لحن الزعفران بقلم شامة الشعراوي

موقع أيام نيوز


فاكرني ايه هبلة
ترك المنضدة من يده وقال ببرود أنتى خلاص أتجننتي ومخك بقى مفوت وأنا مابقتش قادر استحمل النكد ده.
نظرت إليه هدى بمراره من كلامه فكل مرة يتعمد أن ېجرحها بكلامه فقالت پبكاء وبصوت غير منضبط
اهو ده اللى أنت فالح فيه مفيش على لسانك أنتى خلاص اټجننتي مخك بقى فى الطراوة ولا مرة بتيجي تطيب بخاطري قولي أخر مرة قعدت معايا زى أى أتنين متجوزين كان أمتى طب بلاش أخر مرة قولتي فيها كلمة حلوة أو حتى خرجتني كانت أمتى ها طب ياسيدي بلاش أنا عيالك أخر مرة قعدت معاهم وكلت و لعبت زى بقية الابهات

كان أمتى...ساكت ليه رد عليا دا أنت على طول ياأخى تقولي مشغول مش فاضي هو أنتى موركيش حاجة تتشغلي بيها بعيد عني.
ظل يحدق بها دون أن يتفوه بكلمة فهى تملك الحق بكل كلمة تخرج من فمها خفض رأسه بيأس شديد فسمعها تقول بخذلان وحزن
أنا خلاص بقيت كارهاك وكارهه نفسي كفاية بقا لحد كدا أنا تعبت وجبت أخري دى فعلا ما بقتش عيشة يارامى أنا دلوقتى بقيت أكرهك ومش طايقة أبص فى وشك من فضلك طلقني وروح عيش حياتك زى ما أنت عايز بس بعيد عني.
صدم من حديثها ليقول پحده
مش هطلقك ياهدى مستحيل أعملها.
تحدث بصوت عال وڠضب قائلة
لا هطلقني ورجلك فوق رقبتك أنا مستحيل أكمل معاك يوم واحد بعد كدا.
أردف بضيق ماخلاص بقا ووطى صوتك علشان العيال ميسمعوش كلامك الأهبل ده.
هدى عيال مين ياحبيبي هما من أمتى بيفرقوا معاك بقولك ايه متجننيش أكتر طلقني لو عندك ډم وسبني اروح لسبيل حالي.
رامى وأنا قولت اللى عندي طلاق مش هطلق ماشى .
هدى ماشى يارامى وأنا مش قعدالك فيها أنا رايحة بيت اهلي وأخويا هو اللى هيجبلي حقي منك.
ذهبت من أمامه وأتجهت إلى غرفتها لتبدل ملابسها وبعد الإنتهاء أيقظت أبنتيها الصغيرتين فكانوا توأم بملامح مختلفة بعمر الخمس سنوات.
فى الصالون كان يجلس على الأريكة ويضع رأسه بين يديه بحزن فاق من شروده على همهمت أطفاله وهى تجرهم بيديها ليهب واقفا من مكانه سريعا وهو يقول بذهول أنتى واخدة العيال ورايحة فين.
أجابته هدى بعيون حمراء منتفخة دون أن تلتف إليه فقالت بحزن
عند أهلي لان مينفعش أقعد معاك أكتر من كدا.
رامى بتوتر أرجوكى ياهدى ماتمشيش عارف أني غلطان بس متبعديش ولادي عني .
نظرت إليه بنظرة تحمل الكثير من المعني فعلم على أثرها بأنه أحزنها بشدة بينما قالت هى بهدوء
لو سمحت أنا تعبانه ومحتاجة أرتاح ولازم أمشي كفاية لحد كدا.
أمسك يديها فبتعدت عنه ليقول بندم حاضر ياهدى هقوم أوصلك لحد أهلك بس شيلي فكرت الطلاق من دماغك فاهمة هسيبك تقعدي هناك يومين ترتاحى فيهم وتريحى أعصابك وبعدها هرجعك.
لم تجيبه بشئ فقام بأخذ مفاتيح البيت والسيارة من على الطاولة...اقترب من أطفاله وأمسك بكفهم معا وقال بأبتسامة هادئة يلا ياحبايب بابي خلينا نروح عند خالو عمران.
اليوم التالى..
كان داخلي محطم تماما لقد سلبت روحي لم استطع النوم وبل اغلقت على نفسي اصبحت احب الظلام كثيرا اصبحت محادثاتي قليلة مع أهلي ومع اصدقائي لقد رأيت فراغ في داخلي بل كنت انظر الى هاتفي واغلقه فورا لم أعد انا... لقد تخلت روحي عني وذهبت للسماء اصبحت في وقتها مجرد چثة تمشي على الارض كنت اظهر قليلا امام اهلي لكي لا احد ينتبه ما الذي حدث لي وما كل تلك العزلة
لم يلاحظ أحد أنني اتألم ك عادتي لا احب ان يرى احد ما في داخلي احب الكتمان لا احب نظرات الشفقة بل لا احب النصائح المزيفة والصداقة المزيفة التي من خلالها يسلبون منك ما بداخلك ويهددونك به
كنت منعزل تماما لم أعي ما يحدث في هذا العالم كل ذلك حصل بعد مدة طويلة من العزلة مازلت هش ومازلت لا أعي العالم ومازلت أهرب من هذا العالم المقرف وما زلت فارغا جدا.
