وردتي وردتي الكاتبة ميار خالد

موقع أيام نيوز


حتي قالت ريم في نفسها 
ريم و لحد امتي هتفضل دي نقطة ضعفك .. انتي اقوي من كده و شوفتي حاجات كتير بلاش تبقي ضعيفة .. عمر محتاجك يلا قومي 
و في تلك اللحظة ظهر عمر في رأسها و هو يبتسم لها و كذلك ورد و كأنهم يشجعونها علي النهوض .. أخذت ريم نفسا عميقا ثم نهضت من مكانها و مازالت عيونها مغلقة حتي فتحتهم ببطئ و هدأت نفسها أكثر و ظلت تكرر

ريم مفيش حاجه مټخافيش .. كملي مفيش حاجه تخوف 
و صعدت علي السلم و صورة ورد و عمر لم تذهب من امامها .. حاول عمر أن ينهض مرارا و تكرارا و لكنه يفشل كل مرة و لكن لم يكن أمامه أختيار اخر .. استجمع قوته و نهض من مكانه بتعب و ظل يسير بخطوات بطيئة حتي وصل الي اخر السرير و للحظة اختل توازنه و قبل أن يسقط جاء شخصا ليسنده و في تلك اللحظة عاد الضوء في المكان مرة أخرى .. نظر لها عمر پصدمة و قالت ريم !!
كريم مفاجأة 
صمتت ورد و تنهدت بحماس فقال كريم 
كريم لو عايزة تشغلي ميوزك براحتك عادي 
ورد مبعرفش اشغل البتاع ده 
ضحك كريم و قال خلاص يا ستي انا هشغله
و ضغط عليه لتصدع اغنية لآمال ماهر و قد سرح الاثنان في كلمات الأغنية التي كادت أن تكون مؤلفة لهم مخصوص ..
يا عطر ورد بتوه معاه 
و عشت همساته و مناه 
متقولش نبعد تاني لا 
ده انا عمري وياك ابتدى 
انا حبي ليك 
انا روحي فيك 
و خلاص عرفت الدنيا بيك 
شوفت بعينيك 
شوفت الحياة 
اديني وقتك ثانيتين 
اشرح شعوري بكلمتين 
انت اللي بحلم اكون معاه 
انا حبي ليك 
انا روحي فيك 
ابتسم كريم و نظر لورد ليجدها تنظر في جميع الاتجاهات بتوتر و خجل .. اطال النظر بها حتي قالت له بتوتر 
ورد في ايه بتبصلي كده ليه 
كريم ولا حاجه .. حلوة الأغنية مش كده 
ورد اه جميلة 
كريم بتفكرني بحد كده 
ورد احم .. طب ركز في الطريق الله يخليك 
كريم طيب حطي دي على عينك 
ثم مد يده لها بقطعة من القماش سوداء اللون 
ورد ليه
كريم غطي عينك و بس 
أخذتها منه ورد و بالفعل وضعتها علي عيونها و بعد فترة طويلة وصل كريم الي المكان و انزلها و وقف بجانبها و اشاح
القطعة عن عيونها و قال لها 
كريم افتحي عينيكي
فتحت ورد عيونها ببطئ لتنصدم بشدة عندما تنظر امامها !
الفصل الثامن و الثلاثون
عمر ريم !!
عمر انتي كويسة ! فيكي حاجه 
ريم انا كويسة 
عمر بس الدنيا كانت ضلمه ! ازاي قدرتي تيجي من تحت لهنا لوحدك و تلحقيني كمان قبل ما اقع !
ريم ارتاح الاول بس
و ساعدته حتي يجلس علي سريره ثم جلست هي أمامه و قالت بابتسامة واسعة و كأنها تجاوزت اشد اختياراتها
ريم مش عارفه ده حصل ازاي .. بس انا قدرت اتغلب علي خۏفي من الضلمه ده .. لما النور راح اټخضيت و حصلي نفس اللي بيحصل كل مرة .. بس الفرق المرة دي انك كنت في خطړ و كان لازم اتحرك من مكاني .. و فجأة ظهرت انت و ورد قدامي .. كنتوا بتشجعوني عشان اكمل و افضل ماشية و مخافش و فجأة لقيت نفسي هنا 
نظر لها عمر بسعادة كبيرة و قال 
عمر ده اللي كان نفسي يحصل من زمان .. شوفتي بقي انك قوية و قدرتي
ريم انا لحد دلوقتي مش قادرة استوعب اني عملت كده .. الرهبه اللي كانت جوايا راحت 
قال عمر بمزاح علي الاقل هبقي مطمن عليكي قبل ما اموت 
ضړبته ريم بخفة في كتفه و قالت هو كل شوية اموت اموت في ايه بقى 
تأوه عمر پألم و قد تذكرت هي جرحه المبتل فقالت بقلق
ريم أسفه انا
نسيت خالص
ثم اخذت علبة الاسعافات و خلعت عنه الضمادات القديمة و عقمت جرحه و وضعت عليه ضمادات جديدة و بعد أن انتهت قالت 
ريم انا هسيبك ترتاح دلوقتي و هروح اخلص كام حاجه 
عمر هتعملي ايه 
ريم هعمل اكل لينا عشان فتحية
مش موجودة .. و هجهز كام حاجه تبع الكلية .. اجازتي قربت تخلص
فتحت ورد عيونها ببطئ لتنصدم بشدة عندما تنظر امامها !
ورد پصدمة ايه ده !!
و كانت ورد واقفة أمام الحارة التي كانت تسكن بها و الشارع بأكمله مزين بالورود حتي مدخل بيتها .. شهقت پصدمة و هي ترى هذا المشهد امامها 
ورد پصدمة انت اللي عملت كل ده ! .. لحقت امتي 
كريم بس مش دي المفاجأة ! 
نظرت له ورد بحب شديد امسك هو يدها و تحرك بها ليمشوا سويا داخل منطقتها و كان كل الناس ينظرون لها پصدمة و دهشة شديده و قد بدأت همساتهم نحو شكلها هذا و من ضمن التعليقات التي سمعتها هو إحدى

