للقدر حكايا للكاتبة سهام صادق

موقع أيام نيوز


سجون 
انسدلت اهدابها تخفي دموعها الحبيسه.. أعوام قضتها ظلم وثمن تدفعه عن اب وزوج لم يرحموها حتى بعد موتهم 
وقفت جانبها إحدى الموظفات تلتقط بعض الأوراق من جانبها لتسألها صفا بلهفه
هو حمزة مش هيجي النهارده 
طالعتها الفتاه بنظرات متعجبه من منادتها بأسم صاحب الشركه مجردا.. فأدركت صفا خطأها سريعا

اقصد حمزة بيه 
رمقتها الفتاه ثم رتبت الأوراق وهي تجيبها ببرود 
حمزة بيه مش بيجي هنا غير يومين في الأسبوع وممكن يوم واحد.. ياريت تكملي شغلك من غير اسئله كتير 
وانصرفت الفتاه التي تدعي مروه تلوي شفتيها ممتعضه 
تنهدت صفا تضغط على كفوفها بقوة حتى لا تنساب دموعها 
يعني رمتني هنا ياحمزة عشان متشوفنيش.. لدرجادي مش طايق وجودي 
.................................. 
طرق حمزة على سطح مكتبه منتظرا قدومها... استدعاها بحجه انه يريد بعض الأوراق الهامه من لدي شقيقه ولابد ان يجلبها معها هي لأهمية الأوراق.. لم يعلق شهاب على الأمر ولم يركز بشئ 
فأبعد شئ سيفكر به أن شقيقه لا يريد الأوراق إنما يريد من ستبعث معها الأوراق
مر الوقت ببطئ الي ان طرقت غرفة مكتبه ودلفت بعدها 
نهض فور رؤيتها مطأطأة عيناها نحو الأوراق التي 
اتفضل يافندم ده الورق اللي حضرتك طلبته 
مدت يدها نحوه بالاوراق دون أن تطالعه.. فألتقط حمزة منها الورق ثم نظر إليها 
أنتي مخصماني ولا ايه يا ياقوت 
هتف بلطف ممازحا حتى يعيد لعبته اليه بعد ما حدث 
وهخاصم حضرتك ليه يا فندم..اي أوامر تانيه 
تعجب من لهفتها في المغادرة وتركيز عيناها بعيدا عن مطالعته 
تجمدت ملامحه ثم هتف بصرامه 
اتفضلي 
كادت ان تنصرف من أمامه الا ان صوته اوقفها
استنى يا ياقوت
عاد لمقعده خلف مكتبه وجلس يطالع الأوراق حتى يعيد لنفسه حصونه.. انتظرت ان يتحدث الي ان خرج اخيرا من ثورة أفكاره 
هند مرات مروان صديقي عندها مركز للمهارات الفنيه... ممكن اساعدك تشتغلي في المركز 
واردف وهو يتفرس ملامحها الساكنه
انا شايف انها فرصه ليكي لأنك بتحبي الرسم وقبل كده كنتي بتعلمي أطفال الملجأ غير شغلك اليدوي 
ابتسمت وقد ظن انه ألقى بهدف آخر وسينال ما أراد.. استرخي جسده على مقعده وهو يرى شفتيها تتحرك كي تعطيه الاجابه 
شكرا يافندم..حضرتك ادتني فرصه قبل كده اشتغل بواسطه في شركتك لكن المرادي انا هدور لنفسي على المكان المناسب لمهاراتي 
تلعقت نظراته الجامده بها.. اخفي صډمته في ردها على عرضه الذي كان يظن انها ستقبله بأبتسامه واسعه ولكن الخيبة اصابته 
اقدر امشي يافندم 
أشار إليها بالانصراف من أمامه دون حديث لتغادر مكتبه.. فألتقط الأوراق التي أمامه ملقيا بها پعنف.. ليطالع الفراغ الذي تركته متمتما 
مش هطلع خسران يا ياقوت.. انتي المناسبه للجوازة ديه.. انا محتاج ضعفك اللي بتحاولي تخفي عني
مجرد ان خرجت من الشركه.. رفعت عيناها نحو السماء مبتسمه تتنفس

بسعاده من الثبات الذي خاضته أمامه ورفضها لعرضه
.................................. 
