريقها لتنطق بصوت خرج حاد رغما عنها
لساني لسه مطرحه وبيرن يا ستهم بس المفاجأة خلتني استغرب شوية
لتسترسل بنبرة أظهرت عدم ترحيبها بتلك الزيارة
خير يا إجلال!
إرتجف جسدها ړعبا عندما هدر صوت تلك الغاضبة لتنبيهها
إسمي ستهم يا أزهار إجلال ده محدش كان بيجرأ ينطقه إلا الحاج ناصف الله يرحمه
ابتلعت لعابها ليهدر بها زوجها موبخا إياها
جري لك إيه يا أزهار هتفضلي واقفة كده كتير إدخلي إنت ونسوان عيالك وبناتك جهزوا فطار يليق بستهم حالا
هتفت بنبرة صلبة جلجلت بالمكان
أنا مش جاية علشان أفطر يا هارون عندي كلمتين ليك هنقولهم وهمشي على طول...لتتابع بتعالي
شوف لنا حتة نعرف نتكلم فيها لوحدنا
نعم لوحدكم إزاي يعني!...كلمات حادة نطقتها أزهار ليصدح صوت إجلال متجاهلة حديث إبنة عمها
خلص يا هارون أنا مش فاضية للوقفة دي
أشار لها سريعا إلى حجرة إستقبال الضيوف وتحركا حتى اختفيا كلاهما تحت استشاطة أزهار التي هتفت من بين أسنانها والغيرة تنهش قلبها
ولية عقربة قليلة حيا ربنا يديني طولة العمر وأشوفك وإنت مذلولة يا إجلال يا بنت زهيرة قادر يا كريم
هتف نجلها الاكبر بتنبيه
إسكتي يا أما وخلي اليوم يعدي على خير
صمتت مجبرة خشية بطش تلك المتجبرة أما بالداخل جلس ذاك الابله مقابلا لها يتفحصها بنظرات عاشقة متشوقة لحبيبة الصبا لينطق بصوت خاضع
أؤمريني يا ست الناس
رمقته بنظرات مبهمة لتهتف هي بجبروت إمرأة قررت الإنتقام من رجلها المفضل
من غير لف ودوران وكلام كتير أنا عوزاك تقدم في إنتخابات مجلس الشعب
ذهل الرجل من طلبها ليسألها مستفسرا
قصدك الإنتخابات اللي هتبدأ بعد إسبوعين!
عليك نور...قالتها بتأكيد ليعود متسائلا باستغراب
طب ونصر!
كفاية عليه لحد كده هرشحك قصاده... قالتها بقامة مرفوعة ليبتلع لعابه ويسألها مستفسرا
طب ما أنا لو دخلت قصاده هو اللي هيكتسح زي كل سنة
أنا معاك وفي ظهرك يا هارون يعني متقلقش...قالتها لتطمأنه ليجيبها بارتياب
نصر مبقاش قليل يا ستهم وعنده ناس ياما بره
البلد هتختاره
إشتعلت عينيها وامتلأت بشرارات الڠضب لتهتف بحدة من بين أسنانها
شكلك ناسي إنت قاعد قدام مين يا هارون أنا ستهم بنت الحاج ناصف وإخواتي وأنت وولاد عمك اللي عملتوا لنصر قيمة عن طريقي وأنا اللي بإيدي ههد القيمة دي وأزيلها من على الوجود
قطب جبينه وعلم أن نصر قد اخطأ وأغضب تلك الجبروت وسيزول ملكه بيدها ليسألها بتخابث
هو نصر هبب إيه خلاك قلبتي عليه بالشكل ده!
