قصه كامله
المحتويات
عمرو ولا غيره ...وأنت مجرب
وفى صباح يوم عقد قرآن عبير وبلال كانت أعمال تعليق المصابيح والكهرباء تجرى على قدم وساق فى شارعهم الصغير وسط مباركة ومشاركة من الجميع الذين أبهجهم خبر زواج عبير .
أبتسمت أم يحيى وهى تفتح بابها عندما وجدت فارس واقفا أمامها فقالت مرحبة
أهلا يا أستاذ فارس أتفضل
قال بسرعة وعلى محياه ابتسامة واسعة
قالت أم يحيى بسعادة
لا عارفة طبعا ورايحة كمان شوية.. هو فى أغلى عندى من عبير .. دى هى اللى علمتنى الصلاة ونبهتنى ليها
كان واضعا يديه خلف ظهره وهو يتحدث وقال
أومال مهرة فين .. مش سامع صوتها يعنى بقالى كام يوم
طب نديهإلى ثوانى بس مش هعطل ..
لم يكمل عبارته حتى وجدها تدفع أمها من الخلف محاولة أن تخرج رأسها بجوار خصرها بصعوبة هاتفة باسمه تنحت أمها جانبا لتمر بجوارها وتراجعت هى قائلة
ياريتنا كنا افتكرنا شلن ..
وأستأذنته قائلة
طب عن أذنك يا أستاذ فارس اشوف اللى على الڼار
نظر لها بتمعن وقال بمرح
أيه ده مش معقول .. زى ما تكونى طولتى خير اللهم اجعله خير خمسة سنتى
بجد يا فارس .. أنا طولت بجد
ضحك وهو يقول
أه طبعا طولتى وكبرتى وعلشان كده بقى جايبلك حاجة هتعجبك اوى
وأخرج الشنطة البلاستيكية من خلف ظهره وأعطاها لها قائلا
أتفضلى يا ستى ده بقى علشان تلبسيه فى كتب كتاب عبير النهاردة
بس ده طويل يا فارس هيكعبلنى
هز رأسه نفيا وقال بتصميم
لا طبعا ولا هيكعبلك ولا حاجة.. ده يدوب واصل لآخر رجلك
ثم أخرج الحجاب قائلا
قالت وهى تمسك بشعرها
بس انا كنت عاوزه أسيب شعرى فى الفرح النهاردة
عقد ذراعيه أمام صدره وأشاح بوجهه بعيدا عنها ولم يجيبها نظرت إليه مليا وهتفت فجأة
طب خلاص متزعلش هلبسه والله ..والله خلاص
ألتفت إليها وقطب جبينه وقال محذرا
ولو محمود أخو عمرو ولا أى حد غيره حاول يكلمك مترديش عليه .. ومتجيش تقوليلى وسط الرجالة.. لاء... أدخلى عند البنات جوه وتخليكى جوه على طول فاهمانى
حاضر يا فارس
تابع حديثه قائلا باهتمام
والحجاب ده متقلعيهوش تانى ومتخرجيش من غيره .. ولما يكون يحيى عنده درس متخرجيش من أوضتك أبدا إلا وانت لابساه
أومأت برأسها بقوة مرة أخرى توافقة ولكنها توقفت فجاة وقالت
طب وانا نازله عندكم ألبسه برضة
كان الرد منطقى وطبيعى أن يقول نعم ولكنه لا يعلم لماذا تردد ربما لأنه يعتبر نفسه مربيها وولى أمرها وكأنه أباها أوأخيها الأكبر سنا ولكن فى النهاية لا يصح إلا الصحيح فقال
أيوا طبعا حتى وانت نازله عندنا تلبسيه ..أتفقنا
أتفقنا
كانت حفل عقد القران بسيطا ولكنه ممتلىء بالبركة ولا عجب من ذلك فإن لم تكن البركة فى الحلال بعد الصبر الجميل فاين تكون أنتهى المأذون من العقد قائلا
حد يودى الدفتر للعروسة علشان تمضى
لمح والدها عزة تقف بين النساء فنادى عليها فاقبلت سريعا وكأنها تنتظر هذا النداء لتلقى نظرة سريعة على عمرو الجالس بجوار فارس وبلال راقب عمرو نظرتها فوجدها تبحث عنه وحده وابتسمت عندما وجدته أعطاها والدها الدفتر الكبير وأسرعت هى فى سعادة إلى غرفة أختها التى كانت تحيطها أمها وأم بلال وبعض النساء والجارات المحبات ووضعتها أمامها فى شغف قائلة
أمضى يا عروسة.. يالا ولا رجعتى فى كلامك !
ابتسمت عبير وهى تنظر إلى الدفتر وعزة تشير لها على المكان المخصص لتوقيعها وابتسمت أكثر عندما وجدت توقيع بلال وكأنها تراه هو شخصيا وليس توقيعه فقط شعرت باضطراب وبخفقان شديد فى نبضها وهى توقع بجانبه وساد الصمت حتى أنها شعرت أن الجميع يسمع صوت نبضاتها المتلاحقة تتسارع أيهما ينبض أولا أخذت عزة الدفتر مرة أخرى بعد ان قبلت اختها
مهنئة لها ومباركة لزواجها وسط زغاريد النساء المتعإلية وعادت سريعا لتلقى نظرة أخرى وهى ترد الدفتر لأبيها ولكنها لم تجده مقعده فارغا بحثت بعينيها سريعا فى الغرفة فلم تجده أنتهت الأجراءات بمباركة الجميع وعناق فارس ل بلال فى سعادة كبيرة.
عادت عزة
أدراجها خارج الغرفة والمكان مزدحم ظلت تبحث عنه وهى تتجنب الصدام بالرجال حتى خرجت خارج الشقة ألقت نظرة سريعة على السلم وقبل أن تلتفت لتعود سمعته يقول
بتدورى على حد
شهقت وهى تضع يدها على صدرها والتفتت إليه سريعا قائلة
فزعتنى
عقد ذراعيه أمام صدره وقال بجدية
سلامتك
أطرقت للأسفل ثم قالت متوترة
سامحتنى ولا لسه
أنت شايفة ايه
أنت لسه مش على طبيعتك معايا
أطل عمرو برأسه داخل الشقة ثم عاد كما كان وهو يقول
مش وقته
متابعة القراءة