قصه مشوقه

موقع أيام نيوز


سوا خمسه عشر دقيقه إلا ووجده يتصل من جديد ويطلب منه أن ينزل له رافضا كل محاولات أديم في جعله يصعد إليه
خرج من البنايه ليجد فيصل يستند على سيارته بملابس رياضيه وحذاء رياضي خفيف مما يدل على أن هناك شيء مهم وأنه كان في منزله لكن هيئته المتوتره أقلقته بشده حين شعر بأقترابه منه رفع رأسه ينظر إليه بأبتسامة حقيقيه ليحتضنا بعضهما فلقد مرت أكثر من خمس سنوات لم يتلاقيا أبتعد أديم وهو يقول لولا أني عارف إن أنت إللي مستنيني تحت مكنتش عرفتك

ومد يده يربت على عضلات ذراع فيصل وهو يقول بمرح طلعوا أمتى دول
ليضحك فيصل وهو يجاريه في المزاح طلعوا أول أمبارح بليل لما حسوا إني ممكن أقابلك يا أبن الأكبار
ليضحك أديم بصوت عالي أن فيصل من الأشخاص المريحه في التعامل شخص واضح وطيب الأصل صديق حقيقي كان يتمنى أن يكونوا أقرب من ذلك لولا تحكمات شاهيناز هانم السلحدار بعد القليل من الحديث المتبادل عن الأحوال والأخبار. قال فيصل بهدوء قدر أستطاعته في موضوع مهم لازم تعرفه بس أسمع الحكاية من الأول علشان تحكم صح
وبدأ في إخبارة من أول مره قابل فيها طارق وما حدث بينهم ومقابلات العمل وتلك الفتاة التي تقدمت للعمل ثم أكتشف أنها إبنة عمه وأخبره بطلبها. كان أديم يشعر بالصدمه من كل ما أخبره به فيصل. لكنه وبطبعه هادئ في ردود فعله وظل صامت يفكر في كل ما عرفه حتى بعد أنتهاء فيصل من
الحديث أنها لم تلجئ إليه
لم تتصل به أتصلت بشخص غريب عنها تماما تعرفت عليه فقط بالأمس هل أخطئ لتلك الدرجه في حقها وماذا حدث في قصر الصواف حتى تفكر في تركه هل السبب في ذلك أتصالها بنرمين وأخبارها بما حدث
من
شاهيناز هل تطاولت عليها أمه أو طارق ماذا عليه أن يفعل الأن وكان فيصل صامتا تماما تارك لصديقه كل الوقت الذي يحتاجه في التفكير وأخذ القرار. أخذ أديم نفس عميق ثم قال بهدوء تمام يا فيصل حاول تلاقي ليها حاجه مناسبه لو تقدر وأنا بس عندي بكره إجتماع مهم في المؤسسة وقرارات مهمه هتتاخد وبعدها هكلمك ونشوف هنعمل أيه
أومأ فيصل بنعم. ليكمل أديم كلماته أنا عارف إني مش محتاج أوصيك عليها وأنها زي أختك موقفك دلوقتي وأنك منتظرتش للصبح علشان تعرفني أكبر دليل على حسن نيتك وأخلاقك إللي مفيش منها
أبتسم فيصل وهو يقول بمرح متخافش مش هطلع الشرير في رواية أحدهم
ربت أديم على كتف صديقه وقال بصدق أنا بجد مش عارف أقولك أيه العيله كلها بتمر بوقت صعب وكويس أنها لجئت ليك أنت يعالم إيه إللي كان ممكن يحصل لو إللي لجئت ليه شخص غيرك.
متقلقش عليها أنا هخلي بالي منها وهتبقى على إطلاع بكل جديد
أومأ أديم بنعم ودمدم ببعض كلمات الشكر ليغادر فيصل عائدا إلى بيته وصعد أديم يشعر بثقل الحمل والهم فوق أكتافه ليجد نفسه يمسك بهاتفه ويرسل لها رساله لا يعلم لما فعل هذا ولكنه شعر من داخله بأن يقول تلك الكلمات فقالها.
