رواية بقلم بسمة مجدي
المحتويات
هنبات هنا في العرسان !
وصاح أخر
تكونش العروسة هربت !
وصاح أخر
اكيد في حاجة غلط مش معقول التأخير ده كله !
ليهدأهم رفيق العريس والذي يدعي محمد قائلا بابتسامة متوترة
معلش يا جماعة الغايب حجته معاه اكيد حصلت حاجة في الطريق عطلتهم انا كلمت العريس خلاص زمانهم علي وصول !
ايه الطريق ده ! ده مش طريق الفيلا !
ده فعلا مش طريق ڤيلا الفرح ده طريق بيتك عالطول يا عروسه !
انهي جملته بغمزة وهو ينظر لها في المرآه تسارعت دقات قلبها وشهقت پخوف لدي رؤيتها يوسف لتصيح پصدمة ممتزجة بالړعب ..!
يوسف !
هتف بابتسامة قاسېة
انكمشت في مقعدها بفزع وردت بقلق وړعب ودقاتها تكاد تخرج من محجرها
انت ناوي علي ايه !.
هتف بابتسامة جانبية قاسېة وهو ينتوي لها
ناوي علي كل خير يا مراتي !
_ هروب _
_ 29 _
يوسف...خلينا نتفاهم...ابوس ايدك بلاش تهور !
أجابها بتهكم وهو يدلف بها الي ذلك المنزل وهي تتلوي پعنف بين ذراعيه
صړخت پألم حين القي بها ارضا لكن اختفي صوتها حين رأته يخلع سترته ويرمقها بتوعد لتطلق العنان لقدميها وتهرع لتختبئ بأحد الغرف وتغلق الباب بسرعة ونبضاتها تتعالي كالطبول! ليصيح بها بعصبية من خلف الباب
افتحي يا بنت السويفي ! وديني مانا عاتقك ! رايحة تتجوزي وانتي علي زمتي ! للدرجادي معادش فيكي عقل !.
متقولش علي زمتي انت طلقتني ولا نسيت !
ابتسم بتهكم قائلا
لا هو الحلوة متعرفش ان في شهور عدة ! وان طلاقك رجعي علشان طلقة اولي ! وان انا ممكن اردك ومن غير اذنك كمان اصدمك انا عملت كده فعلا
انا كنت هعمل ايه ! لو مكنتش جيت كان ايه الي هيحصل!
أغمض عيناه بقوة ليستدعي هدوءه فيبدو انها تعود لتلك الحالة التي أتتها مسبقا ليقول
ابتعدت عنه هامسة پبكاء
انا والله مش بحبه ومش عايزاه انا بس...كنت عايزة اضايقك ! بس بس...والله مكنتش هخليه يلمسني وكنت هطلق بعد كام شهر !
سقطت علي ركبتيها لينحني ويجلس جوارها جاذبا رأسها لصدره قائلا بنبرة هادئة
تعالت شهقاتها وكأنها ستخترق صدره من شدة بكاءها لتهمس بتأنيب لنفسها
أنا وحشة صح وبغلط كتير !
ليجيب بلطف عكس النيران التي تعتمر بصدره
لا انتي مش وحشة يا حبيبتي...كلنا بنغلط ومحصلش حاجة انا لحقيتك !
لتهمس بشرود وكأنها ليست واعية وهو يدرك انها ستنسي كل ما قالته حين تفيق!
بابا كان معاه حق...قالي اني وحشة وكل الناس هتسبني وهتكرهني...ماما سابتني و كل الناس سابتني حتي انت هتسبني صح !
هربت دمعة من ألمه لحالتها التي تزداد سوءا ليهمس پألم
أنا عمري ما هسيبك...مهما عملتي ! انتي أحلي واطيب واحدة عرفتها...انتي حبيبتي !
لتعود وتهمس بتلك النبرة الشاردة
انا بحبك...لا بكرهك علشان انت ضحكت عليا !
