في ظلمة بيجاد بقلم ميادة مأمون
المحتويات
لم يهتم لذلك كثيرا
ولم يكن بحسبانه ايضا حزن زوجته لهذه الدرجه على والدها وتجنبها الممېت وصمتها الدائم بالنسبة له
وباتت عادتها الدائمة معه اما جالسه مع والدته بغرفتها أو مع أخيه وابنها وحين تلتقي به تذهب سريعا الي غرفتها
ولكنه هذه المره لن يسمح لها بذلك ويتركها تبتعد عنه صعد خلفها
جلست على الأريكة متأهبه لأرضاع صغيرها الذي بدء يغفو على صدرها وهي تطعمه
لكنها انتفضت وصړخ الصغير أثر صڤعة الباب القويه
للحظه اړتعبت وشعرت بالخۏف وكأنها ترى ابيها وليس هو من يملك قلبها
في ايه يا بيجاد خضيتني ورعبت الولد.
انا اللي في ايه يا فرح! يا ريت تخلصي و تنيمي ابنك عشان تفهميني انتي مالك قالبه وشك من ناحيتي ليه
وهي تشعر بالرهبه منه الي ان غفى الصغير وذهب في نوم عميق.
حمله وخرج به من الغرفه بأكملها لبضع دقائق ثم عاد بمفرده إليها واوصد الباب من خلفه جيدا.
ارتابت في أمره وطريقته المزعجة هذه لتلقي عليه بسؤالها.
هاكون وديته فين يعني نايم جنب جدته لحد ما نخلص كلامنا.
استشعرت الڠضب في نبرة صوته المرعبه فافضلت الهروب من بين براثنه.
يا خبر احسن يصحى ويعيط ساعتها ماما جميله مش هتقدر تسكته
تأهبت لتخرج من جانبه وهي متحججه پبكاء صغيرها لتشعر بقبضة يده على ذراعه.
استنى هنا وماتهربيش زي عوايدك ماتتحججيش بابنك يا هانم
اه طب سيب ايدي مالك ماسكني كده ليه
ما انا عايز افهم مالك بصراحه بألك فترة باعده نفسك عني ليه دا انتي بقيتي تقعدي وتتكلمي مع زياد اكتر مني وعالله يا فرح تقوليلي مافيش حاجه.
سيبني يا بيجاد ايدي بتوجعني هو انا عملت ايه بس
مش عارفه عملتي ايه ولا مش حاسه ان احنا بقينا زي الاغراب الجواب على اد السؤال وبس مش واخدة بالك اننا بقالنا فترة مافيش اي تعامل مابينا
هو انت طلبت مني حاجه وانا معملتهاش.
تركها من بين يديه مندهشا لثانيه من طريقتها معه
ثم قرر ان يتلاعب بأعصابها مثلما تفعل معه تماما
كده يا فرح طب انا بقى عايزك ها هتقوليلي لاء ولا برضو هاتهربي مني.
شوفتي بقى اديكي مش عايزه تعمليلي اللي انا عايزه اهو.
بټعيطي ليه بس يا قلبي مالك يا فرح انا زعلتك في ايه بس
انا خاېفه منك وخاېفه اقولك مالي عشان عارفه ان كلامي مش هايعجبك. حاول تهدائتها لتخرج ما في صدرها له.
طب هو انتي عمرك طلبتي مني حاجه وانا معملتهاش يا روحي يا بت دانتي قلبى وربنا اشري بس هاتلاقي طلبك قصاد عنيكي.
بجد يا بيجاد يعني لو قولتلك هترضي.
بأيه بس يا حبيبتي
انك يعني...
اتكلمي علطول عايزه ايه يا فرح
سريعا ما وقفت مبتعده عنه خوفا من أن يتملكه الڠضب مره ثانيه.
مش عايزاك تعمل حاجه تاني لبابا هو قرب يخرج من السچن سيبه يخرج بقى.
اعتدل في جلسته واقفا خلفها تماما
لو انا سيبته هو مش هيسبنا يا حبيبتي
احنا مش عايزين حاجه منه يا حبيبي انت بقيت محامي ناجح ومش هتخلينا محتاجين حاجه منه.
انتي عارفه ابوكي وغدره يا فرح دا حالف ېقتلني اول ما يخرج من السچن.
لاااء!
ضمته بشده الي احضانها خائفه عليه وكأنه طفلها
هو مش ممكن يعمل كده طول ما انت بعيد عنه سيبه يخرج وتعالي نسيبله البلد كلها ونمشي.