ألقى فرات الملف الذي أمامه على سطح مكتبه بعدما أشار لاحد رجاله بالانصراف... عاد يطالع الملف ثانية حانقا
جايب واحده سوابق يا عزيز.. ريحتك فاحت وبقت قذره 
نظر لاسم صفا وصورتها بجمود 
اما نشوف آخرته ايه معاكي
................................ 
اتسعت ابتسامه سماح وهي تسمع ردها عن عرضه 
مش معقول يا ياقوت.. لا قلبي مش مصدق 
قالتها سماح بدراما لتدفعها ياقوت بالوساده 
ليه يعني.. انا بس بتكسف ده مش ضعف مني 
ضحكت سماح وهي تومئ لها برأسها
اسفين ليكي 
فأردفت ياقوت وهي تتمنى ان تجد مكان مثل هذا تمارس فيه هوايتها التي افتقدتها رغما عنها 
تفتكري هلاقي مكان زي ده انمي في هويتي
ربتت سماح على كتفها بأبتسامه حانيه 
ان شاء الله هندور واكيد هنلاقي...
واردفت بمقت 
تعالي ساعديني نجمع معلومات عن لاعب الكورة الجزائري... انا مش عارفه انا كان مالي ومال الكوره. 
ضحكت ياقوت على تذمر صديقتها.. ليبدئوا في جمع المعلومات عنه متفاجئين بأول اخباره انه اعزب في السابعه والعشرون من عمره 
........................................
سالم من مها التي جلست تنتظر قدوم شريف 
مدت يداها نحو القادم بلهفة تتمنى ان يكون هو
شريف
ابتسم سالم بمكر وهو 
انا سالم يامها.. يادي شريف اللي بقى واخد عقلك
وضعت يدها على العقد الذي أعطاه لها في آخر لقاء بينهم
فين ماجده
طالعها سالم مقتربا منها
ماجده هي اللي بعتاني اجيبك... أصلها روحت تعبانه من شغلها
بلهفة وخوف على شقيقتها
ماجده تعبانه ايه اللي حصل
لمعت عين سالم بالشهوة وهو يسندها اليه
متقلقيش هي كويسه ده مجرد صداع
تنهدت مطمئنه ان شقيقتها بخير.. يقودها نحو سيارته اجلسها برفق 
اتجاه نحو مقعد القياده ليقود بها السياره.. الي ان وصل لاحدي المناطق المعزوله ومال نحوها
معلش يامها هربطلك حزام الأمان اصلنا داخلين علي كمين
حجة اخترعها كي يترك ليداه حريه .. فتشبثبت في مقعدها
انت بتعمل ايه يا سالم ابعد عني
ابتعد وهو يمسح عرقه وتمالك نفسه حتى لا يخطئ
في ايه يامها انا كنت بربطلك حزام الأمان
واكمل قياده سيارته... خائفه متمتمه بأسمه
انت روحت فين يا شريف
.........................................
نظرت هناء للهدايا التي بعثها السائق مخبرا اياها انها من السيد مراد... لمعت السعاده في عينيها وهي تري والدتها ما جلبه لها مراد 
جميل ياحببتي... اتصلي بي واشكريه
أسرعت هناء لحجرتها فطالعتها سلوى داعيه 
ربنا يسعدك يابنتي 
اطمن قلبها كأي ام تريد سعادة ابنتها وهي تري الهدايا واهتمام مراد بأبنتها 
...................................... 
وقعت عين مراد على ياقوت الجالسه خلف مكتبها كسكرتيرة لشهاب... ابتسم لها بلطف 
ازيك يا ياقوت 
ميزة ياقوت صوته فرفعت عيناها نحوه 
أستاذ مراد... مبروك 
تلك المره كانت نظراته خاليه من اي مشاعر الا انه يراها فتاة مكافحة عكس ابنة عمه المدلله 
الله يبارك فيكي.. عقبالك 
اطرقت ياقوت عيناها خجلا ثم عادت تطالعه توصيه على صديقتها 
هناء طيبه وجميله اوي.. مش هتلاقي زيها 
لم يرد العبوس بوجهها عندما ذكرت اسمها وتسأل وكأنه لم يسمع شئ
شهاب في مكتبه 
اماءت له برأسها وقبل ان يتجه نحو غرفة شهاب.. دق هاتفه برقمها 
نظرت هناء لهاتفها بعدما انفصل الرنين
هو كنسل عليا لي.. ممكن مش فاضي 
....................................... 
