اسرار عائلتي بقلم اروي مراد
المحتويات
الجديدة بتحدي. إبتسمت مريم بخبث حين لاحظت نظرتها السريعة نحو أخيهافإقتربت منه وحضنته قائلة بإستفزاز
واصلت إظهار اللا مبالاة رغم الغيرة التي تكاد تأكلها من الداخل وهتفت ببرود مصطنع
_ ميهمنيش أنا لما بحضن بابا بحس بحنانه بس رسلان ده بارد ومش حنين خالص!
صدحت ضحكات أكرم وخالد في المكان بينما رفع رسلان حاجبه بإستنكار إلتفتت إليها مريم وصړخت پغضب
إبتعدت عن والدها وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها وتهز كتفيها بعدم إهتمام قائلة
_ أنا مش منهم ..
وقبل أن تنطق الأخرى كان رسلان يكمم فمها بكفه هامسا بملل
_ خلاص يا مريم بطلي خناق معاها!
أبعدت يدها عنه وهمست هي الأخرى بغيظ
_ طب يرضيك الي بتقوله البت دي الي مش عارفة لحد دلوقتي هي بنت عمو أكرم ازاي وعمو أكرم كان عنده بنت وحدة وما
_ ايوه هي دي بنته الي كنا فاكرين انها ماټت.
_ ازاي
دخل غرفة والده حين أذن له بذلك فوجده
يجلس على سريره ويمسك بإطار يحمل صورة إبنته الراحلة وعائلتها جلس بجواره بصمت فبادروالده بالحديث قائلا
_ اتكلمت معاها يا عامر
_ ايوه وكلامي كان صح هناء مخرجتش معاه لمجرد انها حبته أو انه عرف يضحك عليها.
سكت قليلا ينظر إلى صورة أخته ثم أجاب بتردد
_ قالتلي ان الي كانت بتخرج معاه هو .. هو الي قتل أختي حلا وجوزها عابد.
تطلع إليه والده پصدمة ثم قال
_ وهي عرفت منين
_ قالتلي ان عابد وأبوه كان بينهم عداوة وهي شكت فيه لما بدأ يتقرب منها بعد مۏت عابد وحلا.
عقد حاجبيه بحيرة متسائلا
_ أبوه الي هو مين وهي عرفته منين أصلا
ضيق عينيه بتفكير ثم نفى برأسه قائلا
_ حاسس اني سمعت اسمه قبل كده بس مش فاكر فين.
أومأ عامر بتفهم ثم تنهد قبل أن يستمع إلى صوت والده يردف
_ وايه سبب العداوة الي بينه وبين عابد
قوس شفتيه بجهل مجيبا
_ معرفش وحتى هناء متعرفش وكل الي هي عارفاه ان في بينهم عداوة كبيرة وبس.
أخفض رأسه بحيرة ثم رفعه محدثا عامر
هز عامر رأسه بطاعة ثم خرج من الغرفة ونزل إلى قاعة الجلوس وما قصته عليه هناء لا يزال يشغل باله. وجد إبنة أخته الصغرى دينا ترتديملابس الخروج وتحاول إقناع هناء بالخروج معها. جلس قريبا منهما وقال مقاطعا دينا
_ هناء متعاقبة يا دينا لو عايزة تطلعي روحي لوحدك.
لوت شفتيها بتذمر وصاحت
نفى برأسه بإعتراض فإتجهت نحوه وجلست بجانبه هامسة
_ بليز يا خالو! أنا عايزة اعمل اي حاجة عشان اطلع هناء من المود الي هي فيه وأنا متأكدة انها لو اتعرفت على بدور هتطلعها منه.
عقد حاجبيه بإستغراب وتساءل
_ بدور مين
أجابت وهي تشير إلى مكان عشوائي
_ صاحبتي في الجامعة وهي ساكنة هنا جنبنا.
مط شفته السفلى بتفكير قبل أن يومئ بموافقة
_ اوك بس خدي بالك منها ..
_ أكيد!
صاحت بها دينا ثم عادت إلى إبنة خالتها وقالت بحماس
_ يلا اطلعي جهزي نفسك عشان نروح!
كانت تجوب الغرفة ذهابا وإيابا مسببة الإزعاج لتلك التي تجلس على السرير وتراقبها بملل توقفت أخيرا متمتمة بنفاذ صبر
_ أنا مش فاهمة بيعملوا ايه في الاوضة من ساعة
أبعدت الأخرى الكتاب الذي كانت تقرأ فيه وزفرت بضيق قائلة
_ يعني هيكونوا بيعملوا ايه يا بدور واحد وعايز يتكلم مع أخته الي مشافهاش من زمان لوحدهم عادي!