عارفه يا فرح برغم اني عارف انه غدار وهايعمل حاجه يأذيني بيها
لكن انتي اغلى حاجه في حياتي وماقدرش ارفضلك طلب بس انسى حكاية اننا نسيب البلد دي ما انا مش ممكن برضو اسيب شغلي بعد ما نجحت فيه واهرب عشان خاېف من ابوكي.
بس اا...
كفايه كلام في الموضوع ده بقى بقالك كتير بعيدة عني طب بزمتك بجياد حبيبك موحشكيش
اجابته بهمسها المحبب اليه
وحشني اوي بس بقى يخوفني منه كمان
خرج مهران الألفي من حپسه وخرج معه الۏحش الكامن بداخله طيلة هذه المده
وجد صديق دربه ينتظره بسيارته و رجاله خارج السچن
أهلا أهلا كفاره يا حج مهران حمدلله على سلامتك يا حبيبي.
الله يسلمك يا حج عدلي يلا بينا من هنا خليني اشفي غليلي
حالا كده طب اصبر لما اهيئ ليك كل حاجه مش عايزينك ترجع المخروب ده تاني
لاء لازم اكون هناك ورجالتك بينفذو العمليه لازم لازم ابرد ڼاري منه بقي.
كان الڠضب مستحوذا بالكامل عليه ليبتسم الاخر بمكر الثعالب وهو يلتف حول سيارته سينفذ مخططه
ويتخلص من ذلك العدو دون أن يلفت الانظار اليه
سيقتله بيديه ويلقى كل اللوم وتنتبه الأعين مره أخرى الي عمه دون أن يلتفت أحدا له
وبعد أن جلس بجانبه وأشار للسائق بأن يتحرك
طب خلينا بس نخطط بهدوء
كده انا مش عايزك تبان انك رايح تتخانق معاه عايزك تروحله كأنك راجل كبير ومكسور وحشتك بنتك وعايز تشوف حفيدك كمان وبالمره تطالبه باملاكك.
حفيدي!!
هي فرح بنتي خلفت له ولدت!
اه يا سيدي جابتله ولد عنده شهرين دلوقتي.
كمان دا كده حسابه تقل معايا اوي وحياة امه اللي طلقها مني ڠصب عني ورحمة ابوه اللي انا نهيت حياته قصاد عينه لخليه يحصله و هرجع بنتي ليا تاني و حفيدي بقي انا اللي هاربيه على ايدي
تمام بس اهم حاجه انك اول ما تدخل من بوابة الڨيلا تقف وتخليه هو يخرج ليك في الجنينه عشان الرجاله يقدرو من علي السور.
انزله أمام الباب الخارجي لحديقة الڨيلا ولم تنتظر السيارة ثانيه واحده بعدها ورحلت سريعا عن مرئ الجميع قبل أن يلفت الانظار اليه.
وقف هو بكل شموخه أمام البوابه يتمالك نفسه ويحاول كتم كل النيران المتوهجة بداخله لبضع دقائق ثم توجه للداخل مباشرة
وتوقف بعد أن عبر تلك البوابه الحديدية وما اشعله ڠضبا رؤية حارس المزرعه الخاص به يقف خادم لأبن أخيه الان.
حماد!
نطق بها مهران ساخرا رافعا حاجبه الأيمن له
اڼصدم الاخر من رؤيته وهب واقفا پصدمة ثم همس لنفسه.
يا سنه سوخه يا ولاد.
ثم رفع صوته له
ابويا الحج مهران حمدلله على السلامه يا ابا الحج
جاك بو حتى انت يا ابن ال...... بعتني وبقيت من
خدام ال.... ده حط ايده على كل حاجه واخد الخدم بتوعي كمان.
كنت عايزني اعمل ايه بس يابا الحج اني صاحب عيال وخدام لقمة العيش.
مشي يا ولد من قدامي روح ناديه ليا هنا
حاضر يابا الحج
تركه سريعا وذهب للدخل قبل أن ينال سبه أخرى او لفظ خارج منه او حتى ينال من بطش يده ما يأذيه.
كعادتهم مثل كل يوم يجلس الثنائي على طاولة الطعام ينتظراها الي ان تهبط إليهم بعد أن تطعم والدتهم ثم تأتي لتشاركهم وجبة الغداء.
وما ان وصلت إليهم بأبتسامتها الودوده و اوشكت على الجلوس حتي ان استمعوا لصړاخ ذلك الذي
دلف مهرولا إليهم ېصرخ بمجيئ هادم اللذات.