تجلس فوق سريرها تمسك بتلك الأوراق ترتبها وتعيد قرأتها وتكتب بعض الملاحظات حين وصلها صوت رساله لتفتح هاتفها لتشعر بالإندهاش وأرتسمت على شفتيها أبتسامة عذبه ورقيقه فكلماته لمست قلبها وأحساس الأنثى بداخلهابكره يوم صعب أتمنى أشوفك قبل ما أنزل علشان أحس ببعض التفائل بحبك يا ونس ويارب تحبيني
وضعت الهاتف جانبا وتركت الأوراق من يدها وهي تفكر. ماذا عليها أن تفعل الأن تضحى بحلمها في قابل الحب أم تتمسك بالحلم ولا وقت لديها كما كانت تقول دائما للحب. هي حقا تشعر بالحيره ولأول مره في حياتها
تجلس في غرفتها منذ ما حصل مع المحامي وكاميليا وطارق تشعر أنها قد فقدت كل شيء. فقدت مكانتها. فقدت نفسها. حتى أنها تشعر بأنها قد فقدت كرامتها وأحترامها لنفسها وليس من الأن فقط لكن وقت موافقتها على كل ما حدث قديما..أغمضت عينيها وهي تتذكر ذلك اليوم الذي فقدت فيه كل شيء. وبدء فيه التنازل عن بعض من حقوقها حتى أنتهى بها الحال خاليه الوفاض من كل شيء لا حب فوقه وخلع حذائه وألقى بالجاكيت أرضا في هيئه مسترخيه تماما. أقتربت منه وقالت بصوت غاضب كنت فين يا سراج
فتح عين واحده ينظر إليها ثم أغلقها من جديد وهو يقول من أمتى أنت بتسألي الأسئلة دي يا شاهيناز
لتقول پغضب أكبر وبصوت عالي من دلوقتي عايزه أعرف أنت كنت فين ومع مين
ظل صامت ينظر إليها ببرود ثم أخذ نفس عميق وهو يغادر السرير ووقف أمامها يديه في جيبي بنطاله وقال بهدوء يصل حد البرود كنت فين كنت في شقه
. ومع مين. كنت مع صديقه عزيزة عندها مشكلة وأنا كنت بحلها ليها
صديقة
قالتها بتهكم. وهي تقول بصوت أعلى صديقه ولا عشيقة يا سراج بيه
ليبتسم أبتسامه بارده وهو يؤكد كلماتها أيوه كنت مع عشيقة من عشيقاتي ولازم تفهمي أنهم كتير أوي وأنت كنت هتبقي واحده منهم لولا بس أني شوفت فيكي أنك أنت الأم المناسبة لولادي وكمان شوفت أنك أنت واجهه مناسبة ومشرفه في المجتمع يعني حسيت إنك تستاهلي أنك تكوني في النور قدام الناس
أبعدها عنه بقوه ورفع يده يصفعها لتسقط أرضا بسبب فقدانها لإتزانها بسبب أنفعالها الزايد وأيضا من قوة الصڤعة لينحني يمسك بخصلات شعرها يرفع وجهها الباكي إليه وقال ببرود مفيش واحده ست تهين سراج الصواف. لو عايزه تطلقي حالا أرمي عليكي اليمين وأرميكي في الشارع وألف واحده غيرك يتمنوا مكانك. لكن لو بقيتي هاديه وكويسه أوعدك إني أميزك عن كل عشيقاتي
وهغرقك دهب وألمظات. وهعمل ليكي حساب فى البنك ولو عايزه تعملي مشروع هعملك
ظلت صامته تنظر
إليه والدموع ټغرق وجهها ليكمل هو كلماته أنت كده عرفتي الحكاية كلها ياريت بقى تلتزمي بيومك في الجدول علشان أنا بيتهد حيلي مع كل واحده فيكم
وتركها جالسه أرضا تبكي بصمت تبكي ضعفها وتبكي طمعها في الحياة التي تعيشها الأن والمكانه الإجتماعيه التي أصبحت فيها وحبها له الذي كان يعذب قلبها منذ رأته لأول مره وكان هذا اليوم البداية لكرامتها التي سحقها سراج تحت قدميه. كل يوم يعود من عند إحدى عشيقاته ويخبرها بكل وقاحه أنه تعب معها كثيرا وكم هي أمرأة شغوفه ويتركها وينام حتى أتى ذلك اليوم الذي دخل فيه إلى الغرفة وبين يديه طفل صغير يخبرها بكل برود أنه إبنه وأنه أصبح إبنها بالأوراق والقانون. وأنه غير مقبول أن ترفض أو تعترض أخبرها بكل وقاحه أصلا متقدريش تعترضي أحنا بقالنا
كام سنه متجوزين ومش عارفه تجبيلي حتى قرد
