شعيب ( نبضات بين الوجدان) بقلم شيماء عصمت
المحتويات
عدمه أنت مغلطتيش علشان تخافي هو اللي المفروض ېخاف وأكمل بحمائيةوبعيد عن أني مستحيل أسمحله يأذيك سواء هو أو غيره بس أنت مش ضعيفة يالتين أنت قوية صدقيني قوية أنك استحملتي كل اللي عشتيه ولحد الآن صامدة عندك رغبة أنك تكملي أنك تصلحي اللي اتكسر جواك وهتقدري بأذن الله وأنا معاك مهما حصل
تسارعت دقات قلبها بصورة غير طبيعية لطالما تمنت من يقف بجوارها سندا وحماية لها ربما قد خذلت من والدها و عماد ولكن شعيب يختلف يختلف عن أي شخص قد رأته أو سمعت عنه رجلا وليس ذكرا
دون تردد أومأ بتأكيد وعينيه تشع ثقة وشيء أخر جهلت تفسيره فاتسعت إبتسامتها
ودت لو تصرخ بابتهاج ولكنها ستبدو طفلة لا محالة وشعيب يستحق امرأة سوية متزنة وستفعل المستحيل حتى تليق به!
توالت الأيام مابين بحث شعيب المستمر عن صاحب الدراجة الهوائية والبحث عن طبيبة نفسية للتين
كانت تقى تحلق في السماء تكاد تجن من فرط سعادتها فأخيرا وبعد طول إنتظار ستكون له و سترتدي خاتمه المختوم بإسم الحبيب
مازن همست اسمه بخجل ووجنتيها تشتعلان بحمرة الخجل والبراءة انتبهت لصوت فتاة الميكب أرتست وهي تطلب منها إغلاق جفونها فعلت المطلوب وانتظرت حتى انتهت
كانت تشعر بالسعادة والإرتباك والحماس والتوتر مزيج عجيب من مشاعر مختلطة تبعثرت داخلها ولكنها في المجمل سعيدة بل شديدة السعادة
بسم الله الله أكبر زي القمر ياقلب أمك
ابتسم مازن بعد كلمات وفاء المادحة له
ثم قبل جبهتها بۏحشية فاڼفجرت وفاء ضاحكة تدعو له براحه البال ودوام السعادة
كانت متوترة استطاع معرفة هذا وهو يراها تلف وتدور كالنحلة داخل الشقة ولكنه لم يتدخل فقط جلس بصمت يراقبها تركها تتعامل مع مشاعرها وتنفس عنها بالطريقة التي تهواها
نظرت له بعينين ملأتهما الدموع حتى كادوا أن يتساقطوا ولكنها حاربتهم باستماتة كانت تشعر بالضيق والتوتر وخوف رهيب من القادم كانت تريد أن تبد جميلة ولكن تلك الملابس البغيضة لم تساعدها البتة!
شعيب ببساطة وماله متنزليش
ارتسمت الصدمة على ملامحها فأكمل بهدوء بس أنت بصيتي على العلبة اللي هناك دي!!
تطلعت حيث أشار بإبهامه فرأت صندوق من اللون الأبيض مزين كالهدية اقتربت منه بسعادة طفلة بثياب العيد تتفحصه بلهفة وتستكشف محتواه شهقت بأنبهار وهي ترى ثوب من اللون البيچ ضيق من الصدر ويتسع من بداية الخصر بأكمام طويلة رائعة كان ثوب محتشم بسيط وجميل
نظرت إلى شعيب بامتنان قائلة بسعادة شكرا ياشعيب حقيقي الفستان جميل جدا تسلم إيدك بجد أنا مبسوطة أووي
إبتسم لسعادتها قائلا بحنان إن شاء الله دايما مبسوطة يا لوليتا
تسارعت دقات قلبها من تدليله لها هذا الرجل لم تر مثله من قبل ولن تر كيف كانت تخشاه سابقا أي غباء هذا!1
قطع شرودها شعيب قائلا يلا أدخلي ألبسي وأنا هشوف البنات وهلبس وأرجعلك
أومأت موافقة فخرج شعيب من غرفتها قاصدا غرفة بناته
سيراها اليوم لا محالة سيطلب منها السماح سيرجوها أن
تعود إليه وسيفعل المستحيل حتى تغفر له
وقف عماد أمام شقة والديه يشعر بالخۏف من أن ينبذ ولكنه سيتحمل سيسعى لمغفرة الجميع له وعلى رأسهم لتين!
طرق عدة طرقات على باب الشقة حتى فتحت له نورا تجهمت ملامحه وأرتسم الإجرام جليا على ملامحه قائلا بقسۏة أنت!!