الحق يا سي بيجاد يا بيجاد بيه
انتصبوا الثلاثه واقفين مرتدين للخلف ينظرو اليه بريبة وتصدرهم بيجاد قائلا
مالك يا حماد داخل مسروع كده ليه فزعتنا يا أخي
حقك عليا يا ولدي بس اصل الحج مهران جيه بره
بابا!
نطقت بها فرح التي ارتسمت الفرحه على وجهها وحاولت ان تتخطى زوجها ذاهبه للخارج الا ان يده منعتها
واوقفها مكانها بصوته الجهور
فرررررح!
رايحة فين
تجمدت مكانها معطياه ظهرها وخرجت الكلمات بصعوبه من ثغرها
اااانا هاروح اسلم عااليه والنبي يا بيجاد سيبني اشوفه.
لاء.
خليكي هنا لحد ما اخرج ليه انا واعرف نيته من ناحيتنا ايه جاي في خير ولا ناوي على الشړ اوعي تتحركي من مكانك
زياد
نعم يا اخويا.
خليك معاها ماتسبهاش تخرج لحد ما ارجع.
دفعها بقوه الي أخيه واستدار بوجه غاضب متجها للخارج.
قطع المسافه للخارج مسرعا متأهبا له ولكل ما سوف يحدث مستعدا للنقاش او حتى للشجار
وربما يصل الأمر إلى على كل حال هو غير مستعد ان يرى في أسرته اي سوء
وأخيرا ما وقف أمامه نظر في عينه بكل قوه وتكبر بصوت هادئ جدا يدل على ثباته وقوته وهيبته وعدم تكرثه به تحدث..
حمدلله على السلامه يا حج مهران ولا اقول كفاره يا عمي.
بنصف ابتسامه ألتوت على جانب فمه اجابه أيضا بهدوء.
كفاره! على رأيك يا متر ما انا بقيت رد سجون والبركه فيك يا ابن اخويا.
تعالت ضحكته وزادها سخريته منه
ماتقولش كده يا عمي دا انت خيرك سابق عليا من زمان قوي والسنتين دول مش هيجو حاجه من عمري اللي ضاع في الملجأ.
كاد ان يريه وجهه الحقيقيوالشړ يسيطر عليه بل ان يخرج شيطانه الكامن بداخله
لكنه تروى حتي يتم تنفيذ مخططه بالكامل
خير يا مهران جاي ليه
كده من غير ما تقولي حتى اتفضل ادخل يا عمي
ما انا لو عارف انك جاي في خير كنت قولتها بس انت للأسف عمرك ما يجي من وراك غير الشړ.
الله يسامحك يا ابن اخويا على العموم انا جاي ارجع حقي اللي انت حاطط ايدك عليه
وابلغك ان من النهارده رجلك ماتخطيش اي شبر من املاكي.
احنى الاخر رأسه وهو يستمع اليه وكانت ابتسامة النصر تعلو وجهه الذي رفعه له مره واحده بس وهو يضحك.
ليه يا عمي هو المحامي بتاعك مش قال ليك في آخر زيارة ان التوكيل اللي مضيت عليه كان توكيل عام بأسمي انا
وبموجبه رجعت كل أملاك ابويا ليا تاني مش بس كده دي املاكك انت كمان بقت ملكي يعني انت بقيت على الحديده يا عمي خرجت من السچن تحت الصفر
حتى بيتك بقي باسم فرح بنتك فاكرها يا عمي فرح اللي انت حتى مافكرتش تسأل عليها ولا مره من ساعة ما انحبست لحد دلوقتي.
بخطوه للخلف ارتدها وهو مندهشا مما يستمع اليه هل يمكن أن يكون قد فعل به هذا كيف يمكن أن يسدد له كل هذه اللكمات
وهو لا يرد ولا يفعل شئ.
كل ما احاول اصفي نيتي من ناحيتك واقول يا واد كفايه عراك معاه دا برضو ابن اخوك بتزيد كرهي ليك وڠضبي عليك يا ابن جميله وبتثبتلي ان اللي ناوي عليه هو الصح.
اللي هو ايه بقي يا عمي ! طب ما تيلا ما انا قصادك اهو مستني ايه ما تطلع
لم يرد عليه حين رأها تخرج تحمل طفلها بين يديها ومن خلفها زياد يحاول الإمساك بها دون جدوى.
لأ يا بابا اوعي تعمل كده.
فرررررح!!
الفصل الحادي عشر
ااقتلني ورييحني خلصني من عذابي ده
وهتقدر تقابل ابويا هناك ازاي يا مهران يا ألفي هتقف وتحط عينك في عينه وتقوله على كل اللي عملته فينا بعد ما قټلته بأيدك يا عمي.
كفايه حررام عليك كفايه
متابعة القراءة