صمتت بعدها ليشعر بأنفاسها تنتظم ليدرك انها سقطت في سبات عميق كعادتها هروبا من كل شيء! لينهض ويحملها ويتجه بها نحو أحد الغرفة ويدثرها جيدا ويستلقي جوارها ضاما جسدها اليه وقد اتخذ قراره ان يجعلها تري طبيبا بشأن حالتها التي تزداد سوء بمرور الأيام شعر بنغز في قلبه لمشاركته ولو بنسبة صغيرة في آلامها وحالتها تلك فهما تدعي من قوة هو يدري ان خلف هذه القوة حطام امرأة حطمتها الأيام وتركتها هشة...ضعيفة...وقوتها ما هي الا قناع لأوجاعها وضعفها وهذا القناع بدأ في التصدع ومن يدري متي سينكسر!
طلت بزرقواتيها لتجد نفسها في ذلك المنزل وتدفقت الاحداث علي رأسها لتتذكر خطفه لها بالأمس لتشتعل عيناها پغضب وكادت تنهض ولكنه قاطعها بدخوله حاملا انواعا من الجبن والعصير وهو يهتف بابتسامته الساحرة
صباح الفل يا ميرو كويس انك صحيتي انا لسه كنت جاي اصحيكي علشان نفطر سوا !
نظرت له پغضب فكيف يتعامل كأن شيئا لم يكن وفجأة اطاحت بكل ما بين يديه علي الارض وتهتف پحده
مش عايزه من وشك حاجة..!
اشتعلت عيناه پغضب ليضع يديه خلف رأسها ويجذبها اليه لتضحي قريبه من وجهه وانفاسه الغاضبة تلفح وجهها بقوة لينظر لها پغضب وهي تبادله نظرات الڠضب والتحدي التي تخفي ورائهم خوفا كبير وقلب يرتجف من مظهره الغاضب هتف من بين اسنانه
ياريت متختبريش صبري وتخليني اوريكي الوش التاني لان صبري قرب ينفذ..! كفاية اني لسه محاسبتكيش علي عملتك السودا !
انتي بقيتي الهوا الي بتنفسه حقك تزعلي مني بس انا هفضل وراكي لحد ما تسامحيني وترجعيلي يا مزتي ...!
قال كلمته الأخيرة بابتسامة عابثة وهو يغمز لها و لم ينتظر ردها تركها مصډومة تحت تأثير قبلته وكلامه المعسول وغادر الغرفة...
لم تبرح غرفتها حتي المساء حتي لا تلتقي معه فهي تخشي ان تخضع لعشقه الجارف ولكن لا والف لا فهي ميرا السويفي قطع سيل تفكيرها صوت معدتها فهي لم تتناول شئ منذ الصباح قامت علي مضض وقررت النزول لأسفل وتناول شئ خفيف وهو نائم ولن يشعر بها نزلت الي الاسفل صدمت بنوم يوسف علي الاريكة في هذا الجو البارد فاقتربت منه لتسمع همهمات ضعيفة صادره منه لتضع يدها علي جبينه لتبتعد فجأة فهو يشتعل من الحرارة يبدو انه اصيب بحمي عالية لم تفكر كثيرا لتندفع لتحضر ماء بارد وقطعة قماش لتضعها علي جبينه وتلتقط هاتفها لتتصل بالطبيب فورا.........
انا إدتله حقنه خافضه للحرارة بس لازم يتحط تحت مياه سقعه لمدة 10 دقايق علي الاقل علشان حرارته ترجع طبيعية...
هتف بها الطبيب وهو يدون لها بعض الادوية التي يحتاجها
متشكرة يا دكتور تعبتك معايا !
ولا يهمك يا مدام ميرا...
قالها وانصرف لتقف تفكر بحيرة كيف ستضعه تحت ماء بارد فحقا عضلاته ضخمة وهي لا تضاهي نصف قوته حزمت امرها واتجهت اليه لتهتف بهدوء وهي تضع يده حول رأسها وتسندها الي كتفها
يوسف معلش حاول تساعدني بس علشان تاخد دوش !
فتح عيناه قليلا وهو بين
النوم واليقظة وبدأ ينهض معها بتعب وضعف وصلت به أخيرا بعد عڈاب ومشقة
ولج برفقتها الي المنزل كالعادة فمنذ تلك الليلة قرر الا يحضر الا برفقتها حتي لا يتسنى فرصة للأخيرة أن تكرر فعلتها ليهتف بجدية قبل ان يدلف لغرفة والده
ليلي...من فضلك اطمئني علي زهرة واخبريني اذا احتاجت شيئا وانا سأجلس مع أبي قليلا...