صړخت وهي تجلس أمامها پعنف
_ لا مش عادي يا عائشة مش عادي! انت عارفة يعني ايه الي بيحصل ده
رفعت حاجبها بإستغراب وتساءلت
_ يعني ايه
رفعت بدور رأسها بتفكير ثم طالعتها قائلة پقهر
_ معرفش بس الي انا عارفاه انه يعني حاجات كتيرة اوي!
قلبت عائشة عينيها بملل ثم قالت قبل أن تعود لقراءة كتابها
_ بطلي غيرة يا بدور ومتنسيش انها أخته مش حد غريب عنه.
عقدت ذراعيها أمام صدرها ورفعت رأسها متمتمة بلا مبالاة مصطنعة
_ مش غيرة ولا حاجة أنا بس حاسة انهم بيخططوا لحاجة مش كويسة مانا أخته برضه وعمره ما قعد معايا لوحدنا كد
قاطعتها عائشة بنظرة غريبة
_ أنا عارفة انك مش أخته مش محتاجة تمثلي قدامي.
نظرت إليها بإستغراب وتساءلت
_ عرفت منين ومن امتى
_ من بعد ما جيت خالد حكالي عن حاجات كتير وعرفت كل حاجة عن العيلة تقريبا.
أومأت بتفهم ثم سكتت قليلا قبل أن تسأل بتردد
_ طب هو ممكن أعرف .. عمي محمد طلق مامتك ليه
أجابتها بهدوء على عكس توقعها
_ ماما كانت بنت متدلعة وعيلتها كانت من الطبقة الغنية وعايشين في قصر وعندهم خدم زي هنا بالضبط ومكنتش مهتمة غير بأصحابهاوخروجاتها وحفلاتها وكده ولما اتعرفت على عمو محمد حبوا بعض وعمو محمد مهتمش بانها متعرفش تعمل حاجة في البيت لانه عايش فيقصر فيه خدم زيها فاتجوزها بس بعد ما خلفت اخواتي حس انها مهملة اوي ناحيتهم وكان ديما بيحذرها بس هي مهتمتش لحد ما أخوياعدي كان هيغرق قدامها وهي موجودة ومخدتش بالها منه وعمو محمد لحقه بس طلقها لانه شاف انها متنفعش تكون أم ليهم ..
إستطاعت بدور ملاحظة نبرة الحزن التي حاولت الأخرى إخفاءها فتمتمت محاولة مواساتها
_ متزعليش طيب انت دلوقتي عندك خالد وعدي
_ أنا مش زعلانة منها أنا زعلانة عليها .. هي صحيح مكنتش
مهتمة بيا اوي زي مانا عايزة بس عمرها ما عاملتني وحش ابدا.
_ زعلانة عليها ليه
لم تنتظر إجابتها كثيرا عندما سمعت صوت ضحكات مريم يصدح في أرجاء الرواق. تحولت ملامحها إلى الڠضب وتمتمت بغيظ وهي تعقدذراعيها أمام صدرها
_ بصي بتضحك ازاي ده كان بارد ومصدرلنا الوش الخشب ولما حبيبة القلب جت اتحول تماما وبقى بيضحك وبيضحكها ..
حاولت عائشة منع إبتسامتها من الظهور قائلة بنبرة ذات مغزى
_ أولا دي أخته مش حبيبة القلب
ثانيا .. وانت مالك بيهم أصلا على فكرة انت ملكيش حق تغيري عليه لأن مفيش بينكم حاجة اعتقد إلالو كنت معجبة بيه أو حاجة زي كده
نظرت إليها بدور بإستنكار وهتفت سريعا
_ معجبة بيه! لا يا بنتي ده مش ذوقي أصلا وانت فاهماني غلط أنا مش غيرانة عليه ولا حاجة .. أنا بس بعتبره أخويا وخاېفة عليه منالساحرة الشريرة الي برا دي!
حركت رأسها بقلة حيلة ثم قالت
_ انت بتغلطي في البيست الفريند بتاعتي على فكرة!
طالعتها بدور بعدم فهم قبل أن تفتح فمها پصدمة صائحة
_ نعمم! بقى انت يا عائشة بتصاحبي ساحرات شريرات زي دي لا ده انت خيبت أملي فيك يا عائشة!
قالت جملتها الأخيرة بخيبة أمل مصطنعة وقبل أن تنتظر رد فعل عائشة على كلامها كانت تتجه نحو الباب لتفتحه قليلا وتختلس النظر إلىتلك الساحرة الشريرة ورسلان.
إحمر وجهها من شدة الغيظ
عضت على شفتيها پغضب وحاولت رؤية ملامحه لكنها لم تستطع لأنه كان يوليها ظهره وإكتفت بالإستماع إلى ما يقول
_ ماشي يا مريم هشتريهالك بس مش النهاردة لاني تعبان.
_ ماشي ..
لاحظت بدور إلتفاته ليظهر لها وجهه الذي رسم عليه إبتسامة صغيرة وربت على شعر مريم ثم تركها ونزل إلى الأسفل.