النساء التي قالت پصدمة 
هي دي البت ورد ! ياختي دي راحت ورد و رجعت ورد تانية ايه كل ده 
نظرت ورد لكريم و قالت له انت ليه جايبني هنا 
كريم عشان ارد اعتبارك وسط الناس دي كلها .. انتي خرجتي من المنطقة دي مکسورة و كله افتكر أن ورد خلاص ملهاش رجعه .. عايزك تمشي رافعة راسك 
ابتسمت له ورد و قد ظهرت بعض الدموع في عيونها .. نظرت حولها بفرحة و في تلك اللحظة اتجه لها بعض النساء التي كانت تعرفهم من المنطقة و جيرانها و الذين فرحوا بشدة بسبب شكلها هذا 
ام بدر اللهم صلي علي النبي ايه الحلاوة دي يا ورد .. اختفيتي فين فجأة كده كلنا قلقنا عليكي والله
ورد ام برقوق ! عاملة ايه 
ام بدر اخس عليكي يا ورد انتي هتسمعي كلام البت بليه برضو .. ده بدر زي القمر
والله وحشتيني 
ام بدر نحمد ربنا أنه طمني عليكي يا ورد .. ربنا يديمها عليكي نعمة انتي تعبتي كتير اوي و طلع عينك في الدنيا .. شوفتي عوض ربنا جميل ازاي
ورد الحمدلله 
استأذن كريم كل الموجودين ثم سحب ورد و اتجه بها الي البيت لتجد رجب واقف أمام باب البيت ينظر لها بتوعد و لكنه سرعان ما لاحظ كريم الواقف بجانبها لينظر له پصدمة 
رجب هو انت يا بيه ! انت تعرف البت دي منين
كريم صاح به اتكلم عنها بأسلوب احسن من كده .. احسن هتزعل مني اوي .. ورد مراتي ! 
رجب ايه !! بس انت أما جيت تشتري مني الشقة معرفتنيش كده !
ورد بعدم فهم شقة ايه 
قال كريم محدثا رجب و ده شئ ميخصكش .. انت كلب فلوس ما صدقت اديك اكتر من حقها عشان كده بعتها من سكات 
رجب بس المفروض كنت اعرف انت ضحكت عليا 
كريم صاح به انت نسيت نفسك ولا ايه ! انت ازاي واقف و بتكلمني كده اساسا .. اتفضل امشي من قدامنا بدل ما اعمل تصرف مش هيعجبك !
تحرك رجب من أمامهم بغيظ و نظرت له ورد پحده امسك كريم يد ورد و سحبها و دخل بها الي البيت و عندما وصلوا الي باب المنزل طلب منها 
كريم ممكن تغمضي عينك تاني 
ورد بمزاح قلبي مش حمل مفاجأت تانية خلاص 
ابتسم كريم ثم وضع يديه علي عيونها و فتح باب المنزل و دخل بها انتظر لحظات ثم أشاح بيده عن عيونها و
فتحتها هي ببطئ لتجد المشهد كالآتي امامها .
كان البيت بأكمله مزين بالورود الحمراء و قد غير كريم بعض من نظامه و لكنه احتفظ بكل ممتلكات ورد و قد تفاجئت أن كل شئ مكانه برغم أن رجب قد رمى كل ممتلكاتها كيف وصل إليها مرة أخرى ! .. و كان هناك طاولة دائرية في نصف المنزل مزينه بالورد و الشموع كان المنظر امامها رائع لدرجة أنها ظلت وقت طويل تنظر إلي أرجاء المنزل پصدمة .. كل شئ كان علي درجة كبيرة من الانسجام و كذلك هي .. فأن لون فستانها القرمزي و إطلالتها قد أكملت المنظر 