هتفت سماح برجاء
عشان خاطري يا ياقوت تعالي معايا.. يرضيكي اقابل راجل لوحدي وانا عارفه نيته مني 
ضحكت ياقوت وهي تطالعها 
ديه حجه ياسماح.. انتي مش عايزه تديه فرصه يتعرف عليكي 
نفت سماح برأسها وحكت فروة رأسها وهي لا تعلم لما خبأت عليها هوية من ستقابله 
اقولك الصراحه بس متسأليش كتير
رفعت ياقوت احد حاجبيها منتظره سماع الحقيقه 
انا مستنيه الصراحه من الصبح.. قولي 
اطرقت سماح عيناها 
ده الشخص اللي كنت بحبه زمان وسابني واتجوز وانا عايزاكي معايا عشان محتاجه وجودك يا ياقوت
واردفت بنبرة مثقله 
فاكرني لسا زي ما انا... ياقوت ديه عشوه ببلاش وملوكي في افخم المطاعم نضيعها لا طبعا خليه يغرم 
لم تعلم ياقوت اتبكي على صديقتها ام تضحك
حاضر ياسماح هاجي معاكي 
أنهوا ارتداء ملابسهم وخرجوا من السكن ليستقلوا سيارة أجره 
مرت دقائق الي ان وصلوا الي وجهتهم
كان غني اوى حبيبك ده 
ضحكت سماح وهي تنظر للمطعم ساخرة 
ابوه كان وزير سابق 
تشبثت ياقوت في مكانها ثم رمقتها
ياخوفي لندفع تمن الاكله غسيل الأطباق 
اكملوا سيرهم للداخل وسماح كانت تقودها عنوة... عندما رأت رجلا يقف لهما علمت انه المدعو ماهر حبيب صديقتها السابق 
تمتمت إليها سماح بخفوت 
هنطلب افخم واغلى وجبه واوعى تسبيني معاه 
حركت ياقوت لها رأسها للمره التي لا تعرف عددها واتجهت معها نحو الطاوله 
لم تنتبه لنظرات ذلك القابع منهم مع ضيوفه 
ديه ياقوت صديقتي 
اماء ماهر رأسه إليها مرحبا رغم ان داخله كان ممتعضا.. فقد كان يريد الحديث معها وحدهما 
جلسوا على مقاعدهم... فتعلقت عين ماهر بسماح اما ياقوت جلست ترمقهم بتوتر 
عامله ايه ياسماح... تعرفي انك وحشتيني 
طالعت

سماح المطعم دون أن تنظر اليه ثم اجابه ببرود
انت شايفني ايه قدامك 
ارتبك ماهر من ردها وطالع ياقوت التي ابعدت انظارها عنهم كي لا تشعره بالحرج من وجودها بينهم 
بقيتي جميله 
رمقته سماح بملل تخفي خلفه قناع جرحها 
طول عمري جميله ياماهر.. مش محتاجه تعرفنى بنفسي ولا بشكلي 
كانت ردودها جافه الا انه تقبل كل شئ منها بصدر رحب فهو من طعنها قديما وتركها ليتزوج بأخرى اختارها له والده 
صدح رنين هاتف ياقوت.. لتطالعها سماح محركة لها عيناها ان لا تنهض.. فتعلقت عين ياقوت برقم شقيقتها ياسمين قلقا ومالت نحوها هامسه
ديه ياسمين.. لازم أقوم ارد عليها ياسماح.. ليكون بابا في حاجه 
نهضت ياقوت بعدما اطلقت سماح سراحها لتتعلق عين ماهر بها 
انا انفصلت عن مراتي يا سماح 
......................................... 