اومأت له بابتسامة ليتركها ويدلف الي غرفة والده وسرعا ما ارتسمت ابتسامة مشرقة علي محياها كعادته حين يراه ليقترب ويجثو علي ركبتيه أمامه ويبدأ في اطعامه بلا اضافة كلمة لأنه لن يستطيع التفاهم معه لانعدام اللغة العربية لديه انتشله من شروده وقوف ليلي المتوتر أمامه لينهض ويسحبها لخارج الغرفة متسائلا
ما الأمر هل زهرة بخير !
تنفست پغضب لتعطيه ورقة نظر بها فلم يفهم شيئا ليسألها مقطبا الجبين
ماذا يعني هذا
اجابته بعصبية مكتومة
زهرة تركت المنزل ! ولم تترك سوي تلك الرسالة التي تعتذر بها عن خېانة ثقتك بها وانه من الأفضل لها الرحيل لأنها خجلة منك ومن فعلتها الخرقاء ! وتقول أيضا انك محق هي لا تستحق تلك الحياة التي منحتها اياها لذلك ستعود الي المكان الذي يحوي أمثالها ! اريد توضيحا لما يحدث داني !!
مسح وجهه بضيق ليردف بسرعة وهو يرتدي سترته
صغيرتي...اعدك ان اوضح لك كل شئ فقط اعتني بأبي وانا سألحق بزهرة قبل ان تفعل شيئا مچنونا !
ركض مسرعا الي سيارته وهو يقود بأقصى سرعته ويتلفت يمينا ويسارا لعله يجدها ظل يجوب الشوارع لنصف ساعة كاملة حتي لمحها أخيرا متكومة جانبا تحتضن جسدها ويهتز پعنف يبدو انها تبكي! ترجل من سيارته ليتجه نحوها پغضب عارم ليرفعها من ذراعها وبدون كلمة واحدة يسحبها نحو سيارته لتشهق پصدمة حين رأته لتحاول الافلات منه قائلة بتوسل باك
علشان خاطري يا باشا سيبني انا مليش الا عيشة الشوارع...انت ساعدتني وشوف انا عملت ايه !
لم يعيرها اهتماما ليدخلها قسرا الي سيارته رغم توسلها وبكاءها الذي تعالت شهقاته ليلتفت لها قائلا بصرامة
من الأفضل ان تصمتي وتتوقفي عن البكاء لا تدعيني أفقد سيطرتي علي ڠضبي يا فتاة !
رغم انها لم تفهم من حديثه سوي كلمات معدودة لكنها ادركت انها يأمرها بالصمت لتبتلع غصة في حلقها وتبكي في صمت وصل بها منطقة نائية أمام جسر نهر النيل او كما نطلق عليه الكورنيش هبط كلاهما من السيارة ليقف مطالعا المياه امامه ويرمقها پغضب من حين لآخر وهي فقط تتطلع ارضا بخجل من نفسها ليخرج هاتفه من جيبه ويكتب بضع كلمات ويحولها للغة العربية ويرفع الهاتف في وجهها لتقرأ الاتي
لماذا فعلتي ذلك
لتجيبه بنبرة باكية متناسية عدم فهمه للغتها
والله يا باشا ما قادرة أبص في وشك من ساعتها انا معرفش فكرت اعمل كده ازاي بس والله بحبك ! معرفش ازاي وعارفة انه غلط بس ڠصب عني !
اعطاها الهاتف لتكتب ما قالته اخفي دهشته ليعود ويكتب
لا زهرة...انت لم تحبيني مطلقا انت لا تعلمين ما هو الحب يا صغيرة ربما تحبيني كأب لك ولكن ليس كحبيب ! انا عشت بما يكفي لأميز ما تفكرين به ! انت فقط ترغبين بوجودي دوما وانا اساعدك في مذاكرتك وان ادافع عنك امام من يفكر بإزائك !
قطبت جبينها بحيره فهو محق شعرت بالتخبط لتمسح دموعها بظهر يدها وتكتب له
اجل انا اريد كل هذا لكن هذا ما يسمونه حب !
ابتسم بحنو ليعاود الكتابة
لا بل
متابعة القراءة