ورد انت عملت كل ده امتي بجد ! حتي العفش بتاعي انا و اخواتي رجعته ازاي 
كريم مفيش حاجه صعبه عليا .. تعالي
ثم سحبها الي الداخل و بعد لحظات صدع صوت موسيقي هادئة في المكان ليعطيهم بعض الهدوء و جعلهم في عالم اخر 
كريم ايه رأيك في المفاجأة 
ورد انا مش قادرة اصدق كل اللي حواليا ده .. مش قادرة اصدق اني رجعت هنا تاني بعد كل ده .. مش قادرة اصدق انك عملت كل ده عشاني !
كريم كل ده حاجه قليلة جدا .. انا لو
اقدر اجبلك الدنيا كلها كنت جبت
نظرت له ورد بحب و لكن سرعان ما شعرت ببعض الضيق فقالت 
ورد كل ده عشان حررتك من مروة 
كريم اكيد لا ! 
نظرت له ورد بلهفة و قالت اومال ليه .. ليه عملت كل ده 
تنهد كريم و صمت للحظات ثم امسك يدها و قال 
كريم بداية قصتنا كانت غريبة .. واحد عايش في كابوس و قرب يفقد الامل في كل حاجه .. و فجأة يلاقي بنت اقټحمت
حياته مش عربيته و بس .. و بعدها القدر صمم أنه يجمعنا بكل الطرق الممكنة .. و فجأة ظهرت في دماغي فكرة جوازي منك و القدر برضو جمعنا مع انك كنتي رافضة العلاقة دي في الاول .. كل الظروف و المواقف كانت بترسم الخط اللي هيوصلني لحاجه واحدة بس
ورد هي ايه 
كريم اني احبك .. 
نظرت له ورد بعيون متسعة ليكمل هو 
كريم انا بحبك .. و مش هقدر أتقبل فكرة انك تروحي من بين أيدي تاني .. انا ما صدقت لقيتك .. و بلاش تسألي حبيتك امتي و ازاي و عارف ان اتفاقنا الاول كان انك تخلصيني من مروة و بس .. و انتي نجحتي في كده فعلا ..

انتي حررتيني من مروة بس أسرتي قلبي بيكي .. عارف اني اتأخرت اوي لحد ما قدرت اقول كده بس انا .. انا مرضيتش اقيدك بحاجه أو افرض عليكي حاجه انتي ممكن متكونيش عايزاها .. عشان اتفاقنا من الاول مكن...
صاحت به ورد و التي قد ظهرت بعض الدموع في عيونها بسبب كلماته تلك 
ورد يا اخي حمدالله على السلامه اخيرا اتكلمت 
كريم افهم من كده انك ..
ورد بحبك 
كريم و مقولتليش من بدري ليه ! 
ورد و انت سيبتلي فرصة .. ده انت نشفت ريقي علي كلمة .. كل افعالك بتقول حاجه و تيجي في الاخر تقولي اعملي اللي يريحك
كريم أيوة عشان مش عايز اغصبك علي حاجه 
ورد اهي دي الحاجه الوحيدة اللي كان نفسي تغصبني عليها .. شوفت الكلمه سهله ازاي بحبك اهو .. قولتها في ثانية لكن لا ازاي لازم
 

تم نسخ الرابط