تراجعت نورا بړعب وكأنها ترى شيطانا وليس أخاها رغم مرور بضعة أيام ليست بقليلة ولكن جسدها مازال يأن من ضرباته كيف استحملت لتين العيش معه لأربع سنوات كيف لاتزال حية من الأساس
قاطع شرودها عماد قائلا بشراسة وشك ال ده مش عايز أشوفه طول ما أنا هنا سامعة!
أومأت بالموافقة دون تفكير وفرت هاربة
إلى حجرتها تحتمي بها منه
أما الأخير فزفر پغضب رؤيته لنورا تشعل دمائه بهمجية أن ترك العنان لها لقټلها في التو والحال زفر بحنق ثم اتجه لغرفة مازن أخيه الصغير
طرق على الباب بخفوت ودلف مسرعا وجد والدته و والده بجوار مازن و ران الصمت بعد دخوله
قطعته شهقة بكاء وفاء التي ألقت نفسها داخل صدره تتشبث به وتردد إسمه بلوعة
أحتضنها عماد بحنان لكم اشتاقها واشتاق حنانها
وفاء پبكاء وحشتني يا عماد وحشتني أوي ياحبيبي ليه عملت في نفسك كدة
هتف عماد بتأثر وأنت كمان وحشتيني يا أمي حقك عليا يا غالية ثم نظر إلى والده بثقة قائلاإن شاء الله كل حاجة هتتصلح وكل اللي غلط عملته مستعد أدفع تمنه أهم حاجة أنتوا تسامحوني
إبتعدت وفاء عنه قائلة إحنا مسامحينك ربنا يهديك ياحبيبي يلا ياتوفيق نسيب العيال لوحدهم وتعال ننزل نشوف الحاج والحاجة
أومأ توفيق بموافقة وخرج معها وهو يشعر بالسعادة فيبدوا أن الله عز وجل إستجاب لدعواته وعاد عماد لرشده
بعد خروج وفاء و توفيق هتف عماد يقطع الصمت المحيط مش هتقولي حمدلله على سلامتك أو حتى ترحب بيا ولا أنا مش وحشتك
أجابه مازن بثبات وحشتني فعلا يا عماد بس وحشني عماد بتاع زمان مش عماد اللي بيأذي أقرب ما ليه
تشنج صدغ الأخير قبل أن يقول كلنا بنغلط يا مازن ولا أيه
هتف مازن بثقة أكيد كلنا بنغلط بس المهم منستمرش في الغلط ولا أنت إيه رأيك
أبتسم عماد بهدوء عندك حق المهم إننا منستمرش في الغلط وأنا الحمدلله فوقت لنفسي فيا ترى هترحب بيا ولا هتاخد صف شعيب كالعادة ما أنت بتحبه أكتر مني!
عقد مازن حاجبيه بإستياء قبل أن يقول بتوضيح شعيب ابن عمي ومثلي الأعلى في حاجات كتير بس أكيد مش هحبه قدك أنت أخويا ياعماد أخويا اللي نفسي أشوفه أحسن الناس أنت بتسرعك بتخسر أقرب ما ليك! أنت بس لو تهدى! لو تفكر قبل ماتنفذ هتلاقي مشاكلك كلها إتحلت أنا عارف إنك بتغير من شعيب يمكن ده شعور أنت ملكش دخل فيه بس على الأقل كان ممكن تتحكم فيه ومتخليهوش يتملك منك كان ممكن تستفيد منه بإنك تكون الأحسن ومتبصش تحت رجليك مكنش لازم تقلده في حاجة كنت أعمل كيان لنفسك بعيد
عنه بس مهما تعمل هتفضل أخويا الكبير اللي بحبه
إبتسم عماد بشحوب ف مازن محق في كل شيء قائلا عندك حق يا مازن لازم أبني كيان لنفسي المهم مبروك ياعريس
إحتضنه مازن بفرحة الله يبارك فيك ياحبيبي وعقبالك
إنفجر عماد ضاحكا وماله اللهم آمين
هتفت الجدة صباح بتساؤل مالك يامهران قلقان ليه ياحج
زفر مهران بتوتر قائلا النهاردة عماد جاي وخاېف يشد مع شعيب أصلا أنا قلقان من شعيب نفسه ربنا يستر بقى
ضحكت صباح ببشاشة قائلة لا متقلقش شعيب ناصح وبيقدر يسيطر على أعصابه أي نعم هو بيغير بطريقة وحشة بس مش هيدي لعماد أي إهتمام على الأقل قدامنا