وترك الصغير بين ذراعيها والدموع ټغرق وجهها كالعاده. عادت من أفكارها لتجد نفسها تبكي لقد توقفت تلك الدموع منذ عرفت بحملها في سالي. وقررت أن تعيش الدور المرسوم لها بالكامل. هي شاهيناز هانم السلحدار. زوجة سراج الصواف وأم أولاده. هي سيدة قصر الصواف. والمتحكمه الأولى والأخيرة فيه حتى بعد زواج أخويه حداد وخطاب. لكن كلمتها كانت فوق كلمات زوجاتهم. ولم يجرء أحد على الإعتراض. خاصه وأن سراج كان يدعمها في كل ذلك
هل حان وقت استسلامها. أم حانت لحظة الحقيقة
يجلس في غرفته وسط كل ذلك الدمار الذي طال كل شيء بها. يلهث من شدة غضبه. عينيه شديدة الحمره. والعرق يغرق جبينه. ملابسه غير مهندمه وكأنه خارج الأن من مشاجره كبيرة. فمن يراه الأن لن يقول عليه أبدا أنه طارق الصواف إبن الأكابر وكان عقله شارد وعيونه ثابته على شيء وهمي. بها ڠضب إذا تركه لأحرق ذلك القصر بكل ساكنيه. وطالت نيرانه كل شيء. مرت دقائق أخرى ليبدء يضحك بصوت عالي. في أيدي والضربه هتكون على الكل
ظل يتأمل صورتها لعدة ثوان ثم حول نظره إلى صورة أديم وهو يقول پغضب وغل أنت بقى المۏت فيك حلال وإللي هعمله فيك ده تخليص الدين القديم لكن الدين الجديد أصبر عليا فيه هخده وأخد الحق حرفه يا أديم يا أبن عمي
ظل ينظر إلى
الصورة والوجه وأبتسامة سخريه من أشياء مكسره وألقاه أرضا ثم ألقى بنفسه فوق السرير وأغمض عينيه ونام
قبالة الفجر وصل حاتم وسالي إلى العاصمة لكنه وقبل أن يغادر المطار وقف أمامها وقال أحنا مش هينفع نرجع القصر دلوقتي أيه رأيك يا نروح عند أديم أو ننزل في أوتيل لحد ما نشوف أيه إللي هيحصل النهاردة في الشركة
لفت ذراعها حول ذراعه وقالت وهي تريح رأسها على أطراف كتفه يبقى في أوتيل أحسن أنا محتاجه أنام شوية
ربت على كفها بكفه الحر ودفع العربه التي تحمل الحقائب. حتى خرجوا من المطار ليشير لأحدى السيارات وأملاه أسم الفندق. كل ذلك وهي تستند عليه براحه كبيره. من داخلها تشعر بالخۏف مما سيحدث في المؤسسه لكن وجوده يشعرها بأمان لم تشعر به من قبل لم تكن يوما غير عابئه بأمها وحزنها أو ڠضبها. هل لأنها الأن تعلم حقيقتها. أم لوجوده وحبه والثقه التي يستحقها دون لحظه تفكير فهي معه من الأن وإلى الأبد ولن تخذله مره أخرى مهما حدث ومهما كان الثمن خاصه وأن الحق معه ورغم الإرهاق كان يشعر بالسعادة أن حركتها البسيطه هذه تجعل قلبه ينتفخ بسعادة لا يستطيع وصفها. ويشعر أنه أصبح يملك الكون وما عليه. ليجد يده دون إيراده منه تربت على كفها المستريح على ساقه والإبتسامه تملئ وجهه الرجولي الوسيم
في الصباح الباكر وقبل موعدها بنصف ساعه كانت تقف أمام الباب. أفكارها الشيطانيه صورت لها آلاف الصور ورسمت لها الكثير من الفرص التي ستتاح لها إذا حضرت الأن ومن أهمهم ما حضرت من أجله وسوف تنفذه وستكون الخطوه الأهم وأخرجت المفتاح وفتحت الباب وحين دخلت ظلت واقفه في مكانها تنظر لذلك الممدد على الأريكة بشكل غير مريح شعره مشعث ووجهه مسترخي ينام
على بطنه وإحدى ذراعيه مستريحه على الأرض..أغلقت الباب بهدوء شديد وتقدمت عدة خطوات حتى أصبحت ترى وجهه
بوضوح كما الأطفال الصغار لتبتسم أبتسامة صغيرة أختفت حين سمعت صوت من الداخل وتذكرت نرمين. لتدلف إلى المطبخ وبدأت في إعداد الفطور. وكانت أيضا تستعد لأستجواب من نوع خاص من نرمين لكنها لن تهتم ستكون هادئه كعادتها وتجيب بهدوء أنها أتت حتى تباشر عملها كالعاده.. خرجت من المطبخ تحمل بين يديها صحون الطعام لتجده قد أستيقظ ويجلس لكنه يضع رأسه بين كفيه لتقترب منه ليلاحظ حذائها أمام عينيه ليرفع عيونه لها وأبتسم تلقائيا وهو يقول أنت جيتي أمتى
من نص ساعه
أومأ بنعم وقال بهمس تسلم أيدك
أبتسمت
 

تم نسخ الرابط