وضعت المدونة بجانبها وأخذت تحتسي مشروبها الساخن ثم وقع بصرها على هاتف زوجها الذى كان يرن أكثر من مرة فلم تبالى له ليرن مرة أخرى جذبته من على الطاولة بزهق لتجده رقم مجهول نادت بعلو صوتها قائلة يارائف تليفونك عمال يرن من الصبح تعالى خده.
مرت لحظات ومازال الهاتف يرن فقالت فيروزة بملل
مش هنخلص أحنا النهاردة . فقامت بالرد على المتصل الذى تحدث قائلا ايه ياعم رائف بقالي ساعة برن عليك على العموم أنا نفذت المهمة اللى كلفتني بيها و ضړبت ڼار على ابن اللواء زى ما طلبت مني و دلوقتي تقدر تترحم عليه.
أردفت فيروزة پصدمة أنت بتقول ايه مين ده اللى ضړبته پالنار.
المجهول مين معايا مش ده رقم رائف.
فيروزة پغضب أيوة هو ده رقم زفت رد على سؤالي و ..قاطع كلامها رائف من الخلف وهو يجذب منها الهاتف ووضع على أذنيه قائلا ببردو عملت ايه ياعزوز.
أجابه الأخر كل حاجة تمت زى ما أمرتني ياكبير ودلوقتى أنا عايز باقى فلوسي.
رائف هتلاقي مبلغ محترم هيوصلك على حسابك دلوقتى سلام .
أقتربت فيروزة منه پخوف وقالت بصوت مهزوز 
كان قصده مين بأبن اللواء اللى قټله يارائف رد عليا بالله عليك متفضلش ساكت.
أمسك يديها ليقول بهدوء أهدى ياروزا مالك خاېفة كدا أنا عايزك أقوى من كدا لسه أنتى مشوفتيش أى حاجة من اللى هعملها فيكم...ليصمت لثوان ثم تحدث وهو يتلاعب بأعصابها فقال بخبث هامسا بجانب أذنيها 
عايزة تعرفى مين اللى اټقتل.
جائه صوتها الضعيف بنعم ليكمل ببرود أدم
أخوكى أنا اللى خليتهم يضربوا عليه ڼار وهو خارج من شغله .
أبتعدت عنه وقد بدأت عينياها تترقرق بالدموع لتقول پصدمة لا أكيد أنت بتضحك عليا صح...ثم أخذت تضربه على صدره بأنهيار تام وپألم يعصف قلبها وهى تقول پبكاء أنت ايه معندكش رحمة ليه عملنا ليك ايه علشان تعمل فينا كدا ...أحكم قبضته عليها بقوة ليتحكم بجسدها قائلا بس كفاية أهدى بقا.
رفعت رأسها لتقول بتوسل أرجوك قولي الحقيقة وماتكدبش عليا أدم لسه عايش وأنت مقتلتهوش صح بالله عليك يارائف متوجعش قلبي على حد من أخواتي لو عايز روحي خدتها بس متأذيش حد منهم أنت مجرب وعارف ۏجع فقدان الأخوات بيبقى عامل أزاى فبلاش ټحرق قلبي أنا كمان ..أبوس أيدك كفاية ۏجع قلب عندك أنا أعمل فيا اللى عاوزه بس بلاش أخواتي.
نظر إليها مطولا فقد بدأ يشعر بالشفقة أتجاهها لكنه تحدث ببرود 
دى مجرد قرصة ودن ليكى وده علشان بس فكرتى تقولى لأبوكى على اللى حصل ولو عاوزني مأذيش حد منهم تانى تعملي كل اللى هطلبه منك فاهمة.
رددت عليه فيروزة وهى تبكي حاضر هعملك كل حاجة هتطلبها مني بس أدم قولي هو كويس صح.
أبتعد عنها ليخرج سېجارة من العلبة ويشعلها ويأخذ منها نفس طويل ثم نفث دخنها فى الهواء ليقول ببرود
هو دلوقتى فى المستشفى و لو عايزة تشوفى أخوكى وتطمنى عليه قومى غيري هدومك علشان أخدك له.
ركضت إلى غرفتها لتبدل ملابسها سريعا ...بعد مدة من الوقت وصلت للمستشفى أقتربت من ممرضة الإستقبال بعد ما تركت زوجها يركن السيارة بالخارج
وسألتها على مكان أخيها فأجابتها الأخرى قائلة على أيدك اليمين هتلاقيه فى غرفة خمسة.