هتف مهران بإعتراض شوفتي آخر مرة قال لعماد أيه لمجرد أنه بص بس للتين!! ده غير إنه راح لعماد ضربه في قلب شقته هو فاكرني مش عارف بس أنا الأخبار بتوصلني أول بأول
صباح متقلقش ياحج إن شاء الله اليوم هيعدي على خير وشعيب أكيد مش هيبوظ ليلة أخته ولا هيسمح لحد يبوظها
أومأ مهران بصمت وعقله يفكر بلا إنقطاع
إنتهى شعيب من إرتداء ملابسه وأرسل الفتاتين إلى شقة والديه التي
ستقام بها الحفل ثم توجه لغرفة لتين
كانت لتين قد انتهت من إرتداء ثوبها كانت تبدو رائعة ولكن سعادتها كانت ناقصة تطلعت لخصلاتها القصيرة بإمتعاض لطالما تمنت إرتداء الحجاب أن تتقرب إلى الله أكثر فأكثر ولكن عماد كان يمنعها يخبرها بأنها أجمل من دونه! وتخشى أن يكن لشعيب نفس الرأي وتخشى أيضا أن يعتقد أنها أتخذت تلك الخطوة لأنها تبغض شعرها القصير ولكنها لا تهتم إن كان طويلا أم قصيرا لم تك مهووسة بشعرها من قبل لتحزن عليه الآن!!
لا تريد لأحد أن ير منها شيئا لا تريد أن تظهره وخاصة عماد!!!
أفاقت من شرودها على صوت شعيب يطلب إذنها للدخول إليها تنفست بعمق قبل أن تسمح له
دلف شعيب وهو متأنق ببدلة رجالية سوداء مزدوجة الصدر
كان يبدو كأحد نجوم هوليوود هذا ما فكرت به لتين وهي تراه مقبل عليها احمرت وجنتيها وهي تدرك إشتعال نظراته المصوبة عليها
هذا ما فكرت به لتين وهي تراه مقبل عليها احمرت وجنتيها وهي تدرك إشتعال نظراته المصوبة عليها
دون مقدمات أقترب شعيب منها يعانقها عناق رقيق كلمسات فراشة ناعمة
ذابت وانصهرت بين ذراعيه شعيب يشعرها بمشاعر لم تحيها قبله لمساته بها شيء مختلف ليست شھوانية ولكن رقيقة مراعية حنونة شغوفة
أبتعد عنها قائلا بخشونة فإذا وقفت أمام حسنك صامتا فالصمت في حرم الجمال جمال ثم أكمل بهمس لم تسمعهكلماتنا في الحب ټقتل حبنا إن الحروف ټموت حين تقال لم أحبك كشخص فقط بل أحببتك كوطن لا أريد الإنتماء لغيره نزار قباني 3
إبتسمت لتين بسعادة رغم الخجل هو وهو فقط يعزز ثقتها بنفسها بل يبنيها من جديد فقد خسرتها منذ سنوات يشبع ذلك النقص النابض بقلبها يمحي كلمات قاسېة ډمرت روحها يزرع بساتين من ورد في أرض جافة قاحلة يحيها بعد أن ماټت طويلا
هتفت لتين بإبتهاج وأنت كمان شكلك حلو أوي يا شعيب وكأنك أنت العريس
ضحك شعيب بسرور قائلا ما أنا فعلا عريس ومعايا أحلى عروسة وهتبقى أحلى لو
صمت قليلا فقالت لو أيه
أبتسم بحلاوة قائلا لو أتحجبتي يا لتين أنا أكيد مش هجبرك على حاجة أنت مش عايزاها دي علاقتك الخاصة مع ربنا أنا حبيت أعرفك بأمنيتي أنت ما شاء الله قريبة من ربنا جدا مش بتفوتي فرض وكل يوم بسمعك بتقرأي الورد اليومي من القرآن الكريم أتمنى أن ملك وعائشة يكونوا زيك لما يكبروا
وأكمل وهو يخرج من جيب سترته علبه مخملية وبما أني مصمم حلي قد الدنيا فمكنش ينفع مصممش حاجة مخصوص لزوجتي العزيزة وعلى فكرة بقبل النقد بكل صدر رحب مع أن شغلي لا يعلى عليه قالها في غرور مصطنع
مدت أناملها تستكشف محتواها وأتسعت عيناها بإنبهار كان سلسال به دلاية مخطوط عليها أسمها ومزينة بأنواع كثيرة من الحلوى!! سلسال رقيق رائع التصميم لم تر له
متابعة القراءة