أغلقت بدور الباب بغيظ ثم قالت بسرعة مخاطبة عائشة بعد أن وقفت أمامها
_ بصي أنا ميهمنيش الساحرة الي برا دي هي ايه بالنسبالك بس عايزاك تسأليها هو ايه الي عايزة رسلان يشتريهولها
أجابتها دون أن ترفع عينها عن الكتاب الذي تقرؤه
_ دي أكيد عايزة تشتري رواية.
رفعت حاجبيها متسائلة بدهشة
_ ايه ده هي طلعت مثقفة وبتقرا روايات
كتمت ضحكتها ثم نفت برأسها قائلة
_ مثقفة ايه يا بنتي دي بتقرا روايات رومانسية عشان تتعلم ازاي تتعامل مع جوزها في المستقبل!
ضحكت بدور بسخرية معقبة
_ رومانسية! وأنا الي اڼصدمت لما افتكرت انها مثقفة بس الاشكال دي مش ممكن تكون مثقفة أبدا .. ده
حتى الرومانسية مش لايقة عليها!
فتح الباب پعنف إثر إنتهاء كلامها لتدخل من خلاله مريم وتتجه للوقوف أمامها صائحة بشراسة
_ مين دي الي الرومانسية مش لايقة عليها يا عينيا!
أجابت ببرود وإبتسامة مستفزة
_ انت ..
إحمر وجهها وأخذت شهيقا عميقا تنوي إطلاق سلسلة من الشتائم من بين شفتيها لكن إنفتاح الباب ثانية منعها عن ذلك إنتبهت بدور إلىدينا التي دخلت وهي تسحب خلفها فتاة تبدو أكبر منهن سنا فهتفت بإستغراب
_ دينا بتعملي ايه هنا
أجابت وهي تجلس بجانب عائشة على السرير
_ زهقت وكنت عايزة اكلمك بس فونك كان مقفول فجيت عشان اطمن عليك وجبت معايا هناء عشان اعرفك عليها.
أشارت في نهاية حديثها إلى التي أحضرتها
معها والتي إبتسمت لها ببعض الحرج وهي ټلعن دينا بداخلها بادلتها بدور الإبتسامة دونأن تحدثها حين شعرت بإحراجها ثم استمعت إلى سؤال دينا وهي تشير إلى عائشة ومريم
_ وانت مش هتعرفيني على الي معاك
أشارت بدور إلى عائشة قائلة
_ دي عائشة أخت خالد ابن عمي من أمه ..
ثم أشارت إلى مريم وهي تلوي شفتيها بقرف مضيفة
_ ودي وحدة عقربة والا حرباية والا جرادة مش عارفة ايه بالضبط بس هي اي نوع من الحشرات غير الفراشة أكيد!
رفعت دينا حاجبيها بإستغراب بينما إتسعت عينا مريم پصدمة ثم أخذت شهيقا ثانيا مستعدة لشتمها حقا لكنها فشلت هذه المرة أيضابسبب دخول التوأم سرين وإيلين وإسراعهم نحو بدور قائلين بلهفة وبصوت واحد
_ انت كويسة يا بدور
تطلعت إليهما بإستغراب متسائلة
_ اه في ايه
أجابت إيلين بتنهيدة راحة
_ فونك كان مقفول من اول ما روحنا من الجامعة وسبناك عشان كده قلقنا عليك.
رفعت حاجبيها بتعجب ثم إبتسمت هاتفة بمرح
_ ايه ده كل ده عشان فوني كان مقفول بس امال لو استخبيت وعملت نفسي مخطۏفة هيحصل ايه
كانت تقول ذلك وهي ترمق مريم بنظرات ذات مغزى وكأنها تريد أن توصل إليها رسالة ما لكن الأخرى لوت شفتيها بقرف وأشاحت بوجههابعدم إهتمام إستفز بدور وبشدة.
كانت الفتيات تتبادلن أطراف الحديث بغرفتها بعد أن إنضمت إليهم براءة وكذلك رحمة التي قدمت لتطمئن على والدتها نظرت بدور إلىساعتها لتقطع الحديث قائلة بحماس
_ بنات! ايه رايكم تفضلوا هنا لحد العشا ونتعشى مع بعض
أجابت رحمة سريعا
_ أنا كده كده كنت هفضل مع ماما وسيبت اخويا الصغير عند جارتنا سوو موافقة!
تبع كلامها موافقة دينا وهي تقول
_ وأنا وهناء هنفضل هنا برضه أكيد خالي هيوافق!
همست لها هناء بإعتراض
_ خلينا نروح يا دينا خالي أصلا لو عرف اننا في قصر العمري المعروف بأن كل الي فيه شباب هينفخنا.
هزت
كتفيها بعدم إهتمام قائلة
_ متقلقيش مش هيعرف.
إلتفتت بدور
متابعة القراءة