دفع حمزة مقعده ناهضا من أمام ضيوفه
ثواني وراجع 
واتبع تلك التي خرجت من المطعم تضع هاتفها على اذنها 
وقفت ياقوت خارج المطعم تحادث شقيقتها 
بابا كويس وانتوا كويسين 
اخبرتها ياسمين بوضعهما وحالهم التام وهتفت بخجل 
ياقوت انا مكسوفه اطلب منك اللي هطلبه ده 
صمتت ياسمين لتحثها ياقوت على إكمال حديثها واخبارها بما تريده 
قولي يا ياسمين 
اكملت ياسمين حديثها بخجل 
انا محتاجه فستان لكتب كتابي يا ياقوت ومعيش حاجه مناسبه ألبسها وبابا رفض اشتري.. قالي ألبسي بتاع الخطوبه 
وقف خلفها ينتظر ان تنهي مكالمتها حتى يسألها عن سبب قدومها لهنا 
عندما سمعت صوت بكاء شقيقتها هتفت بحنان 
خلاص يا ياسمين انا هجبهولك من هنا.. انا كنت محوشه مبلغ عشان اجيب فستان لفرح هناء.. بس لهنا لفرح هناء اكون جمعت مبلغ تاني 
تهللت اسارير ياسمين وهي تسمع والدتها المكالمه تؤكد لها حب وحنان شقيقتها... امتعضت سناء من الامر 
مش مهم ياقوت... مدام معكيش فلوس 
ابتسمت ياقوت وقد لمع الدمع داخل عينيها فرحة بسعادة شقيقتها
مش مهم انا.. المهم انتي ياعروسه
انتهت المكالمه بعدما اخبرتها ياسمين أنها تحبها... لتلتف عائده الي سماح.. فأتسعت عيناها ذهولا وهي تجده واقف خلفها يطالعها
يتبع بأذن الله 
رواية للقدر حكايه بقلم سهام صادق الفصل الحادي والعشرون حتى الفصل الثلاثون
الفصل الواحد والعشرون
تعلقت عيناها به ثم اشاحتهما بعيدا عنه نحو واجهة المطعم.. فمكان مثل هذا بالتأكيد وجوده به متوقع..
تأملها بصمت وهو يعيد حديثها مع شقيقتها داخل مخيلته
رمق ثوبها الطويل داكن اللون وهو يتذكر انه لا يراها الا به وب ثلاث غيره ونفس الحذاء والحقيبة.. تتخلى عن رفهيتها من أجل شقيقتها... يعلم ان والديها منفصلان منذ زمن وكل منهما لديه عائله
تخلي عن صمته عندما عادت تنظر اليه ثانيه متعجبه من وقوفه هكذا
بتعملي ايه هنا مع ماهر نعمان 
ثبتت عيناها نحو نقطه ما بعيده عن وجهه الرجولي
انا هنا مع سماح صديقتي في السكن
فأعاد سؤاله بتوضيح اكثر
وماهر نعمان 
تعجبت من سؤاله فتمتمت بهدوء وهي تطالع فتاتان يغادران المطعم وينظران نحوهم 
استاذ ماهر معرفه قديمه 
تجمدت ملامحه وقبل ان يسألها عن معرفتها به.. فمن اين عرفته 
اكيد مش معرفه قديمه معايا.. صديق قديم لسماح 
ارتفع حاجبه مستاء من الكلمه وأخرج يده من جيب سرواله ووقف بشموخ
 روحي يا ياقوت السكن ومتنسيش انتي هنا لي. 
بهتت ملامحها وهي تستنتج مقصد حديثه.. فأردف قائلا بنبرة رجوليه خشنه 
ماهر نعمان راجل معروف ولسا منفصل عن مراته وجودكم معاه في مكان عام مش هيتفسر غير تفسير واحد.. اتمنى تكوني فهمتي 
وابتسم وهو يجدها مسلطه عيناها نحوه ترمقه پغضب كالقطط
ومال نحوها بخفه فأمتزجت أنفاسها مع رائحة عطره 
بلاش عقلك يفسر كلامي بالمعنى اللي وصله 
تركها وعاد لضيوفه لتقف تطالع خطواته ثم زفرت أنفاسها بقوة
تحركت
 

تم نسخ الرابط