بعينين حادتين كنظرات الصقر أجابته
مش شغلك وياريت تنفذ اللي بقولك عليه من سكات
واسترسلت بنبرة ټهديدية
بدل ما أقلب عليك إنت كمان
ازدرد لعابه لتتابع بإملاء
جهز ورقك كله وقبل ما باب الترشيح يقفل بساعة واحدة هخلي المحامي ياخدك ويقدم لك الورق وبعدها هعمل إجتماع للعيلة وهبلغ الكل وكلنا هندعمك ونعمل لك دعاية في المركز كله
واسترسلت بابتسامة ساخرة
وأظن أهل المركز مش هيسيبوا إبن عيلة الهلالية ويدوا صوتهم لنصر
ابتسم لدهائها لتكمل هي
بس خلي بالك الكلام ده سر بينا يا هارون لو خرج لأي مخلوق قبل الساعة اللي اتفقنا عليها هزعلك قوي
قالتها بتحذير شديد اللهجة ليسألها مستفسرا
إشمعنا أنا يا ستهم ليه مش واحد من إخواتك!
اجابته لعلمها بشدة غيرة نصر من هارون لانه بالماضي كان أغنى واعرق منه مما جعل والدها وأشقائها يفضلونه على ذاك السعلوق التي تشبثت برأيها وتمسكت به لعشقها له وبالاخير إنساق الجميع لرغبة تلك الجامحة
علشان إنت الوحيد اللي هتوجع نصر قوي
أرجع ظهره للخلف وابتسم بزهو بعدما فهم المغزى من وراء حديثها.
بعد مرور عشرة أيام منذ سفر العاشقان عادا من جولة عشقهما منذ يومين ليلقيا ترحابا واحتواءا من جميع العائلة فاقت من نومها في حدود الحادية عشر ظهرا تمللت بفراشها وزفرت بضيق لكثرة وخمها في الفترة الاخيرة سحبت جسدها للأعلى لتستند بظهرها على خلفية التخت تغيرت ملامحها بعدما مرت بمخيلتها ما يشغل بالها منذ اليومين حينها فقط ربطت بين التأخير وبين حالة الوخم التي أصابتها منذ عشرة أيام بسطت ذراعها صوب الكومود لتجلب هاتفها وتطلب رقم الصيدلية القريبة من القصر طلبت منهم إحضار جهاز لإختبار الحمل المنزلي ثم تحركت إلى الحمام تحممت وقامت بتمشيط شعرها وارتدت ثيابها وأثناء وقوفها أمام مرآة الزينة لتضع القليل من كريمات الترطيب استمعت لبعض الطرقات لتدخل عزة وهي تحمل كيسا بلاستيكيا صغيرا قد أحضره عامل التوصيل لتنطق بوجه بشوش
صباحك فل يا ست البنات
استدارت لتجيبها بوجه شاحب قليلا
صباح الخير يا عزة
نطقت الأخرى وهي تشير لما بيدها
دليفري الصيدلية جاب لك الطلبية بتاعتك والست سعاد أدت له الحساب
أقبلت عليها وأخذت الكيس من يدها بطريقة متلهفة تعجبت لها عزة لتسألها مستغربة
هو أنت طالبة إيه يا إيثار!
واستطردت بصدق وصل للوقاحة
أصل فتحت الشنطة بس لقيت علبة مغلفة جوة ومعرفتش أخمن فيها إيه
اتسعت عينيها لتنطق باستهجان
يعني لو موصيتش الصيدلية يغلفوا الطلب للخصوصية كنتي هتشوفيه عادي!
ابتسمت لتنطق بطلقائية
إنت هتكبري الموضوع ليه ده أوردر من صيدلية يعني هيكون إيه غير دوا ولا مرهم
ابتسمت إيثار على تفكير تلك البسيطة التي تعشقها فلن تنسى فضلها عليها مهما مر العمر بهما فهي من شملتها وصغيرها بحنانها وحبها الصادق واهتمت بالصغير وكأنه حفيدها وطالما حرصت على تعليمه الجانب الديني والاخلاقي مع إيثار كشرح الصلاة والقرب من الله وحبه والخشوع منه كل هذا شفيعا لصاحبة أجمل وأنقى قلب كانت تريد أن تخبرها بما يدور بخلدها لكنها خشيت ثرثرتها وهي إلى الأن لم تتأكد من إذا كانت حاملة طفلا من زوجها الحبيب أم أنها أعراضا طبيعية لما مرت به مؤخرا بداية من تعرضها للخطڤ مرورا بسفرها مع الحبيب
متابعة القراءة