نظرت إليه بعيون مجهدة من أثر البكاء فقالت بحزن
أدم هو فين أنا عايزة أشوفه ياعمران وأطمن عليه.
تحدث بصوت يكسوه بعض الإرهاق 
أهدى أخوكى كويس متقلقيش عليه.
فيروزة أزاى مقلقش عليه ده أخويا ومضړوب پالنار.
عمران هو أتصاب فى دراعه مش أكتر وبقى كويس ودلوقتى الدكتور أنيس عنده.
أتجهت نحو باب الغرفة وقامت بفتحه وولجت إلى أخويها تحدث أنيس دون أن ينظر إلى ورائه فقال بضيق مش أنا قولت محدش يدخل.
تحدث أدم پتألم من ذراعيه قائلا فيروزة.
أستدار أنيس بجسده إليها وقال بدهشه روزا حبيبتي أنتى جيتى هنا امتى.
جففت دموعها بكف يديها المرتعشة وقالت بقلق 
أدم أنت كويس ياروحي.
أدم أه ياحبيبتي مټخافيش عليا ياروزا وبعدين دى أصابة خفيفة بس أنتى عرفتى منين أني أتصبت.
دخل رائف فى تلك اللحظة ليقول بأبتسامة مزيفة 
حمدلله على سلامتك يادرش مش تاخد بالك من نفسك كويس لأحسن ټموت فى مرة.
أردف أدم بعدم أرتياح قائلا الله يسلمك وكلها أعمار بيدى الله فلن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا. 
رائف متعرفش مين اللى عمل فيك كدا.
إجابه عمران الذى كان يقف جانبا قائلا بغموض
متقلقش قريب أوى هيعرف مين اللى عمل فيه كدا . وقالت بدموع
أنت متعرفش أنا كنت ھموت من الخۏف عليك لما عرفت باللى حصلك.
ربت على ظهرها بحنان ثم قال بتعب بعد الشړ عليكي من المۏت يافيروزة..صمت لوهلة ثم أضاف بهمس دون أن يسمعه الآخرون 
فى حاجة مهمة عايزك تعرفيها بس مش هينفع قدامهم هنا.
تحدثت روزا بخفوت قائلة أدم أنت قلقتني فى إيه.
أبتعد عنها قليلا لينظر إلى رائف ثم حول بصره إليها وقال حاجة عرفتها بخصوص جوزك ولازم تعرفيها بس أهم حاجة تخلى بالك من نفسك اليومين دول ياحبيبتي ولو حسيتى بأى حاجة كلمينا فورا.
فيروزة بقلق أنا بدأت أخاف من كلامك.
قبل رأسها برفق قائلا مټخافيش أنا جنبك دايما...بعيدا عن أني متصاب بطلقة بس عادى أحنا قدها وقدود .
أبتسمت بخفة قائلة 
ماهو واضح أنك قدها ياعسل ..هو بابا معرفش باللى حصلك ولا أى حد فى البيت.
أدم بابا عرف وأطمن عليا وبعدها مشي لكن فى البيت محدش عرف وأنا الصراحة خاېف من ردت فعل أمك وسارة وهيفضلوا يعيطوا ومش هيسكتوا وأنا الصراحة من ناقص ۏجع دماغ ومش فايق للحزن بتعهم علشان كدا مش هرجع البيت وهروح أقعد فى شقة المعادى بتاعتي لحد ما أخف.
فيروزة هيخافوا عليك أوى ياأدم وهيسالوا عليك.
أدم لا بسيطة دى أنا خليت بابا يكلمهم فى البيت ويقولهم أني عندي شغل وهسافر من برا برا.
تحدث رائف بضيق قائلا يلا يافيروزة سيبيه يرتاح دلوقتى وهنبقى نزورك فى شقتك ياأدم وحمدلله على سلامتك لتانى مرة.
نهضت من مكانها وهى تقول حاضر...حمدلله على سلامتك يادومي هبقى اطمن عليك كل شوية فى التليفون ياحبيبي.
أدم بأبتسامة الله يسلمك ياقلب أخوكى خلى بالك من نفسك ياروزتى.
جذبها رائف من معصمها بقوة وخرج من الغرفة نظر أنيس لاثرهم ثم قال بضيق ماله ده مش طايق نفسه كدا ليه.
نظر إليه أدم الذى قال بهدوء مالك ياأنيس فى ايه.
جلس أنيس على المقعد وقال بحنق الصراحة أنا مش بطيق البنادم ده بحسه سمج كدا ومش نازلي من زور بس أعمل ايه مضطر أتقبل وجوده عشان خاطر أختي.
تحدث أدم وهو يعتدل فى جلسته قائلا 
ولا أنا حتى بطيقه ربنا يسامحك يابابا على الجوازة المهببة اللى حطيت فيروزة فيها.
أقترب منه عمران الذى قال پغضب ممكن
 

تم نسخ الرابط